المورمونية والمسيحية
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
بين المسيحية والمورمونية تاريخ معقد من العلاقات اللاهوتية والتاريخية والاجتماعية. يعبر المورمون عن عقائدهم باستخدام مصطلحات الكتاب المقدس الرسمية، وتتشابه نظرتهم إلى فداء المسيح وقيامته الجسدية وعودته الثانية مع نظرة المسيحية التقليدية. ولكن معظم المورمونيين لا يقبلون النظرة التثليثية عند المسيحية الأرثوذكسية النيقية، التي أقرت في عقيدة نيقية في العقائد رقم 325 و381،[1] ومع أن المورمونيين يقدّسون الكتاب المقدس، فإنهم لا يقولون بعصمته من الخطأ. تبنى المورمونيين إلى جانب الكتاب المقدس كتبًا أخرى، منها كتاب مورمون، والعقيدة والعهود، واللؤلؤة الغالية. يقرّ المورمونيون بالتعميد ويمارسونه، ويحتفلون بالقربان المقدس، ولكنهم إلى جانب هذا يشتركون في شعائر دينية لا تقرّها المسيحية التقليدية. على الرغم من بعض الإختلافات مع المسيحية التقليديَّة، الأ أنَّ المورمون يعرّفون أنفسهم كمسيحيين.[2]
يركّز بعض المسيحيين على الاختلافات بينهم وبين المورمونيين فيعدّون المورمونية ديانة غير مسيحية، أما المورمونيون فيركزون على التشابهات، لذا يصعب عليهم أن يوصفوا بهذا الوصف.[3] لا يقبل المورمونيون العمادة غير المورمونية، ولا المسيحيون يقبلون العمادة المورمونية. يبشر المورمونيون بدينهم بين المسيحيين اسمًا أو فعلًا، وكذلك يبشر بعض المسيحيين -خاصةً الإنجيليين- بدينهم بين المورمونيين. يرى بعض الباحثين أن المورمونية شكل من أشكل المسيحية، ولكنها بعيدة عن المسيحية التقليدية بعدًا جعلها تؤسس تراثًا دينيًّا جديدًا، بالإضافة إلى أن المسيحية شكل من أشكال اليهودية.[4]
بدأت الحركة المورمونية مع جوسيف سميث في العقد الثالث من القرن التاسع عشر، وكان بينها وبين بروتستانتية ذلك العصر تشابهات قوية.[5] يؤمن المورمونيون أن الله أعاد من خلال سميث وخلفائه عقائد وشعائر فقدتها المسيحية ولكن المسيح كان يقول بها ويفعلها. على سبيل المثال، رفض سميث بناءً على «الرؤيا الأولى» عقيدة نيقية التثليثية، واعتقد أن الله الآب، وابنه المسيح والروح القدس، ثلاث «شخصيات» مستقلة.[6] تقرّ أكبر طوائف المورمونية، وهي كنيسة فدّيسي اليوم الآخر، باختلافها مع المسيحية التقليدية، ولكنها مع ذلك تركز على المشتركات مثل التركيز على الإيمان بالمسيح واتباع تعاليمه، ومعجزة الفداء، وعقائد أخرى كثيرة.[7]