شباب محمد هي جماعة إسلامية تأسست في مصر عام 1940م.
أسسها أعضاء سابقون في مكتب الإرشاد العام لجماعة الإخوان المسلمين وهم محمد علي المغلاوي سكرتير لجنة الطلبة والعمال العامة والمحامي محمود أبو زيد مدير مجلة النذير؛ وذلك بعد خلافهم مع الإخوان بسبب بطء خطوات الإخوان نحو الإصلاح، وتساهل الإخوان في ضم الأنصار والمؤيدين، وفي التعامل مع الحكام والملوك وعزمهم على دخول معترك الانتخابات والدخول إلى البرلمان، وأن الإسلام لا يقر طالب الولاية، وكذلك بسبب عدم التعرض للنساء السافرات في الشوارع والطرق والاكتفاء بالنصيحة والكلام، ورفض شباب محمد الترشيح للانتخابات، وطالبوا بمنع النساء من ارتياد المساجد، وقالوا بأن الدعوة الإسلامية يجب أن تكون متطرفة، إلا أنهم تراجعوا عن رفضهم الترشيح في الانتخابات فيما بعد.
رد عليهم حسن البنا في المؤتمر الخامس للإخوان فقال:
«اسمعوها منى كلمة عالية داوية من فوق هذا المنبر في مؤتمركم هذا الجامع.. إن طريقكم هذا مرسومة خطواته، موضوعة حدوده، ولست مخالفًا هذه الحدود التى اقتنعت كل الاقتناع بأنها أسلم طريق للوصول. أجل.. قد تكون طريقًا طويلة، ولكن ليس هناك غيرها. إنما تظهر الرجولة بالصبر والمثابرة والجد والعمل الدائب؛ فمن أراد منكم أن يستعجل ثمرة قبل نضجها، وأن يقتطف زهرة قبل أوانها؛ فلست معه في ذلك بحال، وخير له أن ينصرف عن هذه الدعوة إلى غيرها. ومن صبر معى حتى تنمو البذرة، وتنبت الشجرة، وتصلح الثمرة، ويحين القطاف؛ فأجره في ذلك على الله، ولن يفوتنا وإياه أجر المحسنين؛ إما النصر والسيادة، وإما الشهادة والسعادة»
وأرسل حسن البنا تصحيحًا لهذه الادعاءات بعنوان «إلى الذين تخلفوا عن الصف» فقال:
«قلتم إننى فصلتكم وأنتم تعلمون -وإخوانكم الذين حضروا الاجتماع الذى دعوتكم إليه يعلمون كذلك- أنكم أنتم الذين ألحفتم في طلب الفصل وألححتم إلحاحًا؛ وذلك لما بيّتُّموه من نية، وما اعتزمتموه من عمل منذ أمد بعيد، وأنتم بين ظهرانينا فلم يسعنى إلا أن أنزل على رغبتكم في ذلك، داعيًا لكم بالتوفيق والإخلاص؛ إذ إن أكبر ما يسر الوالد أن يرى ابنه موفقًا وإن لم ينسب إليه هذا التوفيق. وأنتم تعلمون أن مجلة النذير كانت لى، فأعطيتكم إياها، وتنازلت لكم عنها عن طيب خاطر، بشرط أن تنصرف جهودكم إلى عمل نافع وميدان فيه خير للإسلام، ولئن كان العدد الأول علينا فالعدد الثانى وما يليه قد يكون لنا بحكم خدمة الدعوة العامة التى نعمل لها جميعًا. تذكرون أن سهم الدعوة قد بلغ أكثر من ثلاثمائة جنيه مصرى، وكان المفروض أن نصفها يجب أن يظل للمساهمين، ونسيتم أن قرار جمع سهم الدعوة أجاز للمكتب أن يستخدم هذا النصف في عمل تجارى، وذلك ما كان؛ فإننا جددنا مطبعة "الإخوان المسلمون" ، وقيمتها الآن تزيد على أكثر من المائة والخمسين جنيهًا؛ فماذا في هذا التصرف من التلاعب، وقد وقع وفقًا للقرار المعلن الموضوع في حدود مصلحة الدعوة وخيرها؟ وأكثر أمركم عجبًا.. بل أشد غرابة وأكبره تجنيًا أن تذكروا أننى أعلنت أن "نجاح الدعوة مرهون بإرضاء الحكام والعمل تحت ألويتهم الحزبية.." ، وما كنت أدرى أن لجاجتكم في هذه الخصومة تحدوكم إلى هذا الافتراء المبين على شخصي، وأنتم تعلمون وقد تلقيتم أن نجاحها مرهون بإرضاء الله وحده والسير على منهاج رسول الله ، كما اعترفتم بذلك في بيانكم، وعليه سرنا ونسير حتى يفتح الله بيننا وبين قومنا بالحق وهو خير الفاتحين»
وكذلك رد علي اتهامهم له بأنه يقوم بإرضاء الحكام والعمل تحت للوائهم ووضح موقفه من الحكومة المصرية القائمة والسابقة في رسائله فيقول:[1]
«وكلمة ولأبد أن نقولها في هذا الموقف هي أن الإخوان المسلمون لم يروا في حكومة من الحكومات التي عاصروها ولا الحكومة القائمة ولا الحكومة السابقة ولا غيرهما من ينهض بهذا العبء أو من يبدي الاستعداد الصحيح لمناصرة الفكرة الإسلامية، فلتعلم الأمة ذلك، ولتطالب حكامها بحقوقها الإسلامية، وليعمل الإخوان المسلمون»
أصدر جمال عبد الناصر قرارًا بحل جمعية شباب محمد وإغلاق صحفها على خلفية مقالات لها تهاجم فيها العلاقات السوفيتية المصرية.[2]