Loading AI tools
التفشيات العالمية لوباء الكوليرا من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
على الرغم من معرفة الكثير عن الآليات الكامنة وراء انتشار الكوليرا، إلا أن هذا لم يؤدِ إلى الفهم الكامل لتفشي الكوليرا في بعض الأماكن دونًا عن غيرها. يسهل نقص معالجة البراز البشري وعدم معالجة مياه الشرب انتشار تلك الأوبئة. وُجد أن الجثث التي تُلقى في المياه تعتبر بمثابة مستودع طبيعي للوباء، كما يمكن للمأكولات البحرية الت تُشحن لمسافات طويلة أن تنشر المرض. لم تظهر حالات الإصابة بالكوليرا في الأمريكتين معظم فترة القرن العشرين في مدينة نيويورك. وظهرت مرة أخرى في منطقة البحر الكاريبي قرب نهاية هذا القرن، ويبدو من المرجح أن تستمر في الانتشار.[1]
تُفدر الوفيات في الهند في الفترة الزمنية بين 1817 و 1860، في الأوبئة الثلاثة الأولى من القرن التاسع عشر، بأكثر من 15 مليون شخص. كما تُوفي 23 مليون آخرين بين عامي 1865 و1917، خلال الأوبئة الثلاثة التالية. وقد تجاوزت حالات وفاة الكوليرا في الإمبراطورية الروسية خلال فترة زمنية مماثلة مليوني شخص.[2]
بدأ وباء الكوليرا الأول، على الرغم من تقييد انتشاره سابقًا، في البنغال، ثم انتشر في الهند (الهند) بحلول عام 1820. وتوفي مئات الآلاف من الهنود وعشرة آلاف جندي بريطاني خلال هذا الوباء.[3] ثم امتد تفشي الكوليرا إلى الصين واندونيسيا حيث توفي أكثر من 100 الف شخص في جزيرة جاوة وبحر قزوين في أوروبا قبل ان ينحسر.
وصل وباء الكوليرا الثاني إلى روسيا والمجر (متسببًا في حوالي 100,000 حالة وفاة) وألمانيا في عام 1831؛ وقتل 130,000 شخص في مصر في ذلك العام.[4] في عام 1832 وصل الوباء إلى لندن والمملكة المتحدة (حيث مات أكثر من 55,000 شخص)[5] وباريس. وفي لندن، أصاب المرض 6366 شخص، وأصبح يعرف باسم «الكوليرا الملك». في باريس، تُوفي 000 20 شخص (من بين 000 650 نسمة)، وبلغ مجموع الوفيات في فرنسا 000 100 حالة وفاة.[6] وصل الوباء إلى كيبك، وأونتاريو، ونوفا سكوشا[7] ونيويورك في نفس العام، ووصل إلى ساحل المحيط الهادئ لأمريكا الشمالية بحلول عام 1834. كان الوباء ينتشر عبر المدن المرتبطة ببعضها البعض عن طريق مواصلات الأنهار والبواخر.[8] وقد أصابت الكوليرا سكان المكسيك بين عامي 1833 و 1850، مما دفع المسؤولين إلى فرض الحجر الصحي لبعض السكان وتبخير المباني، وخاصة في المراكز الحضرية الكبرى. ولكن مع كل هذا، كانت الأوبئة كارثية بشكل كبير.[9]
لقي أكثر من 15,000 شخصًا مصرعهم بسبب الكوليرا في مكة المكرمة في عام 1846.[10] وبدأ الوباء يتفشي لمدة عامين في إنجلترا وويلز في عام 1848، مما أدَى إلى وفاة 52,000 شخص.[11]
في عام 1849، وقع تفشي رئيسي آخر في باريس. واعتبر هذا أسوأ تفشي في تاريخ مدينة لندن، مما أدى إلى مقتل 14,137، أي أكثر من ضعف عدد حالات تفشي عام 1832. ضرب وباء الكوليرا جزيرة أيرلندا في عام 1849 وقتل العديد من الناجين من المجاعة الايرلندية، مما أنهك المدينة بالفعل بسبب المجاعة والحمى.[12] في عام 1849، أودت الكوليرا بحياة 5308 شخصًا في مدينة ليفربول، بانجلترا التي كانت تعتبر نقطة تجمع للمهاجرين إلى أمريكا الشمالية، كما أودت بحياة 1,834 شخص في مدينة كينغستون أبون هال بإنجلترا.[6]
أودى تفشي وباء الكوليرا في أمريكا الشمالية بحياة الرئيس الأمريكي السابق جيمس بوك. وانتشر وباء الكوليرا، الذي يُعتقد انتشاره من السفن لأيرلندية المهاجرة من إنجلترا، في جميع أنحاء نهر المسيسيبي، مما أسفر عن مقتل أكثر من 4500 في سانت لويس (ميزوري)[6] وأكثر من 3000 شخص في نيو أورلينز (لويزيانا).[6] كما تُوفي الآلاف في مدينة نيويورك، التي تُعتبر وجهة رئيسية للمهاجرين الأيرلنديين.[6] كما أودت الكوليرا بحياة 200,000 شخص في المكسيك.[13]
