Loading AI tools
كاتب سوداني من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
الطيب صالح (12 يوليو 1929 - 18 فبراير 2009)،[2] أديب روائي، وصحفي سوداني، من أشهر الأدباء العرب في القرن العشرين. اشتَهَر في الرواية والقصص القصيرة؛ فأطلق عليه النقَّاد لقب «عبقري الرواية العربية». عاش في بريطانيا وقطر وفرنسا.[3] عمل صحفيًّا لدى إذاعة بي بي سي البريطانية، ولدى عدد من المجلات العربية، وكان عضوًا في منظمة اليونسكو. عُرِفَ بروايته موسم الهجرة إلى الشمال (1966) التي تصنَّف من أهمِّ الروايات في الأدب العربي.[4][5] تُرجمَت رواياته وقصصه القصيرة إلى ما يزيد على عشر لغات.[6]
الطيب صالح | |
---|---|
معلومات شخصية | |
الميلاد | 1348 هـ/12 يوليو 1929 السودان |
الوفاة | 18 فبراير 2009 (العمر 80 سنة) لندن، المملكة المتحدة |
سبب الوفاة | قصور كلوي |
الجنسية | السودان |
الحياة العملية | |
النوع | رواية، قصة قصيرة |
الحركة الأدبية | حداثة الواقعية ما بعد الاستعمارية |
المدرسة الأم | جامعة لندن جامعة الخرطوم |
المهنة | أديب |
اللغات | العربية[1] |
أعمال بارزة | موسم الهجرة إلى الشمال نخلة على الجدول عرس الزين منسي إنسان نادر على طريقته |
المواقع | |
IMDB | صفحته على IMDB |
بوابة الأدب | |
تعديل مصدري - تعديل |
وُلِد الطيب صالح واسمه الكامل الطيب محمد صالح أحمد،[7] في إقليم مروي شمالي السودان بقرية كَرْمَكوْل بالقرب من قرية دبة الفقراء وهي إحدى قرى قبيلة الركابية التي ينتسب إليها،[7] وتُوفي في إحدى مستشفيات العاصمة البريطانية لندن التي أقام فيها في ليلة الأربعاء 18 شباط/ فبراير 2009 الموافق 23 صفر 1430هـ. عاش مطلع حياته وطفولته في إقليم مروي. هو الوحيد الذي حصل على الثانوية العامة من المنطقة،[7] فانتقل إلى ولاية الخرطوم لإكمال دراسته، ذهب لدراسة تخصص الزراعة من كلية غوردون التذكارية، جامعة الخرطوم لكنه لم يكمل دراسته في النهاية.[7] عَمِل مدرساً للصفوف الإعدادية لفترةٍ من الزمن حتى سافر إلى إنجلترا ليواصل دراسته في جامعة لندن، وغيّر تخصصه إلى دراسة الشؤون الدولية السياسية.[8]
تنقل الطيب صالح بين عدة مواقع مهنية، له خبرة قصيرة في إدارة مدرسة، عمل الطيب صالح لسنوات طويلة من حياته في القسم العربي لهيئة الإذاعة البريطانية، وترقّى فيها حتى وصل إلى منصب مدير قسم الدراما، وبعد استقالته من البي بي سي عاد إلى السودان وعمل لفترة في الإذاعة السودانية، ثم هاجر إلى دولة قطر وعمل في وزارة إعلامها وكيلاً ومشرفاً على أجهزتها. عمل بعد ذلك مديراً إقليمياً بمنظمة اليونيسكو في باريس، وعمل ممثلاً لهذه المنظمة في الخليج العربي. ويمكن القول أن حالة الترحال والتنقل بين الشرق والغرب والشمال والجنوب أكسبته خبرة واسعة بأحوال الحياة والعالم وأهم من ذلك أحوال أمته وقضاياها وهو ما وظفه في كتاباته وأعماله الروائية وخاصة روايته العالمية موسم الهجرة إلى الشمال.
كتابته تتطرق بصورة عامة إلى السياسة، وإلى مواضيع أخرى متعلقة بالاستعمار، والمجتمع العربي والعلاقة بينه وبين الغرب. في أعقاب سكنه لسنوات طويلة في بريطانيا تطرّقت كتابته إلى الاختلافات بين الحضارتين الغربية والشرقية. الطيب صالح معروف كأحد أشهر الكتاب في يومنا هذا، لا سيما بسبب قصصه القصيرة، التي تقف في صف واحد مع جبران خليل جبران، وطه حسين، ونجيب محفوظ.
