Loading AI tools
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
الزندقة أو هرطقة عبارة عن مصطلح عام يطلق على حالات عديدة، يعتقد أنها أطلقت تاريخياً لأول مرة من قبل المسلمين لوصف أتباع الديانات المانوية أو الوثنية والدجالين ومدعي النبوة والذين يعتقدون بوجود قوتين أزليتين في العالم وهما النور والظلام ولكن المصطلح بدأ يطلق تدريجيا على الملحدين وأصحاب البدع ويطلق بعضهم على كل من يحيا ما اعتبره المسلمون حياة المجون من الشعراء والكتاب واستعمل البعض تسمية زنديق لكل من خالف مبادئ الإسلام الأساسية.
وكلمة زنديق اشتقها العرب من كلمة زندو بالفارسية الدالة على كتاب الفرس المقدَّس الذي ألفه ماني بن فاتك الحكيم الذي يقال له بالفارسية: الزندوفستا.
ثم صار هذا الاسم علماً يدل على من يظهر الإسلام، ويبطن الكفر، وقيل: هو الّذي لا يؤمن بالله وبالآخرة.[1][2]
يعتبر ظهور حركة الزندقة في الإسلام من المواضيع الغامضة التي لم يسلط عليها اهتمام يذكر من قبل المؤرخين بالرغم من قدم الحركة التي ترجع إلى زمن العباسيين[بحاجة لمصدر]. هناك كتب تاريخية تتحدث بصورة سطحية عن أشهر الزنادقة والمحاربة الشديدة التي تعرضوا لها في زمن خلافة أبي عبد الله محمد المهدي [بحاجة لمصدر]. ومن الجلي للمتتبع لتاريخ تلك الحقبة الزمنية أن الزندقة أصبحت تهمة يرمى بها أحيانا أي مخالف للآراء السائدة في زمانه دون النظر حتى لجوهر الرأي.
منشأ كلمة زنديق اشتقه العرب من كلمة زندو بالفارسية الدالة على كتاب الفرس المقدَّس الذي ألفه ماني بن فاتك الحكيم الذي يقال له بالفارسية: الزندوفستا.
ثم صار هذا الاسم علماً يدل على من يظهر الإسلام، ويبطن الكفر، وقيل: هو الّذي لا يؤمن بالحقّ تعالى وبالآخرة[3][4]
يعتقد البعض أن أصل كلمة زنديق هي الكلمة الفارسية زنده كَرْد التي تعني إبطان الكفر والإلحاد وعليه فإن البعض يعرف الزندقة بالشخص الذي يعتقد الكفر ويُظهره كلما سنحت له الفرصة ولكن إذا اكتشف أمره فانه لا يمانع أن ينكر إلحاده وهو بهذا يختلف عن المنافق الذي وحسب تعريف المسلمين هو شخص يستتر بكفره في باطنه بينه وبين نفسه.[5] وهناك عند البعض تقارب بين الزنديق والمنافق فيعرف البعض الزنديق تعريفاً مشابهاً للمنافق ومنهم ابن تيمية الذي قام بتعريف الزنديق بأنه «المنافق، الذي يظهر الإسلام ويبطن الكفر» ويعرف البعض الآخر الزندقة كصفة فارسية معناها متتبع الزند أي الشروح القديمة للأفستا وهو كتاب زرادشت مؤسس الديانة الزرادشتية
استنادا إلى كتاب الفهرست لابن النديم فإن من أنواع الزنادقة، طائفة المانويون الذين كانوا يؤمنون بالمانوية إيمانا صادقا وطائفة المتكلمين ويقصد بهم المشككين الذين كانوا يخوضون المناقشات الدينية ومنهم صالح بن عبد القدوس وأبو عيسى الوراق ونعمان بن أبي العوجا وطائفة الأدباء ومنهم بشار بن برد.
ولبشار بن برد قصيدة مشهورة يجعل تعريف الزندقة قريبا من الزرادشتية يقول فيها
وله قصيدة أخرى وفيها يظهر الزندقة مطابقا للنفاق ويقول فيها
كان الزنادقة واستنادا إلى كتاب تاريخ الإلحاد في الإسلام لعبد الرحمن بدوى يتواجدون في أماكن عديدة مثل بغداد وحلب ومكة والبصرة والكوفة وكان أشهر مايوجه اليهم من التهم هو ترك الفرائض الإسلامية مثل الصوم والصلاة والحج أو الإدعاء بانهم يستطيعون ان يكتبوا نصوصا أحسن من القرآن.
