Remove ads
مرض يصيب الكبد من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
تشمع الكبد[3] (أو التليف الكبدي[4] أو التليف فحسب) يحدث نتيجة الإصابة بمرض كبدي مزمن؛ حيث يتم استبدال نسيج الكبد السليم بنسيج ليفي (ندبة) وعُقيدات متجددة (كتل تنشأ نتيجة عملية يتم فيها تجدد النسيج التالف)،[5][6][7] مما يؤدي إلى توقف الكبد عن أداء وظائفه. ومن أكثر الأسباب شيوعًا للإصابة بتشمع الكبد هي إدمان الكحول والالتهاب الكبدي الوبائي B وC ومرض الكبد الدهني، ولكن هناك العديد من الأسباب الأخرى التي يمكن أن تؤدي إلى تشمع الكبد. وهناك بعض الحالات التي تكون مجهولة السبب.
تشمع الكبد | |
---|---|
Cirrhosis | |
مقطع عرضي لكبد مصاب بتليف | |
النطق | /sɪˈroʊsɪs/ |
معلومات عامة | |
الاختصاص | طب الجهاز الهضمي |
من أنواع | مرض الكبد[1]، ومرض |
الموقع التشريحي | كبد |
الأسباب | |
الأسباب | كحولية، والتهاب كبدي، والتهاب الكبد بالمناعة الذاتية، والتهاب الأقنية الصفراوية المصلب الابتدائي، وداء الاصطباغ الدموي الوراثي، وداء ويلسون |
الإدارة | |
أدوية | بوميتانيد، وفوروسيميد، وحمض الإيثاكرينيك ، وتوراسيميد، وريفاكسيمين[2]، وليديباسفير/سوفوسبوفير[2]، وحمض أسيتوم أوبيتيكوليك[2]، وسوفوسبوفير[2]، وبيغنتيرفيرون – ألفا – 2ب[2]، وبوسبريفير[2]، والتولفاتان[2]، وداكلاتازفر[2]، وريبافيرين[2]، وأديفوفير [2]، وبيغنتيرفيرون – ألفا – 2أ[2]، وسيميبريفير[2]
|
التاريخ | |
وصفها المصدر | قاموس بروكهاوس وإفرون الموسوعي، وقاموس بروكهاوس وإفرون الموسوعي الصغير |
تعديل مصدري - تعديل |
الاستسقاء (احتباس السوائل في التجويف البطني) من أكثر المضاعفات شيوعًا لمرض تشمع الكبد والذي يرتبط بسوء نوعية الحياة وزيادة احتمالات الإصابة بالمرض وتفاقم الأعراض على المدى الطويل. وهناك مضاعفات أخرى محتملة قد تهدد حياة المريض، مثل الاعتلال الدماغي الكبدي (تشوش وغيبوبة) ونزيف في دوالي المريء. وعمومًا تشمع الكبد مرض لا يمكن الشفاء منه، وعادةً ما يركز العلاج على منع تفاقم المرض وزيادة مضاعفاته. ويكون الخيار الوحيد المتاح في المراحل المتقدمة من تشمع الكبد هو عملية زرع الكبد.
أصاب تليف الكبد حوالي 2.8 مليون شخص وأسفر عن 1.3 مليون حالة وفاة عام 2015.[8][9]
إن كلمة cirrhosis «تشمع الكبد» مشتقة من الكلمة اليونانية κίρῥος بمعنى بني مصفر (إشارة إلى اللون الأصفر البرتقالي للكبد المتشمع). على الرغم من أن مرض تشمع الكبد كان معروفًا من قبل إكلينيكيًا، فإن العالم الفرنسي رينيه لينك هو الذي أعطاه اسم "cirrhosis" في بحثه عام 1819 حيث وصف أيضًا سماعة الطبيب.[10]
لتليف الكبد العديد من المظاهر المرضية المحتملة، قد تكون هذه العلامات والأعراض إما نتيجة مباشرة لفشل خلايا الكبد، أو ثانوية لفرط ضغط الدم البابي الناتج. هناك أيضًا بعض المظاهر الأخرى التي تكون أسبابها غير محددة ولكنها قد تحدث في تليّف الكبد. وبالمثل، فإن عدم وجود أي علامات أو أعراض لا يستبعد احتمال الإصابة بتليف الكبد،[11] فتليّف الكبد يتطوّر بشكل بطيء وتدريجي، وعادة ما يكون في مرحلة متقدمة جيداَ قبل أن تبدأ أعراضه بالظهور وتصبح ملحوظة بما يكفي لتدق ناقوس الخطر. قد يكون الضعف وفقدان الوزن من الأعراض المبكرة.
