Remove ads
احدى قبائل الأزد العربية في الجزيرة العربية من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
بَلْقَرْنْ أو بَنُو قَرْن أو بَالْقَرْن (واحدهم قَرْني) هي قبيلة أزدية عربية تسكن في محافظة بلقرن شمال منطقة عسير،[1] وفي محافظة العرضيات في منطقة مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية، كما أن لهم تواجداً في سلطنة عمان والأردن.[2] وقد ذكرهم مداد بن سعيد بن حمد الهنائي في كتابه التاريخ والتبيان في أنساب قبائل عمان بمسمى القرنيين والقرون ونسبهم لقرن بن عبد الله بن الأزد.[3]
بلقرن | |
---|---|
أربعة رجال وصبي من بلقرن سنة 1946 | |
معلومات القبيلة | |
البلد | السعودية عُمان الأردن |
المكان | محافظة بلقرن في منطقة عسير محافظة العرضيات في منطقة مكة المكرمة سلطنة عمان الاردن |
العرقية | عرب |
الديانة | الإسلام |
النسبة | الأزد |
الشهرة | بلقرن الهول |
تعديل مصدري - تعديل |
قبيلة بلقرن هي قبيلة أزدية هو:
وقد زاد البعض اسماً لجد أو جدين في أحد القولين مثلما فعل أبو سعد السمعاني، والوزير المغربي عندما نسبا قرن إلى عك بن عدنان بن عبد الله بن الأزد[15][16] لكن ابن حزم، والصحاري أخرجا عك بن عدنان من النسب وذكرا أن قرن هو ابن عبد الله وأخٌ لعدنان،[4][7] وقد شذ ابن عبد ربه فقال: "قَرْنٌ من عك بن عدثان بن عبد الله بن زهران بن كعب بن الحارث"،[17] وقد ذكر ابن الكلبي وابن سلام وابن حزم أن قَرْن القبيلة هي المنتسبة لقرن بن عبد الله بن الأزد، وذكر شهاب الدين أحمد بن عبد الوهاب النويري أن العقب للأزد في خمسة من بنيه وذكر منهم عبد الله وأن العقب لعبد الله في ثلاثة من بنيه ومنهم قرن بن عبد الله بن الأزد،[10] ويتفق النسابون أجمعين أن قَرْن هي قبيلة أزدية من بني الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان.
تنقسم قبيلة بلقرن إلى أربعة بطون أساسية هي آل سليمان، وآل مشيب، وبني رزق، ودحيم ومن هذه البطون الأربعة تفرعت باقي أقسامها،[18] ولكن التقسيم المتعارف عليه اليوم يقسمهم إلى سبعة أقسام هي:[19][20]
8. بني لمك فخذ من قبيلة بلقرن ويقدر عددهم بحوالي 3000 شخص تسكن في سلطنة عمان في وادي بني غافر و قسرة و أم حمّار في وادي الفرع
9. الدبايبه (ال دبوب) :هم عشيرة يعود نسبها الى ال سعد من ال زارية من ال مشيب بلقرن، نخوتهم اهل العليا نسبة الى المكان المرتفع, يسكنون عدة اماكن في الأردن و منها خشافية الدبايبه .[28]
ينقسمون الى عدة بطون رئيسية هي:
بعض الشخصيات من الدبايبه :
الشيخ والفارس مرجي محمد حمدان الدبوبي: هو شيخ عشيرة الدبايبه و كان من الشيوخ المقربين للملك عبدالله الأول بن الحسين ،مؤسس مملكة الأردنية الهاشمية و كان يلقبه الملك عبدالله الأول بن الحسين ب"العود". كان يتصف الشيخ مرجي محمد حمدان الدبايبه بالرأي السديد.[29]
الجندي المقاتل عبدالعزيز حمدان مرجي الدبوبي : جده الشيخ مرجي محمد حمدان الدبايبه وعمته الشيخة دله مرجي ، شارك في عدة معارك مع الجيش الأردني ومنها: معركة السموع وحرب الأيام السته ومعركة الكرامه .