يعتبر أبو الحسن أحمد بن يحيى بن إسحاق الراوندي والمشهور بابن الراوندي من الشخصيات المثيرة والجريئة والذي مر بمراحل عقائدية مختلفة بدءا من موطنه، قرية راوند الواقعة في إيران وطلبه العلم في مدينة الري وتأليفه لكتابي «الابتداء والإعادة» و«الأسماء والأحكام» اللذان كانا يمثلان فترة الإيمان الإسلامي العميق لابن الراوندي ولكنه سرعان مابدأ رحلته في التشكيك في عقيدة التوحيد وفي يوم المعاد وفي العدل وصفات الله والانتقادات الموجهة إلى الشريعة الإسلامية والفرائض وإنكار وجود الله وأزلية العالم وهناك جدل حول عمره عند وفاته حيث تشير بعض المصادر إنه كان يبلغ 36 أو 40 عاما عند وفاته في حين تشير مصادر أخرى إنه بلغ 80 سنة من العمر.
قام ابن الراوندي بتأليف كتاب «التاج» وكتاب «عبث الحكمة» الذي طعن فيه على مذهب التوحيد وتحدث عن الوثنية، وكتاب «الدامق» الذي عارض فيه القرآن، وكتاب «الفرند» الذي انتقد فيه بعث الرسل ورسالة الأنبياء، وكتاب «الطبايع» وكتاب «الزمرد» وكتاب «الإمامة». التي يطعن فيه على المهاجرين والأنصار باختيارهم الخليفة بعد الرسول ويزعم حسب تعبيره «أن النبي محمد استخلف عليهم رجلاً بعينه (ويعني علي بن أبي طالب)، وأمرهم أن يقدموه، ولا يتقدموا عليه، وأن يطيعوه ولا يعصوه، فأجمعوا جميعاً إلا نفراً يسيراً، خمسة أو ستة، على أن يزيلوا ذلك الرجل عن الموضع الذي وضعه في رسول الله استخفافاً منهم بأمر رسول الله، وتعهداً منهم لمعصيته»
ويمكن تلخيص بعض من آراء ابن الراوندي بما يلي:[6]
ولد عبد الله بن المبارك الملقب بابن المقفع في عام 106 للهجرة في خرسان وكان مطلعا على الثقافة الفارسية والهندية واليونانية، بالإضافة إلى فصاحة بيانه العربي. يعتبر كتاب «كليلة ودمنة» من أهم وأشهر كتب ابن المقفع. يعتقد البعض إن تهمة الزندقة وجهت إليه كجزء من الخلافات السياسية داخل الأسرة العباسية ولكن البعض الآخر يرى في بعض من كتاباته وبالأخص في باب برزويه من كتاب كليلة ودمنة مؤشرات على الإلحاد حيث يقول «وجدت الأديان والملل كثيرة من أقوام ورثوها عن آبائهم وآخرين مكرهين عليها وآخرون يبتغون بها الدنيا ومنزلتها، فرأيت أن أواظب علماء كل ملة لعلي أعرف بذلك الحق من الباطل ففعلت ذلك وسألت ونظرت فلم أجد من أولئك أحدا إلا يزيد في مدح دينه وذم دين من خالفه ولم أجد عند أحد منهم عدلا وصدقا يعرفها ذو العقل ويرضى بها»
استنادا إلى كتاب «المعلمين» للجاحظ الذي يصف ابن المقفع كالتالي «قد يكون الرجل يحسن الصنف والصنفين من العلم فيظن بنفسه عند ذلك كالذي اعترى الخليل بن أحمد بعد إحسانه في النحو والعروض إن إدعى العلم بالكلام وأوزان الأغاني فخرج من الجهل إلى مقدار لايبلغه إلا بخذلان الله تعالى». يوجد في كتاب التوحيد لابن بابويه القمي رواية منسوبة إلى ابن المقفع مفاده أنه قال يوما إن الذين يطوفون حول الكعبة هم «رعاع وبهائم»
يعتبر كتاب الزمرد لابن الراوندي من قبل البعض قمة ما كتب في الفكر الألحادي في عهد العباسيين ويمكن تلخيص بعض المناقشات والتشكيكات التي طرحها ابن الراوندي بالنقاط التالية
يعتبر كتاب «المجالس المؤيدية» لشخص اسمه المؤيد في الدين هبة الله بن عمران الشيرازي الذي كان داعي الدعاة في عصر الخليفة المستنصر بالله الفاطمي من أحد المصادر الموثقة في الرد على كتاب الزمرد وفيما يلي نماذج للرد على مناقشات ابن الراوندي:
Seamless Wikipedia browsing. On steroids.
Every time you click a link to Wikipedia, Wiktionary or Wikiquote in your browser's search results, it will show the modern Wikiwand interface.
Wikiwand extension is a five stars, simple, with minimum permission required to keep your browsing private, safe and transparent.