الصراع الكُردي التُركي هو نزاع مسلح بين الجمهورية التركية ومختلف الجماعات الكردية الثائرة[28] التي طالبت بالانفصال عن تركيا لإنشاء دولة كردستان المستقلة،[29][30] أو لتأمين حكم ذاتي[31][32] وقدر أكبر من الحقوق السياسية والثقافية للكُرد داخل الجمهورية التركية.[33]

معلومات سريعة الصراع الكردي التركي, جزء من الثورات الكردية في تركيا ...
الصراع الكردي التركي
جزء من الثورات الكردية في تركيا
معلومات عامة
التاريخ حوالي 27 تشرين ثاني 1978- الوقت الحاضر
الموقع تركيا وبعض مناطق إقليم كردستان العراق
الحالة مستمرة
المتحاربون
تركيا تركيا

قاتلوا ضد حزب العمال الكردستاني[3][4][5]


بدعم من :

حزب العمال الكردستاني (PKK)
القوات المسلحة الأخرى:

بدعم من :

القادة
تركيا عبد الله غل

تركيا رجب طيب أردوغان
تركيا كنعان أورن
تركيا سليمان دميرل
تركيا أحمد نجدت سيزر
تركيا نجم الدين أربكان

عبد الله أوجلان  (أ.ح)

جميل بايق
مصطفى كاراسو

القوة
948,550 10,000
الخسائر
6،653 قتيل

13,327 جريح

29,639 قتيل
ملاحظات
جميع الذين قتلوا من كلا الطرفين بلغ تعدادهم 45،000 شخصاً
إغلاق

كانت المجموعة الثائرة الرئيسية حزب العمال الكردستاني بّي كي كي (بالكردية: Partiya Karkerên Kurdistanê).[34] على الرغم من امتداد الصراع الكردي التركي إلى مناطق عديدة،[35] إلا أن معظم النزاعات حدثت في شمال كردستان، وهو ما يشكل جنوب شرق تركيا.[36] أدى تواجد حزب العمال الكردستاني في كردستان العراق إلى قيام القوات المسلحة التركية بغارات برية متكررة وضربات جوية ومدفعية في المنطقة،[37][38][39] كما أدى نفوذ الحزب في غرب كردستان إلى حدوث نشاط مماثل هناك. كلف الصراع الاقتصاد التركي ما يقدر بنحو 300 إلى 450 مليار دولار، معظمها تكاليف عسكرية. كما أثّر الصراع على السياحة في تركيا.[40][41][42]

تأسس حزب العمال الكردستاني، وهو جماعة ثورية، في سنة 1978 في قرية ليجه، على يد مجموعة من الطلاب الكُرد بقيادة عبد الله أوجلان.[43] كان السبب الأولي الذي قدمه حزب العمال الكردستاني لذلك هو اضطهاد الكُرد في تركيا.[44][45] ففي ذلك الوقت، منع استخدام اللغة، واللباس، والفولكلور، والأسماء الكردية في المناطق التي يقطنها الكُرد.[46] صنفت الحكومة التركية الكرد على أنهم «أتراك الجبل» خلال ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي في محاولةٍ لإنكار وجودهم.[46][47][48][49] حظرت الحكومة التركية استخدام كلمات «الكُرد» أو «كردستان» أو «الكردية» بشكل رسمي،[50][51] وبعد الانقلاب العسكري في سنة 1980، حُظر استخدام اللغة الكردية في الحياة الخاصة وعلى الملأ واستمر الحظر إلى سنة 1991.[52] اعتقل وسجن العديد ممن تحدثوا، أو نشروا، أو غنوا باللغة الكردية،[53] وتَشكل حزب العمال الكردستاني نتيجة الاستياء المتزايد من قمع الكرد في تركيا، ومحاولةً لترسيخ الحقوق اللغوية والثقافية والسياسية للأقلية الكردية في تركيا.[54]

ومع ذلك، فإن التمرد الشامل لم يبدأ حتى 15 أغسطس سنة 1984، عندما أعلن حزب العمال الكردستاني الانتفاضة الكردية. قُتل أكثر من 40 ألف شخص ،منذ بدء الصراع، الغالبية العظمى منهم كانوا من المدنيين الكرد.[55] اتُهم الجانبان بارتكاب العديد من انتهاكات حقوق الإنسان أثناء النزاع. أدانت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان تركيا بسبب آلاف الانتهاكات لحقوق الإنسان.[56][57] وتتعلق العديد من الأحكام بالإعدامات المنهجية للمدنيين الكرد،[58] والتعذيب،[59] والتهجير القسري،[60] وتدمير القرى،[61][62][63] والاعتقالات التعسفية،[64] واختفاء أو قتل الصحفيين، والنشطاء، والسياسيين الأكراد.[65][66][67] ومن ناحية أخرى، واجه حزب العمال الكردستاني إدانة دولية لاستخدامه تكتيكات الإرهابيين التي تشمل الخطف، ومذابح المدنيين، والإعدامات الموجزة، والانتحاريين، وتجنيد الأطفال، وتورطها في عمليات اتجار المخدرات.[68][69][70] وقد استهدفت المنظمة المدنيين، والأطباء، والمدرسين، والمدارس، والمستشفيات، والمؤسسات الحكومية الأخرى على نطاق واسع منذ سنة 1984، وتعتبر مسؤولةً عن مقتل الآلاف من المدنيين.[71][72]