يجعل تليف الكبد من الصعب على الدم أن يتدفق في الجهاز الوريدي البابي.[25] هذه المقاومة تخلق احتياطيًا للدم وتزيد من الضغط.[25] هذا يؤدي إلى فرط ضغط الدم البابي. تشمل آثار فرط ضغط الدم البابي ما يلي:
كلما تقدم المرض، زادت احتمالات ظهور المضاعفات. بالنسبة لبعض الأشخاص، قد تكون هذه هي أولى علامات المرض.
هناك العديد من الأسباب التي من الممكن أن تؤدي إلى الإصابة بتشمع الكبد، وأحيانًا قد يجتمع أكثر من سبب واحد في المريض نفسه. للسيرة المرضية أهمية حقيقية في محاولة تحديد السبب الأكثر احتمالا. على الصعيد العالمي، يُعزى 57% من حالات تليف الكبد إما إلى التهاب الكبد بي (30%) أو التهاب الكبد سي (27%).[32][33] يعد اضطراب تعاطي الكحول سببًا رئيسيًا آخر، حيث يمثل حوالي 20-40% من الحالات.[18][33]
يلعب الكبد دورًا حيويًا في تصنيع البروتينات (مثل، الألبومين وعوامل تجلط الدم والبروتينات المكملة) وإزالة السموم وتخزين الفيتامينات (مثل، فيتامين A). بالإضافة إلى ذلك، فإنه يساهم في أيض الدهون (اللبيدات) والكربوهيدرات.
كثيرًا ما يسبق تشمع الكبد الإصابة بالالتهاب الكبدي والكبد الدهني، وذلك بغض النظر عن سبب المرض. وحتى إذا تم التخلص من سبب الإصابة في هذه المرحلة، فإن الضرر الذي لحق بالكبد لا يمكن إصلاحه.
إن السمة المرّضية المميزة لمرض تشمع الكبد هي تكون نسيج ندبي يحل محل الأنسجة البرنشيمية السليمة، مما يتسبب في إعاقة تدفق الدم من خلال الوريد البابي ويؤثر على الأداء الطبيعي للكبد. وقد أظهرت الأبحاث الحديثة الدور المحوري الذي تلعبه الخلية النجمية، نوع من الخلايا عادةً ما تقوم بتخزين فيتامين A، في حدوث تشمع الكبد. جدير بالذكر أن الأضرار التي تلحق بالأنسجة البرنشيمية الكبدية تؤدي إلى تنشيط الخلية النجمية التي تصبح قابلة للانقباض (تسمى خلايا أرومية ليفية عضلية) وتعوق تدفق الدم في دورته الدموية الطبيعية. وبالإضافة إلى ذلك، فإن هذه الخلية تفرز مادة تعرف باسم عامل النمو التحويلي بيتا1 TGF-β1 وهي مادة تؤدي إلى استجابة تشمعية وتكاثر في النسيج الضام. علاوةً على ذلك، فإنها تخل بالتوازن بين مركب الإنزيم المعدني الهادم للبروتينات والأنسجة المثبطة بصورة طبيعية (TIMP 1 وTIMP 2)، وهو ما يتسبب في تحلل مادة النسيج بين الخلوية واستبدالها بمادة يفرزها النسيج الضام.[41]
تقوم حزم النسيج الليفي (حواجز) بفصل عقيدات خلايا الكبد، والتي تحل في نهاية المطاف محل التركيب النسيجي الكامل للكبد؛ مما يؤدي إلى انخفاض معدل تدفق الدم في جميع أعضاء الجسم. ويصبح الطحال محتقنًا؛ مما يؤدي إلى فرط نشاط الطحال وزيادة تشظي الصفائح الدموية؛ أي نقص عددها نتيجة لتضخم الطحال. جدير بالذكر أن ارتفاع ضغط الدم في الوريد البابي هو السبب وراء أكثر المضاعفات حدة لتشمع الكبد.
