جحفية (إربد)
قرية في الأردن / من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
عزيزي Wikiwand AI, دعنا نجعلها قصيرة من خلال الإجابة ببساطة على هذه الأسئلة الرئيسية:
هل يمكنك سرد أهم الحقائق والإحصائيات حول جحفية (إربد)?
تلخيص هذه المقالة لعمر 10 سنوات
جحفية | |
---|---|
الإحداثيات | 32°29′21″N 35°49′35″E |
تقسيم إداري | |
البلد | الأردن |
التقسيم الأعلى | محافظة إربد |
خصائص جغرافية | |
ارتفاع | 794 متر |
معلومات أخرى | |
منطقة زمنية | توقيت غرينيتش |
تعديل مصدري - تعديل |
جُحْفِيّة هي قرية تقع في المملكة الأردنية الهاشمية في محافظة إربد وتتبع لإدارة لواء المزار الشمالي، يبلغ عدد سكانها في الوقت الحاضر ما يقارب 4.000 نسمة. جحفية قديمة جداً بنشوئها وظلت مزدهرة بشكل متميز من العصر الحجري حتى العصر العثماني، كانت أكبر المراكز الحضارية والسكانية في المنطقة حتى ظهور المدن الرومانية العشر المحصنة (حلف الديكابولس) في العهد الروماني. كانت وعلى مر العصور من أهم المراكز الزراعية ومراكز تخزين الحبوب والمحاصيل الزراعية ومن أهم محطات المراقبة والاستطلاع وطرق الحمام الزاجل. يعتقد أن معظم آثارها التاريخية وابنيتها بادت وانطمرت بعد الزلزال الذي ضرب المنطقة في عام 747 م والزلازل التي تلته.
تربو جحفية على هضبة جبلية تشرف على سهول حوران وتطل على مرتفعات الجولان وجبل الشيخ (حرمون) وعلى بحيرة طبريا وتطل على بداية جبال عجلون. ان موقعها الفريد منحها تلك الأهمية الاستثنائية عبر العصور.
نشأت جحفية في العصر الحجري كما دلّت المسوحات والاكتشافات الأثرية والتي أثبتت أيضاًأنها أول موقع أثري في شمال الأردن يؤرخ للعصر الحجري 2200 قبل الميلاد. لقد ازدهرت في العصر الحديدي والعصر البرونزي المتأخر كما تدل الآثار التي وجدت في تل جحفية. عثر في جحفية على نقوش يونانيه، بالإضافة إلى قطع رخامية وبازلتية وعلى كسر فخاريه تعود للعصر الهلنستي وبداية العصر الروماني مما يدل على ازدهارها في ذلك العصر. استمرت مزدهرةً وبشكل استثنائي في العصور اللاحقة حيث كانت إحدى المستعمرات الرومانية كما تدل الآثار الرومانية من منحوتات وعملات معدنية وفخاريات متنوعة وجدت في بورة التل وفي كرم التين يعتقد بوجود إحدى القصور الرومانية البائدة كما تدل المنحوتات الحجرية المشذبة. كانت مزدهرة أيضا أثناء فترة البيزنطيين الذين اعتنقوا المسيحية وذلك كان واضحاً من آثارهم مثل الكنيسة البزنطية التي تعود للقرن السادس الميلادي والمتميزة بالأرضية الفسيفسائية الملونة وبقايا جدران الجير وبئر الكنيسة عدا عن المقبرة البيزنطية التي تمتد من غرب موقع الكنيسة حتى كرم التوت جنوب مسجد عثمان بن عفان.
عندما ضم شرحبيل بن حسنة الأردن للحكم الإسلامي وقامت الخلافة الأموية كانت جحفية ذات أهمية كبيرة ويعتقد أن السلاطين الأمويين كانوا يزورون جحفية وجوارها للصيد وللتمتع بالطبيعة الجميلة، وقد وجدت الكثير من الزجاجيّات والفخار التي تعود للعصر الأموي.
بدأت جحفية تفقد أهميتها بعد نقل مركز الخلافة الإسلامية إلى بغداد وتم تهميشها بشكل كبير أثناء الحكم العثماني وضاعت في تلك الفترة الكثير من آثارها وتاريخها وأخبارها. وهجرها الكثير من أهلها وتفرقوا في البلاد ووصلوا إلى طبريا وفلسطين وأرض جزيرة الفرات وبدأت تتلاشى وتتحول إلى قرية صغيرة.
في نهاية الحكم العثماني وابّان الحكم الفيصلي وأثناء الإهمال والتهميش عانت جحفية من غارات وهجمات البدو المسلحين الذين كانوا ينطلقون من غرب صحراء وادي السرحان ومن صحراء النفوذ وصحراء الأردن وكانوا يقصدون الاستيلاء على محاصيل ومواشي الفلاحيين في قرى اربد وجوارها بما فيها جحفية وكل قرى بني عبيد، وقد استمرت تلك الغارات حتى أثناء قيام امارة شرق الأردن ودامت حتي نهاية حكم الإنجليز للأردن مما أدى إلى المزيد من خراب الزراعة والهجرة والإضمحلال.
دُمّرت معظم أشجار جحفية والغابات المحيطة بها ونهبت محاصيلها في أواخر سنوات العصر العثماني وعانت من المجاعة في بداية الحرب العالمية الأولى بسبب سياسات الحاكم التركي جمال باشا السفاح وبسبب غزو أسراب الجراد لسهول حوران وهضاب الأردن وفلسطين. عادت لتكون قرية صغيرة في ظل إمارة شرق الأردن وأخذت تزدهر وتتوسع في ظل المملكة الأردنية الهاشمية وخصوصأ بسبب قربها الكبير لمدينة اربد التي هي ثاني أكبر وأهم مدينة في الأردن وعاصمة للشمال.
بعد حرب الخليج الثانية وتوطّن القادميين من الكويت في اربد وقراها وبلداتها وتمدد مدينة اربد بشكل كبير على حساب القرى المجاورة بدأت جحفية تفقد استقلاليتها وهويتها وطابعها القروي العريق.