تمرد كرونشتات
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
كان تمرد كرنشتات أو عصيان كرنشتات (باللغة الروسية: Кронштадтское восстание) تمردًا من البحارة والجنود والمدنيين السوفييت في مدينة كرنشتات الساحلية ضد الحكومة البلشفية التابعة لجمهورية روسيا الاتحادية الاشتراكية السوفيتية. كانت آخر ثورة كبرى ضد النظام البلشفي في الأراضي الروسية أثناء الحرب الأهلية الروسية التي دمرت البلاد. بدأ التمرد في 1 مارس 1921 في القلعة البحرية للمدينة الواقعة على جزيرة كوتلين في خليج فنلندا. كانت كرنشتات، على نحو تقليدي، قاعدة الأسطول البلطيقي الروسي، وعملت كدفاع ضد الاقتراب من بيتروغراد التي تبعد نحو 55 كم (34 ميل) عن الجزيرة. طوال ستة عشر يومًا، ثارت ثائرة المتمردين ضد الحكومة السوفيتية، والتي كانوا قد ساعدوا على توطيد حكمها.
تمرد كرونشتات | |||||||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|
جزء من الحرب الأهلية الروسية | |||||||||||
| |||||||||||
تعديل مصدري - تعديل |
تحت قيادة ستيبان بيتريشينكو،[1] طالب المتمردون، بما في ذلك العديد من الشيوعيين الذين خاب أملهم في توجه الحكومة البلشفية، بسلسلة من الإصلاحات، مثل انتخاب حكومة سوفيتية جديدة، وإدراج الأحزاب الاشتراكية والجماعات الأناركية في الحكومة السوفيتية الجديدة، وإنهاء احتكار البلاشفة للسلطة، والحرية الاقتصادية للفلاحين والعمال، وحل أجهزة الحكم البيروقراطية التي أُنشئت خلال الحرب الأهلية، واستعادة الحقوق المدنية للطبقة العاملة. على الرغم من نفوذ بعض أحزاب المعارضة، لم يؤيد البحارة أي منها على وجه الخصوص.
اقتناعًا منهم بشعبية الإصلاحات التي كانوا يناضلون من أجلها (والتي حاولوا تنفيذها جزئيًا أثناء الثورة)، انتظر بحارة كرنشتات بلا جدوى دعم السكان في بقية البلاد ورفضوا المساعدات من المهاجرين. رغم أن مجلس الضباط دعا إلى إستراتيجية أكثر هجومية، فقد ظل المتمردون يتخذون موقفًا سلبيًا في انتظار أن تتخذ الحكومة الخطوة الأولى في المفاوضات، التي أدت في نهاية المطاف إلى عزل القوات القارية. على النقيض من ذلك، اتخذت السلطات موقفًا متزمتًا، إذ قدمت إنذارًا نهائيًا يطالب بالاستسلام غير المشروط في الخامس من مارس. بمجرد انتهاء فترة الاستسلام، شن البلاشفة سلسلة من الغارات العسكرية على الجزيرة، ونجحوا في قمع الثورة في السابع عشر من مارس، الأمر الذي أسفر عن مقتل عدة آلاف من المواطنين.
اعتُبر المتمردون شهداء ثوريين من قِبل أنصارهم، ووصفتهم السلطات بأنهم «عملاء الوفاق الثلاثي والثورة المضادة». أثارت استجابة البلاشفة للثورة جدالًا كبيرًا، وتسببت في خيبة أمل العديد من أنصار النظام الذي أسسه البلاشفة، كخيبة أمل إيما جولدمان. لكن على الرغم من قمع الثورة وعدم تلبية المطالب السياسية للمتمردين، فقد أدى ذلك إلى التعجيل بتنفيذ السياسة الاقتصادية الجديدة التي حلت محل «الشيوعية الحربية».[2][3][4]
وفقًا للينين، فإن الأزمة كانت أخطر ما واجهه النظام حينئذ، «لا شك أنها أكثر خطورة من دينيكين ويودنيتش وكولتشاك مجتمعين».[5]