Remove ads
عالم مسلم محدث شيعي أصوله بعلبكية من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
الشيخ محمد بن علي بن أحمد الحرفوشي الحريري العاملي الكركي الشامي عالم دين شيعي، كان عالماً فاضلاً أديباً ماهراً محققاً مدققاً شاعراً منشئاً حافظاً، أعرف أهل عصره بعلوم العربية، قرأ على السيد نور الدين علي بن علي بن أبي الحسن الموسوي العاملي في مكة «جملة من كتب الفقه والحديث» وقرأ على جماعة من فضلاء عصره من الخاصة والعامة. قضى معظم حياته مرتحلاً بين دمشق ومكة لطلب العلم وبلاد العجم التي تولي فيها منصب رئيس العلماء حتى توفي ودفن فيها.[1][2]
| ||||
---|---|---|---|---|
معلومات شخصية | ||||
الاسم الكامل | الشيخ محمد بن علي بن أحمد الحرفوشي الحريري العاملي الكركي الشامي | |||
تاريخ الميلاد | بعلبك، إيالة دمشق، الدولة العثمانية. | |||
الوفاة | ربيع الثاني 1059هـ أصفهان، الدولة الصفوية | |||
العقيدة | مسلم شيعي إثنا عشري | |||
الحياة العملية | ||||
الحقبة | العثمانية والصفوية | |||
المهنة | كاتب، وعالم مسلم | |||
الاهتمامات | عالم، أديب حافظ، شاعر، نحوي ولغوي | |||
تعديل مصدري - تعديل |
يُنسب إلى عائلة الحرافشة الأمراء الذين حكموا بلاد بعلبك وكان لهم فيها نفوذ ومكانة استمرت لمئات السنين، وتعود تلك العائلة بجذورها إلى العراق وتحديدًا إلى قبيلة خزاعة، وعلى ما يظهر فإن التأريخ الدقيق عن أصل هذه العائلة وتاريخها لم يذكر عند المؤرخين، لهذا وقع الاختلاف في ذلك، وما ذهب إليه البعض من أن أصل العائلة يعود إلى جدهم الحرفوشي الخزاعي الذي عقدت له راية بقيادة أبي عبيده بن الجراح زمن الفتح الإسلامي للشام. درس الشيخ محمد الحرفوشي في دمشق على بعض العلماء مثل الشيخ العمادي المفتي والشيخ المولى يوسف بن أبي الفتح الذي قيل أن خلافًا دب بينه وبين الحرفوشي دفعه إلى الهرب نحو الدولة الصفوية بعد أن استعان عليه المولى يوسف بالعثمانيين. وصل الشيخ محمد الحرفوشي أصفهان أيام حكم الشاه عباس الصفوي فاستقبله أحسن استقبال، وعندما اطلع على مكانته العلمية عينه رئيساً للعلماء واستفاد من طاقاته العلمية في تلك الدولة الفتية.[3]
اتفق الحر العاملي[5][6] وحسن الصدر[7] على ذكر نسبه كالتالي: «محمد بن علي بن أحمد الحرفوشي الحريري العاملي الكركي الشامى»، أما ابن معصوم[8] الحسني فذكره على هذا النحو «محمد بن علي بن أحمد الحرفوشي الحويزي الشامي العاملي»، كما نسبه المحبي ب «محمد بن علي بن أحمد المعروف بالحريري وبالحرفوشي العاملي الدمشقي »[9]، وسمي بالكركي نسبة إلى كرك نوح وهي من قلاع الحرافشة (بعلبك).[10][11] كما لقب بالعاملي لأنه قرأ على علماء جبل عامل، أما لقب الحرفوشي فنسبة لآل الحرفوش، حيث ينتهي نسبهم إلى حرفوش الخزاعي، من خزاعة العراق، سار جدهم مع سرايا الفتوح واستقر في غوطة دمشق. ولما توجه أبو عبيدة بن الجراح إلى بعلبك عقد للخزاعي راية بقيادة فرقة، ولهُ قصيدة في الفخر منها هذه الأبيات:[12]
وما كثرة الألقاب التي كنيَّ بها إلا لعلو قدرِ المسمى حيث أنها كلها إما ارتبطت بالمهنة التي امتهنها (حريري، شيخ) وإما لمرحلة من مراحل ترحاله بين كرك نوح في البقاع، التي كانت من المراكز العلمية الشيعية المعروفة في الشام إلى جانب مركزي جزين ومشغرة؛ [13] وبين دمشق لطلبِ العلمِ فيهم، بالإضافة إلى عمله فيها بالحرير (كركي، دمشقي، شامي، عاملي)، وكثيراً ما اعتُمد هذا الأسلوب قديماً، فنرى بعض الباحثين يضيف لقب الأزهري لمن درس بالأزهر بمصر أو مقاصدي لمن درس بالمقاصد ببيروت أو عاملي لمن درس بجبل عامل وهكذا. أما هو فقد كان يكتب اسمه على مؤلفاته كما هو وارد في الصفحة الأخيرة من صورة مخطوطة شرح الكتاب الموسوم بالفاكهي على قطر الندى، بـ محمد بن علي بن أحمد الحريري الحرفوشي.