الشيخة دله مرجي محمد الدبوبي: هي ابنة الشيخ مرجي محمد الدبايبه و مرضعة ملك الأردن الثالث الملك حسين بن طلال.[29]
محمد موسى عوض الدبوبي : كان في كتيبه الأميره بسمه الثالثه،و اول من قفز مظلي في القوات الخاصة الأردنيه .[30]
بلغ عدد أبناء قبيلة بَلْقَرْن قرابة مئة وخمسين ألف نسمة (150,000 نسمة) وذلك في سنة 1430 للهجرة (الموافق 2009)،[19] وقد كان عددهم في سنة 1422 للهجرة (الموافق 2001) قرابة مئةٍ وأحدَ عشرَ ألفاً ومئتانِ وتسعٌ وثلاثون (111,239 نسمة) وذلك وفقاً لما ذكره صاحب المعجم الجغرافي لبلاد بلقرن،[31] وكان عدد أهل السراة بادية وحاضرة في سنة 1395 للهجرة (الموافق 1975) قرابة خمسين ألف نسمة (50,000 نسمة) وذلك في بداية عهد الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود.[32] أما قديماً فقد ذكر الشريف شرف بن عبد المحسن البركاتي أثناء تسجيله لوقائع الرحلة اليمانية للشريف الحسين بن علي أمير مكة في سنة 1330 للهجرة (الموافق 1912) أن تعداد قبيلة بلقرن التابعين لقضاء بني شهر (قائمقامية النماص) في السراة كان أربعين ألفاً (40,000 نسمة)، وذكر أيضاً أن تعداد قبيلة بلقرن وآل سليمان وآل عمارة ممن يسكن ناحية العرضية التابعة لقضاء القنفذة (قائمقامية القنفذة) كان ثمانين ألفاً (80,000 نسمة)، كما ذكر الشريف البركاتي كلا من بني بحير وبني سهيم ولكنه لم يذكر تعدادهم حيث قال أن آل بحيري مع قبيلة بني العوامر يشكلون ثلاثين ألفاً (30,000)، وأن بني سهيم مع قبيلة بلعريان يشكلون اثنين وثلاثين ألفاً (32,000).[33]
ذكر معجم شبه الجزيرة العربية (Gazetteer of Arabia) الصادر في سنة 1917 في الجزء الخاص بعسير أنه في سنة 1916 (الموافق 1335 للهجرة) كان تعداد بلقرن السراة 6,000 رجل منهم 2,000 رحل، ويسكنون ثماني قرى، وبلقرن تهامة 1,000 رجل، ويسكنون خمس قرى.[19] في سنة 2014 صدرت ترجمة معتمدة للمعجم من قبل دارة الملك عبد العزيز راجعها عدد من الباحثين وذكر المترجم في الهامش أن «ما كتب في هذا المعجم عن قبيلة بَلقَرن ليس بصحيح على الإطلاق»،[19] وفي سنة 2015 ذكر عبد الهادي بن مجنّي الكاتب في صحيفة الجزيرة أن احصائية الكاتب غير دقيقة وأسماء القرى خاطئة وأنه قد خلط في أسماء الشيوخ اللذين ذكرهم،[34] كما قدرت الجمعية الأمريكية الجغرافية والإحصائية أن تعداد القبيلة في السراة في سنة 1956 كان قرابة أربعين ألف نسمة.[35]
تنتمي قبيلة بلقرن إلى قبيلة الأزد المعروفة والتي سكنت اليمن فترة طويلة ثم قررت الهجرة خارجه، ولا يعرف السبب الأصلي وراء هجرتهم فالبعض يعوزه إلى انهيار سد مأرب إثر سيل العرم وآخرون يقللون من شأن انهيار السد لأن الأزد كانوا يسكنون خارج منطقة السد، وهؤلاء يرون أن السبب يعود إلى الاضطرابات السياسية والتدهور الاقتصادي الذي حل باليمن إثر سيطرة الروم على البحر الأحمر وتجارة الهند.[36] انقسمت قبيلة الأزد إلى أكثر من سبع وعشرين قبيلة بما فيها قبيلة بلقرن،[37] وقد عرفت كل مجموعة من هذه القبائل بلقب ارتبط بموضع سكنها مثل أزد عمان لمن سكن عمان، وأزد السراة لمن سكن جبال السراة، وأزد شنوءة نسبة لأبيهم الملقب بشنوءة لشنآن وخلاف حصل بينهم ولكنهم أيضاً سكنوا في السراة، وأزد غسان لمن شرب من الماء المعروف بغسان.[38]
