Loading AI tools
عالم دين شيعي لبناني من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
محسن الأمين العاملي الحسيني (1284- 1371 هـ/ 1867- 1952 م) من علماء الشيعة، لبناني الأصل من شقرا من قرى جبل عامل، جنوب لبنان. تعدَّدت منجزاته في مجالات شتى، وألف العديد من الكتب، وانتقل إلى مدينة دمشق مرجعًا للشيعة فيها، وسكن في أحد أحيائها الذي حمل فيما بعد اسمه (حي الأمين). كان عضوًا في مجمع اللغة العربية بدمشق، أجرى عددًا من الإصلاحات ونهض فكريًّا بالشيعة في كتاباته المتنوعة ولا سيَّما سِفره (أعيان الشيعة)، [1]واهتم بإنشاء المدارس العصرية ولا سيَّما المدرسة التي سُميت باسمه (المدرسة المحسنية)، كان له مشاركة فاعلة في الثورة السورية الكبرى، توفي في بيروت ودفن في ريف دمشق في مقام زينب بنت علي بن أبي طالب بعد حياة ملأى بالعطاء.
السيد محسن الأمين العاملي | |
---|---|
معلومات شخصية | |
الميلاد | سنة 1867 شقرا |
الوفاة | 30 مارس 1952 (84–85 سنة) بيروت |
مكان الدفن | مقام السيدة زينب في الشام |
مواطنة | لبنان |
عضو في | مجمع اللغة العربية بدمشق |
الأولاد | |
الحياة العملية | |
المهنة | كاتب |
اللغات | العربية |
أعمال بارزة | أعيان الشيعة |
تعديل مصدري - تعديل |
ولد محسن الأمين في لبنان – جبل عامل – عام 1284 هـ / 1867م،[2] في قرية شقرا إحدى قرى قضاء بنت جبيل. ترعرع في كنف عائلة متدينة علمية صالحة تحفه رعاية والده عبد الكريم. وتحتضنه أمه ابنة محمد حسين فلحة الميسي. كان لابويه الفضل الأكبر في تربيته وتفريغه لطلب العلم وحثه على ذلك ومراقبته في سن الطفولة. توفي والده سنة 1315 هـ في النجف الاشرف ودفن فيها، اما والدته وهي ابنة محمد حسين فلحة الميسي فقد توفيت في حدود سنة 1300 هـ.
درس مبادئ القراءة والكتابة والمقدمات للحوزة العلمية في لبنان. عندما بلع الخامسة أو السادسة من عمره، قامت أمه بتعليمه القرآن الكريم، ثم أتقن الخط العربي بمدة وجيزة من بعض شيوخ العائلة. بعد تعلمه القرآن الكريم والكتابة شرع في تعليم علم النحو فابتدأ بحفظ الاجرومية وإعرابها وأمثلتها فكان يحفظ الدرس والدرسين على الغيب ويتلوها غيباً لتبقى ثابتة في فكره. ثم بعد الاجرومية بدأ بقراءة قطر الندى لابن هشام وشرح التفتازاني في التصريف، على يد محمد حسين الأمين. بعد إكمال قراءة كتب اللغة والنحو، أنتقل إلى بنت جبيل للدراسة على يد الشيخ موسى شرارة بعد عودته من النجف في العراق وأقام في جبل عامل وأنشأ مدرسة لأهل العلم يدرّس فيها علوم العربية من نحو وصرف وبيان، وعلم المنطق، وعلمي الأصول والفقه. واستمر في الدراسة عند شرارة حتى توفي موسى شرارة ولم يكمّل الأمين بعد دراسته لمبحث الاستصحاب في كتاب المعالم في الأصول.
في سنة 1308 هـ 1885 م سافر السيد الأمين إلى العراق رغم ظروفه الصعبة واعتناءه بوالده الذي أقعده الزمن، حتى بلغ النجف محط العلماء والمراجع العظام. وشرع في الدراسة هناك، واستمر في النجف عشر سنوات ونصف السنة حتى عام 1319 هـ / 1901م بعد أن نال درجة الاجتهاد.
