Loading AI tools
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
مؤتمر برلين ((بالألمانية: Kongokonferenz) (بالإنجليزية: Berlin Conference) أو "مؤتمر الكونغو") في 1884–1885 نظـَّم الاستعمار الأوروبي والتجارة في أفريقيا أثناء فترة الإمبريالية الجديدة، وتزامن مع البروز المفاجئ لألمانيا كقوة إمبراطورية.[1][2][3] وقد دعت إليه البرتغال ونظمه أوتو فون بسمارك، أول مستشار لألمانيا، ونتيجته، القانون العام لمؤتمر برلين، كثيراً ما يـُنظـَر إليه كتقنين لظاهرة التدافع على أفريقيا. وقد انعقد المؤتمر في فترة من النشاط الاستعماري المتزايد من جانب القوى الأوروبية، بينما في وقت نفسه كانت تلك القوى تقضي على أي صيغ من الحكم الذاتي الأفريقي وتقرير المصير.
هذه المقالة بحاجة لمراجعة خبير مختص في مجالها. (يوليو 2016) |
يرجع الفضل إلى الملك ليوبولد الثاني ملك بلجيكا في القاء الضوء على مناطق كثيرة من القارة الأفريقية، فقد أرسل البعثات الكشفية والمستكشفين، وبدأ يتضح للعالم أن هناك قارة جديدة وسلالات جديدة تأخذ دورها في الحضارة العالمية (2)، وكان للملك ليوبولد أطماع استعمارية في الكونغو رئاسة المكتشف المشهور ستانلي، واسفرت عن توقيع عدة معاهدات مع زعماء القبائل والحكام الوطنيين الذين تنازلوا عن سيادتهم نظير بعض الهدايا (3).
وكان هدف ليوبولد من هذه الحملات هو الحصول على اعتراف بدولة الكونغو الحرة، ولذلك حاول اغراء رجال الأعمال البريطانيين بممارسة نشاطهم التجاري في المنطقة وعمل على اقناعهم بأن تجارتهم ستكون أكثر أمنا تحت ادارته مما لو كانت تحت إدارة البرتغال أو فرنسا كما حرص في الوقت نفسه على ضرورة اقناع بسمارك بالاعتراف بدولة الكونغو الحرة (1).
وكان للبعثات الكشفية التي ارسلتها بلجيكا إلى أفريقيا بالإضافة إلى انعقاد مؤتمر بروكسل عام 1876 والتقاء سبعة من أشهر المكتشفين في القاء الضوء على الاكتشافات التي تمت في القارة، كما كان لعودة ستانلي عام 1877 من رحلته الشهيرة من أفريقيا الاستوائية واعلان اكتشافاته في أعالي الكونغو اثرا كبيرا على القارة الأفريقية (2).
وكان من أهم نتائج المؤتمر تكوين الهيئة الدولية لكشف أفريقيا، وادخال الحضارة فيها، وتقرر أن تقوم في كل دولة شعبة محلية تابعة لهذه الهيئة فبادرت بلجيكا بتكوين الشعبة البلجيكية، أما فرنسا فقد كانت الشعبة الفرنسية على رأسها دي برازا (3).
وأدى تسابق فرنسا وبلجيكا على الكونغو إلى لفت أنظار الدول الأوروبية وسعى بسمارك الوزير الألماني لعقد مؤتمر في برلين لحل مشكلة الكونغو، وعقد المؤتمر في الفترة ما بين 15 نوفمبر 1884 إلى 26 فبراير 1885 وحضر المؤتمر أربعة عشر دولة منها خمس دول كانت لها النصيب الأكبر في الاهتمام بالقارة الأفريقية، والدول الخمس هي: ألمانيا، بريطانيا، البرتغال، فرنسا، وبلجيكا. ولعب بسمار دورا كبيرا في الموازنة الدولية بين الدول (4) فقد أدرك بأنه لابد من منع تصادم الدول الأوروبية وان استعمار أفريقيا لابد وأن يتم دون صدام مسلح، ويجب أن يتم في اطار مؤتمر دولي لذلك كانت الدول الأوروبية مقتنعة إلى حد كبير بجدوى هذا الأسلوب الدولي ونجحت فكرة عقد المؤتمر (5).
