تاريخ الإمبراطورية البيزنطية
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
يغطي تاريخ الإمبراطورية البيزنطية تاريخ الإمبراطورية الرومانية الشرقية منذ العصور القديمة المتأخرة حتى سقوط القسطنطينية عام 1453 م. تشير العديد من الأحداث منذ القرن الرابع حتى القرن السادس إلى الفترة الانتقالية التي انقسمت خلالها الإمبراطورية الرومانية إلى شرقية وغربية.[1] في عام 285، قسّم الإمبراطور ديوكلتيانوس (حكم 284-305) إدارة الإمبراطورية الرومانية إلى قسمين، شرقي وغربي. نقل قسطنطين الأول (حكم 306-337)، بين عامي 324 و330، العاصمة الرئيسية من روما إلى بيزنطة، المعروفة لاحقًا بالقسطنطينية («مدينة قسطنطين») ونوفا روما («روما الجديدة»). أصبحت المسيحية في عهد ثيودوسيوس الأول (حكم 379-395)، الدين الرسمي للإمبراطورية وحُرمت الأديان الأخرى مثل الشرك الروماني. وأخيرًا، في عهد هرقل (حكم 610-641)، أعيدت هيكلة الجيش والإدارة في الإمبراطورية واعتمدت اللغة اليونانية للاستخدام الرسمي بدلًا من اللاتينية. وهكذا، رغم استمرارها كدولة رومانية وحفاظها على تقاليد الدولة الرومانية، يميز المؤرخون المعاصرون بيزنطة عن روما القديمة بقدر توجهها نحو الثقافة اليونانية بدلًا من الثقافة اللاتينية، وتميزها بالمسيحية الأرثوذكسية بدلًا من الشرك الروماني.
هذه المقالة بحاجة لصندوق معلومات. |
تطورت حدود الإمبراطورية بشكل كبير خلال وجودها، إذ مرت بعدة دورات من التدهور والانتعاش. في عهد جستينيان الأول (حكم 527-565)، بلغت الإمبراطورية أكبر توسع لها بعد استعادة جزء كبير من ساحل البحر الأبيض المتوسط الروماني التاريخي، بما في ذلك شمال إفريقيا وإيطاليا وروما نفسها، التي احتفظت بها لمدة قرنين آخرين. في عهد موريكيوس (حكم 582-602)، وُسعت الحدود الشرقية للإمبراطورية واستقرت الحدود الشمالية. تسبب اغتياله في حرب استمرت عقدين من الزمن مع الإمبراطورية الفارسية الساسانية التي استنفدت موارد الإمبراطورية وساهمت في خسائر كبيرة في الأراضي خلال الفتوحات الإسلامية في القرن السابع. وفي غضون سنوات، فقدت الإمبراطورية أغنى مقاطعاتها، مصر وسوريا، أمام العرب.[1]
خلال حكم السلالة المقدونية (القرنان العاشر والحادي عشر)، توسعت الإمبراطورية مرة أخرى وشهدت نهضة استمرت قرنين، انتهت بفقدان معظم آسيا الصغرى أمام السلاجقة الأتراك بعد معركة ملاذكرد عام 1071. فتحت المعركة الطريق أمام الأتراك للاستقرار في الأناضول كوطن لهم.
أظهرت القرون الأخيرة للإمبراطورية اتجاهًا عامًا نحو الانحدار. كافحت من أجل الانتعاش خلال القرن الثاني عشر، لكنها تلقت ضربة قاتلة خلال الحملة الصليبية الرابعة، عندما نُهبت القسطنطينية وحُلّت الإمبراطورية وانقسمت إلى ممالك بيزنطية يونانية ولاتينية متنافسة. رغم استعادة القسطنطينية في نهاية المطاف، وإعادة تأسيس الإمبراطورية عام 1261، ظلت بيزنطة واحدة من عدة دول متنافسة صغيرة في المنطقة خلال القرنين الأخيرين من وجودها. ضم العثمانيين أراضيها المتبقية تدريجيًا خلال القرن الخامس عشر. أدى سقوط القسطنطينية أمام الإمبراطورية العثمانية عام 1453 إلى إنهاء الإمبراطورية الرومانية.