Loading AI tools
حزب سياسي شيعي في لبنان من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
حركة أمل هي حزب سياسي لبناني يرتبط بالطائفة الشِيعيّة في لبنان، تأسست عام 1974م على يد موسى الصدر تحت اسم حركة المحرومين. ازدادت شعبيّة الحركة خاصَّةً بعد حرب إسرائيل على جنوب لبنان في 1978م أو عملية الليطاني، كما أعطت الثورة الإسلامية في إيران زخمًا إضافيًا لها.[2]
حركة أمل | |
---|---|
البلد | لبنان |
التأسيس | |
تاريخ التأسيس | 1974 |
المؤسسون | الإمام موسى الصدر حسين الحسيني بسام لافي |
الشخصيات | |
قائد الحزب | موسى الصدر نبيه بري |
القادة | نبيه بري |
المقرات | |
المقر الرئيسي | بيروت |
مقر الحزب | بيروت، لبنان |
الأفكار | |
الأيديولوجيا | وسطية[1] شعبوية |
الانحياز السياسي | وسط اليمين |
الدين | الإسلام القرآني الشيعي |
انتساب إقليمي | تحالف 8 آذار |
المشاركة في الحكم | |
مجلس النواب اللبناني | 18 / 128 |
مجلس الوزراء اللبناني | 3 / 30 |
علم الحزب | |
الموقع الرسمي | الموقع الرسمي |
سياسة لبنان الأحزاب السياسية الانتخابات | |
تعديل مصدري - تعديل |
أُنشئ الجناح العسكري للحركة في 1975م والذي كان أحد أبرز أطراف الحرب الأهلية اللبنانية.[3]
تحظى الحركة اليوم بكُتلة نيابيّة وازنة في مجلِس النواب، حيث ينتمي 16 نائبًا لكتلة التنمية والتحرير التابعة لها، ولها تحالف وثيق مع حزب الله والحزب التقدمي الاشتراكي.
في 1974، أعلن موسى الصدر بالتعاون مع حسين الحسيني تأسيس حركة المحرومين، بهدف إصلاح وتحسين النظام السياسي في لبنان.[4] تعود فكرتها إلى سنوات سابقة وتحديدًا في 1969، عندما دعا الصدر إلى تحقيق المساواة بين جميع الأطراف اللبنانية، كي لا تحرم أي طائفة من حقوقها، فقد كانت الطائفة الشيعية آنذاك الأفقر بينها وتعرّضت لإهمال شديد من الحكومة اللبنانية بالإضافة إلى عدم تمثيلها في السياسة بشكل عادل.[5]
على الرغم من تأثُّرها بالأفكار الإسلاميّة وارتباطها الثقافي والاجتماعي، إلا أنَّ الحركة كانت علمانية تسعى لتوحيد اللبنانيين كشعب واحد بعيدًا عن الانتماءات الطائفية والأفكار الأيديولوجية،[6] وهدفت لتحقيق العدالة الاجتماعية لكل المحرومين منهم.[7] كدلالة على ذلك، كان الكاثوليكي رئيس الأساقفة غريغوار حدَّاد أحد مؤسسي الحركة.[8][9] مع ذلك، معظم الأعضاء كانوا شيعة، وكانوا قوَّة حاسمة ضد العوائل الإقطاعية في الجنوب.
أعلن موسى الصدر في مؤتمر صحفي عقده بتاريخ 6 يوليو 1975، إثر انفجار لغم أرضي وقع في معسكر تدريبي للطلائع الأولى من الذراع المقاوم لحركة المحرومين في قرية عين البنية، محافظة بعلبك الهرمل، قضاء بعلبك، ولادة أفواج المقاومة اللبنانية التي اختصرت ب «أمل». قتل في الانفجار أكثر من 35 شابًا. جاء الانفجار في وقت كان لبنان فيه مسرحًا لانفجارات مشابهة. وأصبح الحادث بمثابة معمودية النار للأفواج المنبثقة عن حركة المحرومين التي كان الصدر أسّسها في السابق. وكان أول مسؤول تنظيمي فيها الدكتور مصطفى تشمران الذي أصبح فيما بعد أول وزير دفاع لإيران بعد انتصار الثورة الإسلامية.
