Loading AI tools
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
كان عقيل بن علفة المري واحداً من شعراء الدولة الأموية، شديد العنجهية والكبر في بني مرة، لا يرى أحداً كفئاً له فقد دخل يوماً على عثمان بن حيان ، وهو يؤمئذٍ عامل على المدينة، فقال له عثمان: زوجني ابنتك، فقال عقيل: أَبَكْرَة من إبلي تعني؟ فقال له عثمان: ويلك! أمجنون أنت، ثم كرر عقيل رده، فأمر عثمان بضربه وخرج من عنده وهو يقول:
يفتقر محتوى هذه المقالة إلى الاستشهاد بمصادر. (ديسمبر 2018) |
عقيل بن علفة المري | |
---|---|
معلومات شخصية | |
اسم الولادة | عقيل بن علفة بن الحارث المري الغطفاني |
الميلاد | 1 هـ / 623 م بادية غطفان |
الوفاة | 100 هـ / 718 م بادية غطفان |
الإقامة | الجزيرة العربية |
اللقب | أبو العملس |
الديانة | الإسلام |
الأولاد | العملس ، علفة ، المقشعر ، الجرباء ، ام جعفر |
عائلة | بنو مره من غطفان |
منصب | |
سبقه | غطفان |
الحياة العملية | |
المهنة | شاعر |
سبب الشهرة | الفخر |
تعديل مصدري - تعديل |
كنا بني غيظ الرجال فأصبحت
بنو مالك غيظاًوصرنا كمالك
لحى الله دهراً ذعذع المال كلَّه
وسَوَّد أشباه الإماء العواركِ
وقال ابن الأعرابي: كانت عمرة أم عقيل بن علفة والبرصاء أم شبيب بن البرصاء أختين وهما ابنتا الحارث بن عوف ، واسم البرصاء قرصافة، أمها بنت نجبة ابن ربيعة بن رياح بن مالك بن شمخ من بنو فزارة الغطفانية القيسية .
يقع عقيل موقع شرف في قومه من كلا طرفيه اعمامه واخواله . وكانت قريش ترغب في مصاهرته .
كان عقيل بدوياً لم يترك البادية إلا لقضاء بعض حاجاته، وكان شديد الهوج، جافي الطبع، لا يعرف كثيراً من كتاب الله، قال له عمر بن عبد العزيز: إنك لأعرابي جلف جافٍ، والله لا أراك تقرأ من كتاب الله شيئاً، فرد عليه عقيل قائلاً: بلى إني لأقرأ، قال: فاقرأ، فقرأ إِذا زُلْزِلَتِ الأَرْضُ زِلْزَالَها فأخطأ القراءة، فَوَبخَّه عمر، فخرج من عنده مغضباً، وهو يقول:
خُذا أَنف هَرشَى أو قَفَاه فإنّهُ
كِلا جَانبي هَرشَى لَهُنّ طريقُ
كان عقيل شديداً على أبنائه، فقد شدّ على ابنه العَمَلّس بالسيف، مما اضطره إلى رميه بسهم، فسقط عقيل يتمرغ في دمه، وهو يقول:
إنّ بنيَّ سَرْ بَلوني بالدَّم
من يَلْقَ أبطال الرجالِ يُكلَم
ومن يكن ذا أَوَدٍ يُقَوَّمِ
شِنْشِنَةٌ أعرفها مِن أَخْزَمِِ
ويُروى أن عمر بن عبد العزيز قال لعقيل يوماً إنك تخرج إلى أقاصي البلاد، وتدع بناتك في الصحراء لا كالئ لهنَّ، فقال: إني أستعين عليهنّ بِخلَّتين تكلآنِهنَّ، وأستغني عن سواهما، قال: وماهما؟ قال العري والجوع.
كنا بني غيظ الرجال فأصبحت
بنو مالك غيظاً وصرنا كمالك
لحى الله دهراً ذعذع المال كله
وسود أشباه الإماء العـوارك
لقد هزئت حن بنا وتلاعـبـت
وما لعبت حن بذي حسب قبلي
رويداً بني حن تسيحوا وتأمنـوا
وتنتشر الأنعام في بلد سهـل
ثم قال والله لأموتن قبل أن أضع كرائمي إلا في الأكفاء .
