الميكروبات في الثقافة الإنسانية
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
لم تُعرف الميكروبات كما نعرفها اليوم إلا بعد اختراع المجهر، ورغم طرح العالم والشاعر الإيطالي جيرولامو فراكاستورو لـ «نظرية جرثومية المرض» منذ عام 1546، والتي كانت تقترح أن الأمراض الوبائية سببها كيانات متنقلة شبيهة بالبذور من الممكن أن تنقل عدوى من خلال التلامس المباشر أو غير المباشر أو حتى دون تلامس عبر المسافات البعيدة، وهو ما يعد فهمًا قريبًا من مفهوم الميكروبات المسببة للأمراض، إلا أن نظرية ميازما كانت الأكثر شيوعًا وتصديقًا بين الأطباء والعامة، والتي تفترض أن سبب الأوبئة هو الهواء العفن والروائح الكريهة المنبثقة من تعفن المواد العضوية. وقد لعبت الميكروبات (الكائنات الحية الدقيقة) أدوارًا عديدة في الثقافة الإنسانية، وظهرت آثارها واستخداماتها في الأدب والموسيقى والأفلام وذلك قبل التعرف عليها واكتشاف وجودها. في الجانب العملي، تم استخدام الميكروبات في نشاطات متنوعة من الحرب البيولوجية للتخمير في صناعة الأغذية كالخبز والجعة والنبيذ الذين تم إنتاجهم من الخميرة منذ فجر الحضارة، كما في مصر القديمة. ميكروبات كالبكتيريا والفيروسات مهمة كمسببات للمرض في البشر، والمحاصيل، والحيوانات المستأنسة. ويعد التخمير مصدر مهم للمواد الكيماوية، حيث اكتشف كيميائيو الصناعة كيفية تصنيع العديد من الكيماويات العضوية بما في ذلك الإنزيمات والجزيئات الحيوية كالهرمونات لاستخدامها كأدوية. يستخدم التخمير كذلك لإنتاج بدائل للوقود الحفري في صورة إيثانول وميثان، ويمكن كذلك إنتاج الوقود من الطحالب (وقود طحلبي). الميكروبات اللاهوائية مهمة في معالجة الصرف الصحي. في البحث العلمي، تستخدم الخميرة كنموذج حي خاصة في علم الوراثة والمجالات المتعلقة به
على الصعيد الفني، ناقشت ترنيمة قديمة صناعة الخمر ترجع للحضارة السومرية في عام 1800 ق.م. في العصور الوسطى، ناقش كتاب ديكاميرون لجيوفاني بوكاتشيو، وحكايات كانتربري لجيفري تشوسر خوف الناس من الأمراض المعدية المميتة والانهيار المعنوي الذي قد ينتج. استغل الروائيون احتماليات نهاية العالم بسبب الجوائح بدءًا من روايةالرجل الأخير لماري شيلي في 1826 مرورًا برواية الطاعون القرمزي لجاك لندن في 1912. كتب هيلاير بيلو قصيدة فكاهية إلى «الميكروب» في 1912. شكلت قصص الطاعون والعدوى الجماعية الدرامية محور العديد من أفلام هوليوود، بدءًا من Nosferatu في 1922. في 1971، روى فيلم سلالة أندروميدا The Andormeda Strain قصة ميكروب غير أرضي يحدد حياة البشر على الأرض.
استخدم علماء الأحياء الدقيقة منذ ألكسندر فلمنج المستعمرات البكتيرية الملونة أو الفلورية لصناعة أعمال فنية مصغرة