وإذا كان المؤتمر قد عقد لبحث مشكلة الكونغو الا أنه ما لبث أن امتد وشمل عدة مشكلات أخرى وأخيرا تم الاتفاق على الآتي:
كان أول مؤتمر استعماري عقد بين الدول الأوروبية المعنية بالاستعمار، لاقرار الوضع القائم في أفريقيا وتنظيم ما بقى من أراضي القارة، لقد كان انعقاد المؤتمر لتنظيم التجارة، في حوض الكونغو، ولاقرار حرية الملاحة في النيجر، ووضع مبادئ عامة لمنع اصطدام القوى الاستعمارية بعضها ببعض (2). ولذلك فهو يعتبر عملا دوليا لتنظيم السلب والنهب في القارة الأفريقية. لقد أضفى المؤتمر الشرعية الدولية لالتهام القارة، وكان معنى نصوصه أن التملك بوضع اليد جائز في الأراضي غير التابعة لدولة أخرى من الدول الموقعة على الاتفاقية سواء أكانت مسكونة بالقبائل أو الأمم، ولم يكن رؤساء القبائل يقدرون معنى المعاهدات التي وقعوها، ووضعت بلادهم تحت الحماية الاستعمارية على اعتبار أنهم لا وجود لهم في نظر القانون الدولي (1).
وجدير بالذكر أنه عند عقد المؤتمر لم يمثل الأفارقة أي مندوب انما تركت شئون أفريقيا ومصيرها الغامض في يد الدول الأوروبية وكان تقسيم أفريقيا إلى وحدات هو الأساس الذي صارت تعرف به حدود الدول الحديثة (2) كما أن المؤتمر لم يهتم بحقوق الوطنيين ولا أملاكهم وانما عنى فقط بضمان سلامة الدول الأوروبية المستعمرة (3).
وقد ترتب على النص الأخير من المؤتمر بأن كل دولة أرسلت تجارتها وشركائها وجواسيسها ليجوبوا أفريقيا، وليحصلوا على توقيع، أو بصمة الزعماء أو الرؤساء الأفارقة. على معاهدات الحماية، خلال الخمسة عشر سنة التالية لعقد المؤتمر كانت أفريقيا قد تم تقسيمها بين الدول الأوروبية، وتم رسم الحدود وتعيين الفواصل السياسية بين حكم رجل ابيض وحكم رجل ابيض آخر (4).
وبعد المؤتمر كان مجرود وصول التجار والارساليات التبشيرية هو الخطوة الأولى عادة للاستعمار، لأنه يتبع ذلك تكوين شركات أو فرض حماية، أو فرض السيطرة السياسية، أو الاقتصادية، وكم من الحالات أدت فيها شره شركة أو اقدام فرد أو تصميم ضابط بحري، أو بري، على رفع العلم الذي أدى إلى تقرير مصير أقطار وأمم (5).
إذا فندنا آراء الكتاب الغربيين حول المؤتمر ومدى ما حققه من نجاح نجد أن إميل باننگ Emile Banning في تقييمه للمؤتمر رأى، بأنه حقق هدفين رئيسييين:
وثبت المؤتمر مبادئ الحرية والمنافسة بين الدول الأوروبية كما أتاح الفرصة لتقسيم القارة شمال وجنوبي خط الاستواء بطريقة سليمة دون سفك الدماء ولا خلافات طاحنة كتلك التي صاحبت استعمار الأمريكتين فتقسيم أفريقيا تم بتخطيط سليم من وجهة النظر الأوروبية.
يلاحظ مما سبق أن راي باننج فيه الكثير من المغالطات والروح الاستعمارية فبالنسبة لدولة الكونغو الحرة فلم تستمر تحمل هذه الصفة طويلاً فقد أصبحت في عام 1908 مستعمرة بلجيكية (1).
Seamless Wikipedia browsing. On steroids.
Every time you click a link to Wikipedia, Wiktionary or Wikiquote in your browser's search results, it will show the modern Wikiwand interface.
Wikiwand extension is a five stars, simple, with minimum permission required to keep your browsing private, safe and transparent.