كان الدافع الرئيسي وراء تشكيل التشكيلات المسلحة للحركة بحسب موسى الصدر، أنّه يرى مطامع إسرائيل في جنوب لبنان، ما يتجاوز الحياة والأرض وأنها تريد أن توطِّن الفلسطينيين وتنهي قضيَّتهم. وهم في المقابل يحملون السلاح من أجل العودة إلى أرضهم. فتخوَّف من حدوث اجتياح إسرائيلي للبنان وتهجير أهله فقرر تأسيس التشكيلات هذه لصد الاعتداءات. فوق ذلك كانت الحرب الأهلية اللبنانية قد امتدت إلى أكثر من منطقة وكان الصدر يتخوف أن تمتد لتشمل كل لبنان، وبالتالي لن توفر الحماية لأي طائفة. وكانت قناعته أن الدولة أعجز من أن توفر الحماية لمواطنيها وأن الفرقاء المتصارعين سيتقاسمون مؤسساتها في ظل الخلل الفاضح في سياستها. عمل الصدر تحت هذه الظروف على الحفاظ على السرية في تأسيسه لحركة أمل، إلا أن وقوع الانفجار دفعه إلى الإعلان عن ولادة الحركة.
جاء إعلان ولادة الحركة رسميًا لقطع الطريق عن أي محاولات من أطراف أخرى لوأد المساعي التي بذلها الصدر لتنظيم العمل السياسي والعسكري للطائفة الشيعية في لبنان. وأيضًا بحسب الصدر وفاء لتضحيات اللبنانيين. رغم التأكيد على رفضه الانجرار إلى الحرب الأهلية.
ابتكر وصمَّم شعار حركة أمل الأوّل وهو الشّبح الخارج من القمقم الدَّكتور مصطفى تشمران سنة 1974 م. ابتكر شعار حركة أمل الثَّاني السّيّد نزيه حسّون «ذو الفقار» سنة 1978 م. بعد اختفاء موسى الصَّدر. ابتكر وصمَّم شعار حركة أمل الحالي في أوائل شهر نيسان للعام 1980م. الكاتب الفنّان التّشكيلي اللبناني حسين أحمد سليم من قرية النّبي رشادة غربي بعلبك. والشّعار يكتنز بلفظ الجلالة وشهادتي التّوحيد وجميع محارف الأبجديّة العربيّة والأرقام الهنديّة والعربيّة ومحارف الأبجديّة الأجنبيّة وأطوار القمر ورموز ومصطلحات أخرى. صمَّم راية حركة أمل الفنّان التّشكيلي اللبناني رفيق شرف.
تم تدقيق هذا الميثاق من قبل الهيئة التنفيذية للحركة. (المصدر: موقع حركة أمل)
إن حركة المحرومين (أمل) في لبنان تمتد جذورها عبر الزمن مع وجود الإنسان منذ أن كان. إنها طموحة نحو حياة أفضل، تدفعه للتصدي لكل ما يفسد عليه حياته أو يجمد مواهبه أو يهدد مستقبله لذلك فإنها حركة الإنسان العامة في التاريخ، قادها الأنبياء والأولياء والمصلحون ودفعها المجاهدون، وأغناها الشهداء الخالدون، وهذا الترابط العميق عبر التاريخ، والمواكبة الشاملة في أنحاء العالم، وهذه التجربة المعاشة للإنسان، وكل إنسان، تعزز حركة ألمحرومين (أمل) في لبنان وتنير طريقها وتضمن استمرارها ونجاحها وعندما نحاول رسم معالم حركة المحرومين (أمل) في لبنان، بما للبنان من أبعاد حضارية، وبما لهذه الفترة الزمنية الحافلة بالأحداث، وما لهذه المنطقة التي بدأت تدخل مجدداً في التاريخ من بابه الواسع من تفاعلات وعندما نحاول أن نرسم معالم هذه الحركة نجد الأبعاد التالية:
إن العضو في حركة أمل هو من يتوفر لديه الشروط التالية:
نص القسم: <<أقسم بالله العظيم أنني مؤمن بما ورد في ميثاق حركة أمل الذي اطلعت عليه وأنني أعمل بجميع طاقاتي لتحقيقه وفقًا لما يقرّه تنظيم الحركة وأن أقوم بخدمة التنظيم مفضلًا مصلحته على منافعي الذاتية معتبرًا أعضائه إخوتي محتفظًا بما أعلم عنه وديعة لا أبوح بها إلا للتنفيذ وأن أكون نموذجًا صالحًا في سلوكي الخاص وفي تضحياتي وجهدي وفي التزامي بالقيم ومحبتي للناس، إنني أقسم بالله على ذلك وأشهده وأنبيائه والأولياء والشهداء والصالحين على ما أقول>>
تحتاج هذه المقالة كاملةً أو أجزاءً منها لإعادة الكتابة حسبَ أسلوب ويكيبيديا. (يوليو 2019) |
هذه المقالة مكتوبة من وجهة نظر مُعجَب أو مُشجِّع، وهي لا تعرِض وجهة نظر محايدة. (يوليو 2019) |
مع تمدّد وتوسّع انتشار الحركة بشكل كبير في المناطق اللبنانية اصطدم عناصر الحركة ببعض الأطراف والأحزاب الفلسطينية واللبنانية وخصوصًا مع حزب البعث العراقي الذي حاول التضييق على تحركات الحركيين وتطور الأمر إلى وقوع اشتباكات عنيفة في الجنوب وضواحي بيروت كما حصل حول جريدة بيروت التابعة للبعث العراقي والكائنة في منطقة الشياح حيث استطاع مقاتلو الحركة السيطرة عليها بالكامل وبالتالي نجحت الحركة في حماية مناطق تواجدها.