في تلك السنة، انتشرت الكوليرا على طول كاليفورنيا، ومورمون ومسلك أوريغون إذ يُعتقد أنها كانت السبب في وفاة 6,000 إلى 12,000 شخص[14] كانوا في طريقهم إلى حمى الذهب في كاليفورنيا، يوتا وأوريغون في سنوات أوبئة الكوليرا 1849-1855. [6] ويُعتقد أن أكثر من 150 ألف أمريكى لقوا حتفهم خلال هذين الوبائين بين عامي 1832 و 1849.[15][16]
في عام 1851، نقلت سفينة قادمة من كوبا المرض إلى كناريا الكبرى.[17] ويعتقد أن هذا كان السبب في وفاة أكثر من 6000 شخص في الجزيرة خلال فصل الصيف،[18] من أصل 58,000 نسمة.
وخلال هذا الوباء، تباينت الأوساط العلمية في معتقداتها بشأن أسباب الكوليرا. اعتقد الأطباء في فرنسا أن الكوليرا ترتبط بفقر مجتمعات معينة أو بيئة فقيرة. بينما اعتقد الروس أن هذا المرض معدي، على الرغم من أن الأطباء لم يفهموا كيفية انتشاره. وأعربت الولايات المتحدة عن اعتقادها بأن الكوليرا جلبها المهاجرين الجدد، وتحديدًا الأيرلنديين، ورجح علماء الأوبئة أنهم كانوا يحملون المرض من الموانئ البريطانية. وأخيرًا، اعتقد بعض البريطانيين أن المرض قد يرتفع من التدخل الإلهي.[19]
أثر وباء الكوليرا الثالث بشكل رئيسي على روسيا، حيث قتل أكثر من مليون شخص. وفي عام 1852، انتشرت الكوليرا شرقًا إلى إندونيسيا، ثم انتقلت إلى الصين واليابان في عام 1854. وقد أصابت الفلبين في عام 1858 وكوريا في عام 1859. وفي عام 1859، ساهم تفشي الوباء في البنغال في انتقال العدوى بواسطة المسافرين والقوات العسكرية إلى إيران والعراق وشبه الجزيرة العربية وروسيا.[10] وتعرضت اليابان لسبعة تفشيات على الأقل من وباء الكوليرا بين عامي 1858 و 1902. وتُوفي ما بين 100000 و 200,000 شخص بسبب الكوليرا في طوكيو في تفشي الوباء بين عامي 1858-60.[20]
1854: تسبب تفشي الكوليرا في شيكاغو في مصرع 5.5٪ من السكان (حوالي 3500 شخص).[6][21] وبين عامي 1853-185، أودى وباء لندن بحياة 10.739 شخص. وانتهى تفشي سوهو في لندن بعد أن اكتشف الطبيب جون سنو أن مضخة الحي هي المسؤولة عن هذا الوباء وأقنع المسؤولين بإزالة مقبضه.[22] أثبتت دراسته تلك أن المياه الملوثة كانت العامل الرئيسي في انتشار الكوليرا، على الرغم من عدم تحديده للملوثات. وقد استغرق الأمر وقتًا طويلًا لكي يتم تصديق هذه الرسالة ويتم اعتمادها. في إسبانيا، توفي أكثر من 236,000 بسبب الكوليرا في وباء 1854-1855.[23] وصل المرض إلى أمريكا الجنوبية بين عامي 1854 و1855، مع وقوع ضحايا في فنزويلا والبرازيل.[13] وخلال الجائحة الثالثة، كانتشر الوباء إلى تونس، التي لم تتأثر بالأوبئة السابقة، وكان يُعتقد أن الأوروبيين هم من جلبوا المرض، بينا أُلقي اللوم على ممارسات الصرف الصحي. وقد بدأ بعض علماء الولايات المتحدة يعتقدون أن الكوليرا ترتبط بشكل أو بآخر بالأمركيين من أصل أفريقي، لأن المرض كان سائدًا في الجنوب في مناطق السكان السود. ويشير الباحثون الحاليون إلى أن سكان تلك المناطق لم يحصلوا على خدمات كافية من حيث البنية التحتية للصرف الصحي، والرعاية الصحية، وكانوا يعيشون بالقرب من الممرات المائية التي تحمل المسافرين والسفن التي تنقل المرض.[24]
بدأ وباء الكوليرا الرابع في دلتا نهر الغانج من البنغال وسافر مع الحجاج المسلمين إلى مكة المكرمة. في السنة الأولى، أودى الوباء بحياة 30,000 شخص من أصل 90,000 حاج بمكة.[25] وانتشرت الكوليرا في جميع أنحاء الشرق الأوسط وانتقلت إلى روسيا وأوروبا وأفريقيا وأمريكا الشمالية، في كل مدينة من تلك المدن كان الوباء ينتشر من الميناء وعلى طول الممرات المائية الداخلية.
