ملابس الإمبراطور الجديدة(بالدنماركية: Kejserens Nye Klæder) هي قصة قصيرة للكاتب الدنماركي هانس كريستيان أندرسن من الدنمارك نشرت لأول مرة في كونهاغن في 7 إبريل 1837 مع قصة عروس البحر الصغيرة ضمن الجزء الثالث والأخير من حكايات أندرسن الخيالية للأطفال.
.[2][3][4] تدور القصة حول ملك يقنعه خياطان بأن يصنعوا له بدلة خفية لا يراها الذي لا يصلح لمنصبه أو الأحمق وعديم الكفاءة. وعندما يخرج الملك أمام رعيته بملابسه الجديدة، لا يتجرأ أحد على قول أنه لا يرى أي ملابس على الملك، باستثناء طفل يصرخ «لكنه لا يرتدي أي ملابس على الإطلاق!».
معلومات سريعة ملابس الإمبراطور الجديدة, (بالدنماركية: Kejserens nye Klæder) ...
يصل محتالان إلى بلدة يحكمها إمبراطور فاسد ينفق الأموال بسخاء على ملابسه على حساب الاهتمام بشؤون الدولة. يدعي المحتالان أنهما خياطان، ويخبران الإمبراطور بقدرتهما على نسج بذلة رائعة فريدة من نوعها، حيث لا يستطيع أن يراها الحمقى والأغبياء عديمي الكفاءة. يصدقهما الإمبراطور ويطلب منهما نسج هذه البذلة له، فينصبا الأنوال، ويغدق عليهما المال ويمدهما باحتياجاتهما، وحين يذهب رجال القصر ومسؤولو الدولة، والإمبراطور نفسه لرؤية النساجين أثناء العمل يروا الأنوال فارغة بينما يتظاهر النساجان بالعمل، فيأبوا الإفصاح عما يرونه خشية أن يعتبرهم الآخرون حمقى أو أغبياء، وحين أعلن النساجان عن انتهائهما من خياطة الملابس، تظاهرا بإلباسها للإمبراطور الذي خرج بها في موكب أمام الشعب بأكمله. يرى الشعب الإمبراطور عاريًا تمامًا أمامهم غير أن أحدًا لا يجرؤ على قول الحقيقة خوفًا من أن يبدو أحمقًا عديم الكفاءة، إلا طفل يخبر الإمبراطور أنه لا يرتدي شيئًا فيكتشف الناس أنهم قد خدعوا، بينما يواصل الإمبراطور مسيرته بزهو أكثر.
تستند قصة ملابس الإمبراطور الجديدة إلى قصة إسبانية من كتاب الأمثلة (أو الكونت لوكانور) لخوان مانويل أمير فيلينا (1282–1348) الذي يعود إلى عام 1335،[5] ويتألف من 51 حكاية خرافية مستوحاة من خرافات المؤلف الإغريقي إيسوب، وغيره من الكتاب الكلاسيكيين، والقصص الشعبية الفارسية. لم يكن أندرسن يعرف الأصل الإسباني للقصة لكنه قرأها في ترجمة ألمانية بعنوان هكذا يسير العالم.[6] تحكي القصة الأصلية عن ملك يقوم نساجان بخداعه، وإقناعه أنهما سينسجان له بذلة لا يستطيع أن يراها أي شخص ليس ابن إبيه، استبدل أندرسن موضوع خلط الأنساب والبنوة الزائفة، بموضوع الحماقة والغباء ليجعل القصة تشير إلى الكبرياء والغرور الفكري في البلاط الملكي.[7][8]
توجد أيضًا نسخة هندية من القصة ظهرت عام 1283 في قصيدة لافاتيسارا التي ألفها جينا راتنا، وفيها يبيع التاجر المخادع للملك ثوبًا سحريًا لا يستطيع لمسه أو رؤيته كل من كان ولدًا غير شرعيًا لإبيه، وحين يرتدي الملك الثوب يتظاهر رجال البلاط بالإجعاب به، فيقرر أن يطوف في المدينة ليتباهى بالثوب فيندهش عامة الناس حين يروه ويسألوه متعجبين إن كان قد زهد في الدنيا ليمشي عاريًا، عندئذ يكتشف أنه كان ضحية خدعة، ولكن بعد فوات الأوان وحين يكون التاجر قد هرب من البلاد.[9]
أثرت القصة تأثيرًا واضحًا في الأدب، وفي مختلف أنواع الفنون منذ أن نشرت لأول مرة، وحولت للعديد من الأفلام والأعمال التليفزيونية كما قدمت على مسارح العالم أكثر من مرة.
في الأفلام والمسرح والتليفزيون
فيلما روسيًا من إخراج يوري زيليابوجسكي في عام 1919.
عرضًا مسرحيًا قصيرًا بعنوان ملابس الإمبراطور الجديدة من إنتاج عام 1953.