لم تهاجر هذه القبائل في وقت واحد فأول هجرة لها ارتبطت ربما مع انهيار سد مأرب، ثم تلتها عدة هجرات كهجرة خزاعة التي حُددت في سنة 207 إلى مكة وهجرة الأوس والخزرج التي حُددت في سنة 300 إلى يثرب.[36] لا يعرف تاريخ هجرة أزد السراة وشنوءة بالتحديد ولكنها حدثت قبل الإسلام وقد نزلت القبائل في السراة وتحاربت مع سكانها من قبيلة خثعم وأجلوهم من مساكنهم التي كانوا فيها إلى مساكنهم الجديدة ما بين بيشة وتربة وما جاورها وهي التي تقع في الوقت المعاصر شمال بلاد قبيلة بلقرن، وظهر الإسلام وهذا الوضع في السراة،[39] وذكر ابن عبد البر بعد أن ذكر انقسام الأزد وجزءاً من نسبهم أن بني الأزد ظلوا محتفظين بالانتساب إلى الأزد ما عدا قبائل مثل الأنصار وخزاعة وبارق وغسان ودوس فانتسبوا إلى جدهم واكتفوا بذلك.[40]
لاحتفاط قبائل الأزد بانتسابها إليه، فإن العديد من التفاصيل حول قبائلها المختلفة لا يمكن معرفتها، ولكن قبائل الأزد في السراة بدأت في الدخول إلى الإسلام والإيمان بالنبي محمد ﷺ بين سنة 7 للهجرة وسنة 10 للهجرة،[41] وفي ذات الفترة قدم وفد الأزد بقيادة صرد بن عبد الله الأزدي فأُمروا بالجهاد ونشر الإسلام في بلادهم، وقد عادوا مرة أخرى بعد إسلامهم فوفدوا على النبي ﷺ.[42] بدأ المسلمون في عهد الخليفة أبي بكر الصديق بالتوسع والاصطدام مع الإمبراطوريات المجاورة لهم كالروم والفرس، وقد استنفر الخليفة قبائل اليمن وكتب كتاباً عاماً لكل القبائل بما فيهم السراة وجعله مع أنس بن مالك وفيه يطلب منهم الاستعداد للجهاد والتوجه مع الجيوش الإسلامية، وقد وصف أنس بن مالك رحلته فقال: «أتيت أهلها جناحاً جناحاً وقبيلةً قبيلةً أقرأ عليهم كتاب أبي بكر، وإذا فرغت من قراءته قلت: الحمد لله، وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، بسم الله الرحمن الرحيم أما بـعد فإني رسول خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول المسلمين إليكم، ألا وإني قد تركتهم مُعَسكِرِين ليس يمنعهم من الشخوص إلى عدوهم إلا انتظاركم، فعجلوا إلى إخوانكم رحمة الله عليكم أيها المسلمون» فأجابوه أجمعين قائلين «نحن سائرون» فاجتمعت كتائب القبائل ومنها قبائل الأزد في المدينة المنورة.[43]
كان أول تسجيل لقبيلة بلقرن (بنو القرن) عند هشام بن محمد الكلبي (المتوفى في سنة 204 للهجرة) في كتابه نسب معد واليمن الكبير والذي ذكر فيه أبناء عبد الله بن الأزد، وذكر منهم قرن بن عبد الله الذي تنتسب له القبيلة،[11] ثم ذكرهم ابن دريد الأزدي (المتوفى في سنة 321 للهجرة) في كتابه الاشتقاق وأنهم بنو عبد الله بن الأزد وذكر أن لهم مسجداً في الكوفة،[12] ومن ثم ذكرهم أبو محمد الهمداني (المتوفى في سنة 336 للهجرة) في كتابه صفة جزيرة العرب حيث ذكر تفاصيل جبال السراة فقال: «ثم يتلوها سراة عنز وسراة الحجر: نجدها خثعم وغورها بارق، ثم سراة ناه من الأزد وبنو القَرْن وبنو الخالد: نجدهم خثعم وغورهم قبائل من الأزد، ثم سراة الخال لشكر: نجدهم خثعم وغورهم قبائل من الأسد بن عمران»، ويبدو أن قبيلة بلقرن قد وسعت بلادها بعد عصر الهمداني لاحقاً لاختفاء ذكر قبائل ناه وشكر وانتقال بني خالد إلى الشرق منهم وأيضاً لجلاء بعض بطون خثعم الذين ذكر الهمداني أنهم كانوا يسكنون مباشرة بعد سراة الحجر، والسبب وراء ذلك غير معلوم.[44][45]