قرأ بدمشق وحصل وسما وحضر دروس العمادي المفتي وكان العمادي يجله ويشهد بفضله، طلبه المولى يوسف بن أبي الفتح لإعادة درسه فحضره أياما ثم انقطع، فسأل الفتحي عن سبب انقطاعه فقيل أنه لا يتنازل لحضور درسك، فكان ذلك الباعث على إخراجه من دمشق وسعى الفتحي عند الحكام على قتله بنسبة الرفض إليه، تحقق هو الأمر فخرج من دمشق إلى حلب هاربا ثم دخل بلاد العجم، فعظمه سلطانها شاه عباس وصيره رئيس العلماء في بلاده، حيث كان وهو بدمشق خامل الذكر وكان يصنع قماش العباءات المتخذ من الحرير ولذلك قيل له الحريري، وكان كثير من الطلبة يقصدونه وهو في حانوته يشتغل فيقرؤن عليه ولا يشغله شاغل عن العلم.[14]
درس الحرفوشي في مكة على السيد نورالدين علي بن علي بن أبي الحسن الموسوي العاملي المقيم آنذاك في مكة.[15] وكان السيد نور الدين علي بن علي بن الحسين بن أبي الحسن الموسوي العاملي الجبعي، عالما فاضلا أديبا شاعرا منشئا جليل القدر عظيم الشأن، قرأ على أبيه وأخويه السيد محمد صاحب المدارك وهو أخوه لأبيه والشيخ حسن ابن الشهيد الثاني وهو أخوه لامه. له كتاب شرح المختصر النافع أطال فيه المقال والاستدلال لم يتم، وكتاب الفوائد المكية، وشرح الإثني عشرية في الصلاة للشيخ البهائي، وغير ذلك من الرسائل. وقد ذكره السيد علي بن ميرزا أحمد في سلافة العصر فقال فيه: طود العلم المنيف، وعضد الدين الحنيف، ومالك أزمة التأليف والتصنيف الباهر بالدراية والرواية، والرافع لخميس المكارم أعظم راية، فضل يعثر في مداه مقتفيه، ومحل يتمنى البدر لو أشرف فيه، وكرم يخجل المزن الهاطل، وشيم يتحلى بها جيد الزمن العاطل.. وكان له في مبدأ أمره بالشام، بحال لا يكذبه بارق العز إذا شام.. ثم انثنى عاطفا عنانه وثانيه فقطن بمكة شرفها الله تعالى وهو كعبتها الثانية... وقد عاش بها حتى أناف على التسعين، والناس تستعين به ولا يستعين... وكانت وفاته (لثلاث عشرة بقين من ذي الحجة الحرام) سنة ثمان وستين وألف.[15]
حضر الحرفوشي درس العمادي «المفتي» في دمشق، وكان العمادي يجله ويشهد بفضله[16]، وآل العمادي هم عائلة تناوبت على دار الإفتاء بالشام ردحاُ من الزمن. وأغلب الظن هو عبد الرحمن بن محمد عماد الدين بن محمد ابن محمد بن محمد العمادي الحنفي مفتي الشام ولد 978 هـ وتوفي سنة 1051 هـ إحدى وخمسين والف. من تصانيفه تحرير التأويل على مافي معاني بعض آي التنزيل، الروضة الريا فيمن دفن بداريا، كتاب الهدية في العبارات الفقهية، المستطاع من الزاد في المناسك، مقدمة الصلاة.[17][18]
