حفرية انتقالية
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
الحفرية الانتقالية هي أي بقايا متحجرة لأي شكل من أشكال الحياة، والتي تبدي سمات مشتركة بين كل من مجموعة الأسلاف ومجموعة السليل المشتق منها.[1] وهي مهمة بشكل خاص حيث تكون المجموعة السليلة متمايزة بشكل حاد عن طريق علم التشريح العياني ونمط المعيشة عن مجموعة الأسلاف. وتكون هذه الأحفورات بمثابة تذكير على كون الأقسام التصنيفية ليست سوى بنى بشرية وضعها الإنسان بعد إدراكه المتأخر لسلسلة من الاختلافات والتباينات. وبسبب عدم اكتمال السجل الأحفوري ونقصه، فلا توجد –في العادة –طريقة لمعرفة مدى قرب الحفرية الانتقالية من نقطة التباين بالضبط. لذا لا نستطيع افتراض أن الحفريات الانتقالية هي أسلاف مباشرة لمجموعات أكثر حداثة، على الرغم من أنها كثيراً ما تستخدم كنماذج لمثل هؤلاء الأسلاف.[2]
في عام 1859، وعندما نُشر كتاب تشارلز داروين “أصل الأنواع” لأول مرة، كان السجل الأحفوري غير معروف تماماً. ووصف داروين النقص الملحوظ في الحفريات الانتقالية على أنه “... الاعتراض الأخطر والأكثر وضوحاً والذي بالإمكان استعماله لنقض نظريتي”. لكنه أوضح ذلك بربطه بالنقص الشديد في السجل الجيولوجي.[3][4] وأشار إلى المجموعات المحدودة المتاحة في ذلك الوقت، لكنه وصف المعلومات المتاحة بأنها أنماط إيضاحية تتبع نظريته عن النسب مع التحوير من خلال الاصطفاء الطبيعي.[5] وبالفعل، فقد اكتُشف الأركيوبتركس بعد ذلك بعامين فقط، أي في عام 1861. ويمثل الأركيوبتركس شكلاً انتقالياً تقليدياً بين الديناصورات الأولى غير الطائرة والطيور. واكتُشفت الكثير من الحفريات الانتقالية منذ ذلك الوقت، وهناك حالياً أدلة وفيرة على كيفية ارتباط جميع أصناف الفقاريات، بما فيها العديد من الحفريات الانتقالية. ومن الأمثلة عن التحولات على مستوى الصنف: رباعيات الأطراف والأسماك والطيور والديناصورات والثدييات و “الزواحف الشبيهة بالثدييات”.
استخدم مصطلح “الرابطة المفقودة” على نطاق واسع في الكتابات الشعبية عن تطور الإنسان للإشارة إلى وجود فجوة ملحوظة في السجل التطوري البشري، ويستخدم بشكل شائع للإشارة إلى أي اكتشافات أحفورية انتقالية جديدة. لكن العلماء لا يستخدمون هذا المصطلح، لأنه يشير إلى نظرة ما قبل التطور للطبيعة.