Loading AI tools
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
الردة في المسيحية هو الخروج عن الديانة المسيحية من قبل شخص كان يدين بها. مصطلح الردة مترجم الكلمة اليونانية "ἀποστασία" وتعني انشقاق، أو رحيل، أو تمرد. وقد وصفت بأنها «العمد بالابتعاد، أو التمرد ضد المسيحية. الردة هو رفض المسيح شخص كان مسيحيًا».[1] و«الردة هي تصنيف لاهوتي يصف أولئك الذين تخلوا طوعًا ووعيًا في ثقتهم بالله ووعده، وعن الإيمان بيسوع المسيح».[2]
مفهوم الردة في موجود في عددة مواضع في الكتاب المقدس،[3] وينص قاموس الكتاب المقدس المصور أنَّ «هناك على الأقل أربع صور مختلفة في الكتاب المقدس لمفهوم الردة. وجميعها تضمن الانشقاق المتعمد من الإيمان».[4][5] ومن بين هذه الصور هي: التمرد، والتحول بعيدًا، والهبوط بعيدًا، والزنا.[5]
ومن الطوائف المسيحية التي تؤكد في إمكانية الردة سواء في مقالاتهم أو من خلال بيانات هي الكنيسة الكاثوليكية،[6] والكنيسة الأرثوذكسية الشرقية،[7] وجيش الخلاص،[8] والكنيسة الميثودية، والكنيسة اللوثرية، والكنائس ذات تقليد تجديدية العماد.[9]
وحسب رأي بي جاي أوروبيزا، فإن الفقرات المحذرة في العهد الجديد تصف على الأقل ثلاثة أخطار قد تؤدي إلى ردّة المسيحي:
أشير إلى الاضطهاد في رسالة بولس إلى العبرانيين ورسالة بطرس الأولى. وظهرت مسألة المعلمين والتعاليم الزائفة في الرسائل اليوحناوية والبولسية، وفي رسالة بطرس الثانية ورسالة يهوذا. ركز عدد من الفقرات في كتابات بولس ويعقوب بن زبدي على الرذائل والفضائل. «ساعدت هذه النصوص وغيرها من النصوص المبكرة على تشكيل مسار الاستجابة المسيحية لظاهرة الردة في الفترة بعد الرسولية. كان على المسيحيين الاستمرار على رغم المعارضة، ومواجهة الإغواءات بقوة، والعقائد الزائفة والمِحَن والمظالم.»[10]
ظهر الاسم الإغريقي أبوستاسيا (التمرد، الهجر، الردّة، الخيانة) مرتين فحسب في الكتاب المقدس (سفر أعمال الرسل 21:21، ورسالة تسالونيكي الثانية 2:3). ولكن «مفهوم الردة موجود في أرجاء الكتاب المقدس». يحمل الفعل المرتبط أفيستيمي (ويعني الانسحاب والترك والمغادرة) دلالة لاهوتية معتبرة في ثلاثة فقرات (لوقا 8:13، تيموثاوس الأولى 4:1، العبرانيون 3:12).[11]
في المعجم العالمي الجديد للاهوت الكتاب المقدس، كتب وولفغانغ بودر:
تصف رسالة تيموثاوس 4:1 «الارتداد عن الإيمان» في الأزمنة الأخيرة من خلال الاعتقاد بمعتقدات زائفة هرطقية. أما لوقا 8:13 فتشير على الراجح إلى الردة بوصفها نتيجة لإغواء أخروي. وفيها وصف الناس الذين آمنوا، الذين تلقّوا الإنجيل بفرح. ولكنهم بسبب ضغط الظلم والمِحَن التي أتت بسبب الإيمان، قطعوا علاقتهم بالله التي كانوا دخلوا فيها من قبل. حسب الرسالة إلى العبرانيين 3:12، فالردة هي حركة غير إيمانية يريدها المرء لنفسه ليبتعد عن الله (خلافًا للعبرانيين 3:14)، ويجب منع هذه الحركة مهما كان الثمن، فتشير كلمة أفستيمي إذن في الفقرات المشار إليها إلى حالة جدية من الانفصال عن الله الحي بعد اتجاه إليه في السابق، ويكون ذلك بالابتعاد عن الإيمان. إنها حركة كفر وخطيئة، ويمكن التعبير عنها أيضًا بكلمات أخرى (قارن لوقا 8:13 ومتى 13:21 ومرقس 4:17، وغيرها). من التعبيرات المكافئة في المعنى من جهة التحذير، كلمة ناواغيو في رسالة تيموثاوس الأولى 4:1، وتعني الغرَق، في 1:19، وأستوخيو وتعني الخطأ (عدم الإصابة)، في 1:6 و6:21 وفي رسالة تيموثاوس الثانية 2:18، قارن أبيرخواماي، أي الابتعاد، في يوحنا 6:66، وأبوستريفو، أي الانصراف، وأرينيوماي، أي الرفض، وميتاتيثيمي، أي التغيير والتبديل، ومي مينين، أي عدم الالتزام، في يوحنا 15:5، وكذلك صور الخيانة في متى 24:9–12 ورؤيا يوحنا 13.[12]
ويستمر وولفغانغ بودر ليضيف أيضًا بيبتو، أي السقوط (الرسالة الأولى إلى أهل كورنثوس 10:12، والرسالة إلى العبرانيين 4:11) وإكبيبتو، أي السقوط من (في الرسالة إلى أهل غلاطية 5:4، ورسالة بطرس الثانية 3:17)، وتستعمل هذه الكلمة رمزيًّا في الكتاب المقدس، وتدل على «خسارة الخلاص اللازمة، ولا تدل على خطأ بسيط يمكن إصلاحه. إنه سقوط كارثي، أي دمار أبدي. وإذا لم يكن هذا معناها، فليس لأي تحذير من السقوط معنى تحذيري ملحّ. إن السقوط في الخطيئة والذنب، لمّا كان تعبيرًا عن موقف كلّي، انغماسٌ في مصيبة لا رجعة منها.[13]
في الفقرات التالية تظهر أهمية لاهوتية لفعل سكانداليزو («أي السقوط من الإيمان») والاسم سكاندالون («الإغواء بالكفر، سبب خسارة الخلاص، الإغواء»):
Seamless Wikipedia browsing. On steroids.
Every time you click a link to Wikipedia, Wiktionary or Wikiquote in your browser's search results, it will show the modern Wikiwand interface.
Wikiwand extension is a five stars, simple, with minimum permission required to keep your browsing private, safe and transparent.