يعتمد تشخيص تليف الكبد لدى الفرد على عدة عوامل.[18] قد يشتبه في تليف الكبد من النتائج المعملية والفحص الجسمي وتاريخ المريض، وبالتصوير العام للكبد.[18] وأخذ عينة من الكبد يُؤكد التشخيص، لكنه غير ضروري.[39] وتشمع الكبد نفسه قد يجعل المريض عرضة للإصابة بمضاعفات ناتجة عن أخذ عينة من الكبد.[42]
عادةً ما يتم التوصل إلى النتائج التالية عند الإصابة بتشمع الكبد:
يعتبر فايبروتست علامة حيوية للتليف يمكن القيام به بدلاً من الخزعة.
يمكن أن تتضمن الدراسات المعملية الأخرى التي تُجرى على تشمع الكبد المشخص حديثًا ما يلي:
تستخدم أشعة الموجات فوق الصوتية بشكل روتيني في تقييم مدى تشمع الكبد، حيث إنها قد تظهر الكبد المتشمع في مراحله المتقدمة في شكل كبد صغير وعقيدي الشكل، بالإضافة إلى زيادة ارتجاع الصدى في الأشعة وظهور أجزاء غير منتظمة الشكل. كذلك من الممكن أن تُظهر أشعة الموجات فوق الصوتية وجود سرطان بخلايا الكبد وارتفاع ضغط الدم في الوريد البابي ومتلازمة بود-كياري (من خلال تقييم معدل تدفق الدم في الوريد الكبدي).
والجدير بالذكر أنه ظهر نوع جديد من الأجهزة، جهاز فايبروسكان (الإيلاستويد العابر)، يستخدم الموجات المرنة لتحديد مدى تيبس الكبد والذي يمكن تحويله نظريًا إلى درجة توضح مدى تشمع الكبد على أساس مقياس ميتافير METAVIR. ويعطي جهاز فايبروسكان صورة بالموجات فوق الصوتية للكبد (من 20-80 ملليمتر) إلى جانب قراءة الضغط (بالكيلو باسكال). ويمكن إجراء هذا الاختبار أسرع من أخذ العينة (عادةً ما يستغرق 2.5-5 دقائق) وهو غير مؤلم بالمرة. هذا بالإضافة إلى أن هذه الطريقة في التشخيص تعطي نتيجة منطقية لها علاقة بدرجة تشمع الكبد.[46]
تتضمن الاختبارات الأخرى التي يتم إجراؤها في ظروف معينة التصوير بالأشعة المقطعية CT للبطن والتصوير بالرنين المغناطيسي MRI للكبد والقنوات المرارية (تصوير البنكرياس والقنوات المرارية بالرنين المغناطيسي MRCP).
يتم عمل منظار للمعدة (الفحص بالمنظار للمريء والمعدة والاثني عشر) للمرضى الذين يعانون من تشمع الكبد لاستبعاد احتمالات الإصابة بدوالي المريء. أما إذا حدثت الإصابة بدوالي المريء، فإنه يمكن تطبيق العلاج الوقائي الموضعي (المعالجة التصليبية أو باستخدام الرباطات) ويمكن بدء العلاج باستخدام مثبطات مستقبلات بيتا.
قد تكون الأمراض النادرة التي تصيب القنوات المرارية، مثل التهاب الأوعية الصفراوية المصلب الابتدائي، من أسباب الإصابة بتشمع الكبد. ويساعد تصوير القنوات المرارية، مثل تصوير البنكرياس والأقنية الصفراوية بالتنظير الباطني بالطريق الراجع (ERCP) أو تصوير البنكرياس والأقنية الصفراوية بالرنين المغناطيسي (MRCP)، في توضيح المشكلات التي يعاني منها هؤلاء المرضى، كما يمكن أن يساعد في التشخيص.
