حملة أوفرلاند
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
حملة أوفرلاند، والمعروفة كذلك باسم حملة جرانت البرية وحملة وايلدرنيس، هي سلسلة من المعارك التي جرت أحداثها في فرجينيا خلال مايو ويونيو من عام 1864، فترة الحرب الأهلية الأمريكية. تولى اللواء الجنرال يوليسيس جرانت، القائد العام لجميع جيوش الاتحاد، مهمة توجيه أعمال جيش بوتوماك، بقيادة اللواء جورج غوردون ميد، وقوات أخرى ضد الجيش الكونفدرالي بقيادة الجنرال روبرت إي لي في شمال فرجينيا. على الرغم من أن جرانت تكبد خسائر فادحة خلالها، اعتُبرت الحملة انتصارًا استراتيجيًا للاتحاد. تسبب جرانت بخسائر أعلى نسبيًا في جيش لي ودفعه إلى حصار ريتشموند وبطرسبرغ، فيرجينيا، لمدة تجاوزت نحو ثمانية أسابيع.
في 4 مايو 1864، عبر نهر رابيدان، سعى جرانت إلى هزيمة جيش لي بجعل قواته تتمركز بسرعة بين جيش لي وريتشموند لاستدراجه إلى معركة مفتوحة. فاجأ لي جرانت بمهاجمة جيش الاتحاد الذي يفوقه عددًا في معركة وايلدرنيس (5-7 مايو)، ما أدى إلى سقوط العديد من الضحايا في كلا الطرفين. على عكس أسلافه في ساحات المعارك الشرقية، لم ينسحب جرانت بجيشه بعد هذه النكسة، بل ناور بدلًا من ذلك وتوجه إلى الجنوب الشرقي، واستأنف محاولته في جعل قواته تقطع الطريق بين لي وريتشموند، إلا أن جيش لي تمكن من الوصول إلى موقعه لعرقلة هذه المناورة. في معركة سبوتسيلفانيا كورت هاوس (8-21 مايو)، هاجم جرانت أجزاء من خط دفاع الجيش الكونفدرالي باستمرار، على أمل التمكن من اختراقه ولكن النتائج اقتصرت مجددًا على تكبد الطرفين خسائر فادحة.
ناور جرانت مرة أخرى، وواجه لي عند نهر نورث آنا (معركة نورث آنا، مايو 23-26). خلال المعركة، اتخذ لي قرارات دفاعية ذكية مكّنته من هزيمة أجزاء من جيش جرانت ولكنه لم يتمكن من الهجوم في الوقت المناسب لمحاصرة جرانت بسبب إصابته بوعكة صحية. جرت أحداث المعركة الرئيسية الأخيرة للحملة في كولد هاربور (31 مايو - 12 يونيو)، إذ راهن جرانت على أن جيش لي استنفد قوته وأمر بشن هجوم شامل ضد مواقع دفاعية قوية، ما أدى إلى خسائر فادحة في صفوف جيش الاتحاد. سعى جرانت إلى المناورة للمرة الأخيرة، ففاجأ لي بعبور نهر جيمس خلسة، مهددًا بالسيطرة على مدينة بطرسبرغ، التي ستتسبب خسارتها في القضاء على العاصمة الكونفدرالية. أدى حصار بطرسبرغ (يونيو 1864 - مارس 1865) إلى استسلام جيش لي في أبريل 1865 وانتهاء الحرب الأهلية.
نفذ سلاح فرسان الاتحاد غارتين بعيدتي المدى بقيادة اللواء فيليب شيريدان. أحد الغارات كانت موجهة إلى ريتشموند، وأُصيب خلالها قائد سلاح الفرسان الكونفدرالي اللواء ستيوارت بجروح قاتلة في معركة الحانة الصفراء (11 مايو). أما الغارة الأخرى بقيادة شيريدان فاستهدفت سكة حديد فيرجينيا المركزية إلى الغرب، وأحبطها اللواء ويد هامبتون في معركة تريفيليان (11-12 يونيو)، وهي أكبر معركة خاضها سلاح الفرسان في الحرب.