عديدون، منهم:
قال خلال ذكره هؤلاء الاعاظم:
مارس العلاّمة الأمين دوره المرجعي من منطق إسلامي منفتح كما هو عليه الإسلام دونما تحجر أو تعصب أعمى، فكل تحركاته الإصلاحية الكبرى كانت من هذا المبعث، ولما شجع انتساب البنات إلى المدارس واسس المدرسة اليوسفية للإناث في مجتمع لا يرى من البنت الا زوجة ومكانها البيت ليس إلا حضره قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم «طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة»، بالنسبة له كان امرا طبيعيا وعاديا ان يدخل منهاجا عصريا يتناسب مع ذاك العصر وان كان مستهجنا في أسلوب التعليم يوم انشأ المدرسة العلوية ومن ثم المحسنية لما ضاق الطلاب بالمدرسة العلوية حيث كان من المتعارف ان يذهب الأولاد إلى الكتاب أو الشيخ وجل متا يتعلمونه ويحفظونه القرآن الكريم، ويكتفون به دون الثقافات الأخرى غير انه لما ادخل الدراسة العصرية وجمع ما بين الديني بأسلوب جديد والعلمي اتاح الفرصة امام الكثيرين من الأولاد ان يتابعوا فيما بعد تحصيلهم العلمي الجامعي وان يتبوأو المناصب العليا متسلحين بالعلم. ومن سمات العلامة الأمين أنه كان الموسوعي في ثقافته ومعارفه، فتميز منهجه بالعفوية والبساطة، كما في كتابه «معادن الجواهر»، وبالشمولية من خلال موسوعته «أعيان الشيعة».
اعتمد السيد الأمين في حياته نهجاً انفتاحياً، فكرّس حياته للناس كلهم، بعيداً عن مواقعهم وانتماءاتهم، فاستطاع بذلك أن ينفذ إلى وجدان الناس وقلوبهم، فكان مثالاً يحتذى في مقارعة الاحتلال وتوجيه مسار حركة الأمة ضده، ما جعل له مكانة مميزة في صفوف الحركة الوطنية في سوريا ولبنان، حيث أعلن من بيته بالذات الإضراب لمدة ستة أشهر كاملة في وجه الانتداب الفرنسي.
بالرغم من موقفه الحاسم من الاحتلال وإدراكه لمدى خطورته على بلداننا، فإنه كان ينظر بعين الموضوعية إلى الآخر المعادي أو المختلف معه، فلم ينكر إيجابياته، حيث رأى ـ كما نقل عنه ـ أن سرّ نجاح هؤلاء الساكسون إنما يعود إلى «أنهم أخذوا عن الإسلام ثلاث فضائل هي قوام ما بلغوا من قوة ومنعة، وهي التفكير العميق، والعزم المصمم، والثبات الدائم، فهم يفكرون ملياً، ثم يعزمون أكيداً، وما إن يجنحوا إلى العمل حتى يثبتوا ثباتهم العجيب إلى أن يفوزوا بالغايات والمطالب».
كان محسن الأمين رائد الوحدة، فلم تثنه الإغراءات والعطاءات الفرنسية عن هدفه، فكانت كلمته في جميع مواقفه منطلقة من «إنّما المؤمنون أخوة»، وكان داعية حوار بين المسلمين، ولكن بشرط الانفتاح على أطروحة الآخر ودراستها من مصادرها الأصلية، بعيداً عن كل الخرافات والكذب والتزوير، وإذا ما حصل الخلاف فالقرآن هو الحكم «فإن تنازعتم في شيء فردّوه إلى الله والرسول». في ضوء ذلك، نجد أن الأمين قد انطلق في منهجه الحواري والموضوعي بعيداً عن العصبية والميل إلى الهوى، محاولاً بذلك إعطاء الصورة الحقيقية عن التشيع، وهذا ما يتمثل بقوله: «إن الكثير مما نسبتموه إلينا لا يمثل حقيقة ما نحن فيه، ادرسوا ذلك ونحن مستعدون للحوار».
