Loading AI tools
رواية من تأليف عبد الوهاب الحمادي من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
لا تقصص رؤياك- رواية للروائي الكويتي عبد الوهاب الحمادي.[3] صدرت الرواية لأوّل مرة عام 2014 عن دار نشر المركز الثقافي العربي في بيروت. ودخلت في القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية لعام 2015، المعروفة باسم «جائزة بوكر العربية».[4] وبعدها تم طباعة الرواية أكثر من مرة ( حوالي خمس طبعات).
لا تقصص رؤياك[1][2] | |
---|---|
معلومات الكتاب | |
المؤلف | عبد الوهاب الحمادي |
اللغة | العربية |
الناشر | دار نشر المركز الثقافي العربي في بيروت |
تاريخ النشر | 2014 |
النوع الأدبي | رواية |
الموضوع | تاريخ، الربيع العربي، حقوق الإنسان، تعذيب، نقد سياسي، نقد اجتماعي |
التقديم | |
نوع الطباعة | ورقي غلاف عادي |
عدد الصفحات | 236 |
القياس | 21 |
المواقع | |
ردمك | 978-9953-68-699-8 |
مؤلفات أخرى | |
الطير الأبابيل (رواية)، ولا غالب (رواية)، دروب الأندلس (أدب رحلات)، تشيد الذاكرة (دراسة) | |
تعديل مصدري - تعديل |
وقد عبر الحمادي عن سعادته بوصول روايته "لا تقصص رؤياك" الصادرة عن المركز الثقافي العربي، للقائمة الطويلة في جائزة البوكر للرواية العالمية في دورتها الثامنة 2015م، وقال حمادي تعليقً على ذلك "حينما يكون عملي من بين عدد كبير من الروايات التي رشحت من قبل دور النشر، ومع ذلك يلفت انتباه لجنة الحكم، إنما هو أمر بمنزلة مكافأة".[5] ويضيف أيضًا " عندما وصلت إلى القائمة الطويلة لجائزة البوكر، حينها ألقيت نفسي أمام قارة من القراء العرب، وجدت ورايتي مقروءة في مصر والمغرب والجزائر والعراق واليمن ودول الخليج.. وعلى الرغم من أن الجوائز لها قيمة وتؤسس للمنافسة، إلا أن أهميتها تكمن في الترويج للكاتب واختصار زمن وصوله للقاريء.[6]
عبد الوهاب الحمادي، كاتب وروائي كويتي مواليد 1979م، يعمل الحمادي في شركة صناعة البتروكيماويات، وهو المؤسس لشركة دروب للرحلات التاريخية، يكتب الحمادي في صحيفة القبس الكويتية، والأنباء الكويتية، والدستور المصرية، وموقع سبر الألكتروني. من أعمال الحمادي الأدبية: "دروب أندلسية" - أدب رحلات 2011م، "الطير الأبابيل"- رواية 2012م، " لا تقصص رؤياك" - رواية 2014م[7] "ولا غالب" - رواية 2021م، والتي فازت بجائزة الكويت التشجيعية، "أصوات تشيد الذاكرة"- دراسة 2023م[8]
يروي الكاتب الكويتي «عبد الوهاب الحمادي» في هذه الرواية حكاية تدور أحداثها في الكويت ما قبل قيام الربيع العربي. «بسّام»، وهو شاب كويتي ينحدر من عائلة عريقة، تغزو منامه كوابيس يرى فيها من يطلب نجدته إذ إن هناك من سيقتله. يحاول البحث عنه وفي مسيره للبحث تتشعب القصة في عدة مسارات. علاقته بزوجته، علاقته بفتاة أحبها واختفت، بصديقه المقرّب، بشيخ يفسر الأحلام. خلال الأحداث، تتجلّى ضمن أطياف المجتمع الكويتي أزمة المذهبية والعنصرية والحراك السياسي الذي سبق الربيع العربي بقليل[8]، وصولًأ بما يحدث في كواليس المعتقلات من تعذيب وانتهاك للحقوق في ضرب مباشر للدستور والقانون. «لا تقصص رؤياك» هي رؤيا الوطن، تنتظر من يأوّلها.[9]