قال الشيخ حسين بن شهاب الدين الكركي العاملي في هداية الأبرار ـ بعد ذكر صاحب المعالم والمدارك والشيخ البهائي وميلهم للعمل بطريقة القدماء في الأخبار ـ : «ثم جاء بعد هؤلاء جماعة من الفضلاء نحو مولانا محمد أمين الأسترآبادي نزيل مكة المعظمة، والشيخ زين الدين حفيد الشهيد الثاني، ومولانا خليل القزويني، وإمام العربية في زمانه الشيخ محمد الحرفوشي العاملي، والشيخ حسين بن الظهير العاملي، والشيخ محمد بن جابر النجفي وغيرهم؛ فصرحوا بما لوح إليه غيرهم، ولم تأخذهم في الله لومة لائم؛ لأنهم عرفوا الحق؛ فلم يسعهم إلا القبول والتسليم: (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا)....». وقال العلامة البحراني الشيخ حسين آل عصفور في المحاسن النفسانية: «... وما زال ذلك الأمر شايعاً في تلك الأزمان حتى صغى إليهم من بعدهم جماعة من الفضلاء الذين تعلقوا بأهذاب الأخبار، ونشروا علم الحديث في الأصقاع والديار ( كمولانا الأمين محمد أمين الأسترآبادي، والفاضل ملا خليل القزويني، والفاضل ملا محسن الكاشاني، والشيخ محمد الحرفوشي، والمحقق الشيخ حسين بن شهاب الدين العاملي وأمثالهم )؛ فصرحوا بما لوح به غيرهم من الأعاظم، ولم تأخذهم في الله لومة لائم؛ لأنهم عرفوا الحق؛ فلم يسعهم إلا القبول بما جاء عن آل الرسول ـ ﷺ...». وقال: «وحينئذ فلا يجوز التعرض لأكثر من بيان خطئهم وفساد ما تعلقوا به من القواعد الاجتهادية؛ لئلا يقتفي أثرهم من كان بعدهم؛ لضعف قريحته عن نقض شبههم، وما تعلقوا به في التجشم لتلك القواعد العامية؛ وامتثالاً لما استفاض عنهم ـ عليهم السلام ـ مسنداً عن النبي ﷺ؛ أنّه قال: ( إذا ظهرت البدع في أمتي فعلى العالم أن يظهر علمه؛ فإن لم يفعل فعليه لعنة اللّه ). وقد صّرح بما قلناه جماعة مثل أولئك في كتبهم، مثل الفاضل حسين بن شهاب الدين العاملي ومحمد محسن بن مرتضى بن فيض الله محمود الكاشي الشهير بالفيض الكاشاني في الأصول الأصيلة، والشيخ محمد الحرفوشي، والسيد نعمة الله الجزائري وغيرهم من الأعلام».[20]
له تصانيف كثيرة منها:[24]
ومن شعره مدح علي بن أبي طالب؛ قوله :
له شعر حسن جميل ومنه قوله:
وقوله:
وقوله في الخال:
وقوله:
ومن قوله في الفخر بنسبه الحرفوشي:
وجود الحريري الحرفوشي في قوله:
وله أيضاً في الشكوى:
يقال أنه صاحب البيت المشهور:
للحرفوشي مساجلة مع عدد من الشعراء تمت وقائعها في مدينة بعلبك وتناقلها الرواة وقد دونها سنة 1101ه - 1689م أستاذه السيد نور الدين علي بن أبي الحسن الحسيني العاملي[36]، «هذه المساجلة تدل على نهضة أدبية شهدتها بعلبك في بداية عهد الحرافشة: إذا اجتمع عشرة شعراء في مجلس علم وظرف وطرافة نجمت عنه مساجلة شعرية لطيفة، وتنم عن غزارة شاعرية الشيخ محمد الحرفوشي الحريري، وسرعة البديهة التي إمتلكها لأنه فاز بأحد عشر بيتاً من أصل ست وعشرين في حين توزع زملاؤه التسعة على خمسة عشر بيتاً فقط».[37][38] ونقلت هذه المساجلة عن مجموعة كتبت سنة 1101هـ بخط السيد نور الدين علي بن أبي الحسن الموسوي العاملي، والتي جاء فيها نقلا ً عن السيد نور الدين علي الموسوي أخ السيد محمد (صاحب المدارك): إنه مما اتفق من فلتات الزمان وفريدات هذا الأوان، بعد أن ساعدت المقادير وارتفعت على خلاف العادة المحاذير، أن جمعتنا جوامع الالتزام، إلى أن يقول: كان كلٌّ من الحاضرين وأجلاء الأدباء والمنادمين صار ينظم ارتجالا ويجيد مقالاً، وفي هذا الشأن غاية ما يكون مولى الشعر وجليل الفضلاء ذو الجمال والمجد الربّاني مولانا الشيخ حسن الحانيني متّعنا الله بطول أيامه ولطائف ألفاظه وأقلامه، وابتدأ الشيخ حسن الحانيني في المساجلة فقال:
