Loading AI tools
عالم مسلم عاش خلال العصر العباسي من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
ابن أبي الدنيا (208 - 281 هـ)، هو عالم محدِّث، وأديب مؤرِّخ، ومدرِّس مؤدِّب. اشتَهَر بكتبه في الحديث والتاريخ والزهد والرقائق والمواعظ، وكان غزيرَ التصنيف مُكثرًا، ويُعَدُّ من أكثر مصنِّفي عصر التدوين تأليفًا، وآثاره تدلُّ على سعة اطِّلاعه وعُمق معرفته في كثير من العلوم والفنون. ذكر ابن كثير أن مؤلفاته تزيد على مئة مصنَّف، وأحصى له الذهبي ما أَربَى على مئة وستين مصنفًا ذكرها مرتبةً على حروف المعجم.
العالم المحدث الزاهد | |
---|---|
ابن أبي الدنيا | |
مُؤَدِّب أولاد الخُلَفاء[1] | |
لقب ابن أبي الدنيا بخط الثلث. | |
معلومات شخصية | |
الميلاد | 208 هـ هجري ق. 823 ميلادي بغداد، الدولة العباسية |
الوفاة | جمادى الأولى هـ هجري ق. 894 ميلادي بغداد، الدولة العباسية |
مكان الدفن | مقبرة الشيخ معروف، الشونيزية[2] |
الإقامة | بغداد، الدولة العباسية |
الكنية | أبو بكر[3] |
اللقب | المُحَدِّث، المُؤَدِّب |
الديانة | الإسلام |
المذهب الفقهي | حنبلي |
الطائفة | أهل السنة والجماعة |
العقيدة | أهل الحديث (أهل الأثَر) |
الأب | محمد بن عبيد بن سفيان |
الحياة العملية | |
العصر | العصر العباسي الأول والثاني |
تعلم لدى | أحمد بن حنبل، محمد بن إسماعيل البخاري، وغيرهم |
المهنة | مُؤَدِّب،(1) مؤرخ وراوي أحاديث وآثار |
اللغات | العربية |
مجال العمل | الحديث، الفقه |
أعمال بارزة | الزهد، التوبة، الأولياء، الشكر لله، محاسبة النفس، الإخلاص والنية، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر |
مؤلف:ابن أبي الدنيا - ويكي مصدر | |
تعديل مصدري - تعديل |
وُلد في مدينة بغداد أوائل القرن الثالث للهجرة عام 208هـ[4] أيام الدولة العباسية، وعاصر عددًا من خلفاء بني العباس، وأدَّب اثنين منهم. ونشأ في بيت عِلم ودين، وبدأ في تلقِّي العلوم على يد كبار شيوخ عصره وهو دون العاشرة، وعدَّ من ترجموا له المئات من الشيوخ الذين تَتلْمَذ عليهم، ومن أشهرهم: والدُه محمد بن عبيد بن سفيان، وأحمد بن حنبل، وأبو خيثمة، وأبو عُبَيد القاسم بن سلَّام، والبخاري، وخلف بن هشام، وعلي بن الجَعْد. وتخرَّج به خلقٌ كثير من أشهرهم: أبو حاتم الرازي وابنه، وأحمد بن محمد اللُّنباني، وأحمد بن سلمان النجَّاد. ازدحم عصره بالعبقريات والموهوبين في شتَّى فنون الفكر؛ فصُنّفت عدَّة كتب في التفسير وعلوم القرآن، وفي علوم الحديث صدرت أمَّهات كُتب السنَّة المعروفة بالكتب الستة، وكذا في الفقه وأصوله، والعقيدة وعلم الكلام، والعربية وآدابها، والتأريخ، والطب والصيدلة وغيرها. توفي في شهر جُمادى الأولى،[5] سنة 281 هـ[6] عن ثلاث وسبعين سنة.
اسمه عبد الله بن محمد بن عبيد(2) بن سفيان بن قيس، القرشي(3)، البغدادي. ويُكنى بأبي بكر، ويُلقَّب بـ ابن أبي الدنيا (وقد طغى لقبه على اسمه حتى اشتَهَر به). ويذكره العلماء بالإمام، الحافظ، المحدِّث، العالم،[7] الصَّدوق،[8] المُؤدِّب.
