رسم فينيسي
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
كان الرسم الفينيسي قوة رئيسية في رسم عصر النهضة الإيطالية وما بعده. بدءاً بأعمال جيوفاني بيلليني (نحو 1430–1516) وشقيقه جنتيلي بيلليني (نحو 1429-1507) وورش عملهما (حلقاتهما الدراسية)، كان من بين الفنانين الرئيسيين في المدرسة الفينيسية جيورجيوني (نحو 1477–1510)، وتيتيان (نحو 1489-1576)، وتينتوريتو (1518-1594)، وباولو فرونزه (1528-1588)، وجاكوبو باسانو (1510-1592) وأبنائه. نظرًا لإعطائه الأولوية للون على الخط، تناقض تقليد المدرسة الفينيسية مع الأسلوب المتكلف السائد في بقية إيطاليا. كان للأسلوب الفينيسي تأثير كبير على التطور اللاحق للرسم الغربي.[1][2]
هذه المقالة بحاجة لصندوق معلومات. |
من قبيل المصادفة، تتناسب المراحل الرئيسية للرسم الفينيسي بدقة مع القرون. فتُبعت أمجاد القرن السادس عشر بسقوط كبير في القرن السابع عشر، ليحدث انتعاش غير متوقع في القرن الثامن عشر، عندما حقق رسامو البندقية نجاحًا كبيرًا في جميع أنحاء أوروبا، حيث تحول رسم عصر الباروك إلى الروكوكو. ثم انتهى هذا تمامًا باندثار جمهورية البندقية عام 1797 ومنذ ذلك الحين، رغم رسم الآخرين لها بكثرة، لم يعد للبندقية طراز أو تقليد مستمر خاص بها.[3][4]
رغم أن التراجع الطويل في القوة السياسية والاقتصادية للجمهورية قد بدأ قبل عام 1500، ظلت البندقية في ذلك التاريخ «أغنى وأقوى المدن الإيطالية وأكثرها اكتظاظًا بالسكان» وسيطرت على مساحات كبيرة من الأراضي (مقاطعات هامة) في البر الرئيسي، المعروفة باسم تيرافيرما (البر الرئيسي بالإيطالية)، والتي شملت العديد من المدن الصغيرة التي ساهمت بفنانين في مدرسة البندقية، خاصةً بادوفا، وبريشا، وفيرونا. كما شملت أراضي الجمهورية إستريا ودالماسيا والجزر الواقعة الآن قبالة الساحل الكرواتي، والتي ساهمت (بفنانين) أيضًا. في الواقع، «نادرًا ما كان أبرز الرسامين الفينيسيين في القرن السادس عشر من مواطني المدينة» نفسها، وعمل بعضهم على الأغلب في مقاطعات (أراضي) الجمهورية الأخرى، أو مناطق أبعد.[5][5][6]
نزعت بقية المدن الإيطالية إلى تجاهل أو التقليل من شأن الرسم الفينيسي؛ فكان إهمال جورجيو فاساري لذكر المدرسة في الطبعة الأولى من كتابه «حياة أعظم الرسامين والنحاتين والمهندسين المعماريين» عام 1550 واضحًا لدرجة أنه أدرك حاجته لزيارة البندقية للحصول على مواد إضافية لطبعته الثانية لعام 1568. على النقيض من ذلك، كان الأجانب، الذين كانت البندقية بالنسبة لهم عادةً أولى المدن الإيطالية الكبرى التي زاروها، يكنون الكثير من التقدير لها، فتوجد أفضل المجموعات الفنية (من هذه المدرسة) خارج البندقية نفسها الآن في المتاحف الأوروبية الكبيرة، وليس في المدن الإيطالية الأخرى. على المستوى الأعلى للأمراء، كان الفنانون الفينيسيون عادةً الأكثر طلبًا للتكليف في الخارج، بدءًا بتيتيان فصاعدًا، وفي القرن الثامن عشر قضى معظم أفضل الرسامين فترات طويلة في الخارج، محققين نجاحًا كبيرًا عادةً.[7][8]