الفيلم الكرواتي 80 درجة من إخراج أنتي باباجا عام 1961.[10]
في المسلسل البريطاني دكتور هو عام 1965 حيث يستخدم الطبيب القصة في إحدى الحلقات لتجنب اكتشافه كعازف قيثارة.
المسلسل التلفزيوني الكوميدي الموسيقي الأسترالي هانس كريستيان أندرسن، الذي سلط الضوء على ثلاث من أشهر قصص أندرسن من إنتاج عام 1970، ولعب دور الإمبراطور فيه الممثل باتريك ويمارك وقد أذيع المسلسل بعد وفاته المفاجئة بخمسة أسابيع فقط في ملبورن.[11]
المسلسل التليفزيوني الأمريكي عالم داني كاي المسحور الذي قدم عام 1972 من إنتاج شركة رانكن باس، وبطولة داني كاي، وسيريل ريتشار، وإيموجين كوكا، وألين سويفت، وبوب مكفيدن، استخدمت القصة لتكون أساس الحلقة الموسيقية الأولى والوحيدة في المسلسل التي احتوت على ثمانية أغاني من تأليف غول باس ولحن موسيقاها لموري لوز، وقد صورت مشاهدها الحية في مدينة أرهوس الدانماركية، ثم أضيفت لها مؤثرات خاصة كالرسوم المتحركة وتقنية الأنيماجيك المبتكرة في اليابان.
المسلسل الأمريكي مسرح حكايات الجن لشيلي دوفال في عام 1985، حيث لعب ديك شون دور الإمبراطور، ولعب ألان أركين وأرت كارني دور النساجين المحتالين.
الفيلم الوثائقي الحربي الياباني جيش الإمبراطور العاري يتقدم للمخرج كازو هارا عام 1987، والذي يحكي عن كينزو أوكوزاكي أحد المحاربين القدامى الذين شاركوا في حملة اليابان في الحرب العالمية الثانية في غينيا الجديدة، والبالغ من العمر 62 عامًا، ويبحث عن المسؤولين عن مقتل جنديين مجهولين في وحدته القديمة أثناء الحملة.
فيلم الرسوم المتحركة ملابس الإمبراطور الجديدة من إنتاج شركة باربانك أننيميشن ستوديوز عام 1991.
في فيلم الرسوم المتحركة أحدث ملابس الإمبراطور الذي عرضته شبكة قنوات اتش بي أو الأمريكية عام 2018. حكي القصة في الفيلم ألن ألدا، بينما قام جيف دانيلز بالأداء الصوتي لشخصية الإمبراطور.[12]
في الموسيقى
أصدر المغني والممثل الكوميدي الأمريكي بينغ كروسبي ألبومًا غانئيًا للأطفال في عام 1951 بعنوان «لا تخف»، كانت القصة واحدة من حكاياته المغناة للأطفال.[13]
أدرجت المغنية الأيرلندية سينيد أوكونور أغنية بعنوان «ملابس الإمبراطور الجديدة» ضمن ألبومها الصادر عام 1990 بعنوان «لا أريد ما ليس عندي»، وتتكلم الأغنية عن العلاقات الفاشلة.
في الأعمال الأدبية اللاحقة
نشر الأمريكي جاك هيرر أحد نشطاء الحركة العالمية الداعية لتقنين القنب جاك هيرر في عام 1985 كتابًا بعنوان «الإمبراطور عاريا» مستوحيًا عنوان الكتاب من قصة أندرسن، ويحكي الكتاب عن تاريخ صناعة القنب عبر العصور. استمر بع الكتاب على مدى 35 عامًا كاملة حتى صدور طبعته الرابعة عشرة في عام 2020.
نشر رسام الكاريكاتير الزيمبابوي توني نامات في عام 2011 مجموعة من الرسوم الكاريكاتورية السياسية بعنوان «تربة الإمبراطور الجديدة» The Emperor's New Clods[15] وهو العنوان الذي يعتبر تحريفًا لعنوان قصة أندرسن، حوت المجموعة رسومًا كاريكاتورية كانت قد نُشرت في الصحف الزيمبابوية بين عامي 1998 و2005 وتسلط الضوء على بعض اللحظات التاريخية في فترة مضطربة من تاريخ البلاد.[16]
أصبحت عبارة ملابس الإمبراطور الجديدة مصطلحًا يشير إلى المغالطة المنطقية التي تصف حالة الجهل الجماعي، أو حالة افتراض أن شيئًا ما حقيقي، وأن أحدًا لا يرغب في انتقاده فقط لأنه مقبول لدى عامة الناس على نطاق واسع.[10]
Andersen, Hans Christian؛ Tatar, Maria (Ed. and transl.)؛ Allen, Julie K. (Transl.) (2008). The Annotated Hans Christian Andersen. New York and London: W. W. Norton & Company, Inc.
Andersen, Hans Christian؛ Wullschlager, Jackie (Ed.)؛ Nunnally, Tiina (Transl.) (2005). Fairy Tales. New York: Viking.