على الخط الفاصل بين الحلم واليقظة يكتب عبد الوهاب الحمادي روايته " لا تقصص رؤياك"، ويقدم من خلالها صورة واقعية للكاتب المتطلع إلى تحقيق ذاته، فبطل الرواية يحلم بكتابة تثير العالم، ولتحقيق هذا الحلم، يطرح الحمادي الهواجس الروائية بموازاة الراوي الذي يصطنعه ويتماهى معه إلى درجة أن كلاهما يكتب الرواية ويشاركان في أحداثها ووقائعها، فتبدو الرواية بهذا المعنى " خليط من التخطيط والاكتشاف والولوج لمناطق مجهولة لم أدر أنني سأتيها" بتعبير الروائي الحمادي. والرواية ترتكز على حلم يلاحق بطل الرواية. ويجري تفسيره عبر أربعة عشر وحدة سردية بما هو أسئلة وهواجس يدفع بها الراوي في مراحل متدرجة، متعاقبة، تبدأ بقلق وتنتهي بوهم. وعلى هامش الرواية يطرح الراوي جملة من المسائل والقضايا التي تلامس وطنه "الكويت" وهي نوع من النقد البناء الذي يعكس حركة المجتمع وعلى أكثر من صعيد. يقول الحمادي في ثنايا الرواية " ما كتبته يمثل يومًا نموذجيًا من أيامي لأعوام خلت. عدا عطلة نهاية الأسبوع التي تكون في الشالية أو في يختي الصغير. أتوقف وسط البحر وراء سوق شرق، أنظر إلى مباني المدينة وسأروي هذه التفاصيل في محلها. أيام تمر بصخب كتلك الدراجات النارية التي تملأ الدنيا ضجيجًا ثم تختفي وتنسى..."[10]
رواية "لا تقصص رؤياك" رواية ماكرة، تملك مضمونًا جريئًا، وتقول الكثير والخطير عن مجتمع مأزوم، وتتوسل بصنعة السرد لكي يحصل مؤلفها على أكبر هامش ممكن من الحرية عبر البناء والشخصيات، والحمادي يخرج جزئيًا من اللعبة عندما يترك شخصياته تتكلم عن نفسها، وعندما يقول بطل الرواية بسّام الميانى أن عبد الوهاب الحمادى هو أحد اصدقائه، ثم يعود الحمادى فى النهاية لكى يقول إنه لم يفعل سوى نقل الرواية عن بسام الذى كتبها، يضيف الحمادى أنه ليس له دور سوى حذف بعض الوقائع وإضافة بعض الأصوات لملء فراغ السرد، كما حذف اسم بسام مولف الرواية على غلافها بناء على طلبه، وأشار لاسم حبيبته بحرف النون، ثم يضيف الحمادى مكرا إضافيا فيشككنا بأنه قد يكون كل ما قرأناه من أحداث وشخصيات مجرد حلم فى عقله هو، الروائى المحترف (الحمادى) يعود لإزاحة الراوى الهاوى (الصديق)، يتحول كابوس البطل الى كابوس الكاتب، ثم سنكتشف بتأمل ما قرأناه أن الرواية عن كابوس يطارد الوطن بأكمله، وقد يدمره إذا استطعنا تفسير الرؤى أو الكوابيس بشكل صحيح.[11]
بسام الميلان بطل الرواية وكاتبها من الباطن ينتمي إلى اسرة كويتية ثرية، يعمل في شركة قريبه الثري، لدى بسام زوجة وابن وسيارة، ومع ذلك يبدو مأزومًا، لديه توجه عنصري تجاه الوافدين، يميل إلى المعارضة، ويقضي لياليه على المقهى، يشرب النرجيلة، ويسخر معهم من هذه الخيمة التي صارت وطنًا، يتحدث عن أسرته الثرية التي خرجت منها كل الوظائف، ما عدا النيابة في مجلس الأمة، أسرته تشتري النواب بالمال، فما حاجتها ان يكون لها ناب في المجلس؟! ينتقد أن يكون في كل زمان "سيف ومنسف"، لكن مشكلة بسام في ذلك الكابوس الذي يطارده، ثم يتكرر بتنويعات مختلفة كلها تدل على وقوع كارثة: " مستلق..ظلام ولا أثر لأي ضوء. بعد تحديق..ألمح نقاطًا مضيئة متناهية الصغر، فأستوعب أنها السماء.. تتراقص النجوم وتتحرك، فجأة ينشق الظلام عن وجه مألوف مرتعب: "سيقتلونني" ، يصرخ ثم يهيل التراب على ويردم القبر..حتى أختنق وأفزع من النوم.
سيكون هذا الكابوس حيلة لتوسيع الرؤية، نكتشف من خلال كوابيس بسام نماذج أخرى: الشيخ عبد اللطيف الغسال المزواج الذي يفسر المنامات، وينتقي الجميلات، يوسف الشاب الشيعي الشيوعي، صديق بسام الذي لا يتوقف عن انتقاد ما لا يعجبه اجتماعيًا وسياسيًا، نادية زوجة بسام وشريكة حياته الباردة، الطبيب النفسي الذي ذهب غليه بسام لتفسير الكابوس علميًا، "ن" تلك الموظفة التي يحبها بسام وتحبه، ولكن سرعان ما يتم طردها نتيجة لنشاطها السياسي الاليكتروني، يدخل إلى السرد وكيل النيابة الذي سيحقق فيما بعد في جريمة تكاد تترجم كابوس بسام، وكيل التيابة مهزوم عاطفيًا، يعيش حياته بين الجرائم والجثث.
