تاريخ الأمريكيين ذوي الأصول الصينية
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
يتضمن تاريخ الأمريكيين ذوي الأصول الصينية أو تاريخ أبناء الإثنية الصينية في الولايات المتحدة ثلاث موجات كبرى من الهجرة الصينية إلى الولايات المتحدة، بدءًا من القرن التاسع عشر. عمل المهاجرون الصينيون في القرن التاسع عشر عمالًا، ولا سيما على السكك الحديدية العابرة للقارة مثل سكة حديد وسط المحيط الهادئ. وعملوا أيضًا عمالًا في المناجم، وعانوا من التمييز العنصري على كل مستويات المجتمع. وأبدى أرباب العمل الصناعيون لهفةً تجاه هذه اليد العاملة الجديدة الرخيصة، وتقلب الغضب في صفوف ذوي البشرة البيضاء بسبب «الخطر الأصفر». على الرغم من وجود بنود تضمن المعاملة المساوية للمهاجرين الصينيين ضمن معاهدة بورلينغيم التي أبرِمت في عام 1868، فقد حشدت المنظمات السياسية والعمالية عمليات تعبئتها ضد المهاجرين الذين ينتمون بزعمهم إلى ما سموه عرقًا أدنى، ونعتوهم بـ«العمالة الصينية الرخيصة».
هذه المقالة بحاجة لصندوق معلومات. |
شجبت الصحف أرباب العمل، وحتى قادة الكنيسة أدانوا قدوم هؤلاء الأجانب إلى ما كانوا يعتبرونها أرضًا لذوي البشرة البيضاء فقط. وقد بلغت المعارضة درجة من العدائية جعلت الكونغرس الأمريكي في عام 1882 يمرر قانون استبعاد الصينيين الذي يحظر الهجرة من الصين طيلة السنوات العشر التالية، ثم مُدد القانون في ما بعد من خلال قانون جيري في عام 1892. يرى البعض أن قانون استبعاد الصينيين هو القانون الوحيد الذي منع الهجرة والتجنيس على أساس العرق في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية. ولم يمنع هذان القانونان الهجرات الجديدة فحسب، بل منعا أيضًا لمّ شمل عائلات آلاف من الرجال الصينيين الذين كانوا يعيشون في الولايات المتحدة بالفعل وقد غادروا الصين دون زوجاتهم وبنيهم. وحظرت قوانين مكافحة تمازج الأجناس في العديد من الولايات الغربية أيضًا زواج الرجال الصينيين من نساء بيضاوات البشرة.[1][2]
وفي عام 1924، حال القانون دون دخول المزيد من الصينيين، أما من كان منهم في الولايات المتحدة بالفعل جُرِّد من الأهلية للحصول على المواطنة منذ العام السابق. وبحلول عام 1924 أيضًا، كان جميع المهاجرين الآسيويين (باستثناء من ينتمون إلى الفلبين، التي كانت قد ضُمت عسكريًا إلى الولايات المتحدة في عام 1898)قد استُبعدوا تمامًا بموجب القانون، وحُرموا من المواطنة والتجنيس، ومُنعوا من استملاك الأراضي. وفي العديد من الولايات الغربية، مُنع المهاجرون الآسيويون حتى من الزواج بالقوقازيات.[3]
لم يبدأ وضع الأمريكيين ذوي الأصول الصينية بالتحسن حتى أربعينيات القرن العشرين، حين قام تحالف بين الولايات المتحدة والصين خلال الحرب العالمية الثانية، إذ خُففت التقييدات المفروضة على دخولهم إلى البلاد وتجنيسهم والزيجات مختلطة الأعراق. وفي عام 1943، سُمح بهجرة الصينيين إلى الولايات المتحدة من جديد –من خلال قانون ماغنوسون- لينتهي بذلك 61 عامًا من التمييز العنصري الرسمي ضد الصينيين، بيد أن المهاجرين الصينيين لم يتدفقوا بأعداد كبيرة حتى عام 1965، حين ألغى قانون الهجرة والجنسية لعام [4] 1965 نظامَ الحصص الموزعة وفقًا للبلد الأم.[5] وبعد الحرب العالمية الثانية، بدأ التحامل على الآسيويين يتراجع، وأبدى المهاجرون الصينيون –إلى جانب غيرهم من الآسيويين (مثل اليابانيين والكوريين والهنود والفيتناميين)- الكثير من التأقلم والتقدم. في الوقت الحالي، يشكل الصينيون أكبر مجموعة عرقية من الأمريكيين ذوي الأصول الآسيوية (نحو 22%)، وقد دحضوا التوقعات السابقة بأنهم سيشكلون كتلة ناتئة غير مندمجة في المجتمع الأمريكي. على سبيل المثال، يكاد العديد من الأمريكيين الصينيين ذوي المولد الأمريكي لا يعرفون شيئًا عن الثقافة الصينية تقريبًا، حالهم في ذلك حال الأمريكيين الأوروبيين والأفارقة تجاه الثقافات الأصلية لأجدادهم.
ووفقًا للإحصاء الأمريكي الرسمي عام 2010، ثمة أكثر من 3.3 مليون صيني في الولايات المتحدة، ما يشكل نحو 1% من إجمالي عدد السكان. وما زال التدفق مستمرًا، إذ ينتقل سنويًا عدد من ذوي الإثنية الصينية من أبناء جمهورية الصين الشعبية وتايوان –وبنسبة أقل جنوب شرق آسيا- إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث فاقت أعدادهم أعداد المهاجرين الهسبان واللاتينيين بحلول عام 2012.[6]