في فبراير سنة 1999، أُلقي القبض على زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان في نيروبي من قبل جهاز الاستخبارات الوطنية التركية (إم آي تي)[73] واقتُيد إلى تركيا، حيث لا يزال في السجن.[74] واستمر التمرد الأول حتى سبتمبر سنة 1999،[30][75] عندما أعلن حزب العمال الكردستاني وقف إطلاق النار آحادي الجانب. استؤنف النزاع المسلح لاحقًا في 1 يونيو سنة 2004، عندما أعلن حزب العمال الكردستاني إنهاء وقف إطلاق النار.[76][77] وبعد صيف سنة 2011، تصاعد عنف النزاع، مع استئناف الأعمال القتالية على نطاق واسع.[42]

في سنة 2013، بدأت الحكومة التركية محادثاتٍ مع أوجلان. أُّعد اتفاق وقف إطلاق نار ناجح، من قبل كل من الدولة التركية وحزب العمال الكردستاني، بعد مفاوضات سرية غالبًا. في 21 مارس سنة 2013، أعلن أوجلان «نهاية الكفاح المسلح» ووقف إطلاق النار وبدء محادثات السلام.[78]

في 25 يوليو سنة 2015، استؤنف الصراع عندما قصفت القوات الجوية التركية مواقع حزب العمال الكردستاني في العراق،[79] في خضم التوترات الناشئة عن التدخل التركي في الصراع مع المجموعات الإسلامية في مناطق الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا في 25 يوليو عام 2015. مع استئناف العنف، قُتل مئات المدنيين الكرد على أيدي الجانبين ووقعت العديد من انتهاكات حقوق الإنسان، بمافي ذلك عمليات التعذيب، والاغتصاب، وتدمير الممتلكات على نطاق واسع.[80][81] ودُمرت خلال الاشتباكات، أجزاء كبيرة من العديد من المدن ذات الأغلبية الكردية من ضمنها ديار بكر، وشرناق، وماردين، وجزيرة ابن عمر، ونصيبين، ويوكسكوفا.[82]

خلفية

تعود الثورات الكردية ضد الدولة العثمانية إلى قرنين من الزمان، لكن تاريخ الصراع الحديث يعود إلى الوقت الذي ألغيت فيه الخلافة. كان الأكراد في عهد عبد الحميد الثاني، الخليفة وكذلك السلطان، رعايا مخلصين للخليفة، وأصبح إنشاء جمهورية علمانية بعد إلغاء الخلافة الإسلامية في عام 1924 مصدر استياء واسع النطاق.[83]

أدى إنشاء الدولة القومية التركية والمواطنة التركية إلى إنهاء نظام الملل الذي دام قرونًا، والذي وحد الجماعات العرقية المسلمة في الإمبراطورية العثمانية تحت هوية إسلامية موحدة. اعتبرت الدولة التركية العلمانية المُشكلة حديثًا، الجماعات العرقية المسلمة المتنوعة في الإمبراطورية السابقة تركية، و لم تعترف بالهوية القومية الكردية أو الإسلامية المستقلة. كانت إحدى نتائج هذه التغييرات الزلزالية، سلسلة من الانتفاضات في المناطق الشرقية والجنوبية الشرقية المأهولة بالسكان الأكراد في تركيا، بما في ذلك ثورة الشيخ سعيد التي قمعت بوحشية في عام 1925.[84] وتشمل الأحداث التاريخية الكبرى الأخرى انتفاضة بيتليس (1914)، والتمردات الكردية خلال الحرب العالمية الأولى (1914-1917)، وتمرد كوجكيري (1920)، وتمرد بيت الشباب (1924)، وتمرد أرارات (1930)، وتمرد درسيم (1938).

تأسس حزب العمال الكردستاني(بّي كي كي) في عام 1974 على يد عبد الله أوجلان. في البداية كانت منظمة ماركسية لينينية، تخلت عن الشيوعية الأرثوذكسية وتبنت برنامجًا لمزيد من الحقوق السياسية والاستقلال الثقافي للأكراد. بين عامي 1978 و 1980، انخرط حزب العمال الكردستاني في حرب حضرية محدودة مع الدولة التركية لتحقيق هذه الأهداف. أعاد التنظيم هيكلة نفسه ونقل الهيكل التنظيمي إلى سوريا بين عامي 1980 و 1984، مباشرةً بعد الانقلاب التركي عام 1980.

التاريخ

التمرد الأول

1984-1993

شن حزب العمال الكردستاني تمرده ضد الدولة التركية في 15 أغسطس عام 1984[85][86] بقيامه بهجمات مسلحة على إروه وشمدينلي. قتل خلال هذه الهجمات جندي من الدرك التركي وأصيب سبعة جنود، وشرطيان، وثلاثة مدنيين. وتلى ذلك مداهمة حزب العمال الكردستاني لمركز للشرطة في سعرد بعد يومين.[87]

في أوائل التسعينيات، وافق الرئيس توركوت أوزال على إجراء مفاوضات مع حزب العمال الكردستاني، بعد حرب الخليج الثانية عام 1991 التي غيرت الديناميكيات الجيوسياسية في المنطقة. بصرف النظر عن أوزال، وهو نفسه نصف كردي، كان القليل من السياسيين الأتراك مهتمين بعملية السلام، وكأنها لم تكن أكثر من جزء من حزب العمال الكردستاني نفسه.[88] في فبراير عام 1991، أثناء رئاسة أوزال، أنهي حظر الموسيقى الكردية.[89]

انظر أيضًا

مصادر

Wikiwand in your browser!

Seamless Wikipedia browsing. On steroids.

Every time you click a link to Wikipedia, Wiktionary or Wikiquote in your browser's search results, it will show the modern Wikiwand interface.

Wikiwand extension is a five stars, simple, with minimum permission required to keep your browsing private, safe and transparent.