وُلد في مدينة بغداد، في أوائل القرن الثالث للهجرة سنة 208 هـ. نشأ في بيت عِلم، فأبوه من رُواةِ الأخبار، وقد بدأ في طلب العلم قبل بُلوغ سِنِّ العاشرة.[9](4)
عاصر ابن أبي الدنيا عددًا من خلفاء بني العباس، مؤدِّبًا اثنين منهم؛ المعتضد بالله (ت 289 هـ)، والمكتفي بالله (ت 295 هـ). وتوفي في خلافة المُعتَضِد بالله. والخلفاء الذين عاصرهم: المأمون (198- 218 هـ)، والمعتصم بالله (218- 227 هـ)، والواثق بالله (227- 232 هـ)، والمتوكل على الله (232- 247 هـ)، والمنتصر بالله (247- 248 هـ)، والمستعين بالله (248- 252 هـ)، والمعتز بالله (252- 255 هـ)، والمهتدي بالله (255- 256 هـ)، والمعتمد على الله (256- 279 هـ)، والمعتضد بالله (279- 289 هـ). وكان هذا العصرُ الذي توالَى فيه الخلفاء على هذا النحو وبهذا العدد في هذه الحِقبة الوجيزة، عصرًا مهمًّا بأحداثه السياسية والفتوحات الإسلامية فيه، وما وقع من تناحر بين أفراد الأسرة العبَّاسية الحاكمة، ودخول الأعاجم في سِلك الدولة ثم التحكُّم في شؤونها، والثورات الداخلية في البلاد، وتسلُّط رجال الفِرَق الضالَّة على بعض الخلفاء وحَملِهم على القول بآرائهم، وإغارة الأعداء على أراضي المسلمين.
بالجملة عاصر ابن أبي الدنيا دولة بني العباس بشِقَّيها؛ مرحلة القوة منذ ولادته حتى عام 247 هـ، ثم مرحلة الضعف منذ عام 247 هـ حتى وفاته.[10]
يرتبط الاستقرار والتقدم الاجتماعي ارتباطًا كبيرًا بالاستقرار السياسي ويتأثر به. فقد كان بين أفراد طبقات المجتمع في عصر ابن أبي الدنيا تباينٌ، ويُلاحَظ وجود ثلاث فِئات رئيسة؛
ومن طراز المعيشة في تلك الحِقبة اختلاف الملبس باختلاف الجنس أو الطبقة الاجتماعية. فللقضاء زيٌّ، ولأصحاب القُضاةِ زيٌّ، وللشُّرَط زيٌّ، وللكُتَّاب زيٌّ، ولكُتَّاب الجُند زيٌّ.[14] كما اعتاد أهل ذلك العصر على الاحتفال ببعض أيام السنة زيادة على عيدي المسلمين (الأضحى والفطر)، مثل رأس السنة الهجرية وأول الربيع والمهرجان وغيرها.[15] تنامت الرياضة ووسائل اللهو في تلك الفترة، ومن أبرز أنواع الرياضة التي اهتمَّ بها الناس آنذاك: الفروسية وكرة الصولجان والصيد وتربية الطيور والحيوانات والشطرنج والنرد والسباحة والمصارعة.[16] وقد عارضَ عددٌ من الشيوخ والأئمة انصراف بعض الناس إلى اللهو، ومن أولئك الأئمة ابن أبي الدنيا إذ صنَّف أجزاء حديثيَّة هامة في هذا الشأن أبرزها كتاب ذم الملاهي.
يُعدّ القرن الثالث الهجري العصر العِلمِيّ الذهبي في التاريخ الإسلامي، وقد أُتيح لابن أبي الدنيا أن يَشهَد ويعيش عصرًا ازدحم بالعبقريات والموهوبين في شتَّى فنون الفكر. ففي علوم القرآن صُنّفت عدة كتب في مجال التفسير، على رأسها تفسير الطبري لمؤلفه محمد بن جرير الطبري، ومنها ما صنَّفه ابن أبي الدنيا في قراءة شيخه أبي محمد خلف بن هشام، سمَّاه «حروف خلف».[17] وأما في علوم الحديث فكان ذلك عصر تأليف وصدور أمهات كُتب الحديث المعروفة بالكتب الستة، وظهور طرق أخرى في التصنيف كمسند الإمام أحمد بن حنبل، وانتهج ابن أبي الدنيا منهجًا مُستقِلًّا في التخصص من خلال كُتب الرجال والعِلَل. ومن ناحية الفقه وأصوله، الذي تفرَّع منذ القرن الثاني الهجري إلى طريقة أصحاب الحديث وطريقة أصحاب الرأي، والذي انتهى مع نهاية القرن الثالث الهجري باقتصار الناس على تقليد أئمة الفقه. وفي مجال العقيدة وعلم الكلام كلٌّ صنَّف بحسب اعتقاده. إلى غير ذلك من مُختلف العلوم الأخرى كاللغة والتأريخ والطب وغيرها.