وفيما كانت الحركة في طور إعداد نفسها حدث أن انقلبت الأوضاع رأسًا على عقب إثر الغزو الإسرائيلي الواسع للبنان عام 1982 فاستنفرت الحركة مقاتليها في الجنوب وبيروت والبقاع وخاض مجاهدوها أشرس المعارك ضد قوات الاحتلال لا سيما في منطقة خلدة عند مدخل العاصمة بيروت واستبسلوا في المقاومة بعد أن حاولت وحدات من النخبة في الجيش الإسرائيلي تنفيذ عملية إنزال بحرية على شاطئ خلدة فتصدوا لتلك المحاولة واستطاعوا من قتل وجرح عدد من ضباط جنود العدو بينهم نائب رئيس الأركان الإسرائيلي قائد الهجوم والاستيلاء على عدد من الآليات والقطع العسكرية تركها الجيش الإسرائيلي في أرض المعركة وفقد الإسرائيليون صوابهم.
شكّلت مواجهات خلدة نقطة تحول أساسية في تاريخ الحركة ومقاومتها وكان لمشهد استيلاء مجاهدي الحركة على الغنائم العسكرية الإسرائيلية أن هز الرأي العام اللبناني والعربي كونه مشهد فريد من نوعه وغير مسبوق في كل المواجهات والحروب العربية والإسرائيلية.
وكانت هذه النقطة الفاصلة في مصير لبنان حيث أطلق يومها نبيه بري قائد المقاومة اللبنانية ضد إسرائيل والتي خاضت عدة معارك ومواجهات وعمليات وقدمت الآلاف من الشهداء الذين سقطوا في عمليات نوعية ومواجهات مباشرة ومجازر ارتكبها الجيش الإسرائيلي وإغتيالات على أيدي العملاء.
وكان نبيه بري قد أطلق هذا المشروع الاستشهادي في وقت كان لبنان يتخبط داخلياً في معارك أهلية والتي كانت الحركة وعلى رأسها نبيه بري يسعون لتهدأتها كي يتسنّى التفرغ لمقاومة هذا الاحتلال.
مع دخول جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى بيروت وخروج منظمة التحرير الفلسطينية منها وما رافق ذلك من أجواء متوترة ومشحونة في البلاد إثر تشتت أحزاب الحركة الوطنية وحال الضياع التي سيطرت على الجميع عقب انتخاب أمين الجميل رئيساً للجمهورية اللبنانية، راح نبيه بري يعمل في كل الاتجاهات في محاولة لإعادة استنهاض الحركة والقوى الحزبية وظل على اتصال دائم بعدد واسع من الشخصيات في مقدمهم رشيد كرامي وسليم الحص ووليد جنبلاط وغيرهم من قادة الأحزاب كما كثّف اتصالاته مع القيادة السورية وعلى رأسها الرئيس حافظ الأسد وتوثّقت علاقته به إلى حد بعيد.
