Loading AI tools
مذهب فقهي إسلامي من المذاهب الفقهية الأربعة لأهل السنة والجماعة من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
الْحَنَابِلَةُ أو الْحَنْبَلِيَّةُ أو الْمَذْهَبُ الْحَنْبَلِيُّ أو الْفِقْهُ الْحَنْبَلِيُّ ينسب للإمام أحمد بن محمد بن حنبل أبي عبد الله الذهلي الوائلي الشيباني (164هـ - 241هـ)، هو مذهب فقهي من المذاهب الفقهية المشتهرة الأربعة عند أهل السنة والجماعة، كالمذهب الحنفي، والمذهب المالكي، والمذهب الشافعي. وقد انتشر المذهب في العراق أولاً ثم في الشام ثم في مصر ثم في نجد.[2][3]
صنف فرعي من | |
---|---|
البداية | |
الاسم الأصل | |
الدِّين | |
سُمِّي باسم | |
المؤسس |
أحمد بن محمد بن حنبل أبي عبد الله الذهلي الوائلي الشيباني، من أهل العراق،[4] وُلد سنة 164 هـ في بغداد ونشأ فيها يتيمًا، وقد كانت بغداد في ذلك العصر حاضرة العالم الإسلامي، تزخر بأنواع المعارف والفنون المختلفة، وكانت أسرة أحمد بن حنبل توجهه إلى طلب العلم، وفي سنة 179 هـ بدأ ابن حنبل يتَّجه إلى الحديث النبوي، فبدأ يطلبه في بغداد عند شيخه هُشَيم بن بشير الواسطي حتى توفي سنة 183 هـ، فظل في بغداد يطلب الحديث حتى سنة 186 هـ، ثم بدأ برحلاته في طلب الحديث، فطلب الحديث في مدن العراق، ورحل إلى والحجاز وتهامة واليمن، وأخذ عن كثير من العلماء والمحدثين، وعندما بلغ أربعين عاماً في سنة 204 هـ جلس للتحديث والإفتاء في بغداد، وكان الناس يجتمعون على درسه حتى يبلغ عددهم قرابة خمسة آلاف، عُرف أحمد منسوباً إلى اسم جدّه حنبل أكثر من اسم والده محمد، وذلك لأن حنبلاً كان والياً للأمويين في خراسان، ومن الدعاة إلى قيام دولة العباسيين، فكانت شهرة حنبل أقوى.[5]
اشتُهر ابن حنبل بصبره على المحنة التي وقعت به والتي عُرفت باسم «فتنة خلق القرآن»، وهي فتنة وقعت في العصر العباسي، وفي شهر ربيع الأول سنة 241هـ، مرض أحمد بن حنبل ثم مات، وكان عمره سبعًا وسبعين سنة.
ولم يؤلف الإمام أحمد كتابًا في الفقه إنما أخذ أصحابه مذهبه من أقواله وأفعاله وأجوبته لكنه صنف في الحديث كتابه الكبير المسند.
أصول المذهب الحنبلي:
وقد ذكر ابن القيم أن الأصول التي بنى عليها الإمام أحمد فتاواه، خمسة وهي:
كتب القضاء والإفتاء
كتب الخلاف في المذهب والخلاف العالي
كتب التعليم والتدريس
تكون المذهب الحنبلي في بغداد؛ محل مولد إمام المذهب أحمد ووفاته، ومنها انتشر في أنحاء العراق، وخاصة في الزبير، ولم ينتشر خارج العراق إلا في القرن الرابع فما بعد؛ حيث خرج المذهب إلى الشام، وهو القاعدة الثانية للمذهب، وفي القرن السادس فما بعده دخل المذهب إلى مصر، وكان له وجود وانتشار في: إقليم الديلم، والرحاب، وبالسوس من إقليم خوزستان، وفي بلاد الأفغان، وفي جزيرة العرب: في نجد -وهي القاعدة الثالثة للمذهب-، وفي الحجاز، والأحساء، وقطر، والبحرين، والإمارات العربية، وعمان، والكويت.[13]
وهي: قاعدة المذهب الأولى؛ ففيها كانت نشأة المذهب الحنبلي وظهوره، وقوي أمره بها في القرن الرابع الهجري، وصار ينافس بقية المذاهب السنية، وصار للحنابلة حضور علمي كبير.