ذكر ناصر خسرو (393 للهجرة ~ 481 للهجرة) بلاد السراة في كتاب سفرنامة الذي دون فيه رحلته، وذكر عنها أنها كثيرة القرى والبوادي وأن لكل منها ملكاً أو رئيساً تحتكم بأمره،[46] وذكر ابن المجاور (601 للهجرة ~690 للهجرة) في كتابه صفة بلاد اليمن ومكة وبعض الحجاز (تاريخ المستبصر) وصفاً لبلاد السراة فذكر أن أهل السراة لم يكن لهم حاكم واحد بل كان الأمر للمشائخ القبليين،[47] وذكر أن القرى في بلدان السراة متقاربة، وكل قرية يسكنها فخذ من القبيلة ولكل قرية قصر أو حصن لتخزين الحبوب والاحتياط به، وذكر أن الحروب والقتال مستمرة بينهم طول الدهر،[48] وذكر أيضاً المنازل من الطائف إلى صعدة وذكر منها بلاد بني قرن وأن بينها وبين الطائف 60 فرسخاً وبينها وبين صعدة 93 فرسخاً.[48]
ذُكرت بلاد السراة لاحقاً في كتاب مسالك الأبصار في ممالك الأمصار والذي ألفه شهاب الدين أحمد بن فضل الله العُمري (700 للهجرة ~ 749 للهجرة) والذي ذكر أن القرى في السراة متصلة لكثرتها ولكنها لا علاقة لها بالأخرى بل لكل واحدة منهم كبيرٌ يرجعون إليه، وأنه لا يجمعهم ملك ولا سلطان، وأنهم لا يخرجون مسافرين من قرية إلى أخرى بدون رفيق بسبب العداوة الموجودة بين القرى وتفرقهم.[49] وقد عاد ذكر قبيلة بني القرن (بلقرن) مجدداً عندما وصف العباس بن علي الموسوي (1110 للهجرة ~ 1180 للهجرة) السروات في رحلته المسماة نزهة الجليس ومنية الأديب الأنيس فذكر أنها ذات مياه غزيرة وأشجار كثيرة وحصون شاهقة، وأن سرواتها متصلة ومنها سراة بني القرن وأن فيها قرى وجبالاً عظيمة.[50]
كانت قبيلة بلقرن تتبع لإمرة الأمير محمد بن أحمد بن محمد اليزيدي من أمراء آل يزيد والذي كانت سلطته تشمل قبائل المنطقة، وفي سنة 1792 (الموافق سنة 1207 للهجرة) قاد الأمير محمد قوات قبائل عسير وبلقرن وبني عمرو وشمران والتقت مع قوات شريف مكة وتحالفه غامد وزهران في معركة الجرف.[51] لاحقاً قامت إمارة آل المتحمي بمعاونة الدولة السعودية الأولى واستطاعت هزيمة الأمير محمد آل يزيد وقتله، وقد دخلت قبيلة بلقرن في السراة وتهامة ضمن إمارة الأمير عبد الوهاب بن عامر المتحمي لاحقاً بعد عدة معارك وذلك في سنة 1803 (الموافق سنة 1218 للهجرة) وكان الأمير قد أرسل رسائل للقبائل يدعوها للانضمام إليه لكنها رفضت فحاربها.[52]
لاحقاً كانت قبيلة بلقرن ضمن قيادة الأمير طامي بن شعيب المتحمي المعين من الدولة السعودية الأولى في سنة 1809 (الموافق 1224 للهجرة)،[53] والذي قاد القبائلَ العسيرية ضد قوات محمد علي باشا فقد شاركت القوات العسيرية في معركة تربة بقيادة الأمير فيصل بن الإمام سعود الكبير بن عبد العزيز بن محمد آل سعود.[53] شاركت القوات العسيرية أيضاً ضد الأشراف في أبي عريش وهزمت القوات التابعة لمحمد علي باشا في معركة القنفذة.[53] وعلى الرغم من رفض القبائل السرورية للتواجد العثماني، إلا أن قوات محمد علي باشا استطاعت أن تهزم القوات القبلية وتحتل المنطقة بالقوة، ولكنها ظلت تعاني من ثوراتهم المتتالية،[54] وذلك بسبب التضييق المالي الذي حاولت فرضه على القبائل؛ حيث تذكر الوثائق العثمانية أن محمد علي باشا فرض على قبيلتي بلقرن وشمران أن تبيعا القمح لقوات أحمد باشا المعسكرة في مدينة سبت العلاية إلا أن القبيلتين رفضتا بحجة أن الكمية لا تكفي بالكاد إلا لسد الاحتياجات، وقد قوبل هذا الأمر بفرض ضريبة تبلغ خمس مئة إردب قمح على القبيلة وتلقى علي بك قائد القوات الأوامر بجمعها في ثلاثة أيام.[55] أيضاً واجهت القبيلة العقوبات عندما حاول بعض أفرادها تهريب أفراد الجيش العثماني المُعسكر في سبت العلاية، وقد ألقي القبض على أحدهم وصلب في السوق الأسبوعي.[56]