وصل الوباء إلى شمال أفريقيا في عام 1865 وانتشر إلى أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، مما أسفر عن مقتل 70,000 في زنجبار بين عامي 1869-1870.[26] أودت الكوليرا بحياة 90,000 شخص في روسيا في عام 1866.[27] ويُقدر أن وباء الكوليرا الذي انتشر مع الحرب النمساوية البروسية (عام 1866) قد أودى بحياة 165,000 شخص في الإمبراطورية النمساوية، بما في ذلك 30,000 ضحية في كل من المجر وبلجيكا و 20,000 ضحية في هولندا.[28]
في لندن في يونيو 1866، أودى الوباء المحلي في إيست إند بحياة 5966 شخص، حينما كانت المدينة تستكمل بناء شبكات الصرف الصحي ومعالجة مياه الشرب. والذي لم يكن مكتملًا تمامًا.[29] حدد عالم الأوبئة ويليام فار شركة مياه شرق لندن بأنها مصدر التلوث. استند فار في دعواه إلى العمل السابق لجون سنو وآخرون كانوا يشيرون إلى مياه الشرب الملوثة كسبب محتمل في تفشي وباء الكوليرا عام 1854. وقد حالت الإجراءات السريعة دون وقوع مزيد من الوفيات.[6] وفي العام نفسه، تسبب استخدام مياه القناة الملوثة في أعمال المياه المحلية في تفشٍ طفيف في استاليفيرا في جنوب ويلز. وكان العمال العاملون بالشركة وأسرهم أكثر المتضررين، إذ تُوفي 119 شخصًا منهم.
وفي عام 1867، فقدت إيطاليا 000 113 شخص، وتُوفي 000 80 شخص بسبب المرض في الجزائر.[26] وقد أدت التفشيات في أمريكا الشمالية في سبعينيات القرن التاسع عشر إلى مقتل نحو 50 ألف أميركي بسبب انتشار الكوليرا من نيو أورليانز على طول نهر المسيسيبي وإلى الموانئ على روافدها.[15]
أدى الوباء الخامس للكوليرا، بحسب الدكتور أ. ج. وال، بين عامي 1883-1887 فقط من فترة الوباء إلى وفاة 250,000 شخص في أوروبا و 50,000 شخص على الأقل في الأمريكتين. أدت الكوليرا إلى وفاة 267,890 شخص في روسيا (في عام 1892)،[30] و120،000 شخص في إسبانيا،[31] و90،000 شخص في اليابان وأكثر من 60,000 شخص في إيران.[30] في مصر، أودت الكوليرا بحياة أكثر من 58,000 شخص. تسبب تفشي 1892 في هامبورغ في وفاة 8600 شخص. وعلى الرغم من أن حكومة المدينة أعلنت مسؤوليتها عن التصدي للوباء، إلا أن هذا لم يغير من حدة الأمر إلى حدٍ كبير. وكان هذا آخر تفشٍ خطير للكوليرا في أوروبا، حيث حسّنت المدن من شبكات الصرف الصحي والمياه.[32]
بدأ وباء الكوليرا السابع في إندونيسيا، وسُمي بوباء كوليرا الطور[38] على اسم سلالة الفيروس، ووصل إلى باكستان الشرقية وبنغلاديش في عام 1963، ثم وصل إلى الهند في عام 1964، والاتحاد السوفيتي في عام 1966. ثم انتشر الوباء من شمال أفريقيا، إلأى إيطاليا بحلول عام 1973. في أواخر سبعينيات القرن الماضي، كان هناك تفشٍ صغير في اليابان وجنوب المحيط الهادئ. وجاءت أيضًا العديد من التقارير عن تفشي وباء الكوليرا بالقرب من باكو في عام 1972، ولكن منع الاتحاد السوفيتي نشر المعلومات عن هذا الموضوعز في عام 1970، اندلع تفشي الكوليرا منطقة ساغمالكلار في اسطنبول، في إحدى الأحياء الفقيرة، مما أدى إلى مقتل أكثر من 50 شخصًا. في نهاية المطاف أدى الحادث إلى إعادة تسمية المنطقة إلى اسمها الحالي منطقةبيرم باشا من قبل السلطات التي تعرضت لانتقادات قاسية.كما تم الإبلاغ عن حالات قليلة في القدس في أغسطس عام 1970.