ان سكناه في حي الخراب أو محلة اليهود حي الأمين اليوم وهو الحي مع ما يجاوره من الأحياء هي في الواقع عبارة عن تجمع الاقليات الاثنية في الشام، فحارة اليهود إلى جنب حارة الشيعة إلى جانب حارت المسيحين على اختلاف تنوعم إلى جانب الاكثرية السنية من أهل الشام، هذا الاختلاط كان أحد عوامل بروز شخصيته المتميزة إذ مارس سماحة الإسلام وعفويته الحقة في التعامل مع الاخرين ممن يخالفونه في العقيدة بل تعامل من منطلق الاخوة في الإنسانية فشارك الجميع هموم الحياة والمسرات والافراح ودمج جماعته بمحيطهم على انه امر طبيعي دونما تلك النظرة الغبية إلى الامور وصير التباين عنصر غنى وثراءن وهكذا كان فحاز اعجاب واحترام الجميع وتقديرهم.
ما أن وضعت الحرب العالمية الأولى أوزارها وأصبحت دمشق تحت الانتداب الفرنسي حتى بدأت معركته الأولى وجهاده الأكبر مع حكومات الاحتلال الفرنسي التي كانت تدعوه إلى قبول مبدأ الطائفية في سوريا وشق عصا المسلمين إلى شطرين مهددة تارة، وملوّحة بالمال والمناصب الرفيعة تارة أخرى. وقف بقوّة إلى جانب علماء دمشق ضد قانون الطوائف الذي وضعه الانتداب الفرنسي، الذي حاول فيه التفريق بين السنة والشيعة، وأرسل مذكرة احتجاجية للمندوب الفرنسي يرفض هذا القانون بقوله: «بصفتي المرجع الروحي للمسلمين الشيعة في سوريا وفي لبنان، أحتجُّ على هذا القانون، وأحتج على هذه التفرقة بين المسلمين، لأننا أمة واحدة وعلى دين واحد، فلا نسمح لكم بأن تفرقوا بين السنة والشيعة، لأننا في قضايانا الإسلامية نمثل فريقاً واحداً»، ما اضطرّ السلطة الفرنسية إلى إلغاء هذا القانون.
لكن المحاولات الفرنسية الرامية إلى إيقاع الفتنة لم تتوقف، فحاولوا اجتذابه من طريق آخر، من خلال تأسيس مجلس ملّي للشيعة، عيّنوا فيه الأمين رئيساً لعلماء الشيعة في سوريا ولبنان، وجاءه المندوب الفرنسي بالكتاب، فرفض هذا العرض بقوله: «هذا أمر لا أخط فيه بقلم، ولا أنطق فيه بنعم، ولا أتحرك فيه»، وعندما عاتبه بعض الناس على رفضه هذا العرض، باعتبار أنه يشكل كياناً مستقلاً للشيعة ومجلساً ملياً خاصاً بهم، ردّ عليهم بقوله: «إنهم يريدون أن يكيدوا للإسلام والمسلمين بهذا النوع من التفريق في الموقع الرسمي بين السنّة والشيعة، نحن مسلمون ولنا ما للمسلمين كلهم، وعلينا ما عليهم كلهم». وعندما عرض عليه راتب كبير من المال ودار للسكن وسيارة من قِبَل المندوب السامي، فلم تلن له قناة ولن يغري المال تلك النفس الكبيرة التي عرفت أن سرّ العظمة في العطاء لا في الأخذ، وكيف يستطيع المنصب الديني الكبير الذي لوّح به المفوّض السامي الفرنسي أن يثنيه عن هدفه الذي نشأ وترعرع عليه، فكانت كلمته في جميع مواقفه (إنما المؤمنون أخوة) إضافة إلى الاستنكار والرفض وكان ردّه حاسماً: "إنني موظف عند الخالق، ومن كان كذلك، لا يمكنه أن يكون موظفاً عند المفوّض السامي يأتمر بأمره ويتحرك بإشارته.