وعندما ثار أهل بيشة في سنة 1238 على القوات العثمانية، لم تستطع الحامية الحصول على امدادات من الحجاز بسبب امتداد الثورة إلى أراضي بلقرن الذين منعوا وصولها مما استدعى الجناب العالي لأن يكتب لوالي جدة بالتدخل لإخماد ثورة بلقرن ومن ثم فك الحصار عن حامية بيشة.[57]
في سنة 1834 (الموافق 1249 للهجرة) وصل الأمير عائض بن مرعي إلى سدة الحكم وجعل يُجَيِّشُ القوات القبلية ضد قوات محمد علي باشا وتواجدهم في السراة، وفي سنة 1838 (الموافق محرم 1254 للهجرة) توجه الأمير عائض بجيش مكون من 20 ألف من القبائل حتى وصل إلى رغدان وهناك تحارب مع الجيش العثماني وانهزم وقتل وأسر الكثير من جيشه.[58] في سنة 1840 (الموافق رمضان 1256 للهجرة) وقع الأمير عائض اتفاقية مع الشريف محمد ابن عون بعد عودته من مصر، وبموجبها توقف القتال بين الطرفين وتنازل الأمير للشريف عن بلاد بيشة وبلقرن وتهامة إلى القنفذة وأُفرج عن الأسرى العسيريين.[59] استمرت الهدنة حتى سنة 1844 (الموافق ربيع الأول 1260 للهجرة) وفيها حصل خلاف بين الشريف والعثمانيين فاغتنم الأمير عائض الفرصة ونقض الاتفاقية وهجم على بيشة وضمها ثم ضم بلاد بلقرن وشمران وغامد.[60][61][62] في عام 1849 (الموافق 1265 للهجرة) اجتمع وفد الأمير عائض ووفد الشريف في بيشة، وأعادوا إقامة الاتفاق السابق وضم الشريف بيشة وبلاد غامد وزهران،[63] وفي تهامة ضعفت سيطرة الأمير على بلاد بلقرن فأعاد ضمها بدون قتال.[62] في سنة 1851 (الموافق 1267 للهجرة) نقض الأمير الاتفاقية مجدداً وأعاد ضم البلاد التي تنازل عنها.[64] في عهده أيضاً وقعت معركة منارة ثميدة في جبل ثميدة في تهامة بين جيشه وبين قبيلة عمارة بلقرن وقد هزم فيها جيش الأمير عائض حيث قال الشاعر القرني «يا عسير النصف منكم في منارة ** ما رجع في ريدة إلا ذا أدرى» أي إلا الذي جَبَنَ وهرب.[65] في سنة 1858 (الموافق 1274 للهجرة) زار الأمير محمد بن عائض بيشة وبلاد بلقرن وزهران لإصلاح شؤون هذه الجهات.[66]
احتل العثمانيون عسير مجدداً وجعلوها متصرفية (أو لواء عسير) تابعة لولاية اليمن وذلك في سنة 1872 (الموافق 1288 للهجرة) وجعلت مدينة أبها مركزها، وقسمتها إلى عدة أقضية.[67] كانت قبيلة بلقرن في البداية تابعة لقضاء غامد ولكنها فصلت لاحقاً مع قبيلة شمران ليصبحا ضمن قضاء بني شهر.[68][69] أما بلقرن في تهامة فكانوا يتبعون إلى قضاء القنفذة.[69] كانت الاضطرابات بين قبائل السراة وتهامة مشتعلة ضد الدولة العثمانية بسبب المعاملة العثمانية السيئة والأوضاع الاقتصادية المتردية،[70] ومن هذه الاضطرابات هي الثورة التي قادها الأمير عبد الرحمن آل عائض وحاصرت مدينة أبها في سنة 1299 للهجرة، وقد اشتبكت قبيلة بلقرن وشمران وخثعم ومن عاد من قبائل الحجر التي كانت تحاصر أبها مع الحملة العثمانية بقيادة عمر باشا والشريف عبد الله في سنة 1300 للهجرة وقد عاد الشريف إلى مكة وانهزم عمر باشا واعتصم ببلدة النماص وبقي الوضع حتى تم الصلح بين حيدر باشا قائد القوات العثمانية في أبها وبين آل عائض في سنة 1301 للهجرة.[71]