راقبت الحركة بكثير من الحذر بدايات عهد الرئيس أمين الجميل وسياساته ولم يوفر رئيس الحركة فرصة إلا وكان يطلق فيها موقف أو تصريح ينتقد فيه الممارسات والقرارات الحكومية؛ لكن مع شروع الرئيس أمين الجميل في مفاوضات مع الإسرائيليين عام 1983 أعلنت الحركة معارضتها الشديدة لهذه المفاوضات وبدأت بالتحرك على الأرض لكن الحكم اللبناني لم يأبه لكل الاعتراضات وواصل مفاوضاته التي نتج عنها اتفاق 17 أيار وهنا ثارت الحركة وقررت إسقاط الاتفاق بكل الوسائل.
لم يكتف نبيه بري بإطلاق المواقف الصارخة ضد إسرائيل واتفاق 17 أيار بل راح يخطط ويفكر مع مسؤولي الحركة الميدانيين في الجنوب في كيفية تنظيم مجموعات مدربة لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي والتأسيس لحالة مواجهة دائمة مع العدو من خلال التعبئة وحث الناس والجماهير على المقاومة والصمود.
في منتصف العام 1983 عقدت الحركة مؤتمرها العام الخامس وفاز نبيه بري بالتزكية وإجماع أعضاء المؤتمر رئيساً لحركة أمل بعد أن جرى إقرار صيغة تنظيمية جديدة لهيكلية الحركة وانتخب العقيد المتقاعد عاكف حيدر نائبا للرئيس ورئيساً للمكتب السياسي وحسن هاشم رئيساً للهيئة التنفيذية.
انطلق مقاتلوا الحركة في خوض عمليات واسعة ضد جنود الاحتلال أينما كان في قرى الجنوب التي تحولت إلى قرى مواجهة حتى أصبح في كل قرية حكاية مع بطولات المقاومة ضد الإسرائيليين فالتفت الناس كل الناس حول الحركة أطفال وشيوخ ونساء راحوا يدافعون ويقدمون أغلى ما لديهم فداء للحركة التي سطر مجاهدوها أروع البطولات ضد الاحتلال.
دخل لبنان تاريخ وعصر جديد بعد انتفاضة السادس من شباط عام 1984 التي غيّرت مجرى الأحداث وقلبت موازين القوى رأسا فزلزال الانتفاضة شكّل صدمة كبيرة وعنيفة لحكم الرئيس أمين الجميل الذي كان قد بدأ بالتصدع والتفكك نتيجة المقاطعة السياسية والشعبية له خصوصا من الأطراف والقِوى الوطنية والإسلامية تحديدا فدخلت البلاد في أخطر المراحل بعد الانقسام السياسي والعسكري فتسارعت الوساطات والاتصالات الداخلية والخارجية لإنقاذ الموقف ومنع انهيار البلاد/ ونجحت المساعي بالتالي في حمل الأطراف المتصارعة للذهاب إلى مؤتمر لوزان الذي شارك فيه أقطاب السياسية والحرب في لبنان وحضره عصبا الانتفاضة نبيه بري ووليد جنبلاط بعد أن استطاعا إسقاط اتفاق 17 أيار وإرغام الرئيس أمين الجميل التراجع عنه وشكل مؤتمر لوزان نقطة تحول هامة وبداية علاقة بين المعارضة والحكم برئاسة أمين الجميل أدّت فيما بعد وتحديدا في نيسان من العام 1984 إلى مشاركة رئيس الحركة نبيه بري كوزير في حكومة الوحدة الوطنية التي شكّلها الرئيس رشيد كرامي وكانت المرة الأولى التي يتولى فيها نبيه بري منصب رسمي رفيع في الدولة اللبنانية.
وفّرت انتفاضة 6 شباط أرضية وقاعدة خلفية صلبة وقوية لدعم المقاومة ضد الإحتلال الإسرائيلي فعملت حركة أمل ليل نهار على توفير المستلزمات العسكرية الضرورية لمقاوميها في الجنوب الذي كان يشهد غليانا وتصاعداً واسعاً للعمليات والمواجهات ضد الجنود الإسرائيليين وتحولت الحركة إلى رأس حربة للمقاومة وقدمت الشهيد تلو الشهيد بعدما أربكت حركة الإسرائيليين وكبّدتهم خسائر فادحة وأمام كل هذا لجأت قوات الاحتلال إلى استخدام إسلوب المجازر والاغتيالات وتصفية مسئولي المقاومة وعناصرها البارزة كما حصل مع المقاوم الحركي مرشد نحاس الذي اغتالته وحدة من المخابرات الإسرائيلية في بلدته بدياس عام 1984 ونتيجة للعمليات الوحشية الإسرائيلية اندفع الجنوبيون للمواجهة بصدورهم العارية لكسر القبضة الحديدية التي فرضتها إسرائيل على بعض القرى والبلدات الجنوبية فأقدم المقاتل الحركي الشاب بلال فحص على تفجير نفسه بدورية عسكرية إسرائيلية في منطقة الزهراني في 16 حزيران من العام 1984 ليكون أول استشهادي لبناني يشق الدرب أمام استشهاديين آخرين ويصبح رمزاً لكل المقاومين الأبطال.
