رسم الخرائط المضادة
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
يشيرُ رَسمَ الخرائِط المُضادَّة إلى الجُهودِ المَبذولةِ لرسمِ خَرائِط «ضِد هياكل السُّلطَة المُهيمِنة؛ لِتَحقيقِ أهدافٍ تَبدو تَقدُّمِيَّةً أكثَر»،[1] وقَد صاغَ المُصطَلَح نانسي بيلوسو[2] في عامِ 1995 لِوصفِ تَكليفِ مُستَخدِمي الغاباتِ بِالخرائِطِ في كاليمانتان وإندونيسيا؛ كَوسيلَةٍ لِلطَّعنِ في خرائِطِ الدَّولَة لِمناطِقِ الغاباتِ التي تهدِم عادةً مصالحَ السُّكّانِ الأصليّين، وقَد كانَ لِخرائِطِ الهَيمَنَةِ المُضادَّةِ المُنتِجَةِ القُدرَةِ على تَعزيزِ مُطالباتِ مُستَخدمي الغاباتِ بالمَوارِد،[2] وهناكَ العَديدَ منَ التَّعبيراتِ التي تَرتَبِط ارتباطًا وثيقًا بِرَسمِ الخَرائِطَ المُضادَّة وهيَ: علمُ الخَرائِطِ الإثنوغرافيَّة، ورسمُ الخَرائِطِ البَديلة، ورسمُ الخَرائِط، ورسمُ الخَرائِطَ المُضادَّةِ لِلهَيمَنَة، ورسمُ الخرائِطَ التَّشارُكيَّةِ العامَّة، عَلاوَةً على ذلك فإنَّ المُصطَلحاتِ: رَسمَ الخرائِط النَّقديّ، ورَسمَ الخَرائِطِ التَّخريبيَّة، ورَسمَ الخرائط الإقليميَّةِ الحَيويَّة، وإعادَةِ الخَرائِطَ تُستَخدَمُ أحيانًا بِالتَّبادُلِ مَع رَسمِ الخَرائِطِ المُضادَّة، ولكنَّها في الواقِعِ تّشمَلُ أكَثَر مِن ذلكَ بِكَثير.[3]
في حينِ أنَّ الخَرائِطَ المُضادَّةِ لا تَزالُ تُشيرُ في المَقامِ الأوَّلِ إلى جَهودِ رَسمِ الخَرائِطَ الأصلِيَّة، إلّا أنَّهُ يَتمُّ تَطبيقَها بِشَكلٍ مُتَزايِدٍ على مُبادَراتِ رَسمِ الخَرائِطَ غيرِ الأصلِيَّةِ في البُلدانِ المُتَقَدِّمَةِ اقتصادِيًّا،[3] وقَد تَمَّ تَسهيلُ جُهودِ رَسمِ الخَرائِطَ المُضادَّةِ مِن خِلالِ عَمَليّاتِ النّيوليبراليّة[4] «اللّيبراليّة الحَديثة»، والدّمقرطَة التَّكنولوجِيَّة،[2] وَتَتضمَّن أمثِلَةُ الخَرائِطِ المُضادَّةِ مُحاوَلاتِ تَرسيمِ المَناطِقَ التََّقليدِيَّةِ وحِمايَتَها، وَرسمِ خَرائِطَ المُجتَمَع، ونُظُمِ المَعلوماتِ الجُغرافِيَّةِ التَّشارُكيَّةِ العامَّة، ورَسمِ الخَرائِطَ مِن خِلالِ دَولَةٍ ضَعيفَةٍ نِسبيًّا لِمُواجَهَةِ ادّعاءاتِ المَوارِدَ لِدَولَةٍ أَقوى،[5] ودَعمِ قُوَّة مُكافَحَةِ الخَرائِطَ لتغييرِ سياسَةِ الدَّعوَةِ من أسفَلٍ إلى أعلى نحوَ المُعلِّقينَ، وَيُؤَكَّد على أنَّهُ يَنبَغي النَّظَرِ لِمكافَحَةِ رَسمِ الخَرائِطَ كَأداةٍ مِن أدواتِ الحُكم.[6]
على الرُّغمِ مِن إمكاناتِ الخرائطِ المُضادَّةِ التَّحررِيَّة فإنَّها لَم تَمُرَّ دونَ انتِقادات، وهُناكَ اتِّجاهٌ لِجُهودِ رَسمِ الخَرائِطِ المُضادِّةِ لِلتََّغاضي عَن مَعرِفَةِ النِّساءِ والأقَلِّيّاتِ والفِئاتِ الضَّعيفَةِ والمُحَرومَةِ مِن حُقوقِها،[7] وانطِلاقًا مِن هذا المَنظور، فإنَّ الخَرائِطَ المُضادَّةِ تَعمَلُ فَقَط على تَمكينِ مَجموعَةٍ فِرعيَّةٍ صَغيرَةٍ مِنَ المُجتَمَع، بينَما يُصبِحُ الآخَرونَ أكثَرَ تَهميشًا.[7]