مسيحية كلتية
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
يشير مصطلح المسيحية الكلتية أو المسيحية العشائريَّة إلى أشكال المسيحية التي كانت شائعة أو التي كانت مشتركة، بين العشائر الناطقة بالكلتية خلال العصور الوسطى المبكرة.[1] وقد تم تصور المسيحية الكلتية مع مستويات مختلفة من الخصوصية؛ حيث وصف بعض الباحثين «الكنيسة الكلتية» ككنيسة متميزة توحدت تحتها شعوب الكلت وتمييز عن الكنيسة الكاثوليكية «الرومانية»، في حين صنفها الباحثين الآخرين ببساطة أنها مجموعة من الممارسات المميزة التي تشكلَّت في تلك المناطق.[2] في حين يرفض العديد من الباحثين الفكرة السابقة، ولكنهم لاحظوا أن هناك تقاليد وممارسات معينة أستخدمت في كل من الأيرلندية ٬البريطانيةولكن لم تكن منتشرة في العالم المسيحي الأوسع.[3] والتي شملت نظامًا مميزًا لحساب عيد الفصح المسيحي، وأسلوب حياة الرهبان الرهباني، ونظام فريد من نوعه من التكفير عن الذنب. بالإضافة إلى ذلك كانت هناك ممارسات أخرى تطورت في أجزاء معينة من بريطانيا أو أيرلندا، ولكن ليس من المعروف أنها انتشرت خارج حدود هذه المنطقة المعينة. وبالتالي فإن المصطلح يدل على الممارسات الإقليمية بين الكنائس العازلة وشركائها، بدلاً من الاختلافات اللاهوتية الفعلية.
في الآونة الأخيرة تم اهمال مصطلح «المسيحية الكلتيَّة» من قبل العديد من المؤرخين لأنه ينطوي على كيان موحد ومنفصل تمامًا عن التيار الرئيسي للمسيحية الغربية.[4] ويفضل حاليًا المؤرخرين مصطلح «المسيحية العشائرية» لهذه المسيحية بين الكلتيَّةوالتي نشأت حول البحر الأيرلندي.
وتشمل بعض تلك الممارسات: نظامًا معينًا لتحديد تاريخ عيد الفصح، وأسلوبَ جَزّ الترهّب، ووجودَ نظامٍ فريد للتكفير عن الذنوب، وشعبية الذهاب إلى «المنفى في سبيل المسيح». علاوةً على ما تقدّم، ظهرت ممارسات أخرى في مناطق من بريطانيا وأيرلندا لم يثبت أنها انتشرت ما وراء تلك المناطق. وهكذا، عادةً ما يُشير المصطلح إلى الممارسات المناطقية في الكنائس الجزيريّة وتوابعها، وليس للدلالة على اختلافات لاهوتية فعلية.[5]
انتقد العديد من المؤرخين مصطلحَ الكنيسة الكلتية لأنه معناه ينطوي على وجود كيان موحَّد ومميز ومنفصل تمامًا عن جسم المسيحية الغربية السائدة. لهذا السبب، يفضل الكثير من المؤرخين مصطلح «المسيحية الجزيرية». ووفقًا لما أوضحه باتريك ورمالد، «من أحد المفاهيم الخاطئة السائدة هو وجود كنيسة لاتينية عارضتها الكنيسة الكلتية من منطلق وطني».[6]
ومن المصطلحات التي اكتسبت شعبيةً بفضل المؤرخ الألماني لوتس فون بادبرغ هو مصطلح «الأيرلندي-الأسكتلندي» للإشارة إلى ذلك الانقسام المزعوم بين المسيحية الأيرلندية-الأسكتلندية والرومانية. على العموم، كانت المناطق الناطقة بالقلطية جزءًا من العالم المسيحي اللاتيني في زمنٍ شهد اختلافات ملموسة على الصعيد الإقليمي في بنية الكنائس وطقوسها. إنما لم يكن يعني هذا غياب الاحترام الشعبي للبابوية الكاثوليكية في المناطق الناطقة بالقلطية.[7]
ومع ذلك، تطورت طقوس دينية مميزة وانتشرت في كل من أيرلندا وبريطانيا العظمى، لا سيما في القرنين السادس والسابع. من المحتمل أن بعض الممارسات دخلت إلى أيرلندا على يد القديس باتريك الروماني البريطاني، وفيما بعد وصلت ممارساتٍ أخرى من أيرلندا إلى بريطانيا العظمى عبر البعثة الهايبرنية الأسكتلندية للقديس كولومبا. بالرغم من ذلك، فإن تاريخ كلّ من الكنائس الأيرلندية، والويلزية، والأسكتلندية، والبريطونية، والكورنية، والمانكسية أخذ مساراتٍ متباعدة بشكل كبير بعد القرن الثامن. أفضى الاهتمام بالموضوع إلى نشوء سلسلة من حركات إحياء المسيحية الكلتية، وهي ما صاغ التصورات الشعبية بخصوص القلطيين وممارساتهم الدينية المسيحية.[8]