لعمري لئن زوجت من أجل ماله
هجينا لقد حبت إلي الـدراهـم
أأنكح عبداً بعد يحـيى وخـالـدٍ
أولئك أكفاني الرجال الأكـارم
أبى لي أن أرضى الدنية أننـي
أمد عناناً لم تخنـه الـشـكـائم
ألم تقل يا صاحب القـلـوص
داود الساج وذا الـقـمـيص
كانت عليه الأرض حيص بيص
حتى يلف عيصه بـعـيصـي
وكنت بالشبان ذا تقـمـيص
فقال داود فيه من أبيات:
أراه فتى جعل الحـلال بـبـيتـه
حراماً ويقري الضيف عضباً مهندا
قضت وطراً من دير سعدٍ وطالما
على عرض ناطحنه بالجماجـم
إذا هبطت أرضاً يموت غرابهـا
بها عطشاً أعطينهم بالـخـزائم
ثم قال: أنفذ يا علفة، فقال علفة:
فأصبحن بالموماة يحملن فتـيةً
نشاوى عن الإدلاج ميل العمائم
إذا علم غـادرنـه بـتـنـوفة
تذارعن بالأيدي لآخر طاسـم
ثم قال أنفذي يا جرباء، فقالت: وأنا آمنة؟ قال: نعم. فقالت:
كأن الكرى سقاهم صـرخـديةً
عقاراً تمشي في المطا والقوائم
فقال عقيل: شربتها ورب الكعبة! لولا الأمان لضربت بالسيف تحت قرطك، أما وجدت من الكلام غير هذا! فقال جثامة: وهل أساءت! إنما أجازت. وليس غيري وغيرك. فرماه عقيل بسهم فأصاب ساقه وأنفذ السهم ساقه والرحل، ثم شد على الجرباء فعقر ناقتها ثم حملها على ناقة جثامه وتركه عقيراً مع ناقة الجرباء. ثم قال: لولا أن تسبني بنو مرة ما ذقت الحياة. ثم خرج متوجهاً إلى أهله وقال: لئن أخبرت أهلك بشأن جثامة، أو قلت لهم إنه أصابه غير الطاعون لأقتلنك. فلما قدموا على أهل أبير وهم بنو القين من قضاعة فندم عقيل على فعله بجثامة، فقال لهم: هل لكم في جزور انكسرت؟ قالوا: نعم. قال: فالزموا أثر هذه الراحلة حتى تجدوا الجزور، فخرج القوم حتى انتهوا إلى جثامة فوجدوه قد أنزفه الدم، فاحتملوه وتقسموا الجزور، وأنزلوه عليهم، وعالجوه حتى برأ، وألحقوه بقومه .
لقد سرني واللـه وقـاك شـرهـا
نجاؤك منها حين جـاء يقـودهـا
كفى خـزيةً ألا تـزال مـجـبـياً
على شكوة توكى وفي استك عودها
قفي يابنة المري أسألك مـا الـذي
تريدين فيما كنت منيتـنـا قـبـل
نخبرك إن لم تنجزي الوعـد أنـنـا
ذوا خلة لم يبق بينهـمـا وصـل
فإن شئت كان الصرم ما هبت الصبا
وإن شئت لا يفنى التكارم والبـذل
فقال عقيل: يابن اللخناء ، متى منتك نفسك هذا! وشد عليه بالسيف وكان عملس أخاه لأمه فحال بينه وبينه، فشد على عملس بالسيف وترك علفة لا يلتفت إليه ، فرماه بسهم، فأصاب ركبته؛ فسقط عقيل وجعل يتمعك في دمه ويقول:
إن بني سربلونـي بـالـدم
من يلق أبطال الرجال يكلم
ومـن يكـن ذا أودٍ يقـوم
شنشنة أعرفها من أخـزم
قال المدائني: شنشنة أعرفها من أخزم، مثل ضربه. وأخزم: فحل كان لرجل من العرب، وكان منجباً، فضرب في إبل رجلٍ آخر ولم يعلم صاحبه فرأى بعد ذلك من نسله جملاً فقال: شنشنة أعرفها من أخزم .