استطاع السيد محسن الأمين أن يوازن في شخصيته بين خاصيتين أساسيتين هما: العاطفة الغامرة والحزم الحديدي. كان السيد حنوناً جداً على أبناءه، وفي الوقت عينه كان صارماً لا يساير إذا أخطؤا، وهذه السمة الأخيرة في شخصية السيد محسن الأمين كانت معروفة للكثيرين من مجايليه، فقد كانت من أبرز صفاته، فالجهار بالحق مهما أغضب الناس وكلمة الحق عنده يجب أن تقال. ومن الوقائع التي حدثت مع سماحته وتؤكد هذه المزية، أنه عندما سافر إلى العراق أيام الملك غازي، أرسل إليه الملك شخصاً لزيارته، وكان طبيعياً أن يرد سماحته الزيارة للملك، وقد طلب منه الملك أن ينصح الناس بالتخفيف من حدة الخلاف المذهبي، وبدلاً من مجاملة الملك والموافقة معه على هذا الكلام العام والمتفق عليه أجابه: أنا لا أكتب المواعظ، بل أطالب الحكم بأن ينصف الشيعة، فالشيعة ما داموا مغيبين ومظلومين فسيشعرون بالتمييز والتفرقة التي سببها سياسة الحكام.. وكانت إحدى أبرز مزايا السيد الإعراض عن الدنيا.
خرج من النجف أواخر جمادى الثانية 1319 هـ / 1901م على ظهور الدواب هو وزوجه وأولاده، وانتهى السفر بالسيد الأمين أخيراً في دمشق حيث كان مقصده من السفر. كل العلماء يدرسون في النجف ليعودوا إلى بلادهم، اما من يقيمون في النجف الاشرف فهم إيرانيون أو عراقيون، أما البقية فيعودون إلى بلادهم ليصبحوا مراجع هناك.. وفي بعض المناطق التي لا يوجد بها علماء مثل الشام، وعندما ذهب أهل الشام إلى مراجع النجف طالبين عالما يمكث بين ظهرانيهم يرص على امور دينهم اختاروا السيد محسن الأمين ليكون عندهم، فلم يكن ذهابه من تلقاء نفسه إلى الشام.
هناك محطات بارزة في حياة السيد منها:
وله أيضاً مواقفه السياسية ضد الظلم والعدوان والاستبداد، وضد الاستعمار الفرنسي في سورية ولبنان، والاستعمار البريطاني للعراق والحجاز، والاحتلال الإسرائيلي لفلسطين.