وأخذ المذهب في القوة والانتشار على يد تلاميذ أحمد بن حنبل، الذين دونوا مذهبه في كتب المسائل عنه، ثم جمع الخلال (ت: 311 هـ) ما أمكنه منها في كتاب: «المسند الجامع للمسائل عن الإمام أحمد»، ثم تتابع الناس على التأليف حتى بلغ الحسن بن حامد (ت: 403 هـ) في زمانه مبلغا عظيما؛ تأليفا، وقراءة، وإقراء، وصار من ثماره تلميذه: أبو يعلى محمد بن الحسين بن الفراء الحنفي ثم الحنبلي، المولود سنة 380 هـ، والمتوفى سنة 458 هـ؛ الذي كثر عنه الآخذون، وانتشر المذهب في عصره وازدهر؛ حتى كان بحق شيخ الحنابلة ومحقق المذهب.[14]
في بيت المقدس، وفلسطين، وفي طرابلس، وفي نابلس، وقراها: جماعيل، وجراعة، ورامين، وغيرها.
ثم في دمشق، وأعمالها؛ مثل: أزرع، ودوما، والصالحية، وجبل قاسيون، وغيرها، وفي حلب، وحماه، وحمص، وبعلبك.
وأول شامي يترجم في الحنابلة: ناصح الدين أبو الفرج عبد الواحد بن محمد ابن علي بن أحمد الأنصاري الخزرجي الشيرازي، ثم البغدادي، ثم المقدسي، ثم الدمشقي؛ شيخ الإسلام في وقته، المتوفى سنة 486 هـ بمقبرة الباب الصغير بدمشق.
وله ذرية وعقب اشتهروا باسم: "بيت ابن الحنبلي"؛ أخذ عن القاضي أبي يعلى في بغداد، ثم رحل إلى بيت المقدس؛ فنشر المذهب في القدس وما حوله، ثم انتقل إلى دمشق؛ فانتشر فيها المذهب، وتخرج به الأصحاب، وكان من بركته: آل قدامة.[15]
وبقي المذهب منتشرا في بلاد الشام إلى زمن مجيء الدولة العثمانية التي يتمذهب سلاطينها وقضاتها وغيرهم بالمذهب الحنفي، مع ميلهم إلى تقليد رعاياهم إياه؛ فلم يزل الحنابلة بعدها ببلاد الشام في اضمحلال.[16]
كان للمذهب وجود قليل فيها، ومن ذلك الوجود القليل: أبو عمرو عثمان بن مرزوق القرشي، الفقيه الحنبلي، وكان قد صحب عبد الوهاب الجيلي بدمشق وتفقه، واستوطن مصر، وأقام بها حتى مات سنة (564 هـ). وهو أول حنبلي مصري يترجم في الحنابلة.
كما ذكروا في ترجمة عبد الغني بن عبد الواحد بن علي بن سرور المقدسي، المتوفى سنة 600 هـ: أنه دخل مصر، والإسكندرية، وأقام مدة في مصر، وكان له دور في اتساع المذهب.
وانتشر المذهب في مصر على يد أحد علماء حَجَّة من أعمال: نابلس في: القدس الشريف؛ وهو: موفق الدين أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الملك بن عبد الباقي الحجاوي المقدسي، ثم القاهري، قاضي قضاة الحنابلة في الديار المصرية؛ المتوفى سنة 769 هـ؛ إذ تولى قضاء الديار المصرية للحنابلة سنة 738 هـ، واستمر فيه إلى أن مات.
وكان شرف الدين موسى الحجاوي المتوفى سنة 968 هـ صاحب: «الإقناع» و «زاد المستقنع» من ذرية ابن عم موفق الدين المسمى بالمجد سالم، وقيل: بل من ذرية الموفق نفسه، وقد انتشر المذهب في زمانه، وكثر فقهاء الحنابلة؛[17] حتى غلبوا في القرن الحادي عشر على بعض القرى المصرية؛ كقرية بهوت؛ القريبة من المحلة الكبرى بمصر، والتي خرج منها عدد من مشاهير فقهاء الحنابلة، وعلى رأسهم منصور بن يونس البهوتي المتوفى سنة 1051 هـ، صاحب «الدقائق» و«الكشاف»، وغيره من الكتب النافعة.
