Loading AI tools
مستوطنة في العراق من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
بخديدا أو بغديدا أو قره قوش (بالسريانية: ܒܓܕܝܕܐ) هي بلدة عراقية سريانية تقع في محافظة نينوى شمال العراق على بعد نحو 32 كم جنوب شرق مدينة الموصل و 60 كم غرب مدينة أربيل، على الضفة الشرقية لنهر دجلة الذي يشكل مع نهر الخازر المنطقة الجنوبية من سهل نينوى بالقرب من مدينتي نينوى وكالح الأثريتيين. تتوسط بخديدا سبع كنائس وعددًا من الأديرة التاريخية والتلال والمناطق الأثرية. تعتبر البلدة كذلك مركز قضاء الحمدانية أحد الأقضية الخمسة للمحافظة. ولجأ أهالي المدينة جميعهم إلى كردستان العراق بعد احتلالها من قبل تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) بتاريخ 6 أغسطس 2014. وبقت بغديدا تحت احتلال تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) إلى 19 أكتوبر 2016 بعد معركة الموصل حيث بدأ بعض أهالي بغديدا الرجوع إليها.[3] قبل سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) كانت بغديدا تُعتبر أكبر بلدة مسيحية في العراق.[4]
بغديدا | |
---|---|
ܒܓ݂ܕܝܕܐ | |
منظر عام لبخديدا تظهر فيه قبة كنيسة الطاهرة الكبرى | |
اللقب | ܩܪܩܘܿܫ
|
تقسيم إداري | |
البلد | العراق [1] |
المحافظة | محافظة نينوى |
القضاء | قضاء الحمدانية |
المسؤولون | |
القائممقام | عصام بهنام متي |
خصائص جغرافية | |
إحداثيات | 36.26972°N 43.37745°E |
الارتفاع | 115 متر |
السكان | |
التعداد السكاني | 80,000[2] نسمة (إحصاء 2014) |
معلومات أخرى | |
التوقيت | +3 |
الموقع الرسمي | http://www.bakhdida.com |
الرمز الجغرافي | 92430 |
تعديل مصدري - تعديل |
للبلدة تسميات عديدة:
أما بغديدا - بخديدا بالسرياني (ܒܓܕܝܕܐ) فهو الاسم السائد استعماله بين أبناء البلدة.
يعتقد بعد الباحثين أن مدينة راسن التي ذكرت في الحوليات الآشورية تقع في بخديدا، وقد كتب عنها المؤرخ ياقوت الحموي بناءً لما ذكره المستشرق أوبير من خلال رحلاته إلى بلاد ما بين النهرين حيث قال:"يرجى أن يكون موقع راسن، المدينة الآشورية التي شيدها الملك نمرود بين آشور وكالخو هو موقع بغديدي اليوم.[6] وذكر الكاتب عبد المسيح بهنام إنّ أحد سكان بغديدي عثر قرب دير ناقورتايا على ختم حجري إسطواني الشكل نقشت على جوانبه صورة ملك آشوري يتعبد للشمس والإله ياي.
ورد ذكر آخر للبلدة تحت مسمى باكديدو هي ند للفظة كذوذو ومعناها الشباب بالآرامية، وهناك رواية منقولة تقول إنّ المعركة الحاسمة التي دارت بين قوات الفرس والآشوريين عام 610 ق.م حصلت قرب بكديدو. كما اتخذ الملوك الآشوريون من منطقة بلاوات التي تقع 4 كم جنوب البلدة منتجعا لهم، حيث شهدت المنطقة عمليات تنقيب واسعة بقيادة الآثاري الآشوري الأصل هرمزد رسام أسفرت عن العثور على قصور وقطع أثرية مهمة لا يزال معظمها حاليا منتشر في متاحف عالمية كالمتحف البريطاني ومتحف اللوفر.
دخلت المسيحية إلى البلدة في القرون الأولى، ولا يعرف تأريخ تنصر البلدة بشكل أكيد إلا أنها اتبعت المذهب النسطورية على أثر مجمع أفسس وطمرت بذلك حتى مجيء مار يوحنا الديلمي الذي تمكن من تحويل البلدة إلى الأرثوذكسية في نهاية القرن السابع. ويعتقد أن يوحنا الديلمي نفسه مدفون في دير مقورتايا على بعد ثلاثة كيلومترات من مركز البلدة.[7] ازدهرت بخديدا في القرون اللاحقا حيث قال عنها ياقوت الحموي في كتابه معجم البلدان:[8]
ازداد عدت سكان البلدة بشكل كبير في القرنين العاشر والحادي عشر بعد هجرة العديد من السريان من وسط العراق. ومن أهم الهجرات كانت عندما رحلت ما تبقى من مسيحيين من تكريت التي كانت مركزا هاما للكنيسة السريانية الأرثوذكسية واستقروا في بخديدا. وكان السبب الرئيسي لهذه الهجرة تدمير كنيسة مار أحوداما فيها ما أدى إلى انتقال المفريان إلى الموصل. أصبحت البلدة خلال تلك الفترة مقرا للبطريركية السريانية في شمال العراق لفترات متقاطعة حتى انتقال البطريرك الممثل لكنيسة أنطاكيا إلى الموصل نهائيا.