حاولت الدولة العثمانية أن تخفف من مشاكلها في عسير بأن ربطت المتصرفية بإسطنبول مباشرة في سنة 1910 (الموافق 1328 للهجرة) وحاولت إشراك زعماء القبائل في الإدارة العامة،[72] ولكن المناوشات بدأت بعد مدة قليلة بين الدولة العثمانية وقبيلة بني عمرو العديد من المعارك استمرت لخمسة أشهر عاونتهم فيها قبيلة بلقرن بعدد من المقاتلين وقبيلة بني ثابت من بني شهر التي سمحت لهم باستدراج العثمانيين إلى قراهم، وكان أكبر هذه المعارك هو وقعة المطلى في يوم السبت 18 يوليو 1914 (الموافق 25 شعبان 1332 للهجرة)، وقد قاموا باستدراج القوات العثمانية داخل القرية حتى نفذت ذخائرهم ثم انهالوا عليهم فقتلوا الكثيرين منهم وهرب البقية تاركين الجثث والأسلحة،[73] وقد استمرت هذه المعارك منذ جمادى الأولى إلى شوال من نفس السنة وكانت هزيمة منكرة لهم حيث قتل منهم 660 عسكرياً.[74] استطاعت قبائل الصهب أيضاً في عفراء أن تنصب كميناً للقوات العثمانية التي حاولت أن تُغير عليها فانتصروا عليهم.[75] في عام 1918 (الموافق 1337 للهجرة) انسحبت الدولة العثمانية من عسير وسلمت ما تبقى من أسلحتها وعتادها الحربي للأمير حسن بن علي بن محمد بن عائض وذلك بحضور وفود القبائل ومنها قبيلة بلقرن.[76]
تشكلت أنظمة سياسية في شبه الجزيرة العربية بعد خروج العثمانيين فنجد كانت تحت حكم الدولة السعودية الثالثة والحجاز تحت حكم المملكة الحجازية الهاشمية وعسير تحت حكم إمارة آل عائض المستقلة وجازان وتهامة تحت حكم الإمارة الإدريسية، وكانت الخلافات السياسية والفكرية قائمة بينها.[77] كان الأمير حسن بن علي بن محمد بن عائض يتولى حكم المنطقة وقد اتخذ من أبها مقراً لإقامته، وكانت القبائل قد نفرت من حكمه بسبب استبداده، وكان دخول المنطقة تحت حكم الملك عبد العزيز آل سعود بدأ في سنة 1921 (الموافق 1338 للهجرة) بقيادة الأمير عبد العزيز بن مساعد بن جلوي آل سعود وكان الأمير حسن قد رد وفداً للملك عبد العزيز.[78] التقت قوات الأمير حسن مع الأمير عبد العزيز بن مساعد بن جلوي في معركة حجلا وانهزم الأمير حسن وأرسل هو وابن عمه إلى الرياض فعفا عنهم الملك عبد العزيز، ودخلت القوات السعودية إلى أبها.[78]
بعد فترة من عفو الملك عبد العزيز عن الأمير حسن، عُرض على الأميرِ أن يعود ليحكم عسير باسم الملك عبد العزيز، لكنه اعتذر بأن القبائل لا تريده وأنه يخشى أن يثوروا عليه، ولكنهم سيعاونون الوالي الذي يعينه الملك.[79] أعاد الملكُ الأميرَ إلى المنطقة، ولم يدم الوقت حتى أرسل الأمير حسن إلى الشريف الحسين بن علي شريف مكة يطلب منه المساعدة فأمده الأخير بالعتاد والمال الذين مكناه من السيطرة على أبها مجدداً،[80] فجهز الملك جيشاً في نهاية سنة 1340 للهجرة/1922 بقيادة ابنه الأمير فيصل والذي استطاع أن يدخل أبها في شهر صفر سنة 1341 للهجرة/1922، وقد طُورِدَ الأمير حسن إلى بلدة حرملة حيث وقعت معركة حرملة ولكنه هزم وبذلك دخلت منطقة السراة تحت حكم المملكة العربية السعودية،[80] وقد أرسلت القبيلة وفداً ليبايع ويهنئ الأمير فيصل، وعاونوه عندما قامت الحرب ضد الإمارة الإدريسية في سنة 1934 (الموافق سنة 1352 للهجرة) بالعدة والعدد، وهذه الحرب هي التي ضمت أراضي تهامة إلى حكم الملك عبد العزيز آل سعود، وشاركت أيضاً في سنة 1353 للهجرة (الموافق سنة 1934) في حرب اليمن تحت قيادة الأمير فيصل، وقد كلفهم الملك عبد العزيز عندما كلف القبائل بأن تحمي كل قبيلة منطقتها من النزاعات القبلية وتهديد القوافل التجارية ومنذ تلك الفترة نعمت القبيلة بالاستقرار السياسي والأمني،[81]