فردّ الشيخ محمد الحريري الحرفوشي الدمشقي:
وردّ الشيخ بهاء الدين العفيفي، فقال:
وأجابه الشيخ محمد الحريري الحرفوشي ثانية:
وردّ الشيخ حسن الظهيري، فقال:
وأجاب السيد محمد العباسي:
وأجابه الشيخ عبد الرضا:
ثم قال الشيخ محمد الحريري الحرفوشي:
ثم قال الشيخ حسن الحانيني مرة أخرى:
ثم أجاب الشيخ محمد الحريري:
أما السيد نور الدين الموسوي فقال:
إلى آخر المساجلة التي اشترك فيها آخرون كالشيخ محمد بن حماد.
اهتم بالحديث وهو ثقة روى بتسع وسائط عن علي بن أبي طالب ولا يدانيه أحد في علو السند. وذكر ابن الآقا في كتاب المقامع أنه له عن الشيخ محمد الحرفوشي بخمس وسائط، وأنه يروى بتسع وسائط عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وينسب إليه أنه أدرك المعمر المغربي الملقب بابن أبي الدنيا، المسمى بعلي بن عثمان بن الخطاب بن مرة بن مؤيد الهمداني اليماني، الذي اشتهر أنه شرب ماء الحياة. وذكر بأن الشيخ محمد الحرفوشي قد أدرك المعمر المذكور في بعض مساجد الشام، واستجاز منه فأجازه رواية أصول الحديث والعربية والكتب الأربعة.[39][40]
توفى ودفن في ديار العجم (اصفهان) في شهر ربيع الثاني سنة 1059 هجرية.[41]
رثاه بعض العلماء والشعراء منهم الشيخ محمد الحر العاملي صاحب أمل الآمل في قصيدةٍ منها هذه الأبيات:[42]
نبغ من آل حرفوش حكام سياسيون تجاوز دورهم كافة الولايات السورية مثل الأمراء علي ويونس وشديد؛ وقادة عسكريون قل نظيرهم في ميادين القتال أمام أعداء لا يقارنون بهم عدة وعدداً، مثل مصطفى وجهجاه وجواد؛ وكذلك إشتهر منهم شعراء وعلماء سار ذكرهم إلى بلاد بعيدة خارج الإمبراطورية العثمانية، مثل الأمراء موسى ومحمد بن علي بن أحمد الحرفوشي الحريري وابنه إبراهيم. ومع ذلك تجاهلهم التاريخ اللبناني الكلاسيكي إلا لماماً وسلط الضوء على من لا يماثلهم قدراً وأثراً ومكانة[43]؛ بالرغم من أن الشيخ محمد الحرفوشي الحريري صاحب المقالة قد اضطر إلى أن يهاجر إلى بلاد العجم حيث أصبح معظماً عند الشاه عباس الصفوي حيث صيره رئيس العلماء في بلاده كما سبق ذكره.[44]
Seamless Wikipedia browsing. On steroids.
Every time you click a link to Wikipedia, Wiktionary or Wikiquote in your browser's search results, it will show the modern Wikiwand interface.
Wikiwand extension is a five stars, simple, with minimum permission required to keep your browsing private, safe and transparent.