كتب الطيب صالح العديد من الروايات التي تُرجِمت إلى أكثر من ثلاثين لغة وهي «موسم الهجرة إلى الشمال» و«عرس الزين» و«مريود» و«ضو البيت» و«دومة ود حامد» و«منسى». تعتبر روايته "موسم الهجرة إلى الشمال" واحدة من أفضل مائة رواية في العالم. وقد حصلت على العديد من الجوائز. وقد نشرت لأول مرة في أواخر الستينات من القرن العشرين في بيروت وتم تتويجه ك"عبقري الأدب العربي". في عام 2001 تم الاعتراف بكتابه من قبل الأكاديمية العربية في دمشق على أنه صاحب "الرواية العربية الأفضل في القرن العشرين.
أصدر الطيب صالح ثلاث روايات وعدة مجموعات قصصية قصيرة. حولت روايته «عرس الزين» إلى دراما في ليبيا ولفيلم سينمائي من إخراج المخرج الكويتي خالد صديق في أواخر السبعينات حيث فاز في مهرجان كان.
في مجال الصحافة، كتب الطيب صالح خلال عشرة أعوام عموداً أسبوعياً في صحيفة لندنية تصدر بالعربية تحت اسم «المجلة». خلال عمله في هيئة الإذاعة البريطانية تطرّق الطيب صالح إلى مواضيع أدبية متنوعة. عاش في باريس لمدة عشرة أعوام حيث كان يتنقل بين مهن مختلفة، آخرها كان عمله كممثل اليونسكو لدول الخليج.
ومن المفهوم أن رواية «موسم الهجرة إلى الشمال» نالت شهرتها من كونها من أولى الروايات التي تناولت، بشكل فني راق، الصدام بين الحضارات وموقف إنسان العالم الثالث النامي ورؤيته للعالم الأول المتقدم، ذلك الصدام الذي تجلّى في الأعمال الوحشية دائماً، والرقيقة الشجية أحياناً، لبطل الرواية «مصطفى سعيد».
وآخر الدراسات الحديثة التي تناولت رواية «موسم الهجرة إلى الشمال» ورواية «بندر شاه» للمؤلف نفسه، تلك الدراسة التي نشرت أخيراً في سلسلة حوليات كلية الآداب التي يصدرها مجلس النشر العلمي في جامعة الكويت بعنوان «رؤية الموت ودلالتها في عالم الطيب صالح الروائي، من خلال روايتي: موسم الهجرة إلى الشمال، وبندر شاه» للدكتور عبد الرحمن عبد الرؤوف الخانجي، الأستاذ في قسم اللغة العربية ـ كلية الآداب جامعة الملك سعود. تتناول الدراسة بالبحث والتحليل رؤية الموت ودلالتها في أدب الطيب صالح الروائي في عملين بارزين من أعماله هما: «موسم الهجرة إلى الشمال» و«بندر شاه»، وتنقسم الدراسة إلى قسمين كبيرين وخاتمة.
يعالج القسم الأول منهما محوري الموت الرئيسيين في هاتين الروايتين: محور موت الأنثى، وهو موت آثم يرتبط في أكثر معانيه بغريزة الجنس ولا يخلو من عنف أم خطيئة، وموت الرجل وهو موت نبيل يرتبط بالكبرياء والسمو ولا يخلو من تضحية ونكران ذات.
هذان العالمان المتمايزان يثير الروائي من خلالهما عدداً من القضايا السياسية والاجتماعية والفكرية والنفسية، توحي بأزمة الصراع المكثف بين حضارتي الشرق والغرب فكأن المقابلة بين الأنثى والرجل ووضعهما في إطارين متمايزين من خلال الموت... وهي مقابلة من صنع مؤلف الدراسة لا الروائي ـ تلك الرؤية الفنية ترمي إلى اختصار الصراع بين عالمين مختلفين حضارياً: شمال ـ جنوب، هي في النهاية المعادل الفني لأزلية الصراع بين الشر والخير ممثلين في الأنثى ـ الشر، الخير ـ الرجل، و: شمال ـ أنثى ـ شر، جنوب ـ رجل ـ خير، بما لذلك من مردود أسطوري في وعي وذاكرة الإنسان الشرقي، وهو ما لم تشر إليه الدراسة مكتفية بتتبع أنواع الموت وطرائقه التي تمارس من قبل الرجل في الروايتين.
