انتواع محاذ
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
يتطور في الانتواع المحاذي أو الانتواع الباراباتري (بالإنجليزية: Parapatric speciation) نوعان من الأقليات بالانعزال التكاثري من نوعٍ آخر، ويستمر تبادل الجينات. لهذا النموذج من الانتواع ثلاث صفات مميزة: 1) يحدث التزاوج بشكلٍ غير عشوائي، 2) يحدث انسياب المورثات بصورةٍ غير متكافئة، 3) توجد التجمعات السكانية في نطاقاتٍ جغرافيةٍ مترابطة أو غير مترابطة. قد يكون هذا النمط من التوزيع نتيجةً لتشتت حيوي غير متساوٍ أو عوائق جغرافية غير مكتملة أو تعبيرات جينية متباينة متعلقة بالسلوك في جملة أمور. ويتنبأ الانتواع المحازي بأن المناطق الهجينة غالبًا ما تكون موجودة في نقطة اتصال بين المجتمعين السكانيين.
في الجغرافيا الحيوية، يُستخدم مصطلحا المحازي (parapatric) والباراباتري (parapatry) لوصف العلاقة بين الكائنات الحية التي لا تتداخل نطاقاتها في الجراحة بشكلٍ كبير ولكنها متاخمة لبعضها مباشرةً؛ لا تحدث معًا إلا في منطقة الاتصال الضيقة. الانتواع المحازي هو توزع جغرافي معاكس للانتواع التماثلي «السمبتري» (نفس المنطقة) والانتواع التبايني «الألوباتري» أو الانتواع الخارجي «البيريباتري» (حالات متشابهتان في مناطق مختلفة).
اقتُرحَت نماذج متنوعة ستناقَش فيما بعد. صنّف كل من جيري كوين وإتش. آلين أور في كتاب «الانتواع» هذه النماذج إلى ثلاث مجموعات: تدرج نمطي (مدروج بيئي) و«نقطة انطلاق» (الجمهرة المنعزلة) والانتواع الموائم في فهرس أبجدي مع معظم المواد المطبوعة في قسم الانتواع المحازي.[1] منذ ذلك الحين تُقسَم النماذج وفق نَسق مماثل.
يُعَد تشارلز داروين أول من اقترح هذا النموذج من الانتواع الذي لم يُعرَف حتى عام 1930 عندما نشر رونالد فيشر كتابه «النظرية الوراثية للانتقاء الطبيعي» حين لخّص نموذجاً نظرياً حرفياً للانتواع المتدرج. اقترح جوزيف فيلسنشتاين في عام 1981 نموذجًا بديلًا لـ «الجمهرة المنعزلة» (نقطة الانطلاق)، ومنذ زمن داروين، أُجري قدرٌ كبيرٌ من الأبحاث حول الانتواع المحازي، وخلصت إلى أن آلياته مقبولة نظريًا، «وبالتأكيد حدث معظمها في الطبيعة».[1]