Loading AI tools
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
اللف والنشر هو أن تلف شيئين ثم تأتي بتفسيرهما جملة، ثقة بأن السامع يرد إلى كل واحد منهما ما له، كقوله تعالى: ﴿ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله﴾، ومن النظم قول الشاعر:[1]
اللف والنشر عند أهل البديع هو من المحسنات المعنوية وهو أن يذكر شيئان أو أشياء إما تفصيلا بالنص على كل واحد أو إجمالا بأن يؤتى بلفظ يشتمل على متعدد، ثم يذكر أشياء على عدد ذلك، كل واحد يرجع إلى واحد من المتقدم ولا ينص على ذلك الرجوع بل يفوض إلى عقل السامع رد كل واحد إلى ما يليق به. وذكر الأشياء الأولى تفصيلا أو إجمالا يسمى باللف بالفتح وذكر الأشياء الثانية الراجعة إلى الأولى يسمى بالنشر.[2]
التفصيلي ضربان، لأن النشر:
الإجمالي كقوله تعالى: ﴿وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى﴾ أي وقالت اليهود «لن يدخل الجنة إلا من كان هودا» وقالت النصارى «لن يدخل الجنة إلا من كان نصارى»، فلف بين القولين لثبوت العناد بين اليهود والنصارى، فلا يمكن أن يقول أحد الفريقين بدخول الفريق الآخر الجنة، فوثق بالعقل في أنه يرد كل قول إلى فريقه لا من اللبس، وقائل ذلك يهود المدينة ونصارى نجران.
واندفع بهذا ما قيل لما كان اللف بطريق الجمع كان المناسب أن يكون النشر كذلك لأن رد السامع مقول كل فريق إلى صاحبه فيما إذا كان الأمران مقولين فكلمة أو لا يفيد مقولية أحد الأمرين، ووجه الدفع أن مقول المجموع لم يكن دخول الفريقين بل دخول أحدهما كما عرفت. وهذا الضرب لا يتصور فيه الترتيب وعدمه.
قيل وقد يكون الإجمال في النشر لا في اللف بأن يؤتى بمتعدد ثم بلفظ يشتمل على متعدد يصلح لهما كقوله تعالى: ﴿حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر﴾ على قول أبي عبيدة إن الخيط الأسود أريد به الفجر الكاذب لا الليل. وقال الزمخشري: قوله تعالى ﴿ومن آياته منامكم بالليل والنهار وابتغاؤكم من فضله﴾ من باب اللف وتقديره «ومن آياته منامكم وابتغاؤكم من فضله بالليل والنهار» إلا أنه فصل بين منامكم وابتغاؤكم بالليل والنهار لأنهما زمانان، والزمان والواقع فيه كشيء واحد مع إقامة اللف على الاتحاد. وهاهنا نوع آخر من اللف لطيف المسلك بالنسبة إلى النوع الأول وهو أن يذكر متعدد على التفصيل ثم يذكر ما لكل ويؤتى بعده بذكر ذلك المتعدد على الإجمال ملفوظا أو مقدارا، فيقع النشر بين لفين أحدهما مفصل والآخر مجمل، وهذا معنى لطف مسلكه وذلك كما تقول ضربت زيدا وأعطيت عمرا وخرجت من بلد كذا، وللتأديب والإكرام ومخافة الشر فعلت ذلك.[2]
Seamless Wikipedia browsing. On steroids.
Every time you click a link to Wikipedia, Wiktionary or Wikiquote in your browser's search results, it will show the modern Wikiwand interface.
Wikiwand extension is a five stars, simple, with minimum permission required to keep your browsing private, safe and transparent.