يجمع جامع الخردة الأدوات المنزلية غير المرغوب فيها ويبيعها إلى التجار. حيث جرى العرف على أن يؤدي هذه المهمة مشيًا على الأقدام، بالاستعانة بمواد الكسح (والتي تتضمن ممسحات، وعظامًا وغيرها من المواد المعدنية) في حقائب صغيرة يعلقها على كتفه. بينما استخدم بعض جامعي الخردة الأكثر ثراءً عربة، يجرها حصان أو فرس.

معلومات سريعة جامع الخردة, تسمية الإناث ...
جامع الخردة
Thumb
 
تسمية الإناث جامعة الخردة  تعديل قيمة خاصية  (P2521) في ويكي بيانات
فرع من صاحب متجر  [لغات أخرى]،  ونباش القمامة  تعديل قيمة خاصية  (P279) في ويكي بيانات
المجال مخلفات،  وخردة  تعديل قيمة خاصية  (P425) في ويكي بيانات
إغلاق
Thumb
جامع العظام لريتشارد بيرد. وصف هنري مايهيو أحد جامعي الخردة الذين قابلهم قائلاً أنه كان يرتدي "معطفًا ممزقًا...مخضبًا بالدهن، ربما بفعل الدهون المتراكمة من العظام التي جمعها".[1]

اتسمت حياة جامعي الخردة في القرن التاسع عشر بالفقر المدقع، لا يعيشون إلا على عائدات ما جمعوه خلال يوم. تحسنت الظروف في أعقاب الحرب العالمية الثانية، إلا أن هذه التجارة شهدت تراجعًا خلال النصف الثاني من القرن العشرين. ومع ذلك، شهدت الآونة الأخيرة عودة جامعي الخردة للعمل نظرًا لارتفاع أسعار الخردة المعدنية.

القرن التاسع عشر

في المملكة المتحدة، كان جامعو الخردة يقومون بجمع الأسمال البالية، والعظام، والمعادن، وغيرها من الفضلات من المدن والبلدات التي يعيشون فيها.[2] قدر هنري مايهيو في تقرير له عام 1851، بعنوان عمال لندن وفقراؤها، أن لندن تحتوي على ما يتراوح بين 800 إلى 1000 من «كاسحي العظام وجامعي الأسمال البالية» يعيشون إما في نزل، أو علية و «غرف فقيرة الأثاث في الأحياء الفقيرة.»[3]

«The bone-picker and rag-gatherer may be known at once by the greasy bag which he carries on his back. Usually he has a stick in his hand, and this is armed with a spike or hook, for the purpose of more easily turning over the heaps of ashes or dirt that are thrown out of the houses, and discovering whether they contain anything that is saleable at the rag-and-bottle or marine-store shop.»  Henry Mayhew[4]

فقد كان كاسحو العظام، كما يطلق عليهم في بعض الأحيان، يقضون من تسع إلى عشر ساعات يبحثون في شوارع لندن عن أي شيء ذي قيمة، قبل عودتهم إلى النزل لتصنيف ما جمعوه.[4] وفي المناطق الريفية التي لم يكن يتوفر بها تجار الأسمال البالية، تعامل جامعو الخردة مباشرة مع صانعي الورق القطني،[5] ولكنهم كانوا يبيعونه في لندن للتجار المحليين. حيث قد تحقق الأسمال البيضاء ربحًا قدره 2-3 بنس لكل رطل، وفقًا لحالتها (يجب أن تكون جميع الأسمال جافة قبل بيعها). بينما تساوي الأسمال الملونة بنسين لكل رطل. وكذلك العظام، فقد كانت تساوي نفس الثمن،[4] وكانت تستخدم في صنع مقابض السكاكين، والألعاب، وأدوات الزينة، وعند معالجتها تستخدم في الكيمياء. كما كانت الشحوم المستخرجة منها مفيدة في صنع الصابون. أما المعادن فكانت ذات قيمة أكبر؛ فقدم إصدار تشامبرز إدنبره جورنال لعام 1836 وصفًا للكيفية التي يمكن رؤية «كاسح الشوارع» بها وهو يزيل الأوساخ من بين أحجار رصف الطريق في الطرق غير المرصوفة بالحصباء، بحثًا عن مسامير حدوة الفرس.[6] فقدرت قيمة النحاس الأصفر، والنحاس، والبيوتر بحوالي 4-5 بنسات للرطل. وفي اليوم العادي، قد يتوقع جامع الخردة بأن يحقق مكسبًا حوالي ستة بنسات.[4]

