مستخدم:عبد الله الصيدلي
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
أي صديقي: لقد حانت الساعة التي ينساب فيها شعاع الفجر الشاحب بين نجوم الشرق. .
.. وكل من سيستيقظ بدأ يتحرك وينتفض في خدر النوم وملابسه الرثة. .. ستشرق شمس المثالية على كفاحك الذي استأنفته هنالك في السهل، حيث المدينة التي نامت منذ أمس ما زالت مخدرة. .. ستحمل إشعاعات الصباح الجديد ظل جهدك المبارك، في السهل الذي تبذر فيه، بعيداً عن خطواتك. .. وسيحمل النسيم الذي يمر الآن البذور التي تنثرها يداك... بعيداً عن ظلك. .. ابذر يا أخي الزارع. من أجل أن تذهب بذورك بعيداً عن حقلك، في الخطوط التي تتناءى عنك... في عمق المستقبل. .. هاهي بعض الأصوات تهتف؛الأصوات لتي أيقظتها خطواتك في المدينة، وأنت منقلب على كفاحك الصباحي. و هؤلاء اللذين استيقظوا بدورهم، سيلتئم شملهم معك بعد حين. .. غنِّ يا أخي الزراع! لكي تهدي بصوتك هذه الخطوات التي جاءت في عتمة الفجر، نحو الخط الذي سيأتي من بعيد. .. وليدوِّ غناؤك البهيج، كما دوى من قبل غناء الأنبياء في فجر آخر، في الساعات التي ولدت فيها الحضارات. .. وليملأ غناؤك أسماع الدنيا، أعنف وأقوى من هذه الجوقات الصاخبة التي قامت هنالك. .. هاهم أولاء الآن ينصبون على باب المدينة التي تستيقظ، السوق وملاهيه، لكي يميلوا هؤلاء الذين جاؤوا على أثرك، ويلهوهم عن ندائك. .. وهاهم أولاء قد أقاموا المسارح والمنابر للمهرجين والبهلوانات لكي تغطي الضجة على نبرات صوتك. .. وهاهم أولاء قد أشعلوا المصابيح الكاذبة لكي يحجبوا ضوء النهار، ولكي يطمسوا بالظلام شبحك في السهل الذي أنت ذاهب إليه. .. وهاهم أولاء قد جملوا الأصنام ليلحقوا الهوان بالفكرة. ... ولكن شمس المثالية ستتابع سيرها دون تراجع، وستعلن قريباً انتصار الفكرة وانهيار الأصنام، كما حدث يوم تحطم (هُبل) في الكعبة.
|