Loading AI tools
مصطلح يعطى -تجاوزاً وخطأً- لمعاداة اليهودية كمجموعة عرقية ودينية وإثنية من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
معاداة السامية أو معاداة اليهود (بالإنجليزية: Anti-Semitism) هو مصطلح يعطى معاداة اليهودية مجموعة عرقية ودينية وإثنية.[1] والمعنى الحرفي أو اللغوي للعبارة هو «ضـد السامية»، وتُترجَم أحياناً إلى «اللاسامية». استخدم المصطلح الباحث الألماني فيلهم مار أول مرة لوصف موجة العداء لليهود في أوروبا الوسطى في أواسط القرن التاسع عشر.[2] ومع انتماء العرب والآشوريين وغيرهم إلى الساميين، معاداتهم لا تصنف معاداةً للسامية.[2] معاداة اليهود تُعدّ شكلاً من أشكال العنصرية.[3]
صنف فرعي من | |
---|---|
جانب من جوانب | |
أعمال بارزة | |
اختار الاسم | |
أحداث مهمة | |
تسبب في | |
يمارسها | |
لديه جزء أو أجزاء |
قد تتجلّى معاداة الساميّة بطرق عديدة، تتراوح بين التّعبير عن الكراهية أو التمييز ضد أفراد يهود إلى مذابح منظّمة من قبل الرعاع أو شرطة الولاية أو حتّى الهجمات العسكريّة على المجتمعات اليهودية بالكامل. على الرغم من أنّ المصطلح لم يكن مستخدماً بشكلٍ شائعٍ حتّى القرن التاسع عشر، إلّا أنّه ينطبق الآن أيضًا على الحوادث التاريخية المعادية لليهود. من الأمثلة البارزة على الاضطهاد الذي تعرّض له اليهود مجازر راينلاند التي سبقت الحملة الصليبية الأولى عام 1096، ومرسوم الطرد من إنجلترا عام 1290، ومذابح اليهود الإسبان عام 1391، وملاحقات محاكم التفتيش الإسبانية، وطردهم من إسبانيا عام 1492، ومجازر القوزاق في أوكرانيا من 1648 إلى 1657، ومذابح اليهود العديدة في الإمبراطورية الروسية بين عامي 1821 و 1906، وقضيّة دريفوس 1894-1906 في فرنسا، والمحرقة في أوروبا التي احتلّتها ألمانيا النازية خلال الحرب العالمية الثانية، والسياسات السوفيتية المعادية لليهود، وتورّط العرب والمسلمين في هجرة اليهود من الدول العربية والإسلامية.[4][5][6]
إن جذر كلمة «سامي» يعطي انطباعًا كاذبًا بأنّ معاداة الساميّة موجّهة ضد جميع الشعوب التي تنتمي للأعراق الساميّة (وهي الشعوب التي تتكلّم اللغات السامية منها العربيّة والعبريّة والآشوريّة والفينيقيّة والآراميّة). تمّ تعميم المصطلح المركّب «معاداة السامية» في ألمانيا عام 1879 كمصطلح علمي لـ «كراهية اليهود» بالألمانية "Judenhass"،[7][8][9][10][11] وأصبح هذا المصطلح شائعاً منذ ذلك الحين.[12]
المصطلح واللفظة "معاداة السامية" مفهوم تبلور في ألمانيا لوصف معاداة اليهود، فوُجِد أصل المصطلحات "اللاساميّة" في ردود مورتيتز ستاينشنايدر (دارس لليهودية من القرن التاسع عشر (مستشرق) يهودي عاش في الأمبراطوريتين الألمانية والنمسا-مجرية) على وجهات نظر ارنست رينان (دارس للعقائد الدينية من القرن التاسع عشر، ومؤرخ فرنسي منظّر للقومية). وكما كتب أليكس بين (مؤرخ للصهيونية يهودي-ألماني): "يبدو أنّ مصطلح معاداة الساميّة قد استُخدم لأوّل مرّة من قبل ستاينشنايدر، الذي هاجم رينان بسبب اعتباراته المسبقة المتحيّزة نحو معاداة الساميّة" (وذلك