تمتلئ حوليات البلدة في تلك الفترات بالعديد من الأخبار التي تحدث عن غزوات القبائل الكردية التي بدأت تستوطن شرق نهر الزاب الأعلى.[9][10][11]
تمكن العثمانيون من السيطرة على المنطقة في القرن السادس عشر، حيث أصبحت بخديدا جزءا من ولاية الموصل واتسمت هذه الفترة بالهدوء النسبي حتى مجيء الأفشاريون سنة 1743 بقيادة نادر شاه الذي نهب البلدة وأحرق أربع من كنائسها.[12] غير أن معظم سكانها تمكنوا من النجاة بعد أن تحصنوا داخل أسوار الموصل حيث ساهموا في الدفاع عن المدينة. وكمكافأة على صده لهجوم نادر شاه أهدى السلطان العثماني محمود الأول مبلغ 800 قرش لحاكم الموصل حسين باشا الجليلي لكي يشتري بلدة بخديدا بأكملها فلما علم الأهالي بالأمر قرروا هجر البلدة. غير أن حسين باشا أعدل عن الأمر وقرر أن يكتفي بعشر مدخول الأهالي سنويا بدلا من ذلك.[12]
من أهم أحداث القرن التاسع عشر مجاعة سنة 1828 أهلكت العديد من سكانها.[12]
بانتهاء الحرب العالمية الأولى آلت المنطقة إلى الاحتلال الإنكليزي للعراق العثماني، وسارعت الإمبراطورية البريطانية إلى ضم ولاية الموصل إلى المملكة العراقية المشكلة حديثا. وشهدت السنين التالية معركة قضائية شهيرة بين أيوب الجليلي أحد أحفاد حسين باشا الجليلي وسكان البلدة. حيث ادعى أيوب الجليلي أحقيته بأراضي البلدة استنادا على نظام الإقطاعية السائد آنذاك. تمكنت عائلة الجليلي من ربح القضية في 21 تشرين الثاني 1949، غير أن الأهالي استأنفوا الحكم فأعادت المحكمة العليا في بغداد البلدة لأهاليها 15 آذار 1954 وثبتت محكمة أخرى الحكم نهائيا لصالح الأهالي.[13]
أدت الحرب العراقية الإيرانية إلى سقوط أكثر من مائتي قتيل من شباب البلدة في جبهات القتال، كما هاجر عدد كبير من سكانها أثناء فترة الحصار الدولي الاقتصادي للعراق.
بعد حرب العراق هاجر عدد كبير من مسيحيي بغداد والموصل إلى البلدة بعد استهدافهم من قبل جماعات متطرفة. بيد أن بخديدا لم تنج من العنف الدائر في العراق حيث خطف وقتل عدد كبير من أبنائها وخاصة بمدينة الموصل كما تعرض الطلاب الملتحقون بجامعة الموصل لعدة اعتداءات أشرها في 2 أيار 2010 عندما أدى هجوم على حافلات تنقل طلابا إلى جامعة الموصل إلى مقتل وجرح أكثر من 100 طالب وطالبة.[14][15] وكنيتجة لذلك تم البدء بإنشاء جامعة خاصة بطلبة سهل نينوى في بخديدا.[16]
في مطلع آب/أغسطس عام 2014 سيطر تنظيم الدولة الإسلامية مدعوما بالعشائر العربية من القرى المجاورة مثل مناطق الحاوي والسلامية والنمرود وكاريس. مما أدى ألى انسحاب قوات البشمركة والجيش العراقي والشرطة التي كانت تدافع عن المدينة وكانت شروط التنظيم ثلاثة وهي كالتالي إعلان الإسلام أو دفع الجزية أو قطع الرأس ومصادرة الأموال وسبي النساء وبيع الأطفال. مما أدى إلى هرب السكان بعد تخلي القوات الأمنية عنهم ولم يبقى سوى بضع عوائل. وانطلقت عملية قادمون يا نينوى بعد سنتين وثلاثة أشهر وفي 23 أكتوبر من عام 2016 حررت مدينة بغديدا على يد الفرقة التاسعة من الجيش العراقية. كانت الأضرار وخيمة حيث تم تدمير أغلب البنى التحتية للمدينة والمصانع والمعامل والمخازن والمحلات التجارية الحقول بالكامل وسرقت بشكل كامل جميع المنازل التي يتجاوز عددها 8,000 دار سكني وقد حرق مقاتلو تنظيم داعش 3,000 دار سكني بالكامل حسب الإحصائية الأخيرة للمنظمات الآشوريين/السريان/الكلدان الذين ينقسمون إلى سريان كاثوليك ويمثلون أكثر من 90% وسريان أرثوذكس 7% بالإضافة لذلك وصل للبلدة مؤخرا أكثر من 15,000 نازح نتيجة العنف في مدن عراقية، وينتمي هؤلاء إلى مختلف الطوائف المسيحية وبخاصة الكلدانية للبلدة مؤخرا أكثر من 15,000 نازح نتيجة العنف في مدن عراقية، وينتمي هؤلاء إلى مختلف الطوائف المسيحية وبخاصة الكلدانية والسريانية الأرثوذكسية وكنيسة المشرق الآشورية.[17]
