![cover image](https://wikiwandv2-19431.kxcdn.com/_next/image?url=https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/7/7c/Cn_Pompeius_denarius_92000854.jpg/640px-Cn_Pompeius_denarius_92000854.jpg&w=640&q=50)
بحرية الإمبراطورية الرومانية
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
تُشير البحرية الرومانية إلى القوات البحرية لروما القديمة. أدّت البحرية دورًا بارزًا في الغزو الروماني لحوض البحر الأبيض المتوسط، إلا أنها لم تحظَ بنفس مكانة الفيالق الرومانية البرية. عبر تاريخهم، بقي الرومان شعبًا مرتبطًا بالأرض، ولبناء سفنهم اعتمدوا بصورة جزئية على رعاياهم من ذوي المهارات البحرية الأكثر كالإغريق والمصريين. ونظرًا ذلك، لم تعتمد الدولة الرومانية على القوات البحرية بشكل كامل، واعتبرتها «غير رومانية» إلى درجة معينة.
جزء من | |
---|---|
البداية | |
الصراعات | |
البلد | |
مشغل العنصر |
في العصور القديمة، لم تكن القوات البحرية والأساطيل التجارية تتمتع بالاستقلال على الصعيد اللوجيستي كما لدى السفن والأساطيل الحديثة. وعلى عكس القوات البحرية المعاصرة، لم تعمل البحرية الرومانية حتى في أوج أدائها باعتبارها قوات مستقلة، بل عملت كمُلحَق للجيش الروماني.[1]
خلال الحرب البونيقية الأولى، توسّعت البحرية الرومانية بشكل كبير، وأسهمت بشكل كبير في انتصار الرومان وبسْط الجمهورية الرومانية في نهاية الأمر هيمنتَها على البحر الأبيض المتوسط. خلال النصف الأول من القرن الثاني قبل الميلاد، عمِدت روما إلى تدمير قرطاج وإخضاع الممالك الهلنستية في شرق البحر الأبيض المتوسط، محققة بذلك السيطرة الكاملة على البحر الداخلي، الذي أطلقوا عليه اسم ماري نوستروم (بمعنى: بحرنا). برزت أهمية الأساطيل الرومانية مرة أخرى في القرن الأول قبل الميلاد في الحروب على القراصنة، وفي الحروب الأهلية التي أسقطت الجمهورية، والتي شملت حملاتها كافة البحر الأبيض المتوسط. في العام 31 قبل الميلاد، مثّلت معركة أكتيوم البحرية الكبرى آخر الحروب الأهلية، وتكللت بالنصر النهائي لأغسطس قيصر وإنشاء الإمبراطورية الرومانية.[2]
خلال حقبة الإمبراطورية الرومانية، أصبح البحر الأبيض المتوسط «بحيرة رومانية» يعمّها السلام في الغالب. لدى غياب الأعداء البحريين، غالبًا ما اقتصر تكليف القوات البحرية على مهمات الدوريات، ومكافحة القرصنة، والنقل. وفي المقام الأول، تمثّلت المهمة الأكثر حيوية للبحرية الرومانية في تأمين شحْن واردات الحبوب الرومانية وتسليمها إلى العاصمة بلا عوائق عبر البحر الأبيض المتوسط. كما اضطلعت البحرية بتأهيل وصيانة المراكب على الأنهار الحدودية الرئيسية، مثل نهر الراين والدانوب لإمدادات الجيش.
على الحدود القصوى للإمبراطورية، خلال الغزوات الجديدة أو في حالات الدفاع أمام غزوات البرابرة المتزايدة، كانت الأساطيل الرومانية ما تزال منخرطة في حرب مفتوحة. ألحقت الأزمة الإمبراطورية في القرن الثالث خسائر فادحة بالقوات البحرية، والتي تحولت إلى كيان لا يُشبه ما كانت عليه في السابق، على مستوى الحجم والقدرة القتالية. عندما قرعَت موجات متتالية من المهاجرين على الحدود البرية للإمبراطورية المتهالكة، لم تتمكن البحرية سوى من تأدية دور ثانوي فحسب. مع بدايات القرن الخامس، اختُرقت الحدود الرومانية، ورَسى جنودُ ممالك البرابرة على السواحل الغربية للبحر الأبيض المتوسط. كما تمكّنت إحدى تلك الممالك، المملكة الوندالية وعاصمتها قرطاج، من إنشاء أسطول بحري، وأغارت على سواحل البحر الأبيض المتوسط، وحتى غزت روما، في حين لم تستطع الأساطيل الرومانية بأعدادها المتناقصة المقاومة. سقطت الإمبراطورية الرومانية الغربية في أواخر القرن الخامس. وعُرِفت القوات البحرية التابعة للإمبراطورية الرومانية الشرقية باسم البحرية البيزنطية.