عبر انتقاصه من السامييّن كعرق). كتب الباحث الإسرائيلي المعاصر أفنير فالك Avner Falk بالمثل: "تمّ استخدم الكلمة الألمانية antisemitisch لأوّل مرّة في عام 1860 من قبل العالم اليهودي النمساوي مورتيتز ستاينشنايدر الذي عاش في الفترة ما بين عامي (1816-1907) بعبارة "antisemitische Vorurteile" (التعصّب ضدّ الساميّة). استخدم ستينشنايدر هذه العبارة لتوصيف أفكار الفيلسوف الفرنسيّ إرنست رينان الزائفة حول كيف كانت "الأعراق السامية" أدنى من "الأعراق الآريّة".[13]
أصبحت النظريات الزائفة حول العرق، والحضارة، و«التقدم» منتشرة على نطاق واسع في أوروبا في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، لا سيما أنّ المؤرخ القومي البروسي هنريك فون تريتشك Heinrich von Treitschke قام بجهود كبيرة لتعزيز هذا الشكل من العنصريّة. فصاغ عبارة «اليهود هم مصيبتنا» والتي اُسْتُخْدِمَت على نطاق واسع في وقت لاحق من قبل النازيين.[14] يَستخدم تريتشيك وفقاً لأفنير فالك، مصطلح «سامي» بشكلٍ شبه مرادف لكلمة «يهودي»، وذلك على النقيض من استخدام رينان له للإشارة إلى مجموعة كاملة من الشعوب،[15] بالاعتماد بشكل عامّ على المعايير اللغويّة.[16]
وفقاً لجوناثان هيس Jonathan M. Hess، استخدم المصطلح في الأصل من قبل مؤلّفيه «للتشديد على الفرق الجذريّ بين معاداة الساميّة التي أنشؤوها بأنفسهم والأشكال السابقة من العداء تجاه اليهود واليهودية.»[17]
في سنة 1879 نشر الصحفي الألماني فيلهلم مار كتيب، بعنوان (Der Sieg des Judenthums über das Germanenthum. Vom nicht confessionellen Standpunkt aus betrachtet) ومعناه بالّلغة العربيّة (انتصار الروح اليهوديّة على الروح القومية الألمانية، دراسة من منظور غير ديني) والذي استخدم فيه كلمة الساميّة بالتبادل مع كلمة اليهوديّة للدلالة على كل من «الشعب اليهودي» (اليهود كمجموعة) و«اليهوديّة» (والتي تعني ماهيّة أن يكون المرء يهوديّاً، أو الروح اليهودية).[18][19][20]
وقد تبع هذا الاستخدام لكلمة السامّية بإنشاء مصطلح «معاداة السامية» الذي استخدم للإشارة إلى مناهضة اليهود كشعب [بحاجة لمصدر] ومناهضة للروح اليهودية على حدّ سواء، وهي ما فسّرها مار على أنّها تصرّفات دخيلة على الثقافة الألمانية. في كتيّبه التالي (Der Weg zum Siege des Germanenthums über das Judenthum) (نهج انتصار القومية الألمانيّة على اليهودية) أظهر مار تطوّراً كبيراً في أفكاره ومن الممكن أن يكون استخدام مصطلح " Antisemitismus" أو «معاداة السامية» قد تمّ لأول مرّة من قبل مار في هذا الكتاب.
تعود أصول معاداة السامية في المسيحية إلى اتهام اليهود بصلب يسوع واضطهاد تلاميذه في القرون المسيحية الأولى مستندين بذلك على قول اليهود أثناء محاكمة يسوع: «دمه علينا وعلى أولادنا». كما تم اتهام اليهود بعدة تهم ومنها تسميم آبار المسيحيين[21] والتضحية بالأطفال كقرابين بشرية[22][23] وسرقة خبز القربان وتدنيسه.[24] وبسبب هذه التهم تم طرد معظم اليهود من دول أوروبا الغربية إلى شرق ووسط أوروبا وبلاد المغرب العربي.
