Remove ads
إنسان عاقل منذ 15 ألف سنة من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
إنسان تافوغالت هو إنسان الهوموسابينس الذي استوطن مغارة تافوغالت [1] المغربية قبل 15 ألف سنة.[2] لقد كان هذا الإنسان يتميز بقوام عال وبصلابة جسدية وخشونة. وقد شكل حضارة فنية وعلمية في الحقبة التي تسمى الإبيرو موريزية. فالاكتشافات الأثرية أظهرت وجود أدوات الزينة ومعلقات حجرية، وتشكيلات منقوشة في المغارة التافوغالتية. كما أن الآثار تدل على قيامه بعمليات جراحة الرأس لغرض الاستشفاء، ما يشي بنزوعه العلمي نحو تقنيات الاستطباب.[3] لكن يلاحظ تقاسم إرث جيني مع غرب إفريقيا بنحو 35 في المائة ويشترك بنسبة 65 في المائة من الإرث الجيني مع المناطق الساحلية من شرق البحر الأبيض المتوسط (الشرق الأوسط)[4]، بالتحديد لبنان، سوريا فلسطين وتركيا....[3] ومن المعطيات العلمية حول الأصول والمتعلقات الجينية المستنتجة من دراسة الحمض النووي لإنسان تفوغالت – الذي يعتبر هو أقدم حمض نووي في العالم- أن لا علاقة تربط بين هذا الإنسان وساكنة أورپا أنذاك على مستوى 15 ألف سنة وأن الاختلاط تم بينهما فيما بعد. ويجدر التأكيد على أن الدراسة لا تحدد الأصل بين الطرفين المتواجدين في شرق وغرب المتوسط، ولا حتى أصل إنسان تفوغالت.[3]
المجموعة العرقية | |
---|---|
البلد | |
المكان | |
الفترة الزمنية | |
المكتشف أو المخترع | |
زمن الاكتشاف أو الاختراع | |
موقع الاكتشاف |
يعتبر حمض النووي لإنسان تافوغالت كأقدم آثار لحمض نووي لإنسان عاقل (Homo Sapiens) في إفريقيا حيث يعود تاريخه إلى 15000 عام في مغارة تافوغالت. هذا الاكتشاف تم من قبل فريق دولي من علماء الآثار وعلماء الوراثة بقيادة عبد الجليل بوزوغار، مدير المعهد الوطني للآثار وعلوم التراث بالرباط، وسعيد أمزازي، الرئيس السابق لجامعة محمد الخامس الرباط، نشرت من قبل مجلة العلوم الأمريكية (Science). يتكون الفريق من يوهانس كراوس وتشونجوون جيونج من جمعية ماكس بلانك لعلوم التاريخ البشري في يينا بألمانيا، بالتعاون مع باحثين من جامعة محمد الأول في وجدة وباحثين بجامعة أكسفورد ومتحف التاريخ الطبيعي في لندن بالمملكة المتحدة، وجمعية ماكس بلانك للأنثروبولوجيا التطورية في لايبزيغ بألمانيا. قام أعضاء الفريق العلمي بتحليل الحمض النووي المستخرج من تسعة هياكل عظمية بشرية موجودة في كهف تافوغالت باستخدام طرق متسلسلة وتحليلية متقدمة أسفرت عن بيانات الميتوكوندريا المكونة لسبعة من الأفراد وتحليل متعمق لجينوم خمسة من الأحفوريات. النتائج التي تم الحصول عليها غير مسبوقة بالنسبة للقارة الأفريقية التي تعتبر مهد الإنسانية. وقال عبد الجليل بوزوقار، المؤلف المشارك الرئيسي للنشر العلمي ومدير مختبر «المصادر البديلة في تاريخ المغرب»: «إن أول وأقدم مادة وراثية في البلاستوسين تم فك شفرتها من البشر العاقل في إفريقيا يجب أن نأخذ في الاعتبار الدور الكبير الذي تلعبه شمال إفريقيا في هذا المجال»، كما أضاف «إن كهف الحمام بتافوغالت مهم جدًا لفهم تاريخ البشر في شمال غرب إفريقيا، لأن البشر الحديثين استقروا هناك بشكل متكرر وبطريقة مستمرة من العصر الحجري القديم الأوسط إلى العصر الحجري القديم الأعلى»، كما أوضحت لويز همفري من متحف التاريخ الطبيعي في لندن مؤلف مشارك للنشر العلمي. «ثبت أنه منذ حوالي 15000 عام، استخدم الإيبيروموريسيون الموقع بكثافة وبدأوا في دفن موتاهم في قاع الكهف.»
