كتيبة الخراب رواية للروائي المغربي عبد الكريم جويطي.[2] صدرت الرواية لأوّل مرة عام 2007 عن دار نشر المركز الثقافي العربي في بيروت. ودخلت في القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية لعام 2009، المعروفة بجائزة «بوكر».[3]
كتيبة الخراب[1] | |
---|---|
المُؤَلِّف | عبد الكريم جويطي |
البلد | المغرب |
اللغة | العربية |
الموضوع | نقد سياسي، النقد الحضاري، نقد أدبي |
النوع الفني | رواية |
تاريخ النشر | 2007 |
الناشر | المركز الثقافي العربي |
الصفحات | 222 |
ردمك | |
أبعاد الكتاب | |
القياس | 14 * 21 |
حول الرواية
يحكي الكاتب المغربي عبد الكريم جويطي في هذه الرواية عن الطرق الملتوية والخفية لعمل الإدارة والسلطة، وعن مصير الفرد في متاهاتهما. فأن تعطي سيدة دانماركية مثلا، كعربون محبّة، شجيرة إلى بلدية مغربية لزرعها في أي مكان في تلك البلدة الصغيرة، فلا مفرّ من أن يتسبّب الأمر بمشاكل. إنها رواية تجعل القارئ يضحك، لكنه ضحك نابع من مرارةٍ ساخرة.[4]
عنوان الرواية
يشير عنوان "كتيبة الخراب" إلى حالة الدّمار بعد الحرب وهي الحالة التي تطال المجتمع، سواء على المستوى المادي أو الرمزي. في حين تعكس الكتيبة الجماعة المتضرّرة التي تخوض معركة يومية ضد الفقر، الظلم، وفقدان الإنسانية.[5]
المكان والزمان داخل الرواية
● المكان: مدينة بني ملال، التي تُصور كفضاء رمزي لمعاناة المدن المغربية. تمتاز الرواية بتفصيل الأماكن انطلاقاً من المؤسسات الحكومية و وصولاً إلى الحارات الشعبية وبيوت الدعارة، مما يعكس الفجوة العميقة بين الطبقات. وقد لعب المكان بطولته من حيث كونه محتفى به بشكل كبيرٍ ومبالغ فيه جعلته يدنو -أحياناً- من درجة التقديس، لكن الكاتب سريعاً ما يهوي به، احتقاراَ، في غياهب السّفالة والإسفاف، مغرقاً إياه في الوحل.[6][5]
● الزمان: زمن معاصر يتخلله استحضار للماضي الاستعماري وما تلاه من تغييرات، مما يعمق فهم القارئ لسياق الرواية.
شخصيات الرواية وعلاقاتها
تمثل شخصيات الرواية عيّنات مجتمعية مأزومة بشعورها بإنسانيتها وبحقها في الكرامة وبفرصة العيش الكريم والحقوق والعدالة في الحياة. وكلها على السواء ضحية من ضحايا الظلم الفردي أو الاجتماعي أو من السلطة أو سوء حياة مستديم، وتترابط الشخصيات فيما بينها بطريقة تعكس تفاعل الطبقات المختلفة في المجتمع المغربي، حيث تتشابك أحلامهم وآلامهم:[7][5][6]
● البطل (المجهول الاسم): رمز الإنسان العادي الذي يعيش حياة تفتقر إلى المعنى، يعاني من إحباطات شخصية ومجتمعية ويحاول إيجاد طريق للخروج من واقعه البائس.
● ميمون: صديق البطل، هو حلاق شاب يعاني من خيبات الأمل في الحب والعمل، وتجسد قصته السعي المستميت للهروب إلى أوروبا بحثًا عن حياة أفضل.
● والد البطل: مناضل قديم يمثل جيلاً يؤمن بالعدالة الاجتماعية والمقاومة، يكافح لاسترداد نبع ماء صادرته السلطة.
● نادية (ليلى) لعميري: جارة البطل، هي شابّة مراهقة كانت تضرب عليها حراسة مشددة من طرف والدتها وأختها سلمى، جمعتها بالبطل الصدفة عبر علاقة تعاون بغية إنجاز بحث حول "إعادة تشكيل حياة الأعشى من خلال شعره"، قبل أن يتورّط في حبها وتتوتّر علاقتهما فيخسرها.