عند الفحص بالميكروسكوب، يبدو في البداية أن الكبد متضخم، ولكن مع تقدم المرض يصبح الكبد أصغر من حيث الحجم. ويكون سطحه متعرجًا وقوامه متماسك وغالبًا ما يكون لونه أصفر (إذا كان مصاحبًا لحالات التنكس الدهني الكبدي. يعتمد التقسيم الباثولوجي للمرض على حجم العقيدات الموجودة على سطح الكبد حيث ينقسم إلى ثلاثة أنواع: تشمع العقيدات الصغيرة وتشمع العقيدات الكبيرة وتشمع الكبد المختلط. في تشمع العقيدات الصغيرة (تشمع لاينيك أو تشمع الكبد نتيجة ارتفاع ضغط الدم في الوريد البابي)، يكون حجم العقيدات المتجددة أقل من 3 ملليمتر. أما في تشمع العقيدات الكبيرة (تشمع الكبد بعد النخر post-necrotic cirrhosis) يكون حجم العقيدات أكبر من 3 ملليمتر. في حين يشتمل تشمع الكبد المختلط على مجموعة متنوعة من العقيدات ذات أحجام مختلفة.
ومع ذلك، فإنه يتم تعريف تشمع الكبد بناءً على خصائصه المرّضية في النوع صغير العقيدات على أنه يتسم بـ: (1) وجود عقيدات خلايا الكبد المتجددة و (2) وجود تشمع أو ترسب في النسيج الضام بين هذه العقيدات. ويمكن أن يعتمد شكل التشمع على حجم الضرر الذي أصاب الكبد؛ ويمكن أن ينتشر التشمع حتى بعد القضاء على السبب الأساسي الذي تسبب في هذا التشمع. ومن الممكن أن يؤدي التشمع إلى تدمير الأنسجة السليمة الأخرى في الكبد، بما في ذلك الجيوب الدموية الكبدية ومسافة ديس والبنيات الوعائية الأخرى؛ وهو ما يؤدي إلى تغير مقاومة تدفق الدم في الكبد وارتفاع ضغط الدم في الوريد البابي.[47]
حيث إنه يمكن الإصابة بتشمع الكبد نتيجة العديد من الأسباب التي تضر الكبد بطرق مختلفة، من الممكن رؤية أنماط مختلفة ومحددة السبب من تشمع الكبد وغيرها من التشوهات محددة السبب أيضًا. فعلى سبيل المثال، في التهاب الكبد الوبائي المزمن B، يحدث ارتشاح للأنسجة البرنشيمية للكبد مع الخلايا اللمفية الكبدية.[47] بينما في التشمع الناتج عن فشل قلبي، فإنه توجد خلايا دم حمراء وكمية التشمع تكون أكبر في الأنسجة المحيطة بما تسمى الأوردة الكبدية.[48] أما في التشمع الأولي بالحوصلة المرارية، فيوجد تشمع حول القناة المرارية، هذا بالإضافة إلى وجود أورام حبيبية وتجميع الصفراء،[49] وفي التشمع الكبدي الكحولي يكون هناك ارتشاح في الكبد في خلايا النيتروفيل (خلايا الدم البيضاء).[47]
عادةً ما يتم تصنيف شدة تشمع الكبد من خلال سجل تشايلد بو. يستخدم هذا المقياس مادة البيليروبين والألبومين وزمن البروثرومبين (النسبة المعيارية الدولية) ودرجة الاستسقاء والاعتلال الدماغي الكبدي لتصنيف المرضى إلى الفئة «أ» أو «ب» أو «ج»؛ والجدير بالذكر أن الفئة «أ» يكون التكهن بالمردود العلاجي فيها جيدًا، في حين أن المرضى الذين يندرجون تحت الفئة «ج» تزداد احتمالات وفاتهم. وقد وضع هذا المقياس العالمان «تشايلد» و«توركوت» في عام 1964 وقام العالم «بوج» وآخرون بتعديله عام 1973.[50]
وتجدر الإشارة إلى أن هناك مقاييس حديثة تستخدم في تحديد المرضى الذين يحتاجون لعمليات زرع الكبد حسب الأولوية، ولكنها تستخدم في أغراض أخرى أيضًا، ومن أمثلة هذه المقاييس مقياس تحديد المراحل النهائية لمرض الكبد واختصاره (MELD) ونظيره في الأطفال Pediatric End-Stage Liver Disease واختصاره (PELD).
