ترفيد (علاقات دولية)
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
الترفيد (باللاتينية: tributum) ثروة –عينية غالبًا– يهبها طرف لطرف آخر من باب الإجلال والاحترام، أو الإذعان وتقديم الولاء كما في السياقات التاريخية. حصَّلته دول قديمة كثيرة من حكام الأراضي المفتوحة، أو الأراضي التي هددت تلك البلدان بفتحها. في التحالفات ربما رفَّد الطرف الأدنى الطرف الأعلى الأقوى لإظهار الولاء، وأحيانًا لتمويل مشاريع نافعة لكليهما. لِتُعَدّ العطية «ترفيدًا» يَلزم أن يخضع الدافع خضوعًا سياسيًّا للمدفوع إليه. فعلى سبيل المثال: المبالغ الكبيرة التي دفعتها الإمبراطوريتان الرومانية والبيزنطية إلى البرابرة لكيلا يهاجموا أراضيهما– لا تعد ترافيد، لأنهما لم تخضعا للبربر. ما يدفعه الأعلى سياسيًّا إلى الأدنى يكون في إطار «الدعم».[1]
الإمبراطورية الأخمينية الفارسية القديمة مثال للإمبراطوريات الترفيدية، فقد كانت مطالبها من رعيّتها غير الفارسية قليلة نسبيًّا فيما عدا الترافيد المنتظمة التي كانت تُدفع ذهبًا أو سلعًا فاخرة أو حيواناتٍ أو جنودًا أو عبيدًا، لكن عواقب عدم الانتظام في دفعها كانت وخيمة. يَظهر في نقوش «تخت جمشيد» مواكب فيها أناس يحملون ترافيد مختلفة.
وأيضًا حكام روسيا المغوليون لم ينتظروا من الولايات الروسية في العصور الوسطى إلا الترافيد، وتركوا الولايات وشأنها تحكم نفسها حكمًا مستقلًّا. وتلقّى الأثينيون ترافيد من بلدان «الحلف الديلي» الأخرى. وحصَّلت الإمبراطوريات الآشورية والبابلية والقرطاجية والرومانية ترافيد من مقاطعاتها والممالك الخاضعة لها. وتلقت الصين القديمة ترافيد من بلدان مختلفة، منها: اليابان وكوريا وفيتنام وكمبوديا وبورنيو وإندونيسيا وسريلانكا ونيبال وميانمار وآسيا الوسطى. وإمبراطورية الآزتيك كذلك. حصَّلت الجمهورية الرومانية ترافيد لشنّ الحروب، وكانت الترافيد مدفوعات تُعادل ضرائب المِلكية النسبية.
الإمبراطوريات الترفيدية عكس الإمبراطورية الرومانية وأمثالها التي سيطرت على الأراضي الخاضعة لها واحتلتها. الولاية الترفيدية تُبقي على استقلالها ووضعها السياسي كما هما من خلال دفع الترافيد وحسب. لكن أحيانًا ما سيطرت الجمهورية الرومانية والإمبراطورية الرومانية على ممالك تُرفِّدها.