حضر السيد محسن الأمين إلى دمشق قادماً من النجف حوالى عام 1902 بعد مطالبة أهل الشام بعالم، وكانت الأمية آنذاك منتشرة بشكل كبير، فرأى سماحته أنه من الضروري إنشاء مدرسة لتعليم هؤلاء وجلّهم من الفقراء وأصحاب الدخل المحدود، وكان رأيه أنه لا يمكن حمل هؤلاء على تعليم أولادهم في المدرسة، إذ كان ذلك يتطلب منهم دفع أجور التعليم، وعليه يجب أن تكون المدرسة مجانية، مع إمكانية وجود عدد قليل من الطلاب القادرين على دفع تكاليف الدراسة.. كيف يمكن أن تكون المدرسة مجانية؟ هناك الحقوق الشرعية التي يجب أن تكون تحت تصرفه تحول إلى الانفاق على المدرسة، وكي يؤمن تكاليف معيشته انصرف إلى الكتابة، واعتمد في حياته على قلمه وكتبه، وكانت البداية لديه التأليف دون منهج معين، فالكتابة حسب الحاجة، والكتب صغيرة تباع بقروش قليلة.. ثم اتبع منهجاً واتخذ قراراً بأن لا يدخل في حياته من الحقوق الشرعية شيئاً. أما عن كيفية استقطاب الطلاب إلى المدرسة، فقد شكل سماحته لجنة مكونة من ثلاثة أشخاص، مهمتها البحث عن الأولاد في سن الدراسة وإقناع أهلهم بإرسالهم إلى المدرسة للدراسة مجاناً وتحمل كل مصاريفهم من كتب وأدوات كتابة، وبهذه الوسيلة استطاعت اللجنة إقناع الأهالي، وهكذا انطلقت المدرسة بأبناء الفقراء. كما أسس سماحته جمعية أطلق عليها اسم «جمعية الاهتمام بتعليم الفقراء والأيتام»، وعملها الأساسي جذب الطلاب إلى المدرسة، وفي الوقت ذاته كانت هناك مدارس أخرى، لكن طغى عليها الطابع التجاري، ولم يكن هناك من يضحي بالمال المخصص للتعليم. وقد كتب الشيخ محمد رضا الشبيبي عن سماحته: «لقد كافأه الله على ذلك فراجت كتبه رواجاً لا مثيل له»، وسبب رواجها سد حاجة الشيعة..
هذه من مآثره، كان سماحته لا يهدر وقته أبداً، فكان يجلس على الأرض ويأتيه الناس إما للاحتكام في خلاف أو للتباحث في شؤون الناس ومتابعة شؤون الجمعيات التي كان يشرف عليها، ومنها جمعية الإحسان وجمعية الاهتمام بالمدرسة. وكان عند حضور أي جماعة عنده يترك القلم للإصغاء لهم وإجابة طلباتهم، وعندما كان ينتهي من ذلك أو إذا كان القادم يريد الحديث للحديث، كان يمسك بالقلم والورقة ويواصل عمله.. وبات من المعروف أن سماحته لا يهدر وقته أبداً، والاستثناء الوحيد كان عند صلاة العصر حيث كان يخرج إلى المسجد ويقابل الفقراء ويجلس بعد ذلك في دكان الحاج بيضون أو على كرسي على باب الدكان حتى يحين موعد صلاة المغرب، وهذا الوقت كان يعتبر للاستجمام والراحة، وبهذا الأسلوب في الحياة استطاع إنتاج ما أنتجه.
عندما بدأت الثورة في تموز 1925 كان محسن في بلدته شقرا في جنوب لبنان، التي لم ينقطع عنها، وقد أرسلت قيادة الثورة وفداً مكوناً من شخصين أحدهما عبد الحميد اللحام للوقوف على رأيه وموقفه، وبعد اجتماع دام أكثر من أربع ساعات خرج الوفد حاملاً توصية إلى الثوار بالتأييد والدعم للثورة ودعوته الشيعة للوقوف إلى جانب الثورة والانخراط في فعالياتها، وقد استشهد ثلاثة من تلاميذه أثناء الثورة. عند اندلاع الثورة وشعور والدي بأن الحال ستطول، ولعدم قدرته على البقاء طويلاً بعيداً عن كتبه ومراجعته، فقد طلب أن تُنقل كل هذه الكتب من دمشق إلى شقرا، وكان له ما أراد بعد عدة شهور، وقد مكث حتى عام 1928 في شقرا ثم عاد بعدها إلى دمشق.
