واقعية (حركة فنية)
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
الواقعية، حركة فنية ظهرت في فرنسا في أربعينيات القرن التاسع عشر، نحو ثورة 1848. رفض الواقعيون الرومانسية، التي سيطرت على الأدب والفن الفرنسي منذ أوائل القرن التاسع عشر. ثارت الواقعية ضد الموضوعات الفنية زاهية الألوان والعاطفية المبالغ بها والدرامية التي تبنتها الحركة الرومانسية. بدلاً من ذلك، سعت إلى تصوير شخوص ومواقف حقيقيةٍ نموذجية بصدقٍ ودقة، وعدم تجنب جوانب الحياة غير السارة أو المخزية. تهدف الحركة إلى التركيز على الموضوعات والأحداث غير المثالية التي لم تحظَ سابقًا بمقبولية في الأعمال الفنية. تصور الأعمال الواقعية أشخاصًا من جميع الفئات في مواقف تحدث في الحياة العادية، وغالبًا تعكس التغيرات التي أحدثتها الثورات الصناعية والتجارية. كانت الواقعية مهتمةً بشكل أساسي بالأشياء كما تبدو عيانًا، بدلاً من اهتمامها بالإغراق في تصوير العالم المثالي. نمت شعبية مثل هذه الأعمال «الواقعية» مع إدخال التصوير الفوتوغرافي – والذي كان مصدرًا مرئيًا جديدًا أوجد رغبة للناس في تقديم تصاوير واقعية بموضوعية.[1][2]
جزء من | |
---|---|
المؤسس | |
بلد المنشأ | |
تاريخ البدء |
يصور الواقعيون الموضوعات والمواقف اليومية على هيئتها المعاصرة، ويحاولون تصوير الأفراد من جميع الطبقات الاجتماعية بطريقة مماثلة. استخدموا لوحات بألوان ترابية قاتمة لتجاهل الجمال والمثالية التي كانت موجودة عادة في الأعمال الفنية. أثارت هذه الحركة جدلاً لأنها انتقدت القيم الاجتماعية والطبقات العليا عن قصد، بالإضافة إلى أنها أدخلت قيمًا جديدةً جاءت مع الثورة الصناعية. تعتبر الواقعية على نطاق واسع بداية للحركة الفنية الحديثة بسبب سعيها نحو دمج الحياة العصرية والفن معًا. جرى تجنب المثالية الكلاسيكية والعاطفية الرومانسية والدراما بنحوٍ متساوٍ، وغالبًا لم تُنَمَّق أو تُحذف الجوانب المزرية أو غير المرتبة من موضوعات الفن. تؤكد الواقعية الاجتماعية على تصوير الطبقة العاملة، ومعاملتها بنفس الجدية التي تحظى بها الطبقات الأخرى في الفن، ولكن الواقعية، كونها مثالًا في تجنب التصنع، كانت أيضًا تسعى للواقعية في التعامل مع العلاقات الإنسانية والعواطف. رُفِضَت معاملة الأشخاص بطريقة بطولية أو عاطفية.[3][4]
قاد الواقعية كحركة فنية غوستاف كوربيه في فرنسا. انتشرت في جميع أنحاء أوروبا وكانت مؤثرةً في ما تبقى من القرن وما بعده، ولكن مع تبنيها في الحركة العامة للرسم، أصبحت أقل شيوعًا وفائدةً في كونها مصطلحًا لتحديد الأسلوب الفني. بعد وصول الانطباعية والحركات اللاحقة التي قللت من أهمية الأعمال الواقعية الدقيقة، أصبحت غالبًا تشير ببساطة إلى استخدام أسلوب رسم أكثر تقليدية وتشددًا. استخدمتها العديد من الحركات والاتجاهات الحديثة في الفن، بعضها يتضمن تمثيلًا واقعيًا دقيقًا، مثل الرسم بأدقّ التفاصيل (الفوتوريالزم)، والبعض الآخر يصور موضوعًا «واقعيًا» بالمعنى الاجتماعي، أو في كلا الجانبين.