Loading AI tools
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
الانفصال (بالإنجليزية: Secession/Separation) هو انسحاب مجموعة ما من كيان أكبر حجمًا، كيان سياسي بشكل خاص، أو من أية منظمة أو اتحاد أو حلف عسكري. يمكن أن تكون تهديدات الانفصال استراتيجيةً لتحقيق أهداف أكثر محدودية. لذلك فهو عملية تبدأ بمجرد إعلان مجموعة ما فعل الانفصال (على سبيل المثال إعلان الاستقلال). يمكن أن يجري عبر عملية سلمية أو عنيفة ولكن لا يغير ذلك من طبيعة النتيجة، وهي إنشاء دولة جديدة أو كيان جديد مستقل عن المجموعة أو الإقليم الذي انفصل عنه.[1][2]
هناك العديد من النظريات حول الانفصال ما يصعّب وجود توافق آراء حول تعريفه. هناك أيضًا ادعاء بأن هذا الموضوع قد أهمله الفلاسفة السياسيون، وركز الخطاب مع حلول ثمانينيات القرن الماضي -عندما أثار الموضوع الاهتمام أخيرًا- على المبررات الأخلاقية للحق أحادي الجانب في الانفصال. قدَّم الفيلسوف الأمريكي ألين بوكانان في بداية التسعينات أول سرد منهجي عن الموضوع وساهم في وضع تصنيف معياري في الأدب عن الانفصال. في كتابه الصادر في عام 1991 حول الانفصال: «أخلاقيات الطلاق السياسي من حصن سمتر إلى ليتوانيا وكيبيك»، حدد بوكانان حقوقًا محدودةً في الانفصال تحت ظروف معينة، متعلقة بغالبيتها بالقمع الذي يمارسه الأشخاص المنتمين إلى مجموعات إثنية أو عرقية أخرى، وبشكل خاص الحالات التي حدث فيها احتلال في السابق لشعوب معينة في الماضي.[3][4][5]
وفقًا للكتاب المنشور في عام 2007 «الانفصال والأمن» لمؤلفه العالم السياسي في جامعة جورج ميسن، إحسان بات: تستجيب الدول بعنف للحركات الانفصالية إذا كانت الدولة المحتمَلة ستشكل تهديدًا أكبر حجمًا مما تشكله الحركة الانفصالية العنيفة. تدرك البلاد احتمال وقوع حرب مستقبلية مع الدولة الجديدة المحتملة إذا كانت المجموعة الإثنية التي تقود الصراع الانفصالي ذات هوية منفصلة بشكل عميق عن هوية الدولة المركزية، وإذا كانت الدولة المجاورة عنيفةً وغير مستقرةً.[6]
تؤكد بعض نظريات الانفصال على الحق العام في الانفصال لأي سبب من الأسباب («نظرية الخيار») بينما يؤكد آخرون أنه لا يجب المضي قدمًا بالانفصال إلا لتصحيح ظلمٍ كبير («نظرية السبب العادل»).[7] تؤكد بعض النظريات على كلا المفهومين. يمكن عرض قائمة بالمبررات المؤيدة للحق في الانفصال مثلما وصفها ألين بوكانان وروبرت مكغي وأنتوني بيرتش[8] وجاين جاكوبز[9][10] وليبولد كور[11] وكيركباتريك سيل،[12] والعديد من المؤلفين في كتاب «الانفصال والدولة والحرية» لديفيد غوردون، وتشمل:
يصف ألكساندر باكوفيك،[14] الأستاذ المساعد في قسم السياسة والدراسات الدولية في جامعة ماكواري في أستراليا ومؤلف عدة كتب عن الانفصال خمس مبررات للحق العام في الانفصال ضمن النظرية السياسية الليبرالية:[15]
وصف منظّرو الانفصال عددًا من الطرق التي يمكن بها للكيان السياسي (المدينة، المقاطعة، الإقليم، الولاية) الانفصال عن الدولة الأكبر أو الأصلية:[16][15]
يسرد ألن بوكانان، الذي يدعم الانفصال في ظل ظروف معينة، الحجج التي يمكن استخدامها ضد الانفصال:[17]
وفقًا للعالم السياسي بريدجت إل. كوجنز في جامعة كاليفورنيا، سانتا باربرا، فإن هناك أربعة تفسيرات محتملة في الأدب الأكاديمي للزيادة الحادة في تشكيل الدول خلال القرن العشرين:[18]
قد تصف الحركات التي تعمل على الانفصال السياسي نفسها بأنها استقلالية، منشقة، ذاتية الحكم، لها حق تقرير المصير، مقسمة، انتقالية، لامركزية، سيادية، حركات الحكم الذاتي أو إنهاء الاستعمار بدلاً من، أو بالإضافة إلى أنها حركات انفصالية
خلال القرن التاسع عشر، تم تقسيم المستعمرة البريطانية الوحيدة في شرق البر الرئيسي في أستراليا، نيو ساوث ويلز (إن إس دبليو) تدريجياً من قبل الحكومة البريطانية مع تشكيل مستوطنات جديدة وانتشارها. مثل فيكتوريا (فّي آي سي) في عام 1851 وكوينزلاند (كيو إل دي) في عام 1859.