هذا بالإضافة إلى أن الضغط الوريدي الكبدي المتدرج، أي الاختلاف في الضغط الوريدي بين الدم الوارد إلى الكبد والصادر منه، يساعد أيضًا في تحديد درجة تشمع الكبد، ذلك على الرغم من صعوبة قياسه. وتشير قيمة 16 ملليمتر أو أكثر في الضغط الوريدي إلى زيادة احتمالات الوفاة بدرجة كبيرة.[51]
بشكل عام، لا يمكن علاج الضرر الذي يلحق بالكبد من جراء تشمعه، ولكن يمكن للعلاج أن يوقف أو يؤخر المزيد من تطور المرض ويقلل من المضاعفات الناجمة عنه. ويُنصح المرضى باتباع نظام غذائي صحي؛ حيث إن تشمع الكبد يمكن أن يكون مرضًا مستهلكًا لطاقة الجسم. وغالبًا ما تكون المتابعة المستمرة للمريض ضرورية. وسيصف الطبيب المعالج المضادات الحيوية لعلاج العدوى البكتيرية، ويمكن أن تساعد أدوية كثيرة في علاج الحكة. هذا، وتساعد الملينات، مثل اللاكتولوز، في تقليل احتمالات الإصابة بالإمساك، في حين أن دورها في الوقاية من الاعتلال الدماغي محدود.
يتم علاج تشمع الكبد الكحولي الناجم عن تعاطي الكحول من خلال امتناع المريض عن تناول الكحوليات. يتضمن علاج تشمع الكبد الناتج عن التهاب الكبد الوبائي إعطاء المريض أدوية تستخدم في علاج أنواع مختلفة من التهاب الكبد، مثل دواء إنترفيرون لعلاج التهاب الكبد الفيروسي والأدوية الكورتيكوستيرويدية لعلاج التهاب الكبد المناعي الذاتي. في حين أنه يتم علاج تشمع الكبد الناتج عن داء ويلسون؛ حيث يترسب النحاس في أعضاء الجسم، عن طريق المعالجة بالاستخلاب (مثلاً، دواء البنسيلامين) لإزالة النحاس من الجسم.
بغض النظر عن السبب الأساسي المؤدي للإصابة بتشمع الكبد، فإنه يحظر على المريض تعاطي الكحوليات ودواء الباراسيتامول، بالإضافة إلى المواد الأخرى التي قد تضر بالكبد. والجدير بالذكر أنه ينبغي تلقيح الأشخاص المعرضين للإصابة بمرض التهاب الكبد الوبائي A والتهاب الكبد الوبائي B. إن علاج سبب تشمع الكبد يمنع المزيد من الضرر؛ فعلى سبيل المثال، إعطاء الأدوية المضادة للفيروسات عن طريق الفم مثل إينتيكافير وتينوفوفير لمرضى تشمع الكبد الناتج عن التهاب الكبد ب يمنع تطور تليف الكبد. وبالمثل، فإن التحكم في الوزن ومرض السكري يمنع تدهور تليف الكبد الناتج عن مرض الكبد الدهني اللاكحولي.
من الضروري التقليل من تناول الأملاح؛ حيث إن تشمع الكبد يؤدي إلى تراكم الأملاح في الجسم (اختزان الصوديوم). ويمكن أن يكون من الضروري استخدام مدرات البول للتخلص من الاستسقاء. وتشمل خيارات مدر للبول لعلاج المرضى الداخليين ضادة الألدوستيرون (سبيرونولاكتون) ومدر بول عروي. من الأفضل للأشخاص الذين يمكنهم تناول الأدوية عن طريق الفم ولا يحتاجون إلى تقليل حجمها بشكل عاجل أن يأخذوا مضادات الألدوستيرون. ويمكن أن تضاف مدرات البول الحلقية كعلاج إضافي.[52]
إذا كان من المطلوب التخفيض السريع للحجم، فإن البزل هو الخيار الأفضل. ويتطلب هذا الإجراء إدخال أنبوب بلاستيكي في التجويف البريتوني، وعادة ما يتم إعطاء محلول الزلال البشري لمنع المضاعفات الناتجة عن تقليل الحجم السريع. بالإضافة إلى كونه أسرع من مدرات البول، فإن 4 إلى 5 لترات من بزل تعتبر أنجح مقارنةً بعلاج مدرات البول.