أضاف معادو السامية في العصر الحديث لأيديولوجيتهم الخاصة بالكره أبعاداً سياسية. وفي الثلث الأخير من القرن التاسع عشر، تشكلت الأحزاب السياسية المعادية للسامية في ألمانيا وفرنسا والنمسا. فضلاً عن المطبوعات مثل بروتوكولات حكماء صهيون التي تمخض عنها أو أيدت نظريات المؤامرة اليهودية الدولية. كما لعبت النزعة القومية دورًا قويًا في ظهور معاداة السامية السياسية، حيث اتهم أعضاؤها اليهود بأنهم مواطنون غير مخلصين.
هذا وقد كانت «حركة الوحدة الألمانية»(voelkisch mouvement) المتسمة بظاهرة الخوف من الأجانب وكراهية الأجانب—بأعضائها من الفلاسفة والمتعلمين والفنانين الألمان الذين اعتقدوا أن الروح اليهودية تتعارض مع الكينونة الألمانية – وراء الاعتقاد القائل بأن اليهود «غير ألمان.» ولقد أضفى الباحثون في علوم الإنسان العنصرية بعدًا علميًا يدعم هذه الفكرة. ثم أضفى الحزب النازي، الذي أسسه أدولف هتلر عام 1919، بعدًا سياسيًا على نظريات العنصرية. وقد لعب نشر الدعايات المعادية لليهودية دورًا في الشعبية التي اكتسبها الحزب النازي ولو بشكل جزئي. حيث اشترى الملايين كتاب هتلر Mein Kampf (كفاحي)، الذي شجع إخراج اليهود من ألمانيا.
ومع تولي الحزب النازي السلطة عام 1933، أمر الحزب بالمقاطعة المعادية لليهود وبحرق الكتب كما أنه سن القوانين المعادية لليهود. وفي عام 1935، حددت قوانين نورمبرغ اليهود حسب دمهم وأمر بالفصل الكلي بين «الآري» و«غير الآري» مقننين بالتالي التفاضل العنصري. وفي التاسع من تشرين الثاني/نوفمبر عام 1938، دمر النازيون المعابد اليهودية ونوافذ المتاجر التي يمتلكها اليهود في كل أنحاء ألمانيا والنمسا (Kristallnacht «ليل الزجاج المكسور»). وكان هذا الحدث بداية عهد الدمار، الذي أصبحت فيه الإبادة الجماعية هي شغل معاداة السامية النازية الشاغل.
انتشرت معاداة السامية في المجتمعات الإسلامية بنسبة أقل منها في أوروبا.[بحاجة لمصدر] ومن أشكالها فرض زي خاص لليهود ومنعهم من الاختلاط بالمسلمين في بعض الحقب الإسلامية.[25] كما أدت إشاعة تعاملهم بالفوائد المالية (يطلق عليها المسلمون مسمى «الربا») إلى عدة مجازر كما حدث في صفد سنة 1838 عندما قام مسلمون ودروز بقتل ونهب أملاك يهود صفد[26] كما أدى الفراغ السياسي في العراق بعد سقوط حكومة رشيد عالي الكيلاني إلى ما سمي بالفرهود، وسلب المئات من اليهود في بغداد.
ولقد أدت إقامة إسرائيل في دولة فلسطين وما صاحبها من مجازر وفظائع بحق السكان العرب والمسلمين إلى تزايد المشاعر المعادية لليهود عمومًا في الدول العربية والإسلامية. حيث قام كبار رجال الدين المسلمين مثل يوسف القرضاوي وعبد الرحمن السديس وصفهم ب«أحفاد القردة والخنازير»[27][28] استنادًاً إلى ما تم ذكره في القرآن عن بعض اليهود في فترة غير محددة تاريخياً في الآية 65 من سورة البقرة «وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ»[29] وفي الآية 60 من سورة المائدة «قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللَّهِ مَن لَّعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُوْلَئِكَ شَرٌّ مَّكَانًا وَأَضَلُّ عَن سَوَاء السَّبِيلِ»[30]
Seamless Wikipedia browsing. On steroids.
Every time you click a link to Wikipedia, Wiktionary or Wikiquote in your browser's search results, it will show the modern Wikiwand interface.
Wikiwand extension is a five stars, simple, with minimum permission required to keep your browsing private, safe and transparent.