فرضية علاقة نسبة الرصاص بالجريمة
فرضية علمية تربط بين مستوى عنصر الرصاص في الدم وعلاقته بالميل إلى ارتكاب الجرائم. / من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
فرضية علاقة نسبة الرصاص بالجريمة هي مبحث علمي تتناوله العديد من الدراسات في المجالات الطبية، ويفترض أن هناك علاقة بين وجود مستويات مرتفعة من عنصر الرصاص في الدم لدى الأطفال وبين زيادة معدلات الجريمة ونزوعهم إلى القيام بأفعال إجرامية في وقت لاحق من حياتهم.[1][2][3][4][5][6]
من المعروف علميا على نطاق واسع أن عنصر الرصاص مادة شديدة السمية ذات تأثير ضار على العديد من أعضاء الجسم،[7] وخاصة الدماغ.[8][9][10] وقد وُجد أن الأفراد الذين يتعرضون لمستويات من مادة الرصاص في سن مبكرة يكونون أكثر عرضة للإصابة بصعوبات التعلم،[11][12] وانخفاض معدلات الذكاء لديهم،[13] واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه،[14][15] وأكثر عرضة للمعاناة من مشكلات ضعف القدرة على التحكم في الانفعالات،[16] وكلها أمور قد تؤثر بالسلب على عملية صنع القرار، وقد تؤدي إلى ارتكاب المزيد من الجرائم مع بلوغ هؤلاء الأطفال سن الرشد، وخاصة جرائم العنف.[17]
يعتقد مؤيدو فرضية علاقة الرصاص بالجريمة بأن إزالة مضافات الرصاص من وقود المحركات، وما يترتب على ذلك من انخفاض في نسب تعرض الأطفال للرصاص يفسر الانخفاض في معدلات الجريمة في الولايات المتحدة الأمريكية بداية من تسعينيات القرن العشرين.[18] تقدم هذه الفرضية أيضًا تفسيرًا للارتفاع المبكر في الجريمة خلال العقود السابقة كنتيجة لزيادة التعرض للرصاص بداية من منتصف القرن العشرين.[19]
لا تتعارض فرضية علاقة نسبة الرصاص بالجريمة مع التفسيرات الأخرى التي تفسر انخفاض معدلات الجريمة في الولايات المتحدة الأمريكية،[20][21] والتي من بينها فرضية الإجهاض القانوني وأثره على الجريمة.[22]
يرتبط التعرض للرصاص خلال السنوات المعنية بالتعرض أيضا لمستويات عالية من الفقر في المناطق الحضرية بسبب قربها من السكن أو المدرسة الابتدائية مع حركة مرور السيارات عالية الكثافة التي تحرق البنزين المحتوي على الرصاص أو من الإقامة في المساكن القديمة التي تفتقر إلى الصيانة، والتي يحتوي الكثير منها على مستويات عالية من الرصاص على شكل دهان رصاصي أو لحام رصاصي أو مواد بناء أخرى محتوية على الرصاص، بالإضافة إلى استمرار ضخ مياه الشرب في العديد من المناطق والمدن الفقيرة عبر أنابيب متهالكة مصنوعة من الرصاص بدلاً من تحديث البنية التحتية لهده المناطق. تكمن صعوبة قياس تأثير التعرض للرصاص على معدلات الجريمة في فصل التأثير عن المؤشرات الأخرى للوضع الاجتماعي والاقتصادي المنخفض مثل المدارس الفقيرة، وسوء التغذية والرعاية الطبية، والتعرض للملوثات الأخرى، والمتغيرات الأخرى التي تنبئ بالسلوك الإجرامي.[23][24][25][26]