تاريخ الحرير
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
يعود تاريخ الحرير وفقا لاكتشافات حديثة أجريت في الصين إلى العصر الحجري الحديث (مابين 3000 و 2000 سنة قبل الميلاد). وتعود أقدم قطعة من الحرير اكتشفت في الصين إلى عام 2570 قبل الميلاد).[1] وكانت الصين قد عرفت الحرير وقامت بانتاجه؛ وظل محصوراً بها حتى فتح طريق الحرير خلال النصف الأخير من الألفية الأولى قبل الميلاد. ثم انفردت بانتاجه لألف سنة أخرى. ولم يقتصر استخدامه فقط في صناعة الملابس، بل كان يستخدم أيضا في الكتابة، كما كانت له استخدامات أخرى.
امتدت زراعة الحرير إلى اليابان حوالي 300 م، وازدهرت صناعته؛ ساعد في ذلك وجود التوت البري بكثرة على أراضيها وهو الغذاء الأوحد لدودة القز. ومع حلول عام 552 م، تمكن البيزنطيون من الحصول على بيض دودة القز واستطاعوا خوض أول تجربة لهم في تربية دود القز. بدأ العرب أيضا في صنع الحرير في نفس الوقت. نتيجة لانتشار تربية دودة القز، أصبحت صادرات الحرير الصينية أقل أهمية، على الرغم من أنها كانت لا تزال تحتفظ بالسيطرة على سوق الحرير الفاخر. جلبت الحروب الصليبية إنتاج الحرير إلى أوروبا الغربية، وخاصة للعديد من الدول الإيطالية، التي شهدت طفرة اقتصادية في تصدير الحرير إلى بقية أوروبا. كما بدأت التغييرات في أساليب التصنيع تحدث خلال العصور الوسطى، مع ظهور أجهزة مثل عجلة الغزل أولاً. خلال القرن السادس عشر، انضمت فرنسا إلى إيطاليا في تطوير تجارة حرير ناجحة، على الرغم من أن جهود معظم الدول الأخرى لتطوير صناعة الحرير الخاصة بها لم تنجح.
لقد غيرت الثورة الصناعية الكثير من صناعة الحرير في أوروبا. بسبب الابتكارات في غزل القطن، وأصبح القطن أرخص بكثير للتصنيع مما أثر سلبا على إنتاج الحرير الذي كان أغلى كلفة. لكن تقنيات النسيج الجديدة، ساهمت بشكل واضح في الزيادة من كفاءة الإنتاج.كان أبرزها منسج جاكارد، الذي استخدم لتطريز الحرير. تسبب وباء العديد من أمراض دودة القز في انخفاض الإنتاج، خاصة في فرنسا، حيث لم تنتعش هذه الصناعة أبدًا. في القرن العشرين استعادت كل من اليابان والصين دورهما السابق في إنتاج الحرير، وأصبحت الصين الآن مرة أخرى أكبر منتج للحرير في العالم. قلص ظهور أقمشة جديدة مثل النايلون من انتشار الحرير في جميع أنحاء العالم، وأصبح الحرير الآن مرة أخرى سلعة فاخرة نادرة، وأقل أهمية بكثير مما كان عليه في عصره.