سورة الذَّاريات هي سورة مكيَّة، وهي السورة الأولى من المجموعة الأولى من قسم المفصل، وعدد آياتها ستون آية، وهي السورة الحادية والخمسون في ترتيب القرآن،[1] أمَّا ترتيب النزول فقد نزلت بعد سورة الأحقاف،[2] ومن السوَّر التي تبدأ بأسلوب القسم، قال تعالى:﴿وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا ١﴾؛ فقد أقسم الله تعالى أنَّ البعث حق، وأنَّ الجزاء والحساب حق،[2] ثمَّ بيَّنت ما أعدَّه الله - سبحانه وتعالى - لعباده المتَّقين؛ فقال تعالى:﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ١٥ آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ ١٦ كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ ١٧ وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ١٨ وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ ١٩﴾ [الذاريات:15–19]،[2] ثمَّ حكت بعضاً من مواقف الأنبياء؛ فقد ساقَّت طرفاً من قصة إبراهيم ولوط وهود وصالح وموسى ونوح -عليهم السلام- مع أقوامِّهم؛ ليتعظ كل عاقل، ولبيان حُسن عاقبة الأخيار، وسوء عاقبة الأشرار،[2] واختُتمت السورة الكريمة ببيان ما يدل على كمال قدرة الله، وسعة رحمته - سبحانه وتعالى - ودعت النَّاس إلى عبادة الله وطاعته؛ لأنَّ الله لم يخلقهم إلا لعبادته،[2] حيثُ قال تعالى:﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ٥٦ مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ ٥٧ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ٥٨ فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوبًا مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلَا يَسْتَعْجِلُونِ ٥٩ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ ٦٠﴾ [الذاريات:56–60].