لعلاج ارتفاع ضغط الدم في الوريد البابي، يشيع استخدام دواء البروبرانولول لخفض ضغط الدم على الجهاز البابي. عند حدوث مضاعفات خطيرة من جراء ارتفاع ضغط الدم في الوريد البابي، يتم أحيانًا التدخل الجراحي وذلك من خلال إجراء التحويلة البابية المجموعية داخل الكبد عبر الوريد الوداجي (TIPS) لتخفيف الضغط على الوريد البابي. وبما أن هذه العملية يمكن أن تزيد من الاعتلال الدماغي، فإنه لا يتم إجراؤها إلا في حالة المرضى الذين تنخفض احتمالات إصابتهم بالاعتلال الدماغي، هذا بالإضافة إلى أنه يتم اعتبارها في الغالب جسر فقط لزراعة الكبد أو إجراء مسكن للألم.
تزيد الأطعمة الغنية بالبروتين من توازن النيتروجين في الدم والذي من شأنه أن يزيد نظريًا من الاعتلال الدماغي، ولهذا السبب كان يتم تجنب مثل تلك الأطعمة في الماضي في النظام الغذائي قدر الإمكان. وقد أظهرت الدراسات الحديثة أن هذا الافتراض كان خاطئًا، حتى أنه أصبح يتم تشجيع مرضى تشمع الكبد على تناول الأطعمة الغنية بالبروتينات من أجل الحفاظ على التغذية المناسبة لحالاتهم المرضية.[53]
تُعرف المتلازمة الكبدية الكلوية بأنها انخفاض نسبة الصوديوم في البول لأقل من 10 ملليمول/لتر وتكون نسبة كرياتينين مصل الدم أكبر من 1.5 ملليجرام/ديسيلتر (أو معدل تصفية الكرياتينين خلال 24 ساعة يكون أقل من 40 ملليلتر/دقيقة) وذلك بعد احتباس السوائل في الكلى دون استخدام الأدوية المدرة للبول.[54]
إن مرضى تشمع الكبد الذين يعانون من الاستسقاء عرضة للإصابة بمرض التهاب الصفاق الجرثومي العفوي.
هذا يشير إلى التغيرات في الغشاء المخاطي في المعدة لدى الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم البابي، ويرتبط بتليف الكبد.
يمكن لتليف الكبد أن يسبب خلل في الجهاز المناعي مما يؤدي إلى العدوى. وقد تكون علامات وأعراض العدوى غير محددة وأكثر صعوبة في التعرف عليها (على سبيل المثال، تفاقم اعتلال الدماغ ولكن بدون حمى).
يعتبر سرطانة الخلية الكبدية سرطان الكبد الأساسي وهو أكثر شيوعا في الأشخاص الذين يعانون من تليف الكبد. وغالبًا ما يتم فحص الأشخاص الذين يعانون من تليف الكبد بشكل متقطع بحثًا عن العلامات المبكرة لهذا الورم، وقد أظهر الفحص أنه قد تحسنت النتائج.
في حالة عدم القدرة على السيطرة على مضاعفات تشمع الكبد أو عندما يتوقف الكبد عن أداء وظائفه، فإن عملية زراعة الكبد تصبح ضرورية. وقد زادت فرص البقاء على قيد الحياة بعد عمليات زراعة الكبد في التسعينيات من القرن العشرين، كما أن معدل البقاء على قيد الحياة وصل حاليًا إلى خمس سنوات بالنسبة لحوالي 80% من المرضى؛ وهو ما يعتمد بدرجة كبيرة على شدة المرض وغيرها من المشكلات الصحية لدى المريض المتبرَع له بالكبد.[55] وفي الولايات المتحدة الأمريكية، يستخدم مقياس تحديد المراحل النهائية لمرض الكبد (MELD) لتحديد المرضى الذين تستلزم حالاتهم إجراء عملية زراعة كبد على حسب الأولوية.[56] وتستلزم عملية زراعة الكبد استخدام الأدوية المثبطة لجهاز المناعة (سيكلوسبورين أو تاكروليموس).