تعجبت إذ رأت رأسي تجلـلـه
من الروائع شيب ليس من كبر
ومن أديمٍ تولى بـعـد جـدتـه
والجفن يخلق فيه الصارم الذكر
فقال له يحيى: أنشدني قصيدتك هذه كلها. قال: ما انتهيت إلا إلى ما سمعت. فقال: أما والله إنك لتقول فتقصر، فقال: إنما يكفي من القلادة ما أحاط بالرقبة. فقال: فأنكحني أنا إحدى بناتك. قال: أما أنت فنعم. قال: أما والله لأملأنك مالاً وشرفاً. قال: أما الشرف فقد حملت ركائبي منه ما أطاقت، وكلفتها تجشم ما لم تطق، ولكن عليك بهذا المال فإن فيه صلاح الأيم ورضا الأبي. فزوجه ثم خرج فهداها إليه، فلما قدمت عليه بعث إليها يحيى مولاةً له لتنظر إليها، فجاءتها فجعلت تغمز عضدها. فرفعت يدها، فدقت أنفها. فرجعت إلى يحيى وقالت: بعثتني إلى أعرابيةٍ مجنونةٍ صنعت بي ما ترى! فنهض إليها يحيى، فقال لها: ما لك؟ قالت: ما أردت أن بعثت إلي أمة تنظر إلي! ما أردت بما فعلت إلا أن يكون نظرك إلي قبل كل ناظر، فإن رأيت حسناً كنت قد سبقت إلى بهجته، وإن رأيت قبيحاً كنت أحق من ستره. فسر بقولها وحظيت عنده .
قال: ذلك لك. فتزوجها، ومكثوا ما شاء الله. ثم دخل الحاجب على يزيد فقال له: بالباب أعرابي على بعيرٍ، معه امرأة في هودج قال: أراه والله عقيلاً. قال: فجاء بها حتى أناخ بعيرها على بابه، ثم أخذ بيدها فأذعنت، فدخل بها على الخليفة فقال له: إن أنتما ودن بينكما، فبارك الله لكما، وإن كرهت شيئاً فضع يدها في يدي كما وضعت يدها في يدك ثم برئت ذمتك. فحملت الجرباء بغلام ففرح به يزيد ونحله وأعطاه . الا ان الصبي مات فورثت أمه منه الثلث، ثم ماتت فورثها زوجها وأبوها فكتب إليه يزيد : إن ابنك وابنتك هلكا، وقد حسبت ميراثك منهما فوجدته عشرة آلاف دينارٍ، فهلم فاقبضه. فقال: إن مصيبتي بابني وابنتي تشغلني عن المال وطلبه، فلا حاجة لي في ميراثهما، وقد رأيت عندك فرساً سبقت عليه الناس، فأعطينه أجعله فحلاً لخيلي. وأبى أن يأخذ المال، فبعث إليه يزيد بالفرس .