تزامنًا مع هذا الانتعاش العلميّ الكبير، ومنذ تولي المأمون الخلافة سنة 198 هـ، تُرجِمت أغلب كتب الفلاسفة اليونانيين وكتب الطب والرياضيات والفلك وغيرها. لذلك اعتنى الخلفاء خاصة والعلماء عامة بجمع الكتب، ومن الخزائن العامة المُشتَهرة في ذلك الزمان بيت الحكمة. قال الذهبي: «ولقد كان في هذا العصر وما قاربه من أئمة الحديث النبوي خلق كثير وما ذكرنا عشرهم هنا وأكثرهم مذكورون في تاريخي، وكذلك كان في هذا الوقت خلق من أئمة أهل الرأي والفروع وعدد من أساطين المعتزلة والشيعة وأصحاب الكلام الذين مشوا وراء المعقول...».[18]
لم ينُصَّ ابن أبي الدنيا على عقيدته صراحة، وليس له كتاب في العقيدة. ولكن يتَّضح من النصوص التي نقلَها أنه على عقيدة أهل السنة والجماعة؛ إذ عاصر محنة خلق القرآن ولم يُنقَل عنه أنه وقف مع القائلين به. كما أنه وضع عناوينَ لكتبه توافق معتقدَ هذه الطائفة مثل: كتاب الأهوال، وصفة الجنة وصفة النار، وصفة الصراط والقبور، وغيرها.
كان ابن أبي الدنيا على مذهب الإمام أحمد بن حنبل، فقد ذكره المصنِّفون في طبقات الحنابلة في مؤلفاتهم،[19] كما نقلوا عنه مسألتين شافهَ بهما الإمام أحمد، وهما:
في مُجمل مراجع كتب أهل السنة والجماعة نجد ما مجموعُه 992 شيخًا لابن أبي الدنيا.[بحاجة لمصدر] ذَكر الإمام المزي في كتابه تهذيب الكمال في أسماء الرجال في ترجمة ابن أبي الدنيا 124 شيخًا.[23] وذكر الإمام الذهبي في كتابه سير أعلام النبلاء جُملة من مشايخهِ، منهم 58 شيخًا لم يذكُرهم المزي. ثم قال الذهبي: «ويَروي عن خلق كثير لا يُعرفونَ».[24]
من أشهر شيوخه:
من أهم الأسباب في توافر التلاميذ الذين رووا عنه ورووا مصنَّفاته؛ كثرة مروياته التي زادت عن اثني عشر ألف خبر بالمُكرَّر. ومن أهم تلاميذه:
اتفق العلماء على توثيق ابن أبي الدنيا وإمامته في فن الزهد والرقائق، مع أدبه وعلمه في السِّيَر والأخبار، وفصاحة أشعاره. وهي صِفاتٌ جعلت الخليفة يختاره لتأديب بَنِيه. روى الخطيب البغدادي في تاريخه بسنده عن ابن أبي الدنيا: «دخل المكتفي على الموفق ولوحه بيده، فقال: ما لك لوحك بيدك؟ قال: مات غلامي واستراح من الكتاب. قال: ليس هذا من كلامك هذا كان الرشيد أمر أن يعرض عليه ألواح أولاده في كل يوم اثنين وخميس، فعرضت عليه، فقال لابنه: ما لغلامك ليس لوحك معه؟ قال: مات واستراح من الكتاب قال: وكأن الموت أسهل عليك من الكتاب؟! قال: نعم. قال: فدع الكتاب، قال: ثم جئته، فقال لي: كيف محبتك لمؤدبك؟ قال: كيف لا أحبه وهو أول من فتق لساني بذكر الله، وهو مع ذاك إذا شئت أضحكك، وإذا شئت أبكاك قال: يا راشد أحضرني هذا، قال: فأحضرت فقربت حتى قربت من سريره، وابتدأت في أخبار الخلفاء، ومواعظهم فبكى بكاء شديدا، قال: فجاءني راغب أو يانس، فقال لي: كم تبكي أمير المؤمنين، فقال: قطع الله يدك ما لك وله يا راشد تنح عنه. قال: فابتدأت فقرأت عليه نوادر الأعراب، قال: فضحك ضحكا كثيرا، ثم قال لي: شهرتني شهرتني، وذكر الخبر بطوله، قال أبو ذر: فقال لأحمد بن محمد بن الفرات: أجر له خمسة عشر دينارا في كل شهر، قال أبو ذر: فكنت أقبضها لابن أبي الدنيا إلى أن مات».