ويبدو أن المذهب أخذ يضعف بعد موت فقهائه المشاهير هناك؛ حتى أصبح في مستهل القرن الرابع عشر لا يمثله إلا قلة قليلة، ويمثله في الجامع الأزهر عدد يسير من الشيوخ والطلاب.[18]
في مرو، والري، وآمد، وأصبهان، وهراة، وهمذان، والديلم، والسوس من إقليم خوزستان، وفي بلاد الأفغان؛ كما يعلم ذلك من تراجم عدد من علماء الحنابلة من القرن الرابع فما بعد، لاسيما في القرون: الخامس، والسادس، والسابع، والثامن؛ كما في: «ذيل طبقات الحنابلة» لابن رجب، وفي غيره.[19]
ومن نجد انتشر إلى قطر، والأحساء، والبحرين، والكويت، والإمارات العربية؛ وبخاصة في الشارقة، ورأس الخيمة، والفجيرة، وعمان؛ لاسيما في جعلان؛ بواسطة هجرة بعض الحنابلة من نجد، ونزوحهم هناك.[20]
في الهند، غالبية المذهب الحنفي وبعضهم شافعية، هناك بعض الحنابلة في مدينة حيدر أباد. وكان الحنبلي الهندي الأول هو الشريف محمد صديق الحسيني الحيدرأباذي المعروف بـ محبوب الله (ت. 1313 هـ)، وكان حنفياً وتحول إلى المذهب الحنبلي، وكتب "زاد آخرت" في الفقه الحنبلي باللغة الأردية. كان شيخاً صوفياً، وأتباعه حنابلة إلى يومنا هذا.[21]
ذكر بعض الباحثين عدة أسباب لعدم انتشار المذهب الحنبلي، فقال سالم الثقفي:[22]
وأما أسباب قلة أتباعه فمنها :
|
وقال ابن خلدون:
فأما أحمد بن حنبل فمقلِّده قليل لبُعد مذهبه عن الاجتهاد وأصالته في معاضدة الرواية والأخبار بعضها ببعض ، وأكثرهم بالشام والعراق من بغداد ونواحيها ، وهم أكثر النَّاس حفظاً للسنَّة ورواية الحديث |
﴿ليس كمثله شيء﴾ في ذاته كما وصف نفسه، قد أجمل الله الصفة لنفسه، فحد لنفسه صفة «ليس يشبهه شيء» ، وصفاته غير محدودة ولا معلومة، إلا بما وصف به نفسه، قال: فهو سميع بصير، بلا حد ولا تقدير، ولا يبلغ الواصفون صفته، ولا نتعدى القرآن والحديث، فنقول كما قال، ونصفه بما وصف نفسه، ولا نتعدى ذلك، ونؤمن بالقرآن كله، محكمه ومتشابهه، ولا نزيل صفة من صفاته لشناعة شنعت، وما وصف به نفسه من كلام ونزول وخلوة بعبده يوم القيامة ووضع كنفه عليه، فهذا كله يدل على أن الله سبحانه يرى في الآخرة، والتحديد في هذا كله بدعة، والتسليم فيه بغير صفة ولا حد، إلا بما وصف به نفسه، سميع بصير، لم يزل متكلما، عليم غفور، ﴿عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ﴾ ، ﴿عَلَّامُ الْغُيُوبِ﴾ ، فهذه صفات وصف بها نفسه لا تدفع ولا ترد، وهو على العرش بلا حد؛ كما قال تعالى: ﴿ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ﴾ ، ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ ، وهو: ﴿خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ﴾ ، وهو سميع بصير، بلا حد ولا تقدير، ولا نتعدي القرآن والحديث، تعالى الله عما تقول الجهمية والمشبهة.
|
مهما تصورت ببالك فالله بخلاف ذلك |
يختلف الأشاعرة والحنابلة في مسائل في العقيدة منها: الاستواء ورؤية الله في الآخرة وتفسير الصفات،[34] وحدثت عدة فتن بينهم، من أشهرها ما سماها السبكي بفتنة الحنابلة،[35] وسماها الحنابلة كابن رجب الحنبلي وابن الجوزي بفتنة ابن القشيري،[36] وذكر ابن رجب مضمون ذلك فقال:«أن أبا نصر القشيري ورد بغداد سنة 469 هـ ، وجلس في النظامية، وأخذ يذم الحنابلة وينسبهم إلى التجسيم، وكان المتعصب له أبو سعد الصوفي، ومال إلى نصره أبو إسحاق الشيرازي، وكتب إلى نظام الملك الوزير يشكو الحنابلة ويسأله المعونة، فاتفق جماعة من أتباعه على الهجوم على الشريف أبي جعفر في مسجده، والإيقاع به ، فرتب الشريف جماعة أعدهم لرد الخصومة إن وقعت، فلما وصل أولئك إلى باب المسجد رماهم هؤلاء بالآجر، فوقعت الفتنة، وقتل من أولئك رجل من العامة وجرح آخرون وأخذت ثياب، وأغلق أتباع ابن القشيري أبواب سوق مدرسة النظام وصاحوا: المستنصر بالله يا منصور - يعنون العبيدي الفاطمي صاحب مصر - وقصدوا بذلك التشنيع على الخليفة العباسي وأنه ممالئ للحنابلة، ولاسيما والشريف أبو جعفر ابن عمه[37][38]»، بينما ذكر تاج الدين السبكي[39] أن بعض الحنابلة من الأشاعرة[بحاجة لمصدر].
Seamless Wikipedia browsing. On steroids.
Every time you click a link to Wikipedia, Wiktionary or Wikiquote in your browser's search results, it will show the modern Wikiwand interface.
Wikiwand extension is a five stars, simple, with minimum permission required to keep your browsing private, safe and transparent.