● العاهرة: حبيبة البطل، هي ضحيّة اغتصاب وتعمل في الدعارة بسبب ظروف قاسية، تسعى لتحقيق حياة كريمة بعد جمع المال والهجرة لأوروبا، بعيداً عن واقعها المؤلم، التقى بها البطل في إحدى دور الدعارة ووجد بها حبيبة مستحيله.
● الحلبي وزملاء العمل: يعكسون شخصيات مجتمعية تعيش تناقضات بين الظاهر والباطن، بين الادعاء بالمبادئ والوقوع في شبكة المصالح.
● الوقوري: زميل البطل في العمل، يمثل فئة الانتهازيين المتخفين وراء الدين، يسعى لتحقيق مصالحه الشخصية.
● شخصيات ثانوية: وهي شخصيات شكّلت علاقة الجوار مع البطل أو علاقات أخرى، بما فيها: أم نادية، أم ميمون، التلميذة الإعدادية، أخو التلميذة، المهندس فوجرول، جويلقة، بوزكري، بائع في شارع الحنصالي، صاحب المشتل، فقيه الدوار، صالح الدركوكي، سي الحسين، الدكتور الكروازي...
ملخص الرواية
كتيبة الخراب هي رواية مغربية عميقة تسلّط الضوء على التّحولات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي مرّ بها المغرب المعاصر، وتُحكى الرواية من خلال منظور بطلها، الذي يظلّ اسمه مجهولاً، في إشارة رمزية إلى أزمة الهوية الجماعية التي يعاني منها المجتمع.
تتّبع الرواية حياة هذا البطل في مدينة بني ملال، مسرح الأحداث، حيث يعكس واقعه معاناة طبقات المجتمع المغربي. والبطل هو موظّف في مؤسسة حكومية، أُنشئت لتوظيف العاطلين عن العمل، في محاولة لتهدئة الوضع الاجتماعي، ليتقاطع مع شخصيات أخرى تعيش قصصاً مليئة بالخيبات، والأحلام المجهضة، والبحث المستمر عن معنى للحياة في ظلّ فساد السلطة وسوء توزيع الثروات. ويلتقي البطل بسائحةٍ دنماركية تجلب شجرة صغيرة ،شجرة الوفاء، إلى البلدة لتغرسها، والتي ترمز إلى الأمل والحياة، فيقوم البطل بغرسها في أرض دارة ويرعاها، لكن هذه الشجرة سرعان ما تموت، كتعبير عن الواقع القاسي الذي يواجهه الجميع. لتنتهي الرواية بمحاولة البطل وحبيبته دعم والد البطل في نضاله لاستعادة نبع ماء عين أسردون الذي تمت مصادرته، في دلالة رمزية إلى المطالبة باسترداد حقوق الشعب.[7][6][5]
رسالة الرواية
ترمي الرواية إلى تسليط الضوء على الواقع المأساوي للمجتمع المغربي، مع الدعوة إلى استعادة الحقوق والعدالة الاجتماعية. كما تعكس فكرة أن الاستسلام للواقع يعني المساهمة في استمرار الظلم، بينما الكفاح هو السبيل الوحيد لاستعادة الكرامة.[7]
نقد وآراء
حظيت الرواية بإشادة واسعة من النقاد بسبب قدرتها على تصوير الواقع المغربي عموماً والملالي خصوصاً بصدقٍ ودقّة. حيث وصفها البعض بأنها عمل أدبي عميق يجمع بين السياسة والاجتماع والنفس، بينما عدّها آخرون بأنها دعوةٌ صريحةٌ لإعادة التفكير في أدوار الأفراد في تغيير واقعهم، رغم أن بعض النقاد أشاروا إلى أن الطابع السوداوي قد يكون ثقيلاً على بعض القراء. وهو ما جعل الرواية تدخل في القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية لعام 2009م، المعروفة بجائزة «البوكر».
روابط خارجية
المصادر
Wikiwand in your browser!
Seamless Wikipedia browsing. On steroids.
Every time you click a link to Wikipedia, Wiktionary or Wikiquote in your browser's search results, it will show the modern Wikiwand interface.
Wikiwand extension is a five stars, simple, with minimum permission required to keep your browsing private, safe and transparent.