[34] وقال ابن أبي الدنيا: «وكنت أؤدب المكتفي، فأقرأته يوماً كتاب الفصيح فأخطأ فقرصت خده قرصة شديدة وانصرفت، فلحقني رشيق الخادم فقال: يقال لك ليس من التأديب سماع المكروه، فقلت: سبحان الله! أنا لا أسمع المكروه غلامي ولا أمتي، قال: فخرج إلي ومعه كاغذ وقال: يقال لك صدقت يا أبا بكر، وإذا كان يوم السبت تجيء على عادتك، فلما كان يوم السبت جئت فقلت: أيها الأمير، تقول عني ما لم أقل؟ قال: نعم يا مؤدبي، من فعل ما لم يجب قيل عنه ما لم يكن».[3]
قال عنها الذهبي في السير: «تصانيفه كثيرة جدًا، فيها مخبآت وعجائب» وسرد منها أكثر من 160 تصنيفًا. وقد صدرت الكثير من الطبعات «التجارية» غير العلمية التي أهملت السَّمَاعات ووقعت في تحريف وسقط غير يسير.
وُجِدت أسماء مصنفاته في مخطوط قديم في المكتبة العمرية مجموع 42 (ق56—59) بخط الحافظ المِزِّيّ الذي ذكر له فيه 167 كتابًا[52] وبعد تحقيق من الباحث محمد زياد التكلة توصَّل إلى أن عدد كتبه يبلغ 174 كتابًا[53] وأسماؤها (مُرتَّبة هِجائِيًّا):
اختلف أهل العلم في وفاته على أربعة أقوال:
فالقول الأول أنه توفي سنة 280 هـ. نقل هذا الخطيب البغدادي في تاريخه، والسمعاني في الأنساب. حكم الخطيب على هذا القول بالوهم،[54] وقال السمعاني: «وهذا غلط».[47]
والقول الثاني وهو الراجح أنه توفي سنة 281 هـ في شهر جمادى الأولى، عن 73 سنة. وهو قول ابن النديم،[35] والخطيب،[54] وابن أبي يعلى،[19] والسمعاني،[47] وابن الأثير،[37] والمزي،[55] والذهبي،[56] وابن كثير،[42] وابن حجر،[44] والسيوطي،[46] وابن تغري بردي،[45] وابن مفلح،[20] والخزرجي،[57] والصفدي على الشَّك.[27] وهذا القول هو قول الجمهور ممن ترجم له. إلا أن ابن النديم قال: «توفي يوم الثلاثاء لأربع عشرة ليلة خلت من جمادى الآخرة سنة إحدى وثمانين ومائتين».[35]
والقول الثالث أنه توفي سنة 282 هـ. وهو قول ابن شاكر الكتبي،[58] والصفدي على الشَّك.[27]
والقول الرابع أنه كان حيًّا سنة 289 هـ، وهو قول صاحب كتاب «المنتخب من السياق لتاريخ نيسابور»، حيث قال: «أخبرنا إجازة، أنبأنا أبو الفضل عبد الصمد بن محمد بن محمد بن عيسى العاصمي البلخي بها، حدثنا أبو سليمان حمد ابن محمد الخطابي البستي، حدثني عبد الله بن موسى، عن ابن أبي الدنيا قال: لما أفضت الخلافة إلى المكتفي كتبت له بيتين:[59]
» قال السيوطي: «وهذا يدل على تأخر ابن أبي الدنيا إلى أيام المكتفي».[60] وقد تولى المكتفي الخلافة سنة 289 هـ.
Seamless Wikipedia browsing. On steroids.
Every time you click a link to Wikipedia, Wiktionary or Wikiquote in your browser's search results, it will show the modern Wikiwand interface.
Wikiwand extension is a five stars, simple, with minimum permission required to keep your browsing private, safe and transparent.