زيادة الله الثالث أو أبو مضر زيادة الله بن عبد الله هو الأمير الحادي عشر والأخير من الأمراء الأغالبة بإفريقية،[1] [2][3][4][5] تولى الحكم من عام 290 هـ \ 903 م إلى عام 296 هـ \ 909 م كان ذلك بعد مقتل والده أبو العباس عبد الله الثاني، [6] وتوفي عام 916 م بفلسطين بعد أن هرب من الفاطميين ليستنجد بالعباسيين.
معلومات سريعة زيادة الله الثالث الأغلبي, الملك الحادي عشر من ملوك الدولة الأغلبية ...
إغلاق
كان في صقلية حين تنازل له أبوه عن الإمارة، ويمكن عدّ عهده القصير استمراراً لعهد والده. وكان ساعد أبيه الأيمن في حروبه في مختلف الأقاليم، ولاسيما في قيادة الجيوش في صقلية، كما كان شجاعاً عالماً بالحرب، حسن النظر في الجدل. أعاد النظر في أعمال أبيه، وقام بتغييرات في ولاية الأقاليم، واصطدم مع داعي دعاة الفاطميين الذي استولى على ميلة.
تغيرت أحوال عبد الله بعد مدة قصيرة، فأظهر التقشف، ولبس الصوف، وأظهر العدل والإحسان والإنصاف، وجالس أهل العلم وشاورهم، فكان يجلس معهم على الأرض، وترك قصر الرقادة وسكن داراً مبنية بالطوب، وكان لا يركب إلا إلى الجامع. سجن ابنه زيادة الله سنة 290هـ/ 903م في داره، لأنه وصل إلى علمه أنه ينوي الخروج عليه، ولكنه ما لبث أن اغتيل في منزله بمدينة تونس على يد غلمانه في السنة نفسها. وآلت الولاية والإمارة إلى ابنه المقيد زيادة الله بن أبي العباس (290-296هـ/ 903-909م) الذي خرج من السجن إلى سرير الملك، وكان آخر أمراء الأغالبة في بلاد المغرب، فأخذ البيعة لنفسه من أهله وأقاربه، وقرأ كتاب البيعة على منبر المسجد الجامع بتونس، ولكنه، نتيجة للطريقة التي وصل بها إلى الحكم بدأ عهده بإراقة الدماء، فغدر بأعمامه وإخوته، وقتل بعض فتيانه وقادته، واشترى بعضهم بالمال، وشهد عهده انتصارات داعي دعاة الفاطميين أبي عبد الله الشيعي المتوالية، على كثرة الحشود التي حشدها لقتاله، فاستولى أبو عبد الله على سطيف، ثم قسنطينة سنة 292هـ/ 905م بعد معركة حامية، خسر فيها زيادة الله جنده وسلاحه وماله، وتوالت هزائم الأغالبة يوماً بعد يوم، فاستولى أبو عبد الله على بَلْزَمة وطَبْنة، وألغى نظام الضرائب الأغلبي، كما سقطت بيده تيجَس وتبعتها باغاية في شعبان سنة 294هـ/ 907م ثم مجانة وقصر الإفريقي وتيفاش وقالمة أو قالة ومسكيانة وتبسَّا ومديرة (حيدرة) ومرماجنة والقصرين ثم توزر وقفصة، ثم سقطت الأرْبُس في 24 جمادى الآخرة سنة 296هـ/ 18 آذار 909م بعد معركة حاسمة. وهكذا أخفق زيادة الله في وقف المد الفاطمي، على الرغم من محاولاته الاتصال بالخلافة العباسية طالباً النجدة من الخليفة المكتفي بالله أولاً ثم من الخليفة المقتدر بالله، وتوثيق صلاته بالحسنيين أقارب الأدراسة في المغرب الأوسط، وتحريضه الفقهاء في إفريقيّة وعامة الشعب على الفاطميين، وإعادته العاصمة إلى رقّادة. فدب اليأس إلى قلبه وانغمس في اللهو والشراب. وبعد سقوط الأرْبُس في يد الفاطميين فر إلى طرابلس ومنها إلى مصر ففلسطين، وتوفي في الرملة. فبايع الأغالبة ابن عمه إبراهيم بن أبي الأغلب، ولكن الناس ثاروا عليه بعد أخذه البيعة مباشرة مطالبين بالأمن والسلام، واضطروه إلى الخروج من العاصمة ودخل الفاطميون القيروان ثم رقادة. كذلك خلع الصقليون طاعة الأغالبة، وأعلنوا طاعتهم للفاطميين وبذلك سقطت دولة الأغالبة.
حاصر روما واحتلها لمدة شهرين ثم عاد إلى القيروان بغنائم كثيرة.
قام بغزو سرقوسة عام 264 هـ \ 878 م. وتمثلت نهاية فترة حكمه باستبداد كبير وقتل كثير، وهو ما جعله يندم على ذلك ويتخلى عن الحكم وينهي حياته في صقلية.
لم يستطع الحؤول دون اضمحلال الدولة الأغلبية. قام الفاطميون بدحر جيشه، فهرب إلى بغداد، ثم استقر بفلسطين.
تأثر بوحشية والده إبراهيم الثاني، فاعتنق مذهب الصوفية وتخلى عن الترف وحياة القصور. قتل في منامه من طرف أتباع ابنه الذي كان يريد سجنه نظرا لانحلال أخلاقه وأفعاله.