مستخدم:أبو العباس/ملعب 1
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
أميرُ المُؤمِنين وخليفةُ المُسْلمين أبُو جَعْفَر عبد الله المَنْصُور بن مُحمَّد بن عليُّ بن عبد الله بن العبَّاس بن عبد المُطَّلِب الهاشِميُّ القُرشي (صفر 95 - 6 ذو الحجَّة 158 هـ / نوفمبر 713 - 6 أكتوبر 775 م) المعرُوف اختصارًا بكنيته ولقبه معًا أبُو جَعْفَر المَنْصُور أو المَنْصُور، هو ثاني خُلفاء بني العبَّاس، والخليفة الواحد والعشرون في ترتيب الخُلفاء بعد النَّبيُّ مُحمَّد. بُويع له بالخلافة في 13 ذو الحجَّة 136 هـ / العاشِر من يُونيو 754 م، بعد وفاة أخيه أبي العَبَّاس السَّفاح، فقد كان السَّفاح أصغر منه سنًا، ولكن تولى الإمامَة ومِن ثُم الخِلافَة قبله، امتثالًا لوصية أخيهم إبراهيم الإمام، لِكون والِدة السَّفاح عَربيَّة حُرَّة، بينما والِدة المَنْصُور أُمُ وَلَدٍ بَربريَّة. يُعتبر المنصُور هو المؤسس الحقيقي للخلافة العبَّاسيَّة، وباني بغداد، والجد الجامع لجميع الخُلفاء العبَّاسيين من بعده.
أمير المؤمنين | |||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|
أبو جعفر المنصور | |||||||
عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي القرشي | |||||||
رسم تخيلي للخليفة أبو جعفر عبد الله المنصور | |||||||
معلومات شخصية | |||||||
اسم الولادة | عبد الله بن محمد | ||||||
الميلاد | صفر 95 هـ / نوفمبر 713 م الحميمة، جند الأردن، الخلافة الأمويَّة | ||||||
الوفاة | 6 ذو الحجة 158 هـ / 6 أكتوبر 775 م (بالهجري:63 سنة و9 أشهر) مكة، الحجاز، الخلافة العبَّاسية | ||||||
مكان الدفن | مقبرة المعلاة، مكَّة المكرَّمة، السعودية | ||||||
الكنية | أبو جعفر | ||||||
اللقب | المنصور | ||||||
العرق | عربي | ||||||
الديانة | مسلمٌ سُنيٌ | ||||||
الزوج/الزوجة | أم موسى الحِميرية فاطمة بنت محمد التيمي | ||||||
الأولاد | جعفر الأكبر محمد المهدي | ||||||
الأب | مُحمَّد بن عليُّ العبَّاسي | ||||||
الأم | سلامة البربريَّة | ||||||
إخوة وأخوات | إبراهيم الإمام عبد الله السَّفَّاح | ||||||
منصب | |||||||
الخليفة العباسي الثاني | |||||||
الحياة العملية | |||||||
معلومات عامة | |||||||
الفترة | 13 ذو الحجة 136 - 6 ذو الحجة 158 هـ (10 يونيو 754 - 6 أكتوبر 775) | ||||||
|
|||||||
السلالة | بنو العبَّاس | ||||||
تعديل مصدري - تعديل |
وُلِدَ المَنْصُور في الحُمَيْمَة في منطقة جُند الأُردُن، ونشأ بها، ثم ارتحل إلى الكُوفَة مع عائلته بعد أن قام الخَليفة مُروان بن مُحَمَّد آخِر خُلفاء بَني أُميَّة، بالقبض على أخيه إبراهِيم الإمام. وفي أثناء الثَّورةُ العَبَّاسِيَّة، ساعد المَنْصُور أخاهُ السَّفاح في السيطرة على رُبوع الخِلافَة الإسلامِيَّة بعد أن قضوا على حُكمِ بَني أُمَيَّة، وساهم في تثبيت حُكم بَني العَبَّاس، وقد عيَّنهُ السَّفاح والياً على أرمِينيَّة، وآرَّان والجزيرة الفُراتيَّة، كما استعان بِه في إخماد عددٍ من الثَّورات التي قامت ضد الخِلافَة العَبَّاسِيَّة، وقد عهد السَّفاح بالخِلافَة لأخيه من بعده، فبعد وفاتِه في الحادي عَشَر مِن ذُو الحجَّة 136 هـ / العاشِر من يُونيو 754 م، بُويع عَبدُ الله خَليفةً على المُسْلِمين، ولُقِّب بالمَنْصُور.