في سنة 1921 (الموافق سنة 1339 للهجرة) أُنشئ في ثريبان مركز للأمارة مرتبط إدارياً ببيشة واستمر لأربع سنوات حتى سنة 1924 (الموافق سنة 1343 للهجرة) حين انتقلت تبعيته إدارياً إلى القنفذة.[82] في سنة 1948 (الموافق سنة 1367 للهجرة) اندلعت الحرب الفلسطينية وقد شاركت السعودية فيها عسكرياً ودعت المواطنين إلى التطوع للقتال، وقد شارك عددٌ من أفراد قبيلة بلقرن في هذه الحرب التي استشهد بعضهم فيها وأسر وأصيب آخرون، وقد تقلد بعضهم أوسمة عسكرية جراء مشاركتهم،[83] وفي نفس السنة أنشئت محافظة طارفة حجاز بلقرن واستمرت حتى سنة 1382 للهجرة حين أصبحت تعرف باسم إمارة طارفة حجاز بلقرن واستمرت حتى صدور نظام المناطق في سنة 1992 (الموافق سنة 1412 للهجرة) فغير اسمها إلى الاسم المعروف اليوم محافظة بلقرن.[84]
تقع بلاد بلقرن في الجزء الجنوبي الغربي من شبه الجزيرة العربية في السراة وفي تهامة، ويحدها من الشمال بنو خالد وبنو واس وشُمران وبنو المنتشر وبَلْعريان والعوامر وغامد، ويحدهم من الشرق بنو خالد وبلحارثُ وبنو عَمْرو وبنو شِهر، ويحدهم من الجنوب بنو عمرو وبنو شهر وحرب، ويحدهم من الغرب حرب وبنو عيسى وغامد،[85] وما زالت هذه أراضيهم[8] منذ القدم حيث ذكر الهمداني (280 هـ ~ 336 هـ) في كتابه صفة جزيرة العرب وهو يصف سراتهم:
للقبيلة أيضاً تواجدٌ في سلطنة عمان في وقتنا الحاضر بالقرب من مدينة مسقط وفي ولاية نزوى، وهناك بعضٌ منهم في الإمارات العربية المتحدة، وقد سبق وكان لها تواجد في الكوفة حيث ذكر ابن دريد أنه كان بها مسجدٌ لهم.[2][12][87]
الموطن الأساسي للقبيلة هو السراة وتهامة وما بينهما، وتنقسم ديارهم إلى ثلاثة أقسام أولها السراة (سراة بلقرن) وهي جزء من سراة الأزد وهي أرض جبلية شديدة الوعورة يصل ارتفاعها إلى 2200 متر فوق سطح البحر ويقل ارتفاعها باتجاه الشرق، ويتخللها العديد من الوديان المتجهة شرقاً لتكون حوض وادي تبالة وجزءاً من وادي ترج. تتميز السراة بوجود المدرجات الزراعية التي تسقى بمياه الأمطار وبوجود الغابات الكثيفة بها، وثانيها الأصدار وهي المناطق الضيقة الواقعة بين السراة وتهامة وبها الحلل (المنازل الموسمية) التي يسكنها أهل السراة وقت الشتاء وتتميز بوجود المراعي فيها، وثالثها تهامة (تهامة بلقرن) وهي منطقة جبلية متوسطة الارتفاع تنخفض باتجاه الغرب حتى تصل إلى سهول تهامة، ويتخللها العديد من الأودية التي تصب في البحر الأحمر، وتشكل جنبات هذه الأودية منطقة خصبة صالحة للزراعة.[2][88]
يختلف المناخ بين سراة وتهامة بلقرن، فالسراة تعتبر من المصائف حيث يعتدل بها الجو صيفاً وتبلغ درجات الحرارة بين 20 و30 درجة مئوية صباحاً وبين 15 و20 درجة مئوية ليلاً، وفي الشتاء تشتد البرودة حتى يتكون الصقيع في الصباح وتبلغ درجات الحرارة 15 درجة مئوية وأما ليلاً فتنخفض إلى 5 درجات مئوية. تعتبر تهامة من المشاتي حيث أن صيفها شديد الحرارة حيث تبلغ درجات الحرارة قرابة 40 درجة مئوية لكنها شتاء تكون معتدلة البرودة.[89][90] تسقط الأمطار في سراة بلقرن في أغلب فصول السنة ويقل معدل الأمطار باتجاهي الشرق والغرب الأقل ارتفاعاً،[89][90] وكانت هذه الأمطار تؤثر في حياة السكان سابقاً حيث كانوا يستعدون لها بتجهيز مؤونتهم ومؤونة الدواب وذلك لأن الأمطار قد تسقط مستمرة لأشهر وتصبح المراعي غير قابلة للرعي.[9]
