Loading AI tools
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
كانت الموسيقى الموريتانية (أيضا أزوان أو الهَوْلْ)حاضرة في حياة ما قبل الدولة وما بعدها ويغنى الموريتانيون التقليديون باللغة العربية الفصحى واللغة المحلية حيث أن الأغاني غالبا ما تبدأ بأبيات من الشعر العربي الفصيح كمقدمة ثم تتبعها كلمات من الحسانية. وليس من السهل التأريخ للموسيقى الموريتانية وذلك لعدة أسباب وعراقيل ترتسم أمام الباحث في هذا المجال التراثي الحساني[1]، فقد اختلف المؤرخون في ذلك لشح المراجع والتدوين، ولكنهم يعتمدون على ما بقي من الأسر الموسيقية العريقة التي ورثت الفن عن آباء وأجداد في كل ذلك بشكل شفوي وتطبيقي. وقد توصلت كل تلك الدراسات إلى أن ظهور هذا الفن كان مع دخول المرابطين للمنطقة[2] وترسخت مع مجيء بني حسان بعد ذلك في القرن الخامس عشر الميلادي حيث قامت إمارات ظهر فيها من يزاولون هذا الفن ويسمون عندهم ب «إيكاون» بكاف معقودة، ومن هذه الإمارات التي ازدهر في زمنها فن العزف والغناء إمارة أولاد أمبارك في منطقة الحوضين، وقد كان الفن الموسيقي أحد ركائزها الأساسية، فيتخذ الأمراء المغنين جلساء لهم ووسيلة إعلامية لهم في الحروب وإرساء مجد القبيلة والإمارة، فكان لتلك الإمارة الفضل الأول في إرساء دعائم هذ الفن وتطويره على الذائقة الشعبية وأغلب «الأشوار» والمعزوفات ظهرت في ذلك الزمن. ولقد ارتبط فن الغناء عندهم بالشعر الملحون أو مايسمونه: (لغن)الذي ظل المادة الأساسية الملحنة والمغنى بها بالأساس إلى يومنا هذ، وبعدأن نضج هذا الفن وارتسمت أسسه في منطقة الحوضين الشرقية انتقل إلى منطقة الوسط (تكانت) و«اركيبة» (لعصابه حاليا) حيث نضج أكثر ووصل مرحلة الإبداع ليصل في حركته إلى ما يسمى مصطلحا ب («الكبله»: المنطقة الجنوبية) وهناك امتدت جذوره وظهرت أسر فنية راقية جعلت منه فن مجتمع بأكمله ودولة. ويتميز هذ الفن (أزوان) الحساني عن غيره من الفنون بكونه حكرا على شريحة معينة وهي (إيكاون)عن غيرهم. لقد عرفت أسر كبرى زاولت الفن ودرسته وأبدعت فيه قديما كأسر (أهل انجرتو سدوم مثلا وأهل اباشه، إسماعيل مثلا وأهل سلماغة وغيرهم...إلخ) وارتبط في تلك الآونة بالأمير وكبار الإمارة من أعيان، فالفنان يمثل عندهم الدور الإعلامي لصالح هؤلاء يشيد بمكارمهم ويعبئ لحروبهم ويشغل مجالسهم بمعزوفات ليجزلوه العطاء، وقد ظل الفن على تلك الحالة لكل إمارة فنانوها من شريحة معينة حتى بعد تفكك تلك الإمارات، ولا يمتلك الفنان من آلات العزف إلا الآلات التقليدية (التيدنيت) أما الفنانة المرأة فهي تعزف على آلة (آردين التقليدية) التي تختص بها عن الرجل، وقد ساهم هذا الفن حينها وإلى وقتنا هذا في الكثير من إثراء الساحة الثقافية بتاريخ الأمير والإمارات ومناقب الأعيان لارتباطه بهم عن طريق التسميات التي تطلق في غالب الأحيان على (أشوار التيدينيت) وهي معزوفات موزونة أو لا موزونة عزفها الفنان (إيكيو) للأمير أو غيره من أعيان القبائل، كما أن الأشعار المصاحبة لتلك المعزوفات تكشف عن تاريخ وحضارة سامقة شهدتها تلك العصور.[3]
وكل واحدة من هذه الجوانب تحوي أظهورت الهول الخمس: كر، فاق، لكحال، لبياظ ولبتيت،
بالإضافة إلى أدخولات ولرخاو والردفه ولشوار بالنسبة للجانبتين الكحلة والبيضة.
