نظرية طوفان البحر الأسود
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
نظرية طوفان البحر الأسود تفترض حدوث ارتفاع كارثي في مستوى البحر الأسود في حوالي عام 7600 قبل الميلاد، حيث اكتسحت مياه البحر الأبيض المتوسط لمضيق البسفور بقوة مئتي ضعف شلالات نياجارا ودخلت البحر الأسود.[1]، ويعتقد أن الطوفان ترك تأثيراً في قصة الطوفان البابلي المذكورة ملحمة جلجامش، وكذلك طوفان نوح الوارد في الديانات الإبراهيمية، وشرح الدكتورين ذلك في كتاب «طوفان نوح: الاكتشافات العلمية عن الحدث التي غيرت التاريخ».[2]
ونتيجة لهذا يفترض العالمان أن سكان المنطقة اضطروا إلى الفرار، ويفسر هذا انتشار الزراعة السريع في أوروبا الشرقية والشمالية. ويمكن القول إن هذا الطوفان قد أصبح جزءا من القصة الشعبية التي ألهمت قصة الطوفان البابلي في ملحمة جلجامش، وبعد ذلك بزمن قصة نوح. وشرح العالمان وهما الدكتور ويليام رايان والدكتور والتر بتمان من مرصد جامعة كولومبيا نظريتهما في كتاب عنوانه «طوفان نوح: الاكتشافات العلمية عن الحدث التي غيرت التاريخ». وتعتبر هذه الحركة مثيرة لغضب بعض الفقهاء.[3]
قصة الطوفان ومع أن عدداً من الجيولوجيين وجدوا البحث مقنعاً وأن طوفان البحر الأسود شيء محتمل الحدوث، فإن مؤرخين وعلماء في الآثار كانوا متشككين من البداية وأعربوا عن شكوكهم واعتراضاتهم بأدب ولكن بشدة في مقابلة مع كل من الدكتورين رايان وبتمان خلال الاجتماع السنوي لمعهد الآثار الأميركي.
أقوال بعض النقاد حول فرضية طوفان البحر الأسود:[3] أن الدليل الجيولوجي حول الطوفان قد يكون سليمًا، ولكنهم يشعرون بأن نسبة نتائج الحضارة القديمة المنتشرة له شيء يصعب تصديقه. ويقول الدكتور آندرو مور وهو عالم آثار وعميد كلية الفنون في معهد روتشستر للتكنولوجيا: «لا يمكن دعم الإدعاء الذي يوصل طوفان البحر الأسود بطوفان نوح».
وتقول الدكتورة ستيفاني دالي وهي مؤرخة في جامعة أوكسفورد البريطانية ومتخصصة بعلم الأساطير البابلية إن «التشابه الفرضي» بين أحداث البحر الأسود وقصة طوفان جلجامش خاطئ وعشوائي. وتقول أيضا «إن دوام قصة شعبية لأكثر من أربعة آلاف سنة أمر مشكوك فيه. ولكن لنفترض أن هذا حدث، وإذا حمل اللاجئون من البحر الأسود ذكرى هذه القصة معهم للشرق الأوسط عندما كتبت على ألواح طينية، عندئذ لماذا لا توجد قصة مشابهة في حضارات أوروبا الشرقية القديمة بعد هجرة لاجئين من البحر الأسود لتلك المنطقة؟».
ويعتقد معظم العلماء أن فيضان نهري دجلة والفرات كان وراء إثارة قصة الطوفان البابلي. وفي هذه القصة أمطرت السماء لأيام وليال عدة وغطت كل الأراضي الجافة ولم يكن هناك أي ناج ما عدا اولئك الذين ركبوا في القوارب. وفي تفسير فلسفي قالت الدكتورة دالي إن قصة جلجامش بينت أن الناس قبل الطوفان عمروا طويلا أو حتى حدوث الكارثة التالية وبعد الطوفان مات الناس من كبر السن.
وخلاف ذلك لم ينتج طوفان البحر الأسود عن المطر ولكن من ارتفاع مستوى البحر. وتعدت المياه تدريجيا ولكنها لم تغط كل البر واستطاع الناس الفرار.
واستنتجت الدكتورة دالي أن كلاً من الدكتورين رايان وبتمان قد أساءا فهم معنى قصة الطوفان بالعراق ولذا يجب الاستغناء عن هذه النظرية. ولكن بقية النظرية سليمة.