ومع ذلك، فقد حث المستوطنون على تقسيم المستعمرات طوال الجزء الأخير من القرن نفسه. لا سيما في ولاية كوينزلاند الوسطى (المتمركزة في روكهامبتون) في الستينيات والتسعينيات من القرن التاسع عشر، وفي شمال كوينزلاند (مع وجود بوين كعاصمة استعمارية محتملة) في سبعينيات القرن التاسع عشر. نشأت حركات انفصالية أخرى (أو حركات انفصال إقليمي) ودعت إلى انفصال نيو إنجلاند في شمال وسط نيو ساوث ويلز، ودينيليكوين في مقاطعة ريفرينا أيضًا في نيو ساوث ويلز، وجبل جامبير في الجزء الشرقي من جنوب أستراليا.
ظهرت حركات الانفصال عدة مرات في غرب أستراليا (دبليو إيه)، حيث تمت الموافقة على استفتاء أجري عام 1933 للانفصال من اتحاد أستراليا بأغلبية الثلثين. كان على البرلمان البريطاني المصادقة على الاستفتاء، الذي رفض المصادقة، على أساس أنه يتعارض مع الدستور الأسترالي.
تدّعي مقاطعة هوت ريفر (بالإنجليزية: Hutt River Principality) أنها انفصلت عن أستراليا في عام 1970، على الرغم من أن أستراليا أو أي دولة أخرى لم تعترف بذلك. لكن وفقًا لمعجم عن الحركات القومية في جميع أنحاء العالم فإن ماكاو يصادف أنها تعترف بتلك المقاطعة.
بعد تحريرها من قبل الجيش الأحمر (جيش العمال والفلاحين الروسي الأحمر) والجيش الأمريكي، انفصلت النمسا عن ألمانيا النازية في 27 أبريل 1945. وقد حدث ذلك بعد سبع سنوات من كون النمسا جزءًا من الرايخ الثالث لأدولف هتلر بعد عملية آنشلوس على النمسا وضمها إلى ألمانيا النازية في مارس 1938، ولم يكن من الممكن أن يحدث هذا الانفصال دون هزيمة الرايخ الثالث من قبل الحلفاء.
في 25 أغسطس، 1830، في عهد وليام الأول، تم تقديم الأوبرا الوطنية (La muette de Portici) في بروكسل، وبعد فترة وجيزة وقعت الثورة البلجيكية، مما أدى إلى الانفصال البلجيكي عن هولندا.
في عام 1825، وبعد فترة وجيزة من تمكّن إمبراطورية البرازيل من هزيمة كورتيس-جيرايس (Cortes-Gerais) والبرتغال في حرب الاستقلال، أعلن قوميو البلاتينين (platinean nationalists) في محافظة سيسبلاتينا (Cisplatina) الاستقلال وانضموا إلى المحافظات المتحدة (United Provinces)، مما أدى إلى حرب راكدة بين كليهما، حيث تم إضعافهما بدون القوى العاملة والهشة سياسيا. قبلت معاهدة السلام استقلال الأوروغواي، وأعادت تأكيد حكم كلتا الدولتين على أرضهما وبعض النقاط المهمة مثل الملاحة المجانية في نهر سيلفر (Silver River).
