المجاعة السوفيتية 1932-1933
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
المجاعة السوفيتية لعام 1932-1933 كانت مجاعة من صنع الإنسان[1] اثرت في مناطق إنتاج الحبوب في الاتحاد السوفيتي في الموسم الزراعي 1932-1933، مما ادى إلى وفاة الملايين في تلك المناطق وحدوث شحة في الغذاء في جميع ارجاء الاتحاد السوفيتي، المجاعة ضربت مناطق أوكرانيا وشمال القوقاز، ومنطقة الفولغا وكازاخستان[2]، جنوب الأورال وسيبيريا الغربية[3].غاريث جونز كان أول صحفي غربي كتب تقرير عن تلك المجاعة[4]، المجاعة حدثت نتيجة الإجراءات التي قامت بها الدولة السوفيتية بما في ذلك، الزراعة القسرية والتخطيط الاقتصادي السيء والقمع السياسي في الريف، يعتقد كثيرون ان المجاعة كانت مدبرة من ستالين من اجل اخضاع الفلاحين لسلطته، على سبيل المثال في اوكرانيا كان من ضمن مقررات البرنامج الزراعي هو قيام الفلاحين بتسليم ممتلكاتهم ومواشيهم للمزارع الحكومية بثمن زهيد تحدده الدولة، وهو ما ادى إلى تذمر الفلاحيين فلا يوجد انسان عاقل يسلم ممتلكاته التي حصل عليها بشق الانفس من اجل ما يسمى (الغد الشيوعي المشرق) فقام الفلاحيين برفض البرنامج الزراعي، حاول ستالين ثنيهم باستخدام القوة لكنة لم يفلح اذ قاموا بنحر مواشيهم ودفن محاصيلهم بدل تسليمها لصالح البرنامج الزراعي، مما اغضب ستالين بشدة فأعطى أوامره للشرطة السرية بتجريد الفلاحيين من كل ممتلكاتهم وعدم ترك شيء ونقلهم بالقوة إلى المزارع الجماعية، واتخذ تدابير انتقامية ضد الفلاحيين وفرض عليهم حصص حصاد يستحيل بلوغها وكان ممنوع على الفلاح الاحتفاظ بثمرة واحدة قبل ان يكمل الحصاد المفروض علية مما ادى إلى موت الملايين جوعاً في حين كانت مخازن الغذاء مليئة بالحبوب، اتخذ ستالين إجراء اخر حيث اصدر قرار يمنع سفر الافراد من جمهورية إلى أخرى دون جواز من اجل منع الفلاحيين الجائعين من الهروب وفرض حصار عليهم، كان يريد كسر ارادة الفلاحيين من خلال تجويعهم حتى الموت[5] ، في خريف عام 1933 وبعد اقتناعه بخضوع الفلاحيين اصدر قرار يسمح للفلاح بالاحتفاظ بالقليل من المحصول وانتهت المجاعة.[6][7]
هذه المقالة بحاجة لصندوق معلومات. |
يُقدَّر عدد الأوكرانيين ممن لقوا حتفهم نتيجة المجاعة بنحو 2.4-4 مليون شخص، ومن الصعب تحديد العدد الدقيق للوفيات بسبب نقص السجلات، ولكن هذا العدد يزداد بشكل كبير إذا ما تم تضمين الوفيات الواقعة في منطقة كوبان -التي تمتلك كثافة سكانية عالية من الأوكرانيين. لا تزال تُذكَر التقديرات الأقدم في كثير من الأحيان في التعقيبات السياسية، ووفقًا لنتائج محكمة استئناف كييف عام 2010، بلغت الخسائر الديموغرافية الناجمة عن المجاعة 10 ملايين؛ 3.9 مليون حالة وفاة مجاعة مباشرة، و6.1 مليون حالة عجز في تعداد الولادات.[8][9][10][11]
كان ستالين وأعضاء آخرون في الحزب قد أمروا بتصفية الكولاك كطبقة، وهكذا أصبحوا هدفًا للدولة. كان الفلاحون الأغنياء الذين يمتلكون الأراضي يُسَمَّون بالكولاك، وقد صوَّرهم البلاشفة كأعداء للشعب، إذ وصلت الحملة السوفييتية للقمع السياسي ذروتها في 1929-1932، وهذا تضمّن الاعتقالات والترحيل والإعدام لأعداد كبيرة من الفلاحين الميسورين وعائلاتهم.
وتشمل العوامل الرئيسية المساهمة في المجاعة ما يلي: الإجبار على الزراعة الجماعية كجزء من الخطة الخمسية السوفييتية الأولى، شراء الحبوب القسري، إضافةً إلى التصنيع المتسارع، وانخفاض القوى العاملة الزراعية، والعديد من موجات الجفاف السيئة.[12][13] ينظر بعض المؤرخين إلى المجاعة على أنها إبادة مُتَعمَّدة ضد الأوكرانيين والكازاخستانيين، بينما يشكك نقاد آخرون في أهمية أية دوافع عرقية –الأمر الذي ينطوي عليه استخدام مصطلح الإبادة في العادة، ويركزون عوضًا عن ذلك على علاقة مالكي الأراضي من الفلاحين المهتمين بالملكية الخاصة، مع المبادئ الأساسية للحزب الشيوعي الحاكم المعارضة لتلك المصالح تمامًا.[14]
بالإضافة إلى المجاعة الكازاخية في الأعوام 1919-1922، شهدت هذه الأحداث خسارة كازاخستان لأكثر من نصف سكانها في غضون 10-15 سنة بسبب السلطة السوفيتية، إذ جعلت المجاعة الكازاخستانيين أقلية في جمهوريتهم، فقبل المجاعة كان نحو 60٪ من سكان الجمهورية كازاخستانيين، أمّا بعد المجاعة أصبحت نسبتهم نحو 38٪ فقط من السكان.[15]