فإما هـلـكـت ولـم آتـكـم
فأبلغ أماثـل سـهـمٍ رسـولا
بان التي سامـكـم قـومـكـم
لقد جعلوها علـيكـم عـدولا
هوان الحياة وضيم المـمـات
وكلاً أراه طـعـامـاً وبـيلا
فإن لم يكن غير أحـداهـمـا
فسيروا إلى الموت سيراً جميلاً
ولا تـقـعـدوا وبـكـم مـنة
كفى بالحوادث للمـرء غـولا
فلما وردت الأبيات عليهم تكفل بالحرب الحصين بن الحمام المري أحد بني سهم، وقال: إلي كتب وبي نوة، خاطب أماثل سهم وأنا من أماثلهم. فأبلى في تلك الحروب بلاءً شديداً. وقال الحصين بن الحمام في ذلك من قصيدة طويلة له:
يطأن من القتلى ومن قصد القنا
خباراً فما ينهض إلا تقحـمـا
عليهن فتيان كساهم مـحـرق
وكان إذا يكسو أجاد وأكرمـا
صفائح بصرى أخلصتها قيونها
ومطرداً من نسج داود محكما
تأخرت أستبقي الحياة فلم أجـد
لنفسي حياة مثل أن أتقـدمـا
إن يشرق الكلبي فيكـم بـريقـه
بني جعفر يعجل لجاركم القتـل
فلا تحسبوا الإسلام غير بعـدكـم
رماح مواليكم فذاك بكم جـهـل
بني جعفر إن ترجعوا الحرب بيننا
ندنكم كما كنا ندينـكـم قـبـل
بدأتم بجاري فانثنيت بـجـاركـم
وما منهما إلا له عندنـا حـبـل
أسعد هذيم إن سـعـداً أبـاكـم
أبى لا يوافي غاية القين من كلب
وجاء هذيم والركـاب مـنـاخة
فقيل تأخر يا هذيم على العجـب
فقال هذيم إن في العجب مركبي
ومركب آبائي وفي عجبها حسبي
قبح الآله ولا أقبـح غـيره
ثفر الحمار مضرس بن سواد
تنعى امرأ لم يعل أمك مثله
كالسيف بين خضارمٍ أنجاد
ثم تحقق الخبر بعد ذلك، فقال يرثيه:
لعمري لقد جاءت قوافل خبـرت
بأمرٍ من الدنيا عـلـي ثـقـيل
وقالوا ألا تبكي لمصرع فـارس
نعته جنود الشام غـير ضـئيل
فأقسمت ألا أبكي على هلك هالك
أصاب سبيل الله خـير سـبـيل
كأن المنايا تبتغي فـي خـيارنـا
لها نسباً أو تـهـتـدي بـدلـيل
تحل المنايا حيث شاءت فإنـهـا
محللة بعد الفتى ابـن عـقـيل
فتىً كان مولاه يحـل بـربـوةٍ
محل الموالي بعده بـمـسـيل
أكلت بنيك الضب حـتـى
وجدت مرارة الكلأ الوبيل
ولو كان الألى غابوا شهودا
منعت فناء بيتك من بجيل
وبلغ خبر عقيل ابنه العملس وهو بالشام، فأقبل إلى أبيه حتى نزل إليه، ثم عمد إلى بجيل فضربه ضرباً مبرحاً، وعقر عدة من إبله وأوثقه بحبل، وجاء به يقوده حتى ألقاه بين يدي أبيه، ثم ركب راحلته، وعاد من وقته إلى الشام، لم يطعم لأبيه طعاماً، ولم يشرب شراباً .
عقيل شاعر فصيح مُجيد، وصفه صاحب الأغاني بأنه جيد الشعر وعدّه من المُقلّين، واعترف الشاعر نفسه بأنه من المقلين الذين يستغنون عن الكثرة بالجودة، فقد سأله يحيى بن الحكم أمير المدينة يوماً عن بعض شعره فقال: أما والله إنك لتقول فتقصر فقال: إنما يكفي من القلادة ما أحاط بالرقبة .
وأكد ابن سلام الجمحي شاعريته وتفوقه فصنفه في صدر الطبقة الثامنة من الإسلاميين، يمتاز شعره بالجزالة، ويغلب عليه الطابع البدوي، وفيه قليل من غريب اللغة، وواحد من أبياته ذهب مثلاً ، «شِنْشِنَةً أعرفها من أَخْزَم» (والشنشنة: العادة الغالبة، وهو مثل يُضرب في قرب الشبه في الخُلُق) ولم يقع بين أخباره ما يفيد أن شعره قد جُمع من قبل القدماء أو المحدثين .
توفي نحو ( 100هـ / ـ 718م )
Seamless Wikipedia browsing. On steroids.
Every time you click a link to Wikipedia, Wiktionary or Wikiquote in your browser's search results, it will show the modern Wikiwand interface.
Wikiwand extension is a five stars, simple, with minimum permission required to keep your browsing private, safe and transparent.