باريس تحت حكم نابليون
باريس بين عام (1804-1814) / من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
انتقل القنصل الأول نابليون بونابرت إلى قصر التويليري في 19 فبراير 1800، وبدأ على الفور في إعادة الهدوء والنظام إلى المدينة بعد سنوات من الشكوك والرعب من اندلاع الثورة فيها. وتصالح مع الكنيسة الكاثوليكية، فعقد القداس مرة أخرى في كاتدرائية نوتردام دو باري، وسمح للكهنة بارتداء الملابس الكنسية وللكنائس بقرع أجراسها من جديد. ألغى نابليون منصب عمدة باريس المنتخب واستبدله بمحافظ نهر السين ومدير شرطة من تعيينه، بهدف إعادة النظام إلى المدينة المتمردة. كان لكل من المقاطعات الإثني عشر رئيس بلدية خاص بها، ولكن اقتصرت سلطتهم على تنفيذ المراسيم الصادرة عن وزراء نابليون.[1][2]
بدأ نابليون سلسلةً من المشاريع لتحويل باريس إلى عاصمة إمبراطورية منافسة لروما القديمة بعد أن توج نفسه إمبراطورًا في 2 ديسمبر 1804. بنى النصب التذكارية للمجد العسكري الفرنسي، بما في ذلك قوس الكاروسيل، وعمود فوندوم، وما عُرف لاحقًا باسم كنيسة مادلين، التي كانت هدفت بالأساس لتكون معبدًا للأبطال العسكريين؛ وبدأ بناء قوس النصر. وأنشأ شارعًا جديدًا واسعًا يُدعى رو دو ريفولي (شارع الثورة)، يصل بين ميدان الكونكورد وميدان الأهرامات لتحسين حركة المرور في وسط باريس. كما أجرى تحسينات مهمة على مجاري المدينة وإمدادات المياه الخاصة بها، بما في ذلك القناة القادمة من نهر أورك؛ إضافةً إلى عشرات النوافير الجديدة، بما فيها نافورة شجرة النخيل في قصر شاتليه، وثلاثة جسور جديدة. جسر إينا وجسر أوسترليتز وجسر الفنون (1804)، أول جسر حديدي في باريس. تحول متحف اللوفر إلى متحف نابليون، وعُرض العديد من الأعمال الفنية التي أحضرها من حملاته العسكرية في إيطاليا والنمسا وهولندا وإسبانيا في جناح من القصر السابق؛ وعمل على عسكرة المدارس الكبرى وإعادة تنظيمها لتدريب المهندسين والإداريين.
نما عدد سكان باريس من 546,856 إلى 622,636 بين عامي 1801 و1811، وهو ما يقرب من عدد السكان قبل الثورة الفرنسية، وبحلول عام 1817 وصل هذا العدد إلى 713,966. عانت باريس من الحرب والحصار خلال فترة حكم نابليون بونابرت، لكنها احتفظت بمكانتها كعاصمة أوروبية للأزياء والفنون والعلوم والتعليم والتجارة. احتلت الجيوش البروسية والإنجليزية والألمانية المدينة بعد سقوطه عام 1814، واستُعيدت رموز النظام الملكي مع نجاة معظم آثار نابليون وبعض مؤسساته الجديدة، بما في ذلك شكل حكومة المدينة، وإدارة الإطفاء، والمدارس الكبرى المحدثة.