ويعتقد الباحث عبد الله لحسايني أنه وانطلاقا من طريقة الدفن لدى هذا الإنسان أنه قبل 15 ألف سنة أن الأخير كان يؤمن بمعتقدات الحياة بعد الموت. ويمكن تأويل طريقة الدفن للراشدين بأنهم على استعداد لمغادرة المغارة حالما تعود إليهم الحياة. وكأن على الأحياء توجيههم للبوابة لكي لا ترشدهم لطريقة الخروج. بينما الأطفال الراقدون على جنوبهم فهم ربما لا يستفيدون من هذه الفرصة. أو ربما يحتاجون للراشدين لإخراجهم من المغارة حالما تعود إليهم الحياة.[3]
أعلن رسميا في دراسة نشرت سنة 2018[4][5] لمجموعة من 17 عالم في الجينات يترأسهم العالم الألماني Loosdrecht حملت عنوان:Pleistocene North African genomes link Near Eastern and sub-Saharan African human populations,[6] عن نتائج الحمض النووي لسبعة أشخاص عاشوا قبل 15 ألف سنة في شمال افريقيا، وتعتبر أقدم جثث لإنسان معاصر تم العثور عليها لحد الآن وهي بلا ريب تمثل جينات (أجداد السكان الأصليين) لشمال افريقيا، تم إيجاد جثثهم في كهف تافوغالت شمال شرق المغرب بالقرب من وجدة … وكانت نتائجها صادمة كليا فقد توقع العلماء أن يجدوا جينات أصحابها (هؤلاء الرجال الذين عاشوا قبل 15 ألف سنة) تحمل جينات السلالة الجينية الخاصة بجينات الأمازيغ الحاليين (بإعتبار أنهم سكانها الأوائل) وهي السلالة E-m183 التي تنحدر من السلالة E-m81 التي تنحدر بدورها من السلالة الأم الأفريقية E-m35.لكن النتائج خيبت توقعات كل العلماء المشاركين في الدراسة، فلم تخرج ولا نتيجة واحده لأي رجل من أولئك الأسلاف القدامي على الجينات الذكورية التي يحملها اليوم الأمازيغ المعاصرون، بل خرجت كل النتائج على سلالات تنتشر اليوم (ثقلها وأغلبية ساحقة من حامليها) في شرق افريقيا أي يتواجدون خارج شمال افريقيا (وليسوا أمازيغ).
فقد كانت نتائح العينات الخمسة كلها على السلالة E1B1B1A1 أو ما تعرف بالتحور E-M78, أما منظمة أما رقم TAF009: على التحور E1B1B1A1B1 أو V13 وهي السلالة الفرعية من E-m78 التي تنتشر في دول البلقان بينما العينة السادسة رقم TAF015: جاءت على التحور E1B1B1 أو مايعرف بـ E-M215. والمفاجأة لم تتوقف عند هذا الحد، بل أجريت مقارنة جينية بين هذه العينات (التي تمثل جثث مكتشفة لأقدم سكان عاشوا لحد الآن في شمال افريقيا) مع جينات 72 مجتمع عالمي من مجتمعات قديمة ومعاصرة من مختلف مناطق العالم بالتحديد (من مجتمعات أمازيغية محلية ومن مجتمعات من جنوب الصحراء وشرق أفريقيا، ومن المشرق العربي ومن أوربا) لتحديد من هي أقرب الشعوب القديمة والمعاصرة لجينات أقدم سكان عاشوا في شمال افريقيا، وللتأكد من هويتهم ومن أين جاء هؤلاء السكان الأصليين لشمال افريقيا قبل 15 ألف سنة وتبين بعد المقارنة الجينية، أن أقرب الجينات المشتركة (للإيبيروموريسين) = أقدم سكان عاشوا في شمال افريقيا قبل 15 ألف سنة، هي جينات من المشرق العربي ومن شرق افريقيا، وبالتحديد جينات أكتشفت في جثث قديمة عثر عليها في الأردن تمثل الثقافة النطوفية (اسم لثقافة قديمة نسبة إلى وادي النطوف شمال غربي القدس في فلسطين) وهو ما يؤكد أصول مشتركة ما بين النطوفيين (سكان ساحل الشام) والايبوروسيين (أقدم سكان في شمال افريقيا).[6]
حيث جاء في المقال العلمي أو الدراسة مايلي:
The relationships of the Iberomaurusian culture with those of the preceding Middle Stone Age, including the local backed bladelet technologies in Northeast Africa, and the Epigravettian in Southern Europe have been questioned (13). The genetic profile of Taforalt suggests substantial Natufian-related and sub-Saharan African–related ancestries (63.5 and 36.5%, respectively) but not additional ancestry from Epigravettian or other Upper Paleolithic European populations. Therefore, we provide genomic evidence for a Late Pleistocene connection between North Africa and the Near East[6]
مضمون:
إن جينات الإيبيروموريسين (أقدم سكان شمال افريقيا) تتشارك في الأصول الجينية المشتركة مع النطوفيين (المشارقة) بما نسبته 63 بالمئة (في المرتبة الأولى) ثم تأتي بعدها جينات جنوب الصحراء الافريقيية بنسبة 37 بالمئة بينما نفت الأصول الأوربية القادمة من اسبانيا للأيبيروموريسين ما يؤكد العلاقة الكبيرة بالمشرق العربي منذ آلاف السنين (قبل 15 ألف سنة من اليوم).
وتعتبر هذه أول دراسة علمية تقضي بالدليل العلمي على فرضية الأصول الأوربيية للايبوريسيون (أقدم سكان في شمال إفريقيا)، وتصححها وتربطها بأصول مشتركة مع المشرق العربي وجنوب الصحراء الكبرى حسب ما وضحته جينات الإيبوريسيون (الوهرانيون القدامى) أقدم سكان لشمال افريقيا.[7][8]
Seamless Wikipedia browsing. On steroids.
Every time you click a link to Wikipedia, Wiktionary or Wikiquote in your browser's search results, it will show the modern Wikiwand interface.
Wikiwand extension is a five stars, simple, with minimum permission required to keep your browsing private, safe and transparent.