يتيح كابوس فرد تشريح أزمة أفراد آخرين، ثم تشريح أزمات المجتمع كله من خلال عبارات متناثرة تأتي على اصوات الشخصيات الساردة، ومعظمها تأتي على لسان يوسف المتمرد، وهو من أم لبنانية: " البلد يتجه نحو الجحيم" ، " من يسمون أنفسهم معارضة لا حدود لتصريحاتهم يقفون عندها، ولا سقف لهم يرتدون منه، يستغلون كل شيء لصالحهم، وبواسطة تجييشهم للقبائل وزجهم في الصراع السياسي، أصبحوا ملوك هذه المرحلة، طبعًا ملوكًا من الدمى والعرائس التي تحرك بالخيوط والمال" ، " المشكلة في أسرة الحكم، الصراع بينهم شديد والصدع يكبر، وقد بدأ يأخذ منحنى خطرًا، بسام يشارك في الانتقاد من وجهة نظر المعارضة: " المال يوزع يمنة ويسرة، حنفيات تصب مالها أول ولا آخر، إعلام يظهر فيه نكرات، وكلنا يعرف من يمولها ويدفع وأنت تعلم، كل مدخرات الدولة في صندوق أجيال قادمة، ولا أحد يعرف من هم الاجيال القادمة"، يوسف الذي يحلم ببيت بعيد في اوربا يقول في موضع آخر: " سيأتي يوم تهمد فيه مضخة حقل برقان، وتخمد نيران المصافي، يومها حتى البوم لن ينعب على أطلال الحديد والأسمنت، بددت عمري ظانًا أنني أكتب في وطن حقيقي يتغير بالكتابة حتى انجلى عن عيني الغطاء ليكشف أن ما ظننته دولة لم تتعد كونها مضارب قبلية كساها المال زجاج ناطحة سحاب"، ينتقد يوسف بالعبارات الصريحة " مخرجات التخلف القبلي وصراصير الجماعات الإسلامية ومزابل اليسار" ، نكتشف أن الكابوس المجتمعي أكبر من كابوس بسام، او بالأحرى فإن كابوس المجتمع هو الذي أفرز كابوس بسام، سنعرف أن أمه مصرية، وأنه كان يعاني في طفولته من التمييز، كانوا ينادونه بابن المصرية، ربما كان توجهه العنصري انعكاسًا لتميز مورس ضده.
تكتمل الدائرة بعنف سياسى فى مؤتمر جماهيرى، وعنف ضد شخص موال للحكومة، وصولا الى جريمة قتل شاب ارتباطا بشخصية “ن” التى تهرب الى بيروت بعد أن تتعرض للضرب، كانت تحلم بوطن لاتتحكم فيه “الصدفة البيولوجية”، لن ينقذ بسام من هذا الكابوس الحقيقى سوى حبه الوحيد، سيذهب الى بيروت الى “ن”، ولكن ستظل بالنسبة لنا مجرد حرف واحد، دائرة الخوف ما زالت موجودة، ظل بسام يبحث عن امرأة مثل بطل رواية “كل الأسماء” لساراماجو، والتى كان بسام يحملها معه فى كل مكان، وجد بسام حبيبته، ذهب الكابوس أخيرا، ولكن ظل كابوس الروائى عبد الوهاب حمادى موجودا، وظل كابوس الوطن الذى ينتظر التفسير.
في أحلام بسام المتنوعة إشارة حمراء عن شخص يستغيث خوفًا من القتل، وفيها تورط بسام نفسه اختناقًا وموتًا، كان يعتقد أن الكتابة شفاء، فاكتشف أنها "شقاء"، ذلك أنها تجعلنا نجسم أوجاعنا وعقدنا وآلامنا كما هي، "لا تقصص رؤياك" ليست في جوهرها إلا دعوة للبوح والمكاشفة، دعوة للتوقف والتأمل والتشخيص والتفسير، رؤية الفن قد تكون أوضح وأعمق من رؤية مفسري الأحلام، رؤية الكاتب تنفذ إلى العمق، تجمع التفاصيل لنتاملها بجوار بعضها البعض، نجاح الحمادي أنه فعل ذلك بامتياز، وكان ذلك عبر صنعة القص، ومن خلال رؤيا بليغة لرجل مأزوم، في زمن النفط والمال، السيف والمنسف.[11]
جاءت رواية " لا تقصص رؤياك" في 14 وحدة سردية، أو حكاية، أول فصل، وبيان هذه الحكايات كالتالي:[12]
" أليست الحياة في النهاية عبارة عن أقفال، ولربما تضيع أعمارنا في محاولات فتح القفل الخطأ ".
" لن نموت إن وجدنا مكانًا لنا في قلب حي ".
" تكبر أجسادنا وفي دواخلنا طفل يرفض أن يكبر".
" قد نجهل إنسانًا ما يعيش بقربنا فقط لأنه قريب، كلما ابتعدنا عنه صارت الرؤية أوضح"
Seamless Wikipedia browsing. On steroids.
Every time you click a link to Wikipedia, Wiktionary or Wikiquote in your browser's search results, it will show the modern Wikiwand interface.
Wikiwand extension is a five stars, simple, with minimum permission required to keep your browsing private, safe and transparent.