يناير 1991 - سبتمبر 1994: بدأ الوباء في أمريكا الجنوبية، عندما بدأت سفينة صينية في تصريف مياه الصابورة. بدأ الوباء في بيرو،[39] أُصيب حوالي 1.04 مليون شخص وتُوفي حوالي 10,000 شخص. وكان العامل المسبب هو O1، لسلالة الطور، مع وجود اختلافات صغيرة عن سلالة الجائحة السابعة. في عام 1992 ظهرت سلالة جديدة في آسيا، غير O1، سلالا غير قابلة للتلوث، وسُميت باسم سلالة O139 البنغال. وقد تم تحديدها لأول مرة في تاميل نادو بالهند، وانتشرت لفترة من الوقت عن سلالة الطور في جنوب آسيا. وانخفضت في الانتشار من عام 1995 إلى حوالي 10٪ من جميع الحالات. وتُعتبر تلك السلالة سلالة وسيطة بين سلالة الطور والسلالة الكلاسيكية. حذرالعلماء من وجود أدلة على مقاومة واسعة الطيف من قبل بكتيريا الكوليرا للأدوية مثل تريميثوبريم، وسلفاميثوكسازول وستربتوميسين.
يُذكر أن تفشى المرض في جوما بجمهورية الكونغو الديمقراطية في يوليو عام 1994 أدى إلى مصرع 12 ألف شخص حتى منتصف أغسطس. وخلال الفترة الأسوأ، ُقدّر أن ما يقرب من 000 3 شخص ماتوا يوميًا من الكوليرا.[40]
تم العثور على سلالة مستمرة من ساحل الخليج الكوليرا، 01، في المياه المالحة للأهوار في لويزيانا وتكساس في الولايات المتحدة، مما أدى إلى حالة انتقال محتملة عن طريق شحنات المأكولات البحرية من تلك المناطق إلى الأجزاء الأخرى من البلاد. ونصح الأطباء بالتفكير في الكوليرا عند تقييم الأعراض للأشخاص الذين لم يسافروا. كما أُصيب بعض الأشخاص في الجنوب ولكن لم تحدث حالات تفشي بسبب وجود نظم صحية جيدة وأنظمة إنذار. وقد لوحظ حدوث حالات أكثر من الإصابة بسلالة الطور في غضون عامين من وباء أمريكا اللاتينية، مقارنةً ب 20 عامًا من الحالات التي تسببت بها سلالة ساحل الخليج.[41]
توجد أسطورة حضرية مستمرة تقول أن 90,000 شخص لقوا مصرعهم في شيكاغو من الكوليرا وحمى التيفوئيد في عام 1885، ولكن هذه القصة ليس لها أساس واقعي.[76] في عام 1885، اجتاحت عاصفة نهر شيكاغو ونقلت الملوثات الموجودة به إلى بحيرة ميشيغان (بحيرة ميشيغين) والذي كانت بعيدة كل البعد عن إمدادات المياه في المدينة. وحيث أنه لم تكن الكوليرا موجودة في المدينة، لم تكن هناك وفيات متصلة بالكوليرا. ونتيجةً للتلوث، أدخلت المدينة تغييرات لتحسين علاجها للصرف الصحي وتجنب وقوع أحداث مماثلة.
Seamless Wikipedia browsing. On steroids.
Every time you click a link to Wikipedia, Wiktionary or Wikiquote in your browser's search results, it will show the modern Wikiwand interface.
Wikiwand extension is a five stars, simple, with minimum permission required to keep your browsing private, safe and transparent.