ظهرت ثورات عديدة في خِلال فَترة المَنْصُور، أخطرها كانت تتمثل في ثَورة عَمِّه عَبدُ الله بنُ عَلِيّ العَبَّاسِيّ الذي رَفض خِلافته، ومن ثُم استطاع مِن القضاء على القائد العسكريّ العَبَّاسِيّ أبُو مُسلِم الخُراسَانيّ بسبب استشعاره بالخَطَر من نُفوذه المُستفحِل وطُمُوحه الكبير، كما أنهى ثَورة مُحَمَّد النَّفس الزَكيَّة العَلويُّ الهاشِميّ، والذي ثار طلباً للخِلافَة، وغيره من الثَّورات والاضطَّرابات التي استطاع بِفضل حِنكَتِهِ السَّياسيَّة واختياره للقادة الأكُفَّاء، من التغلَّب على جميع المخاطر التي أحاطت بِدولة الخِلافَة، كما قام بِفتح منطقة طَبَرسْتان، واعتَنى بتأمين الحُدود، فأقام التحصينات على طُول الحُدود مع الرُّوم، وأغار عليهم حتى أجبَرهُم على دفع الجِزية.
ونتيجةً لاهتمامِهِ بالعِلم والعُلماء، قام المَنْصُور باجتذاب الأطباء النَّساطِرة إلى العاصِمة العَبَّاسِيَّة بَغْدَاد، وتُرجِمت لهُ كتب في الطُّب، والنجوم والهندسة، والآداب، وترجم في عهدِه مؤلفات كثيرة في الطب من الإغْرِيقيَّة إلى العَرَبيَّة، كما أن المَنْصُور طلب من مَلِك الرُّوم أن يرسل له أعمال إقليدس والمَجَسْطِي لبطليموس، وترجم كتاب إقليديس للعربية، وكان هذا الكتاب أول كتاب يترجم من اليونانية إلى العربية في عهد الخِلافَة العَبَّاسِيَّة، قرر المَنْصُور لاحِقاً إنشاء خزانات لهذه الترجمات وغيرها من المخطوطات القيَّمة في شتى المجالات، وحتى نهاية عهده كانت مخطوطات التراث ودفاتر الترجمة والتأليف تُحفظ في قصر الخلافة في بَغْدَاد، حتى ضاق عنها على سعة قصره، واستمرَّ مِن بعده الاهتمام بتطوير بيتُ الحِكْمَة من قبل خُلفائه.
بنى المَنْصُور عاصِمتَهُ الجَديدة بَغْدَاد، فوضع أُسُسها مُنذ 145 هـ / 762 م، والذي اكتَمل بِناؤها عام 149 هـ / 766 م، لتُصبح حاضِرة الخِلافَة لِخمسة قُرونٍ قادِمة، وفي هذه الفترة، تمكَّن المَنْصُور مِن رَفع كفاءة الزَّراعة والصِّناعة، وشجَّع على النهوض باقتصاد الخِلافَة، وأمَّن خُطوط الانتاج والتِّجارة، وكان يُراقب أداء وُلاتِه وعُماله وأموالهم، فيعزل من يراه فاسِداً ويُصادر أمواله.
تُوفي المَنْصُور أثناء سَفره للحَجّ، فعاجَلتهُ المَنيَّة على أبواب مدينة مَكَّة، وذلك في السَّادِس مِن ذُو الحجَّة 158 هـ / السَّادس مِن أُكتُوبَر 775 م، وكان قد أوصى بالعَهدِ مِن بَعدِه لابنِه مُحَمَّد المِهْدي.