تشمل مظاهر عدم المعاوضة في تليف الكبد النزف الهضميوالاعتلال الدماغي الكبدي واليرقان والاستسقاء البطني. وبالنسبة للمرضى الذين عانوا من حالات تشمع كبد مستقرة سابقًا، فإن انهيار المعاوضة الكبدية (قصور الكبد المزمن) يمكن أن تحدث لأسباب عديدة، منها الإمساك أو العدوى (من أي مصدر) أو زيادة تعاطي الكحوليات أو الأدوية أو نزيف دوالي المريء أو الجفاف. ويمكن أن يأخذ هذا الانهيار أي شكل من مضاعفات تشمع الكبد المذكورة سابقًا.
إن المرضى الذين يعانون من التشمع غير المعوض يحتاجون عادةً إلى الاحتجاز في المستشفى ومتابعة توازن السوائل في الجسم وسلامة الحالة العقلية والتشديد على التغذية المناسبة والعلاج الطبي، الذي كثيرًا ما يكون من خلال مدرات البول والمضادات الحيوية والملينات و/أو الحقن الشرجية والثيامين وأحيانًا المنشطات ودواء أسيتيل سيستين وبنتوكسيفللين. ويتم عمومًا عدم استخدام محلول ملحي في حقن المريض لأنه سيزيد من نسبة الصوديوم العالية بالفعل في الجسم الذي يعتبر من المضاعفات الشائعة عادةً في مرضى تشمع الكبد.
كان تشمع الكبد وأمراض الكبد المزمنة السبب العاشر الرئيسي للوفاة لدى الرجال والسبب الثاني عشر للوفاة لدى السيدات في الولايات المتحدة الأمريكية عام 2001، وقد أسفر عن وفاة حوالي 27.000 شخص سنويًا.[57] هذا بالإضافة إلى أن مرض تشمع الكبد كان يتسبب في معاناة كبيرة للمرضى وتكبد تكاليف هائلة في المستشفى وانخفاض الإنتاجية بسبب كثرة حالات الوفيات.
يتسبب تشمع الكبد في وفاة 34-66% من المرضى خلال عشر سنوات من بداية تشخيص الإصابة به، وتعتمد هذه النسبة بشكل كبير على سبب التشمع، في حين أن المردود العلاجي المتوقع لتشمع الكبد الكحولي يكون أسوأ من المردود العلاجي المتوقع لكل من التشمع الأولي بالحوصلة المرارية والتشمع الناتج عن الالتهاب الكبدي الوبائي. لقد ارتفعت احتمالات الوفاة نتيجة جميع الأسباب المؤدية لتشمع الكبد اثنى عشر مرة، أما إذا استبعدنا النتائج المباشرة المترتبة على أمراض الكبد، فإننا سنجد أن احتمالات الوفاة ما زالت مرتفعة خمس مرات في جميع فئات المرض.[58]
إننا لا نعرف سوى القليل عن الأدوية والعقاقير المستخدمة في علاج تشمع الكبد أو التي تقلل احتمالات الإصابة به، وذلك بصرف النظر عن الأمراض الأخرى التي تُحدث أضرارًا بالكبد (مثل مجموعة أمراض الكبد الكحولية والالتهاب الكبدي الفيروسي المزمن التي يمكن أن تؤدي الإصابة بهما معًا إلى تشمع الكبد). وقد أشارت الدراسات مؤخرًا إلى أن تناول القهوة يمكن أن يقي من تشمع الكبد، وخاصةً تشمع الكبد الكحولي.[59]
Seamless Wikipedia browsing. On steroids.
Every time you click a link to Wikipedia, Wiktionary or Wikiquote in your browser's search results, it will show the modern Wikiwand interface.
Wikiwand extension is a five stars, simple, with minimum permission required to keep your browsing private, safe and transparent.