فالمرأة في موسم الهجرة إلى الشمال ضحية لرجل ـ دائماً ـ بينما الرجل ضحية ـ أيضاً ـ لظروف مجتمعية ساهم في خلقها مجتمع الضحية الأنثى بشكل ما، فعلاقة مصطفى سعيد بالأنثى هي دائماً علاقة آخرها موت مدمر إذ إن «مصطفى» ـ كما يلاحظ المؤلف ـ ينتقم في شخص الأنثى الغربية لسنوات الذل والقهر والاستعمار لينتهي بها الأمر إلى قتل نفسها بنفسها. موت الرجل ـ وهو المحور الثاني من القسم الأول ـ فهو دائماً موت علوي تتجلّى دلالاته في العودة إلى النيل مصدر الحياة «ذهب من حيث أتى من الماء إلى الماء» كما في بندر شاه.
ويتناول القسم الثاني من الدراسة الدلالات الفكرية المتصلة بعالمي الموت وكيف عبرت الروايتان عن هذه الدلالات في قوالب فنية منتهياً إلى أشكال الموت لدى الطيب صالح توزعت على أطر ثلاثة:
وكل إطار من هذه الأطر الثلاثة عن رؤى فكرية وفلسفية ونفسية اقتضتها طبيعة الأحداث والمواقف... لكن النمط الأكثر بروزاً من أنماط الموت الثلاثة السابقة هو النمط الثاني الذي يمثله: الموت ـ القتل، حين جعلته رواية «موسم الهجرة إلى الشمال» يفجر طاقات متباينة من الدلالات الفكرية ووظائفها الفنية، وظل الموت ـ القتل في صراع الشخصيات يتراوح بين السلب والإيجاب وبين الرفض والقبول وبين القوة والضعف وتتبع الدراسة التجليات المختلفة لهذا النوع من الموت عبر روايتي: «موسم الهجرة إلى الشمال» و«بندر شاه». وتخلص الدراسة ـ عبر خاتمتها ـ إلى أن للموت سلطاناً لا ينكر على عالم الطيب صالح الروائي فقد وفق الروائي من خلال بناء هذا العالم في تقديم عطيل جديد هو: مصطفى سعيد عطيل القرن العشرين الذي حاول عقله أن يستوعب حضارة الغرب لا يبالي ولا يهاب، له القدرة على الفعل والإنجاز، يحارب الغرب بأسلحة الغرب.
وبعد: سوف يبقى الطيب صالح وأعماله الروائية والقصصية ذخيرة لا تنضب لبحث الباحثين نقاداً كانوا أم مؤرخين، فهو عالم ثري مليء بقضايا إنسان العالم الثالث الذي آمن به الطيب صالح وعبر عن همومه وآلامه، أفراحه وإحباطاته.
توفي في يوم الأربعاء 18 فبراير عام 2009 في لندن. شيع جثمانه يوم الجمعة 20 فبراير في السودان حيث حضر مراسم العزاء عدد كبير من الشخصيات البارزة والكتاب العرب والرئيس السوداني السابق عمر البشير والسيد الصادق المهدي المفكر السوداني ورئيس الوزراء السابق، والسيد محمد عثمان الميرغني، ولم يعلن التلفزيون السوداني ولا الإذاعات الحداد على الطيب صالح لكنها خصصت الكثير من النشرات الأخبارية والبرامج للحديث عنه.
تمنح جائزة الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابي في مجالات الرواية والقصة القصيرة والدراسات النقدية باللغة العربية الفصحى. تم الإعلان في فبراير من العام 2010 الإعلان عن جائزة الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابي قامت تقديرا للدور الكبير الذي قام به الروائي الطيب صالح في الثقافة العربية.[11][12]
جائزة الطيب صالح للإبداع الروائي هي جائزة أدبية حول الرواية والقصة القصيرة يقدمها مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي بمدينة أم درمان، وهي مخصصة للأعمال الروائية السودانية فقط، بدأت دورتها الأولى في عام 2002.
Seamless Wikipedia browsing. On steroids.
Every time you click a link to Wikipedia, Wiktionary or Wikiquote in your browser's search results, it will show the modern Wikiwand interface.
Wikiwand extension is a five stars, simple, with minimum permission required to keep your browsing private, safe and transparent.