ويشير تقرير مايهيو أن العديد ممن عملوا في جمع الخردة قد فعلوا ذلك في الأوقات العصيبة، وعاشوا في بؤس.[4] وعلى الرغم من أنهم عادة ما يبدءون أعمالهم قبل الفجر، فإنهم لم يكونوا محصنين ضد غضب العامة؛ وفي عام 1872، تسبب العديد من جامعي الخردة في وستمنستر في الشكوى منهم لأنهم أفرغوا محتويات شاحنتي قمامة للبحث عن الأسمال البالية والعظام والورق، وهو ما عرقل مسار المارة.[7]

وفي باريس، نظم القانون عمل جامعي الأسمال البالية بحيث لا يمكنهم العمل إلا ليلاً. كما كان يطلب منهم دائمًا إعادة الأشياء القيمة إما إلى مالكيها أو السلطات.[8] عندما قدم يوجين بوبل سلة المهملات عام 1884، تعرض للانتقادات في الصحف الفرنسية لكونه يتدخل في لقمة عيش جامعي الأسمال.[9]

القرن العشرون

Thumb
جامع الخردة في كرويدون، بلندن

في تقرير لعام 1954 نشر في الغارديان، ذكر أن بعض الرجال يمكنهم تحقيق مكاسب تصل لحوالي 25 جنيهًا إسترلينيًا من جمع الأسمال. حيث استخدم معظمهم عربات اليد بدلاً من الحقائب، واستخدم بعضهم الفرس والعربة، حيث كانوا يقدمون أحجار الفرك [nb 1] في مقابل الأشياء التي قاموا بجمعها.[11] وفي عام 1958 رافق مراسل الغارديان أحد جامعي الخردة، جون بيبي، وهو يقوم بجولاته في شارلتون وستراتفورد، بالقرب من مانشستر. وفي مقابل حمولة عربة اليد الخاصة به، والتي تكونت من الأسمال البالية، والفراء، والأحذية، وقطع غيار السيارات الخردة، وأريكة وغيرها من قطع الأثاث جنى جنيهين إسترلينيين.[12]

تراجعت أعمال جمع الخردة على الرغم من أنه في خمسينيات القرن العشرين كان يعمل بين مانشستر وسالفور حوالي 60 تاجرًا، إلا أن هذا العدد تراجع ليصل إلى 12 بحلول 1978، حيث تحول العديد منهم إلى تجارة الحديد الخردة. وقد ألقى التجار المحليون باللوم على العديد من العوامل، من بينها التغيرات الديموغرافية، بوصفها سببًا من أسباب تراجع صناعتهم.[13] وقدر تقرير الصحيفة في عام 1965 أنه لم يتبق في لندن سوى «عدة مئات» من جامعي الخردة، الأمر الذي ربما يعود إلى المنافسة من التجارات الأكثر تخصصًا مثل شركات القمامة، والضغط الممارس عليهم من مطوري العقارات للبناء على مقار تجار الأسمال.[14] وعلى الرغم من المسلسل الذي عرض على بي بي سي ستيبتو أند سن، وساعد في الحفاظ على مكانة جامعي الخردوات في الفلكلور الإنجليزي، فإنه بحلول ثمانينيات القرن العشرين كانوا قد اختفوا جميعًا. وفي الآونة الأخيرة، أدى ارتفاع أسعار المعدن إلى عودة هذه التجارة، على الرغم من أنهم استخدموا عربات النقل بدلاً من الأحصنة، وأصبحوا يعلنون عن وجودهم باستخدام الأبواق، وهو ما تسبب في أن يشتكي بعض العامة من الفوضى التي يحدثونها.[15][16]

انظر أيضًا

  • جامع الأسمال
  • ستيبتو أند سن
  • جامع السلع المستعملة

المراجع

وصلات خارجية

Wikiwand in your browser!

Seamless Wikipedia browsing. On steroids.

Every time you click a link to Wikipedia, Wiktionary or Wikiquote in your browser's search results, it will show the modern Wikiwand interface.

Wikiwand extension is a five stars, simple, with minimum permission required to keep your browsing private, safe and transparent.