ولم يتفق الباحثون ولا المؤرخون على تاريخ محدد لظهور التيدنيت ولا لأصولها لكنهم يجمعون على أنها ظهرت مع مجيء بني حسان لهذه الأرض، يقول الفنان الكبير الأستاذ: سيد احمد ولد أحمد زيدان[5] على أن أصولها عربية وقادمة إلى موريتانيا من الأندلس عن طريق الملحن زرياب لكنها طورت من عود عربي إلى تيدنيت موريتانية بحالتها الحالية، بينما يرى البعض الآخر أنها آلة إفريقية استوردها الموريتانيون منذ القرن الرابع عشر الميلادي.
وأوتار هذه الآلة تتخذ من زغب أذناب الخيل في القديم وأصبحت الآن تتخذ من مادة ابلاسيتيكية وأخرى حديدية في بعض الأحيان. ولتزويق هذه الآلة تتخذ النساء الحناء وغيرها من الأصباغ لزخرفة الأدمة البيضاء على ظاهر القدح الآنف الذكر الذي هو قاعدة «الآردين»، كما تتخذ الحلق الصغيرة من حديد فتثبت في دوائر على سطح قاعدة الآردين حيث تصدر أصواتا عند ضرب العازفة للأوتار والطبل الذي قد يتخذ كذلك لإصدار إيقاعات موزونة إذا لم يوجد طبل مستقل لذلك.
والطبل أداة ترمز للسيادة في المجتمع الموريتاني التقليدي وله دور اجتماعي كببير ويكون في العادة في حوزة رئيس القبيلة أو أميرها وتوزع بواسطة صوته الأوامر والإعلانات كقرب الحرب أو ضياع الحيوانات أو الأشخاص أو الرحيل، ويساهم في الاحتفالات والأفراح وهو رمز لاجتماع الجنسين لذلك يستحيي الصغار من ذكره بالاسم أمام الكبار وله متخصصون في ضربه وفي حل شفرة صوته.
- الكيتارالعادي: يصدر الصوت الجهير بمجرد ضرب أوتاره وهو الأول من حيث الوجود في موريتانيا وهيئته لا تختلف كثيرا عن هيئة الكيتار الكهربائي وأوتاره من مادة ابلاستيكية. - الكيتار الكهربائي: وهو الذي يصدر أصواته عن طريق ربطه بمكبر صوت كهربائي، ولا يختلف عن السابق إلا بخاصيته الكهربائية وأوتاره التي تتخذ من مادة حديدية في الأصل وابلاستيكيية أحيانا، وهما:- أي الكيتاران - من تصنيف «جامع آنكاره».
وقد كان الغناء قبل سدوم ول انجرتو وطبقته على الطريقة البيضاء ــ أسلوب العرب ــ فخلطوا به من نغمات السودان وألحانهم ونظموه كما هو اليوم[6]>.
تتكون الموسيقى الموريتانية أو الهول التقليدي من ثلاثة جوانب (طرق) هي:
ويحتوي كل واحد من هذه البحور دائما على سواد «أكحال» وبياض «أبياظ» وعلى «أزراك»[7]
كما تحوي هذه البحور كذلك مقامات تسمي «أظهُورَ»، ولكل منها اسمه الخاص به في كل جانبة على حدة.[8]
┐────── | ─── | ┤────── | ────── | ┌ | |||
الطريق الكحلة | الطريق البيظة | لگنيدة |
يغنى المطرب عادة باللغة العربية الفصحى أو اللهجة الحسانية حيث أن ذلك يختلف من مطرب إلى آخر ويغنى المطربون بعض القصائد العربية الفصحى وبعضها قد يعود إلى الجاهلية مثل: نحن بنات طارق.. نمشي عى النمارق.. كما أن لقصائد الحب حضورا كثيفا في الغناء الموريتاني مثل قصائد نزار قباني وقيس أبن الملوح وغيرها.
Seamless Wikipedia browsing. On steroids.
Every time you click a link to Wikipedia, Wiktionary or Wikiquote in your browser's search results, it will show the modern Wikiwand interface.
Wikiwand extension is a five stars, simple, with minimum permission required to keep your browsing private, safe and transparent.