لم يهدأ مجاهدو الحركة فبعد عملية بلال فحص انتفض الجنوب كله وكانت العملية الاستشهادية الثانية للمجاهد الحركي حسن قصير الذي اقتحم بسيارته قافلة عسكرية إسرائيلية على طريق البرج الشمالي في صور بالقرب من مؤسسة جبل عامل المهنية فسقط عشرات القتلى والجرحى من الإسرائيليين الذين ذهلوا من الضربات المتتالية التي شكلت منعطفاً أساسيا في المواجهة ضد الإسرائيليين.
تزلزلت الأرض تحت أقدام الإسرائيليين نتيجة ضربات المقاومة الشديدة وكان المقاومان محمد سعد وخليل جرادي أثنائها المحركان الميدانيان لجميع عمليات الحركة والمطاردان من قبل قوات الاحتلال التي شنت أوسع عمليات دهم للقرى والبلدات في محاولة للبحث عنهما واعتقالهما ولمّا عجز جنود العدو عن ذلك أوكل الأمر إلى المخابرات الإسرائيلية التي جندت كل طاقاتها وإمكانياتها للقضاء عليهما فاستطاعت بمعاونة عدد من عملائها في الجنوب من تدبير عملية تفجير ضخمة لحسينية بلدة معركة في 4 آذار من العام 1985 وكان محمد سعد وخليل جرادي بداخلها فوقعت مجزرة كبيرة استشهد فيها قائدا الحركة والعديد من أبناء البلدة فثار الجنوب كله لاغتيال البطلان محمد سعد وخليل جرادي.
هبّ الجنوب كله في وجه الإسرائيليين واستطاع مقاومو الحركة من تنفيذ سلسلة من العمليات الجريئة والبطولية كما حصل في بلدة دير قانون حين اقتحمت مجموعة من المقاومين على رأسهم القيادي الحركي البارز داوود داوود موقعا عسكريا إسرائيليا ضخما وحرّرته لساعات عدة ورفعت أعلام الحركة فوقه ونتيجة تلك الضربات والخسائر الجسيمة التي تكبّدتها اضطرت قوات الاحتلال عام 1985 على الانسحاب من قرى صيدا وصور والنبطية بشكل تدريجي فحققت الحركة نصراً كبيراً فالتفت الجماهير حولها وتحول رئيسها نبيه بري إلى رمز وقائد للمقاومة فامتلك شعبية هائلة قل نظيرها في لبنان حتى ذاع صيته خارج لبنان وبات محط الأنظار وراحت وسائل الإعلام اللبنانية والعربية والعالمية تتسابق لنقل أخباره وأخبار الحركة.
خلال الفترة بين أيار 1985 ويوليو 1988، خاضت حركة أمل ما سُمّي بـحرب المخيمات ضد الفصائل الفلسطينية وعلى رأسها حركة فتح بقيادة ياسر عرفات والمتحالفين معها ومن بينهم حركة المرابطون اللبنانية. وفي الجهة المقابلة كانت أمل مع الجيش السوري وحلفائه. وقد أكملت هذه الحرب ما بدأته إسرائيل بخصوص إشعاف المقاومة الفلسطينية في لبنان حيث أجبر الفلسطينيون إلى الانسحاب إلى الجنوب وعاشت المخيمات أوضاعا اجتماعية مزرية.
بعد الانسحاب الإسرائيلي الأول عام 1985 أراد الفلسطينيون إعادة الوضع إلى ما كان عليه سابقا من وجود مسلح على أرض لبنان فحدث الاصطدام مع حركة أمل، وسميت تلك المواجهات بحرب المخيمات.
