تعمية قيصر
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
تعمية قيصر، تسمى أيضا تشفير الإزاحة، هي طريقة من طرق التعمية التقليدية (بالإنجليزية: Classical Cryptography) تستعمل لتعمية النصوص، شاع استخدام هذه الطريقة قديمًا ويُعتقد أن يوليوس قيصر كان أول من استخدم هذه الوسيلة بين 58 ق.م حتى 51 ق.م. تتميز هذه الشفرة بسهولة تطبيقها لذلك تعتمد غالبا كمدخل للتعرف على علم التعمية التقليدي غير أنها ليست أقدم طريقة تعمية مسجلة تاريخيا، إذ تعود أول محاولة تاريخية مسجلة لممارسة فن التعمية إلى العام 1900 قبل الميلاد.[1] فكرة الطريقة مشابهة لحد ما لتعمية أتبش ولطرق أخرى كانت منتشرة قديما، بحيث أنها تعتمد على مقابلة حروف الأبجدية بنسخة محوَّرة من نفس الحروف وذلك باعتماد تحوير بسيط غالبا ما يكون سريا ومتفق عليه. ويقوم مبدأ شفرة قيصر أو شفرة الإزاحة على مقابلة حروف الأبجدية بنسخة من نفس الأحرف تمت إزاحتها بموضع ثلاثة أحرف، فمثلا تشفير حرف «أ» يكون هو حرف «ث» وتشفير الكلمة «مرحبا» يكون بذلك هو «وشذجث». وكما جاء على لسان المؤرخ الروماني سويتونيوس في كتابه القياصرة الاثنى عشر، فإن أغسطس قيصر، و هو ابن أخ يوليوس قيصر، استخدم هو الآخر نفس المبدأ للتشفير، غير أنه كان يعتمد على إزاحة بمقدار موضع واحد فقط، مع تعمية آخر حرف في الأبجدية بتكرار أول حرف من الأبجدية مرتين.
لا يمكن اعتبار تعمية قيصر خوارزمية تعمية حقيقية حسب المعايير الحالية لأنها لا تحترم مبادئ كيرشوف وخصوصا مبدأ الإعتماد على سرية المفتاح وليس على سرية الخوارزمية.[2] بذلك تكون تعمية قيصر مثل سائر الطرق القديمة غير آمن البتة إذ أنه انطلاقا من النص المعمى يمكن استنباط النص الأصلي، وذلك لأن طبيعة توزيع الحروف في النص لا تتغير وبالتالي حسب طبيعة التوزيع الأصلي للغة الأصل يمكن استنباط النص الأصلي، هذا النوع من الهجمات يسمى: هجوم النص المعمى المعروف. رغم انعدام الحماية عند استخدام تعمية قيصر إلا أنها تجد استخدامات لها (في صيغتها العامة) في بعض الحالات التي لا تستدعي حماية بقد ما تستدعي إخفاء لحظي للنص كخوارزمية روت 13 التي تستخدم في العديد من المواضع كالمجلات وبعض الأجهزة الإلكترونية.