تضم بلاد بلقرن العديد من البلدات والقرى التي يبلغ عددها أكثر من 500 مدينة وبلدة وقرية وحلة،[91] وأشهرها مدينة سبت العلاية في السراة ومدينة ثريبان في تهامة، وقد تنفرد أسرة بإحدى القرى وقد تتشارك عدة أسر من نفس البطن أو من بطون مختلفة في نفس القرية، ومن هذه القرى:(2)[91]
توجد في بلاد بلقرن العديد من الجبال التي ترتفع أكثر من ألفي متر فوق سطح البحر وبعضها متوسط الارتفاع، وعلى قمم هذه الجبال وسفوحها بُنيت العديد من قرى القبيلة، ومن هذه الجبال:(2)[91]
توجد في بلاد بلقرن العديد من الوديان التي سكنت القبيلةُ عند ضفافها وقد تشترك بعض بطون القبيلة في بعض هذه المساكن مع غيرها من بطون القبيلة أو مع القبائل الأخرى المجاورة، ومن هذه الأودية والشعاب:(2)[91][92]
هذا القسم فارغ أو غير مكتمل. ساهم في توسيعه. (نوفمبر 2018) |
هذا القسم فارغ أو غير مكتمل. ساهم في توسيعه. (نوفمبر 2018) |
هذا القسم فارغ أو غير مكتمل. ساهم في توسيعه. (نوفمبر 2018) |
هذا القسم فارغ أو غير مكتمل. ساهم في توسيعه. (نوفمبر 2018) |
للقبيلة العديد من الألعاب الشعبية وألعاب التسلية المتوارثة منذ عدة قرون والتي تهدف إلى الترفيه عن النفس وقضاء الوقت وتقوية الروابط الاجتماعية بين أفراد القبيلة، وبعض هذه الرياضات والألعاب انقرض أو قل العمل به، ومنها:[93]
هذا القسم فارغ أو غير مكتمل. ساهم في توسيعه. (نوفمبر 2018) |
يصنع أفراد القبيلة ملابسهم المستخدمة في أيام الشتاء من جلود و اصواف الحيوانات.اشتهر افراد قبيلة بلقرن بالأناقة و التنوع في لباسهم .
المذيل : لباس تراثي رجالي مميز ، له كمان طويلان يصلان الى الاقدام.
الحلي النسائي:
يحظى الحلي أهمية و حرص كبير لدى نساء قبيلة بلقرن ،حيث كانت تعد من المقتنيات.[95]
هذا القسم فارغ أو غير مكتمل. ساهم في توسيعه. (نوفمبر 2018) |
كانت المأكولات في السابق تعتمد على ما يزرعه الأهالي في أرضهم وعلى منتوجاتهم الحيوانية والزراعية بشكل يحقق الاكتفاء الذاتي، وهو يشبه في مضمونه المطبخ العسيري، ولكن مع اختلاط الأهالي بغيرهم من المجتمعات دخلت العديد من المأكولات من المطابخ المجاورة إلى المائدة. تعتمد المأكولات التقليدية في أغلبها على القمح والشعير والذرة والدخن والسمن والعسل بالإضافة للفواكه والخضروات المحلية، ومن أشهر المأكولات والمشروبات التقليدية التي تعد:[96]
هذا القسم فارغ أو غير مكتمل. ساهم في توسيعه. (نوفمبر 2018) |
هذا القسم فارغ أو غير مكتمل. ساهم في توسيعه. (نوفمبر 2018) |
هذا القسم فارغ أو غير مكتمل. ساهم في توسيعه. (نوفمبر 2018) |
هذا القسم فارغ أو غير مكتمل. ساهم في توسيعه. (نوفمبر 2018) |
هذا القسم فارغ أو غير مكتمل. ساهم في توسيعه. (نوفمبر 2018) |
هذا القسم فارغ أو غير مكتمل. ساهم في توسيعه. (نوفمبر 2018) |
هذا القسم فارغ أو غير مكتمل. ساهم في توسيعه. (نوفمبر 2018) |
هذا القسم فارغ أو غير مكتمل. ساهم في توسيعه. (نوفمبر 2018) |
Seamless Wikipedia browsing. On steroids.
Every time you click a link to Wikipedia, Wiktionary or Wikiquote in your browser's search results, it will show the modern Wikiwand interface.
Wikiwand extension is a five stars, simple, with minimum permission required to keep your browsing private, safe and transparent.