وافقت الحركة على اتفاق الطائف وانخرطت في الحياة السياسية اللبنانية وتولّى رئيسها نبيه بري رئاسة مجلس النواب اللبناني كما ساهمت بشكل كبير في عملية إنماء الجنوب وإعماره. كما كان لكشافة الرسالة الإسلامية حضورًا متزايدًا في أوساط الناشئة وأدت أدوارًا كبيرة في سلسلة الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان. بالتوازي مع ذلك حافظت الحركة على سلاحها المقاوم وشاركت في العمليات إلى جانب حزب الله وخاضت العديد من المواجهات أبرزها عمليات وادي الحجير ووادي السلوقي كما استشهد العديد من قياداتها أبرزهم نعمة حيدر عام 1994 وحسام الأمين اللذين اغتالتهما إسرائيل في عمليّات تفجير وقصف جوّي.
و في العام 1997 ساهمت الحركة في التصدي للإنزال الإسرائيلي في بلدة أنصارية واقتحم شاب من عناصرها يدعى هشام فحص طرادًا عسكريًا إسرائيليًا في عرض البحر.
تأسست حركة أمل في عام 1975 خلال الحرب الأهلية اللبنانية، وكان من بين مؤسسيها الإمام موسى الصدر الذي دعا إلى تشكيل حركة سياسية تمثل شيعة لبنان وتدافع عن حقوقهم في إطار الدولة اللبنانية. بينما تأسس حزب الله في عام 1982 نتيجة للغزو الإسرائيلي للبنان، وكان مدعومًا بشكل رئيسي من قبل إيران، وركز على المقاومة المسلّحة ضد الاحتلال الإسرائيلي، مما جعل أهدافه وشعاراته تختلف عن حركة أمل. حركة أمل كانت تركز أكثر على السياسية الداخلية، بينما كان حزب الله موجهًا بشكل أساسي نحو مقاومة الاحتلال ودعم الأيديولوجية الثورية الإيرانية.[10][11]
ترتكز أهداف حركة أمل على تحسين وضع الشيعة في لبنان من خلال المشاركة السياسية الفاعلة في مؤسسات الدولة اللبنانية، والاهتمام بقضايا حقوق الإنسان والتنمية الاجتماعية. في المقابل، يركز حزب الله بشكل أساسي على بناء مقاومة إسلامية ضد إسرائيل، وتأسيس نظام سياسي إسلامي يعتمد على الأيديولوجية الإيرانية، مع تعزيز نفوذ إيران في لبنان والمنطقة. بينما تركز حركة أمل على العمل السياسي داخل لبنان، ينتهج حزب الله سياسة إقليمية أوسع تشمل أنشطته العسكرية والسياسية في عدة دول عربية.[10][11]
تتمتع حركة أمل بدعم سياسي ومالي من بعض الدول العربية، خاصة سوريا، التي دعمت الحركة في مراحل مختلفة من تاريخها. بينما يعتمد حزب الله بشكل أساسي على دعم إيران، سواء كان ذلك من خلال التمويل العسكري أو التأثير الأيديولوجي. هذا الدعم جعل من حزب الله لاعبًا إقليميًا له تأثيرات كبيرة في السياسة الإقليمية، بينما كانت حركة أمل تركز بشكل أكبر على المصالح الداخلية اللبنانية.[12][11]
حركة أمل تشارك بشكل فعّال في الحياة السياسية اللبنانية، حيث تمثل كتلة برلمانية مهمة ولها تأثير كبير في تشكيل الحكومات اللبنانية. على الرغم من وجود خلافات سياسية مع حزب الله في بعض الأحيان، إلا أن كلا الحركتين تتعاونان في قضايا استراتيجية هامة مثل تمثيل الطائفة الشيعية في الدولة اللبنانية. حزب الله، من جهة أخرى، يعتبر نفسه حركة مقاومة إسلامية وله جناح مسلح، ما يجعله أكثر انخراطًا في السياسة العسكرية والتهديدات الأمنية ضد إسرائيل. في حين أن حركة أمل تنشط سياسيًا داخل الدولة اللبنانية وتعمل على تعزيز الاستقرار الداخلي.[13][14]
Seamless Wikipedia browsing. On steroids.
Every time you click a link to Wikipedia, Wiktionary or Wikiquote in your browser's search results, it will show the modern Wikiwand interface.
Wikiwand extension is a five stars, simple, with minimum permission required to keep your browsing private, safe and transparent.