شكل مركزه وموقعه عامل حماية له، ولكن الزقاق الذي كنا نسكن فيه تعرض للقصف بالطائرات، وقد هدم البيت المجاور لبيته وكان ملكاً للحاج زاهد بيضون الذي استشهد أحد أفراد أسرته، ودمّر بيت آخر مجاور لبيته ملك علي جمّال، وقيل يومها ان هدف القصف كان منزل محسن الأمين، على اعتبار أن استهداف زقاق الشرفاء دون سواه لا يمكن تفسيره إلا باستهداف منزل الأمين، وقيل أيضاً ان الغارة استهدفت المكتبة. بعد عودته مكث هناك حتى عام 1950 أي قبل وفاته بعامين.
في تاريخ سوريا كانت هناك ثورتان: الأولى مسلحة والثانية بيضاء، وهي نوع من العصيان المدني، وكانت باقتراح منه وانطلقت من بيته بوجود رجال العلم، وكانت بدايتها مقاطعة لشركة الجر والتنوير الأجنبية كما أطلق عليها (الكهرباء والترام)، ولما لم تكن المقاطعة كما يجب، جمع سماحته قادة الفكر الوطني والحركة الوطنية وتدارسوا في موضوع هذه الشركة، واقترح سماحته بأن تكون المقاطعة شاملة لا أن تكون محصورة بشركة الكهرباء فقط، أي أن تتحول إلى حركة عصيان مدني تشمل سوريا كلها ويشمل ذلك إغلاق المحلات التجارية، واشترط لوقف العصيان تراجع السلطات الفرنسية عن الأحكام العرفية. وقد كتب عن هذا الموضوع كل من «جميل البارودي» و«منح الصلح» الذي نقل عن قريبه «عفيف الصلح» أحد أركان الكتلة الوطنية الذي شارك في اللقاء، وكانت خطة هذا العصيان أن تضرب دمشق مدة ثلاثة أيام ونجح الإضراب، وتوجه الرسل إلى بقية المحافظات وعاشت كلها إضراباً مدة خمسة وأربعين يوماً، وقد سمي هذا الإضراب بالأربعيني وبعضهم يسميه بالإضراب الخمسيني، وعندما أعلن الاستقلال عام 1943 وجرت الانتخابات النيابية الوطنية وانتخب فارس الخوري رئيساً للمجلس النيابي وشكري القوتلي لرئاسة الجمهورية، وعندما زار رئيس الحكومة والوزراء ورئيس المجلس النيابي رئيس الجمهورية، اقترح رئيس الحكومة أن يكون أول عمل لها زيارة السيد محسن الأمين وتهنئته بالاستقلال، وفعلاً ذهب رؤساء الجمهورية والمجلس النيابي والوزراء إلى بيت السيد محسن الأمين، وقد فوجئ الوفد بالبيت المتواضع الذي يسكنه السيد، وقال الرئيس شكري القوتلي مخاطباً السيد: لقد جئنا نهنئك بالاستقلال وأنت العامل الأول للاستقلال، وقررت الحكومة السورية تسمية المنطقة كلها باسم «حي الأمين» بدلاً من اسم «حي الخراب» الذي كان يُطلق على المنطقة.
له مؤلفات كثيرة تجاوزت المائة مؤلف موزعة في العقيدة والتاريخ والحديث والمنطق والأصول والفقه والنحو والصرف والشعر والأدب والقصة، كما أن له ردود مختلفة وكتب في الرحلات. وفيما يأتي بعض مؤلفاته:
وغيرها الكثير.
توفي محسن الأمين في منتصف ليلة الأحد 5 رجب 1371 هـ الموافق 30 مارس 1952 م في بيروت، ونقل جُثمانه إلى دمشق، ودُفن عند المدخل الرئيس لمقام السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب في قرية راوية، أو ما يُعرف اليوم بالست (السيدة زينب)، إحدى ضواحي دمشق، إلى جانب أدواته وأقلامه.
Seamless Wikipedia browsing. On steroids.
Every time you click a link to Wikipedia, Wiktionary or Wikiquote in your browser's search results, it will show the modern Wikiwand interface.
Wikiwand extension is a five stars, simple, with minimum permission required to keep your browsing private, safe and transparent.