في بداية تموز 2014, حاول تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) احتلال بغديدا ولكن قامت قوات بيشمركة الكردية وهيئة حراسات بغديدا بردع الهجوم ولكن العوائل لجئت إلى كردستان العراق والمدن المسيحية المجاورة لينظموا إلى بقية اللاجئين المسيحين من الموصل. قامت داعش بقطع الماء عن القرية وباحتلال حقول النفط المجاورة مما أدى إلى انسحاب البيشمركة من المدينة ودخول داعش إليها في اليوم الثالي. وبقت بغديدا تحت احتلال تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) إلى 19 أكتوبر 2016 بعد معركة الموصل حيث بدأ بعض أهالي بغديدا الرجوع اليها.[3]
تم تشكيل وحدات حماية سهل نينوى لقتال داعش وتم تحرير المدينة من قبلها ومن قبل القوة البرية العراقية وتتمسك هذه الوحدات بالأمور الأمنية للمدينة مع القوات العراقية التي حررتها.[18]
يتحدث سكان البلدة لغات آرامية حديثة تعتبر من أقدم اللهجات الآرامية المعروفة، حيث تحتوي على العديد من الصيغ والتراكيب النحوية التي اختفت في اللغات واللهجات الآرامية الأخرى. كما تحتوي هذه اللهجة على العديد من المفردات التي تعود إلى اللغة الأكدية والسومرية.[19] وتستعمل السريانية كلغة أساسية في التدريس ببعض المدارس وفي الكتابات الدينية والأدبية بالخط الغربي عادة. بالإضافة للسريانية تعتبر العربية لغة التدريس في معظم المدارس الحكومية وتأتي الإنكليزية كاللغة الأجنبية الأكثر انتشارا.
تمتاز بغديدا بالعديد من المهرجانات الثقافية الأدبية باللغتين السريانية والعربية من أهمها مهرجان بغديدا للإبداع السرياني، ومهرجان ملتقى الثقافات العراقية،[20] ومهرجان المحبة الشعري.[21] كما تنشر في البلدة عدة صحف ومجلات من أهمها جريدة صوت بخديدا (ܩܠܐ ܕܒܟܕܝܕܐ) الشهرية باللغة العربية ومجلة الإبداع السرياني (ܒܪܘܝܘܬܐ ܣܘܪܝܝܬܐ) باللغتين السريانية والعربية.[22]
اعتمد اقتصاد البلدة تاريخيا على الزراعة، كما أنها ازدهرت في الحرف اليدوية مثل النسيج وإنتاج المعاطف الجلدية المصنوعة من جلد الغنم. أما اليوم فبغديدا أصبحت مركزاً للتجارة والأعمال التجارية فكثرت فيها المحلات والمنازل والمباني العالية وهناك الكثير من موظفي الحكومة من أبناء البلدة، ولكن لا تزال الزراعة هي إحدى المصادر الرئيسية لكسب الرزق للبلدة.
عرفت بغديدة بإيمان أبنائها وما يشهد على ذلك وجود تسع كنائس فيها ست منها للسريان الكاثوليك وثلاث للسريان الأرثوذكس.
Seamless Wikipedia browsing. On steroids.
Every time you click a link to Wikipedia, Wiktionary or Wikiquote in your browser's search results, it will show the modern Wikiwand interface.
Wikiwand extension is a five stars, simple, with minimum permission required to keep your browsing private, safe and transparent.