حدثت ثلاث تمردات انفصالية غير منظمة إلى حد ما في كل من ولاية غراو بارا وباهيا ومارانهاو، حيث كان الناس غير راضين عن الإمبراطورية (كانت هذه الولايات معاقل برتغالية في حرب الاستقلال). وكانت ثورة مالي (Malê Revolt) في باهيا، ثورة عبيد إسلامية. في النهاية تم سحق هذه التمردات الثلاثة بشكل دموي من قبل الإمبراطورية البرازيلية.
كانت بيرنامبوكو (Pernambuco) أكثر المناطق نازية في كل البرازيل، والتي حاولت في خمس ثورات خلال الأعوام (1645–1654، 1710، 1817، 1824، 1848) مقاطعة شركة الهند الهولندية والانفصال عن الإمبراطورية البرتغالية والإمبراطورية البرازيلية. سُحق الثوار في هذه المحاولات إذ أستخدم الزعماء السياسيين النار لتفكيكهم وتقسيم أراضيهم، ومع ذلك استمروا في التمرد حتى أصبح أراضيهم أصغر مما كانت عليه من قبل.
في حرب راغاموفين (Ragamuffin)، كانت ولاية ريو غراندي دو سول (Province of Rio Grande do Sul) تمر في ذلك الوقت بحرب ليبرالية ومحافظة. بعد أن فضّل الإمبراطور المحافظين، استولى الليبراليون على العاصمة وأعلنوا جمهورية مستقلة، وكانوا في طريقهم إلى ولاية سانتا كاتارينا (Province of Santa Catarina)، معلنين جمهورية جوليانا (Juliana Republic). في النهاية تم إجبارهم على العودة ببطء، وعم السلام بينهم وبين الإمبراطورية. لم تكن هذه الحرب حربًا انفصالية، حتى لو كانت ستصبح دولة منفصلة إذا هُزمت الإمبراطورية، بعد أن وافقت الإمبراطورية على مساعدة اقتصادها عن طريق فرض ضرائب على منتجات الأرجنتين (مثل اللحوم الجافة)، واتحاد الثوار مع الإمبراطورية بل وملأوا صفوفها، إضافة إلى كونهم مقاتلين ممتازين.
في العصر الحديث، كانت منطقة جنوب البرازيل مركزًا لحركة انفصالية بقيادة منظمة تدعى (الجنوب هو بلدي) (بالإنجليزية: The South is My Country) منذ تسعينيات القرن العشرين. يدعّي مناصرو انفصال الجزء الجنوبي من البرازيل أن واحدة من أسباب الانفصال هي الضرائب بسبب كون هذه المنطقة واحدة من أغنى المناطق في البلاد والنزاعات السياسية مع أقصى ولايات شمال البرازيل، وكذلك بسبب الفضيحة الأخيرة التي تدور حول حزب العمال إذ وّجد أنهم يعقدون صفقات مشبوهة مع شركة النفط المملوكة للدولة بتروبراس (Petrobras) ومساءلة الرئيسة آنذاك ديلما روسيف (Dilma Rousseff). بالإضافة إلى ذلك، هناك أيضًا فجوة عرقية بسبب كون المنطقة الجنوبية هي في الغالب أوروبية يسكنها بشكل أساسي الألمان والإيطاليون والبرتغاليون وسكان أوروبيين أخرين على النقيض من بقية البرازيل التي تعد بوتقة لثقافات متعددة وما يعرف بـِ «الديمقراطية العنصرية» (Racial Democracy). صوّت إقليم الجنوب في عام 2016 في استفتاء غير رسمي يسمى «بليبيسول» "Plebisul"، حيث أيد 616,917 (أو نصف مليون) ناخب الانفصال وخلق منطقة جنوب مستقلة بنسبة 95٪.
توجد حركة انفصالية برازيلية أخرى في ولاية ساو باولو والتي تسعى إلى جعلها دولة مستقلة عن بقية البرازيل.
Seamless Wikipedia browsing. On steroids.
Every time you click a link to Wikipedia, Wiktionary or Wikiquote in your browser's search results, it will show the modern Wikiwand interface.
Wikiwand extension is a five stars, simple, with minimum permission required to keep your browsing private, safe and transparent.